حققت فرقة "طنجرة ضغط" المكونة من 5 شباب سوريين، نجاحاً ملحوظاً وشعبيةً واسعةً بين قطاعات الشباب العربي الرافض للشكل التجاري للموسيقى.
ويميل الشباب في هذه الأيام إلى ما يسمى "الموسيقى البديلة" أو "الروك البديل"، وهو نوع من الفن الحديث الذي يمزج فيه بين المفردات الشرقية والغربية، لا ينضبط كلام أغانيهم بقافية، والأهم أن كل شيء يمكن أن يقال.
بدأت رحلة تكوين الفرقة من العاصمة السورية دمشق في العام 2008، عندما أدرك مؤسسها العازف والمؤلف والموزع الموسيقي خالد عمران أن شريحةً عريضةً من الشباب، ترفض التيار السائد من الموسيقى المتشابه والمتكرر والبعيد كل البعد عن المعاناة الإنسانية الحقيقية.
فاجتمع مع 3 أصدقاء له من الفنّانين الشباب السوريين وكوّنوا فرقة يعبر اسمها عن الطبيعة الثورية لما يريدون تقديمه، وهكذا توزعت المهمات على النحو التالي: طارق خلقي (غناء، جيتار)، داني شكري (درامز)، ناريك عبجيان (الكيبورد)، ومؤسس الفرقة عمران (غناء، باص جيتار).
وبحسب موضوع تناول الفرقة على موقع Syrian Change، فإن ما كان واضحاً منذ البداية هو الرغبة العارمة في التغيير، والحماسة لنقد المجتمع السوري بكلمات ورموز تتحايل على السلطة، ثم نمت الأفكار وكبرت تدريجياً.
A Short Conversation with Tanjaret Daghet
Rusted Radishes has a short conversation with طنجرة ضغط – Tanjaret Daghet in their cozy underground studio. We're excited to feature our interview with this fine musical trio in our upcoming issue.Watch them perform at our event The Pressure Is On: The Submission Party this Friday at Radio Beirut!Interview by Saba SadrFilmed + Edited by Moussa Shabandar
Posted by Rusted Radishes on Sunday, March 20, 2016
وروى عمران كيف بدأت الفكرة للتعبير موسيقياً عن الضغوط الدينية والطائفية والمالية والتربوية والمادية التي يعانيها الفرد في المجتمع العربي، "شعرنا بالحاجة إلى إعلاء صوتنا في وجه التمييز بكل أشكاله، ولو كان تمييزاً دونياً، وأردنا انتقاد إثبات النفس المتعالية من خلال السلطة المطلقة، لا بل أردنا التطرق أيضاً إلى شؤون تربوية منها التسرّب المدرسي ومعاناة المراهقين في المدارس من قمع وكبت".
وأضاف، "موسيقانا خرجت من أعماقنا كي تعبّر عن حالنا كأفراد في هذه المنظومة الاجتماعية التي يحكمها نظام فاسد علّم الناس الخوف والفساد. وموسيقانا تعتبر بحدّ ذاتها المطرقة التي كسرت حواجز كثيرة بيننا وبين المجتمع".
يلعب عمران على المعاني في تأليفه للأغاني ذات الكلمات البسيطة التي تحمل في طياتها رسالة، ففي أغنية "سُفر الفلاحين" (أي موائدهم)، يسخر عمران من إيذاء الآخر من دون الشعور بذلك (إيذاء العصفور والفيل كونهما من الكائنات الحية اللطيفة والمحايدة)، وينتقد المجتمع الذي يعيش فيه.
وفي العام 2009، تقلّص أعضاء الفرقة إلى 3، لتعود وتكتمل نهاية العام نفسه، بعد انتساب عازف الغيتار طارق خلقي إليها. لكنها أخذت شكلاً مختلفاً في العام 2010، فمن الناحية الفنية حدّدت هويتها، وصارت أقرب إلى الروك بدلاً من الارتجال المطعّم بنكهة الجاز.
انتقال "طنجرة ضغط" إلى بيروت
انتقل أعضاء "طنجرة ضغط" في العام 2011 للعيش في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك هرباً من الخدمة العسكرية، إذ إن بقاءهم في دمشق يعني المشاركة في الحرب.
كما أدركوا بعد اندلاع الثورة في سوريا انعدام أي فرصة لهم كموسيقيين في بلدهم، إذ أكد عضو الفرقة داني شكري في لقاء له مع DW أن "البلد الذي تسوده الحرب غير مناسب للإبداع".
