جيش بشار ينهزم، والفقر ينتصر في مصر في ختام مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/28 الساعة 18:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/28 الساعة 18:02 بتوقيت غرينتش

اختتمت سهرة الأربعاء 27 يوليو/تموز 2016 بمدينة وهران بالجزائر، فعاليات الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وذلك بعد 6 أيام من المنافسة وعرض الأفلام المشاركة.

بعد 6 أيام من المنافسة، اختتم مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي فعالياته بإعلان تتويج فيلم "نوارة" المصري بجائزة المهرجان، الذي طغت عليه الأفلام التي تستلهم واقع المتغيرات والأحداث الكبرى التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها ظاهرة "داعش"، ومعاناة الفقراء، والأحداث في سوريا.

وعرفت طبعة هذه السنة مشاركة 34 فيلماً بين الوثائقي، القصير والطويل، من مختلف الدول العربية، عالجت في مجملها حسب محافظ المهرجان إبراهيم صديقي مواضيع تخص العالم العربي، منها القصص الاجتماعية والأمنية.

"داعش" في الواجهة

نظرة خفيفة على طبيعة المشاركات، توحي بأن الأفلام التي دخلت المنافسة، كانت قصصها تستلهم من عمق الواقع العربي، خاصة ما تعلق بتوسع تنظيم الدولة في الشام والعراق وتأثيراتها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

ففيلم "الخسوف" للمخرج التونسي فاضل الجزائري، تناول تحقيقاً قضائياً حول جريمة قتل إحدى النساء، يكشف عن شبة تجنيد الشباب التونسي في صفوف تنظيم الدولة في سوريا.

وكذا الحال بالنسبة "للطريق الى إسطنبول" لمخرجه الجزائري رشيد بوشارب، والذي يروي قصة فتاة بلجيكية فرت من البيت باتجاه تركيا، قبل الالتحاق بتنظيم الدولة في سوريا، وحاول الفيلم نقل تضحيات الأم من أجل السفر لإقناع الفتاة للعدول على القرار والعودة الى البيت.

كما كان موضوع الفيلم السوري "فانية وتتبدد" لمخرجه نجدة إسماعيل آنزور، يعالج واقع "داعش" في سوريا، وحال عائلة تعيش بالشمال في منطقة الصراع، بحيث حاول الفيلم نقل المحاولات الموضوعة لإنقاذ عائلة من شر التنظيم.

وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي إن من مهام السينما والفن العربي معالجة قضايا المجتمع لاسيما وليدة السنوات الأخيرة، بما فيها التطرف.

وهو ما ذهبت إليه الممثلة المصرية صفية العمري في حديثها مع"عربي بوست"، إذ قالت إن السينما قادرة على معالجة أمراض الأمة، بما فيها القضايا الأمنية والإرهاب.

واعتبرت ما عرض في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي رسائل واضحة للشباب كي لا يقعوا في مصيدة بعض المحرضين والمتطرفين، خاصة مع استعمال شبكات التواصل الاجتماعي.

فيلم يمجّد النظام السوري يخرج صفر اليدين

شارك المخرج السوري المحسوب على نظام بشار الأسد نجدة إسماعيل آنزور بفيلمه الجديد "فانية وتتبدد"، وهو فيلم أثار جدلاً في أوساط عامة الجزائريين، كونه رشح كفة انتصار الجيش العربي السوري في حربه هناك.

ويتناول الفيلم قصة عائلة سورية تقطن إحدى قرى المنطقة الشمالية القريبة من الحدود التركية، ونقل معاناتها أمام الحصار المفروض من تنظيم داعش شرقاً، وجبهة النصرة غرباً.

وكانت خاتمة الفيلم بتدخل الجيش السوري بثوب البطل، الذي حرر العائلة وبنتها التي كانت معتقلة بين أيدي "جبهة النصرة".

هذه المشاركة المندرجة ضمن منافسة أحسن فيلم طويل لم تظفر بأي جائزة تذكر.

واعتبر أحمد بن حازورلي، ناقد وأستاذ في السينما، فيلم "فانية وتتبدد" عملاً يفوح بالسياسة، وترجيح كفة متصارع ضد الآخر قبل نهاية المعركة، هو بمثابة الإمضاء على شهادة وفاة العمل الفني.

فرغم التصوير العالمي والمؤثرات، كما يرى حازورلي، إلا أن طريقة معالجة الموضوع لم ترق لأن يكون جديراً بالتتويج.

السينما مثل الإعلام في نظر المتحدث، يجب أن يبقيا محايدين وبعيدين عن الميول غير المبرر، وهو ما لم يقم به المخرج نجدة إسماعيل آنزور في عمله المشارك في مهرجان وهران للفيلم العربي.

الفقر ينتصر في مصر.. ويتوج

توج الفيلم المصري "نوارة" للمخرجة هالة خليل بالجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران الجزائرية، كما اقتنصت بطلته منة شلبي جائزة أحسن دور نسائي.

