رغم الجدل المحيط بقصته ومكان تصويره ، نشر الممثل المصري خالد أبو النجا نسخةً من الملصق الدعائي لمسلسل Tyrant الأميركي، والتي تحمل صورة الممثل الفلسطيني أشرف برهوم أحد أبطال المسلسل، داعياً جمهوره إلى متابعة الحلقة الثانية من الجزء الثالث من الدراما السياسية التي تتناول قصة أحد الطغاة.
أبو النجا أثنى على دور برهوم الذي يقوم بدور الطاغية جمال في العمل الذي يشارك به أبو النجا أيضاً لأول مرة كضيف شرف في دور رجل مسلم يخوض الانتخابات الرئاسية في دولة تعاني من اضطرابات سياسية، علماً بأن صناع العمل أكد غير مرة أن أحداث Tyrant مستوحاة من الثورة السورية.
Great Actor Ashraf Barhom 😉
(Jamal) fate tonight on @TyrantFX episode 302 https://t.co/NckLq6H1q1— Khaled Abol Naga (@kalnaga) July 14, 2016
المغرب وإسرائيل
وبدأ عرض الجزء الجديد في 6 يوليو/تموز 2016 وهو من إنتاج قناة FX الأميركية، وصورت أولى حلقاته في المغرب كما صورت بعض حلقاته في إسرائيل.
وكان عرض الجزء الأول من المسلسل الذي طرح في العام 2014، أثار الكثير من الجدل، ليس فقط بسبب مكان تصويره، بل بسبب قصته التي تحاكي قصة الثورة السورية وآل الأسد مع اختلافات طفيفة.
وهو أمرٌ نفاه أبو النجا في رده على أسئلة "عربي بوست"، رغم إعلان ذلك من قبل صنّاع العمل والمشاركين به صراحة أن المسلسل مستوحى من الأزمة السورية.
كما نفى الممثل البالغ من العمر 49 عاماً أن يكون قد توجه إلى إسرائيل لتصوير الجزء الذي سيشارك به، بل أعلن أن موقع التصوير هو في المجر، مؤكداً أنه ما كان ليسافر إلى إسرائيل لو كان التصوير فيها.
أبو النجا ذكّر بمشاركته في فيلم "عيون الحرامية" عن القضية الفلسطينية والذي صور في الضفة الغربية، ومثّل فلسطين عن فئة الفيلم الأجنبي، بمسابقة الأوسكار في العام 2014.
Have you read the news? Abuddin has a new interim president. #TyrantFX pic.twitter.com/eSKvP9mlZx
— Tyrant (@TyrantFX) June 24, 2016
جمهورية أبدين
وقائع العمل تدور حول دولة "أبدين" الخيالية التي تعاني من اضطرابات سياسة في الشرق الأوسط.
ويحكي قصة شاب هو ابن لطاغية، يترك بلاده لدراسة الطب في لوس آنجلوس ويتزوج من أميركية، ثم يعود إلى وطنه بعد 20 عاماً لحضور زفاف ابن شقيقه الذي أصبح حاكم البلاد بعد وفاة الأب.
تقوم ثورة شعبية على عائلة "الفايد" الحاكمة، ويضطر البطل للمكوث في بلاده، ثم يحاول الانقلاب على الأخ الحاكم بمساعدة أميركا، لكن المحاولة تفشل لتتطور الأحداث الدرامية.
أبو النجا ليس الممثل العربي الوحيد في Tyrant، فقد سبق وأن شارك في التمثيل به عدد كبير من الفنانين من أصول عربية وشرق أوسطية، على رأسهم الممثل الفلسطيني الأصل الإسرائيلي الجنسية أشرف برهوم في دور جمال الفايد، والممثل السويدي من أصول لبنانية فارس فارس في دور فوزي نضال.
شخصية حسين القاضي
وكان موقع Scoop Empire أجرى لقاءً مع أبو النجا ذكر فيه أنه يلعب دور رجل دين مسلم يحمل أفكاراً وسطية يحاول من خلال ما يحظى به من احترام وثقة، أن يوجد حلاً يحقن دماء شعبه الذي تمزق بين حكم طاغية ورغبته في نيل حريته والعيش في ظل نظام ديمقراطي.