بعد وصولهم إلى بيروت، قام أعضاء الفرقة بتسجيل كلمات أغنيتهم بعنوان "صمت"، كما قاموا بتسجيل أغنيتي "تحت الضغط" و"تنفس".
ومن خلال أغنية "تنفس" يحث أعضاء الفرقة الناس على رؤية الواقع بشكله الصحيح، بعيداً عن الانتماءات الدينية والطائفية.
ورغم الصعوبات التي واجهوها عند انتقالهم إلى العاصمة اللبنانية فإنهم رأوا إمكانيات كثيرة لتطوير موسيقاهم بحرية أكبر فيها، حسبما أكد شكري قائلاً، "لا أرغب في العيش ببيروت بشكل دائم، إلا أنها مكان مناسب لتطوير أعمالنا الموسيقية، ولنخبر العالم بما حدث لنا وبماذا نفكر".
لفت فنهم مديرة البرامج في مؤسسة "إيقاع" الفنية كندة حسن، لتبدأ الفرقة مرحلة جديدة من التعاون مع المؤسسة لإقامة الأمسيات الموسيقيّة، وتمخض التعاون عن إنتاج أول أسطوانة تحمل عنوان "180 درجة" في العام 2013.
أسباب التميز والنجاح
يُرجع الكاتب في صحيفة "الأخبار" اللبنانية أحمد الزعتري نجاح الفرقة إلى سببين؛ "أولهما انفتاح الفرقة على التجريب الذي يهدم أصنام الآباء الموسيقيين، ويعمد إلى (تتفيه) جدّيّة كلام الأغنيات الشعريّ"، حيث شبّه كلمات أغانيهم بالكرتونية التي تذكّر بكلمات مسلسلات الأطفال، ما يعطيهم فرصة للتحرر من المباشرة في الوصف.
وثانيهما التأثيرات السياسية، على الرغم من أن أعضاء الفرقة لا يدّعون أنهم يغنون عن ظرف سياسي بعينه، فإن الناقد يرى أنهم متأثرون بهذه الظروف، "خصوصاً في وقتٍ تسير فيه الأغنيات المرتبطة بالثورة السوريّة على خط الأغنيات الفلسطينيّة التي توقّفت عن الصورة التقليديّة للقضيّة بمثاليّتها وتصنيم الرموز السياسيّة والثوريّة".
آخر لقاءاتهم الصحفية
في آخر لقاءاتهم الصحافية مع موقع Step Feed، أصّرت الفرقة على عدم الحديث عن الوطن أو الحرب أو العنصرية، حيث وصفوا هذه الأمور بـ "الدراما" التي لا يريدون أن يكونوا جزءاً منها.
وقال مغني الفرقة الرئيسي طارق خليلي، "لا نريد الحديث في الماضي، أو مشاكل المنطقة، فيما مضى كنا نوصف بـ (الفرقة السورية ذات المغزى) لكننا لسنا كذلك. نحن نعمل في مجال الموسيقى وما نقدمه من فن مفتوح لكل التفسيرات".
بينما أضاف زميله داني شكري، "لا نحاول التأثير على أحد، بل نشارك تجربتنا ونحاول أن نعيش حلماً. لا أن نقضي عمرنا خلف مكاتب أو نغني أغاني حرب، نحن هدفنا الفن، وهذا ما نقدمه".
وأضاف، "نحن نعمل بجدٍ ونتحدى أنفسنا، قدمنا ألبومنا الأول الذي حمل اسم 180 درجة، ونجح نجاحاً كبيراً، وعلينا الآن حمل التفوق وتقديم المزيد، ونحن بصدد إنتاج ألبوم جديد يحمل اسم 4، الذي نأمل أن نطلقه مع نهاية العام".
الجدير بالذكر أن الفرقة منخرطة في العمل الأهلي الخيري، وقد شاركت مؤخراً في حفل ذهب ريعه إلى تجميل منطقة نبعة المهمشة في العاصمة اللبنانية، إضافة إلى مشاركات عربية في بيروت وعمّان والقاهرة والإسكندرية سنة 2012، ومشاركة عالمية في مهرجان الأغنية الفرانكوفونية 2013، وحفلات أخرى ذهب ريعها لدعم أطفال اللاجئين السوريين وحقوق المرأة، ودعم الأطفال المرضى بالسرطان، ناهيك عن حفلاتهم اليومية في مناطق متفرقة من بيروت، أهمها نادي سان جورج الذي يعد مقصد المشاهير من المجتمع المخملي.
If you missed out on #PaintUpNabaa check out the great review below by Gino's Blog ! "Paint Up Recycle Lebanon Recycle…
Posted by طنجرة ضغط – Tanjaret Daghet on Tuesday, March 15, 2016