أحداث الفيلم جرت بين حارات الحي الفقير وطرقات وفيلات الكومباوند، وفيه نوارة كل يوم في رحلة الذهاب والعودة، حاملة في رحلتها بين هذا العالم وذاك هموم طبقتها وأحلامها البسيطة، ولكن لم تعلم نوارة أن الأحداث في بلدها ستأتيها بما لم تكن تتوقعه.

ويعتبر الناقد السينمائي حازورلي الفيلم جديراً بالتتويج إذا قورن بما تم عرضه، حيث أحسنت المخرجة في نظره طريقة معالجة ظاهرة الفقر في مصر، وربطها بالأحداث المتسلسلة هناك.

وبعكس ما فعله آنزور يضيف حازورلي: "السيناريست ومخرجة الفيلم عالجا قصة نوارة بموضوعية، ونقلاها صوتاً وصورة كما لو كان المشاهد يعيش في تلك الأحياء التي لم يزدها التغيير في مصر سوى قسوة".

وبدت المخرجة هالة خليل في قمة السعادة بتتويج فيلمها بالوهر الذهبي، واعتبرته خطوة مهمة في مسارها.

وقالت في لقاء إعلامي أعقب عملية التتويج: "أُهدي هذا الإنجاز لروح المخرج المصري الراحل محمد خان الذي وافته المنية في 25 يوليو/تموز 2016 عن عمر يناهز 73 عاماً، وطالبت بالبحث في موروثات المخرج الكبيرة".

ما عرض قديم.. ومهرجان طغت عليه الارتجالية

قادري عبدالكريم، ناقد سنيمائي جزائري، ينظر الى المهرجان بعين الانتقاد، في آخر أيامه.

فالمهرجان كما صرح لـ"عربي بوست" لم يستطع استقطاب الأفلام العربية المهمة، فكانت أغلب الأفلام المشاركة قديمة نسبياً، شارك معظمها في مختلف المهرجانات، أي خفّ وميضها.

وهناك بعض الأفلام في نظر قادري موجودة على النت وعُرضت تلفزيونياً، وقد حدث كل هذا في ظل غياب لجنة المشاهدة التي كان من المفروض أن تتحمل مسؤولية جلب الأفلام والاختيارات.

غياب نجوم السينما العرب هو الآخر حال دون إعطاء صورة أجمل للمهرجان كما سجله في ملاحظاته الناقد، إذ لم ير أي وجه سينمائي شبابي مهم، ممن يتابعه جيل اليوم.

وفي شق التحكيم قال قادري: "هناك العديد من المحكمين في المسابقات الرسمية لا يملكون مرجعية سينمائية وتجربة قوية تؤهلهم للتحكيم كما لم يتم التعامل بندّية بين الأفلام الروائية والوثائقية، حيث تم تهميش الوثائقي، مع أن كلاهما يحمل الأهمية نفسها".

كما تم تسجيل أخطاء تقنية كثيرة على آلة العرض السينمائي، تسببت في تأخير العديد من العروض، وعدم احترام توقيت العرض، ما أثّر على البرمجة بشكل عام وأثارت حفيظة الكثيرين.

أما الافتتاح الرسمي فكان غير مدروس تماماً من الناحية الفنية، لهذا جاء باهتاً وارتجالياً في نظر قادري، وهي الصورة التي تكررت خلال حفل الاختتام، إذ لا يعقل كما يقول الناقد "أن يتحول حفل ختام تظاهرة سينمائية إلى عملية عرض أزياء".

نتائج المهرجان

في اختتام الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي كشفت لجنة التحكيم كما جاء في الصفحة الرسمية للمهرجان على فيسبوك

عن المتوجين وجاءت على الشكل التالي:

فئة الأفلام الوثائقية

جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "أبداً لن نكون أطفالاً" لمحمود سليمان من مصر.
الجائزة الكبرى لفيلم "في راسي رونبوان" لحسان فرحاني من الجزائر.

فئة الأفلام الروائية القصيرة

جائزة تنويه خاصة للفيلم التونسي "غصرة" لجميل نجار.

جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الجزائري "قنديل البحر" للمخرج داميان اونوريه.

الجائزة الكبرى للفيلم المصري "حار جاف صيفاً" لشريف البنداري.

فئة الأفلام الروائية الطويلة

جائزة التنويه "صمت الراعي" لرعد المشتت من العراق.

جائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي "مسافة الميل بحذائي" لسعيد خلاف.

جائزة أحسن دور نسائي للممثلة المصرية منة شلبي عن فيلم نوارة.

أحسن دور رجالي للممثل اللبناني ألان سعادة عن فيلم "كتير كبير".

جائزة أحسن سيناريو لجود سعيد في الفيلم السوري "بانتظار الخريف".

جائزة أحسن إخراج للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي عن فيلمه "البئر".

الجائزة الكبرى للفيلم المصري "نوارة" للمخرجة هالة خليل.

علامات:
تحميل المزيد