من هو الإله الفارسي الذي استعان به الأميركيون ليشارك في “لعبة العروش”؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/24 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/24 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش

مع اقتراب الجزء السادس من المسلسل الأميركي الشهير "لعبة العروش" الذي تنتجه شركة HBO الأميركية، طرحت تساؤلات حول هل يكون أحد أبطال هذا الجزء شخصية خيالية مستقاة من الأساطير والعقائد الفارسية القديمة التي تدور حول عبادة النار.

تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية حاول توقع أحداث وشخصيات الجزء الجديد من المسلسل بناء على المواسم السابقة وكتب الكاتب الأميركي جورج رايموند ريتشارد مارتن، صاحب رواية "أغنية من ثلج ونار"، والتي اقتُبس منها المسلسل الشهير، الذي اعتمد كثيراً على أسطورة "آزور آهاي"، وفق صحيفة واشنطن بوست.

ويعد آزور آهاي شخصية أسطورية في المسلسل وفي الرواية، وهي نصف مقاتل ونصف إله جاء من العصور القديمة بعد أن انتصر على الظلام في معركة عظيمة ويحمل سلاحاً سحرياً باركه إله النور. وثمة نبوءة تقول إنه سوف يولد مرة أخرى في حال ظهور خطر شبيه، وهذا ما نتوقعه خلال الموسم القادم.

في الكتاب الثاني من سلسلة مارتن، تقول إحدى الشخصيات "سوف يأتي يوم بعد صيف طويل، تدمى فيه النجوم وتضرب أنفاس الظلام الباردة هذا العالم. وفي هذه الساعة المفزعة يأتي أحد المقاتلين ويستخرج سيفاً حارقاً من وسط النار. وهذا السيف سوف يجلب النور، فهو سيف الأبطال الأحمر.
وأما البطل الذي سيمسك مقبضه، فسوف يكون آزور آهاي مرة أخرى، وسوف يهرب الظلام قبل أن يلاقيه". وبكل تأكيد، تبدو قصة البطل المخلص الديني عالمية، فهي في قلب كثير من المعتقدات الدينية التقليدية، حيث تثير مخيلة الإنسان مثل باقي الحكايات الأخرى.

أما أوساط المهتمين بالمسلسل، سواء في المناقشات أو مواقع المتابعين، فقد استنتجوا فكرة أخرى من وحي عبادة النار، فإله النور مذكور في الزرادشتية (تعرف في العربية أكثر بالمجوسية)، وهي عبادة كانت منتشرة منذ آلاف السنين في إيران قبل وصول الإسلام.

وبغض النظر عن الأهمية الكبيرة للنار في هذا الاعتقاد، فالميراث الإيراني أمد العالم كله وليس الغرب فقط بالتركيز على مفهوم صراع الخير والشر.

فالإله في الزرادشتية يسمى "آهورامازدا"، كلي القدرة وقد خلق توأماً من الأرواح، أحدهما الخير والآخر الشر، وهما أميشا سبنتاس وأهريمان. وثمة تفسيرات أخرى تقول إن آهورامازدا هو الأسبق والخالق، وتضعه في مواجهة أهريمان، الذي ينبغي أن يُهزم في النهاية.

وهنا تشرح موسوعة بريتانيكا (الموسوعة البريطانية) لغز تلك الآلهة:
"وبهدف مساعدته على محاربة النور، خلق أهريمان مجموعة من الشياطين الذين يمثلون الحسد، وما يشبهه من شرور ونقائص. وعلى الرغم من الفوضى والمعاناة التي حدثت بالعالم نتيجة هجومه، يتوقع المؤمنون أن أهريمان سوف يُهزم في النهاية على يد آهورامازدا. وسوف يظل حبيس عالمه الخاص، وستأكل شياطينه بعضها البعض، وسوف يزول وجوده إلى الأبد".
يبدو هذا الشكل من الصراع الأبدي مع الشر أمراً فريداً في الزرادشتية. ويبدو أنه المخطط الأقرب للحقيقة الآن فيما يتعلق بالصراع الذي يدور في أحداث مسلسل لعبة العروش، حيث يمكن اعتبار آهورامازدا خليطاً من شخصيتي آزور آهاي وإله النور، وسوف يتمكن بطل النار الصالح من هزيمة الشر المتصلب في أراضي الجليد.

– هذه المادة مترجمة عن صحيفة The Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.