وكشف الفنان المصري في لقائه أنه لم يكن قد شاهد المسلسل قبل أن يعرض عليه الدور، لكنه بعد أن شاهده اقتنع أن Tyrant "محاولة جريئة لفهم ديناميكية الثقافة العربية والإسلامية في ظل حكم الطغاة والأحداث التي رافقت الربيع العربي العظيم" على حد تعبيره.
وعن دوره قال أبو النجا إنه يلعب شخصية حسين القاضي وهو رجل دين يحاول كبح جماح التطرف داخل المؤسسة الدينية للوصول إلى الديمقراطية التي يؤمن بها دون أن يتنازل عن مبادئه وينجر إلى ما تفرضه السياسة من حسابات، لتفرض عليه الظروف أن ينخرط بها مرغماً في ذلك.
" دولة – أبدين- عانت كثيرا من حكم أسرة الفايد الديكتاتوري الذي سيطر على البلاد والعباد، وسببت معاناة لا توصف للشعب على مدى عقدين من الزمان وكان هذا محور الجزئين الأول والثاني من المسلسل ثم بدأت أحداث ثورات الربيع العربي".
ومضى أبو النجا قائلا " شخصية حسين القاضي التي أجسدها ستخوض الانتخابات الرئاسية أملاً في التربع على قمة هرم السلطة، لكن شخصيتي تمثل الإسلام الحقيقي. الدين السماوي حامل رسالة الرحمة والسلام، وهو صورة متوازنة عن الدين لم يعهد الجمهور الأميركي مشاهدته وهو الجمهور المتشبع برؤية الصورة النمطية عن شخصية العربي المسلم العنيف".
الحصول على الدور
وقال أبو النجا أنه تلقى العرض بالمشاركة في العمل عن طريق منتجه هوارد غوردون وأحد مخرجيه بيتر والر، حيث التقا بهما في منتدى للتبادل الثقافي عقد في الإسكندرية في العام 2010، وظل على تواصل بهما حتى بدأ غوردون بإنتاج مسلسل حول "الربيع العربي وعائلة من الطغاة، حيث كنت من المتعاونين معهم منذ مراحل الإنتاج الأولى، عبر رابطة Muslims on screen & TV".
وكشف أبو النجا أنه كان قد دعي للمشاركة في العمل منذ الجزء الأول، وحضر أكثر من مرة للاختبارات التي يخضع لهم عادة الممثلون حسب الشخصيات، إلى أن عاودته الفرصة في هذا الموسم.
قصر الأسد
وقامت شركة هولندية بإنشاء بناءٍ مطابق لقصر شيده الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على أعلى قمة مطلة على العاصمة السورية دمشق، لكن في قرية كفار في إسرائيل 1948 على مساحة 12 دونماً، بينما تم تصوير باقي حلقات الجزء الأول في المغرب.
تأليف إسرائيلي
Tyrant من تأليف الكاتب الإسرائيلي جدعون ريف الذي سبق وأن كتب مسلسل "حاتوفيم (أسرى الحرب)" الذي أخذ عنه المسلسل الأميركي Homeland، أما منتجه غوردون فقد سبق وأن أنتج مسلسل الآكشن 24 الذي عرض على قناة Fox الأميركية وHomeland أيضا.
وفي مقالٍ نقديٍ نُشر في صحيفة New Republic تزامناً مع انطلاق عرض المسلسل، كتبت الناقدة استر برغير "هوليوود تعتاش على جو الكراهية، وإلا لما كان يمكن لشخص مثل غوردون إنتاج القمامة التي يقدمها للجمهور على أساس أنها متعة للمشاهد".
أما الكاتب ري حنانيا فقد تساءل في موقع Arab Daily عن السبب الذي يجعل إسرائيلياً يقدم عملاً عن طاغية عربي متجاهلاً "البطحة التي على رأسه"، مقترحاً أن محاكاة الواقع كانت تقتضي أن يقوم غوردون بإنتاج عمل بشخصية مستوحاة من طغيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو يظهر فيه كمجرم حرب، متهماّ غوردون "بسواد الأفكار والعنصرية" حسب تعبيره.