كيف ألهم فيلم The Bucket List مرضى السرطان وبثّ فيهم أملاً جديداً؟

في شهر فبراير/شباط الذي يشهد اليوم العالمي للسرطان، يعود إلى الذاكرة فيلم The Bucket List الذي كتبه جاستن زاكام وأخرجه روب راينر في العام 2007، بالتزامن مع إعلان منظمة مجتمع السرطان الأميركي ACS عن وفاة 7.6 مليون مريض بالسرطان في العالم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/14 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/14 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش

في شهر فبراير/شباط الذي يشهد اليوم العالمي للسرطان، يعود إلى الذاكرة فيلم The Bucket List الذي كتبه جاستن زاكام وأخرجه روب راينر في العام 2007، بالتزامن مع إعلان منظمة مجتمع السرطان الأميركي ACS عن وفاة 7.6 مليون مريض بالسرطان في العالم.

اعتُبر الفيلم أيقونةً سينمائيةً نادرةً تألق فيها النجمان العالميان جاك نيكلسون ومورغان فريمان، في عمل يستخلص الأمل بمزيج بين التراجيديا والكوميديا، الفلسفة والواقع، الحياة والموت، والضحك حتى البكاء.

بطلا العمل متضادان لا يجمعهما شيء؛ فالأول ادوارد كول (جاك نيكلسون) ملياردير تجاوز الـ 80، لم يتوقف عن العمل منذ أن كان في الـ 16 من عمره، مُلحد لم يكن يشغله فى الحياة إلا ملايينه وقهوته المفضلة، أما الإيمان والحقيقة والإنسان والقيمة فهي مَعانٍ قد غاصت بَعيداً فى غياهب أعماقه. وهو ما يجعله على النقيض تماما من الثاني.

أما كارتر تشامبرز (مورغان فريمان)، فميكانيكي لم يكمل العقد السادس من عمره، إنسان، يطفو إيمانه وإنسانيته على سطح شخصيته، مثقف لم يُتم تعليمه، يُقدس الحياة الأسرية والاجتماعية، حتى قهوة كول المفضلة، لم يشرب منها كارتر فنجاناً واحداً!

جمعهما السرطان في غرفة بمستشفى يملكها الأول، ليكتب لهما مَعاً المشاهد الأخيرة فى نهاية الرحلة، ويكتشفا أن البداية تكمن فيما يبدو أنه النهاية، وإن كان السرطان حقاً النهاية فلتكن نهاية جميلة تعدل ما فات من العمر كله.

رحلة الوداع في The Bucket List


بعد أن يفيقا من صدمة إعلان موعد الرحيل، ويتجاوزان عضة آلام الكيماوي، يلتقط كول القائمة التي "خربش" بها كارتر أجمل أمنياته من سلة المهملات، فيشطبان منها ويضيفان عليها حتى يتوافقان.

ينطلق الاثنان بعدها إلى رحلة حول العالم يبحث كل منهما فيها عن ذاته ويجد البهجة ويتحايل على السرطان، ليسرق منه المزيد من الوقت فيعوض الفاقد من حلاوة العمر.

تبدأ الرحلة رغم شدة وطأة الألم، الذي جعل الملياردير كول يحسد من يموتون بنوبة قلبية، بل ويصارح كارتر أنه يعيش مرحلة من مراحل الانتحار الخمسة (الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب والقبول). كما يرد توصيف رهيب من كارتر لآلام الكيماوي فيقول "أن ترى شرايينك وقد تحولت للون الأسود، وعظامك كأنها نابالم".

ورغم أنهما يقرران معرفة توقيت موتها، فإن 96% من الناس، حسب الإحصاءات، لا يحبون معرفة توقيت موتهم. عندها يقرر الاثنان ألا يجلسا بين جدران الشفقة والحزن، وألا يبكيا على ما فات، وأن ينغمسا فيما بقي، فالوقت لا ينتظر احداً.

يسافر الاثنان في رحلة حول العالم ويكتشفان أن أول كلب ضربه البرق كان فى مصر، وأنك لن تدخل الجنة مع المصريين قبل أن تمنح البهجة لغيرك، وأن حياة الإنسان لا تقاس بالإيمان والحب فقط، بل بالناس الذين يقيسون أنفسهم بك، وأن يكون أفضل وأجمل ما فى حياتك هو آخر ما فى حياتك.

وهكذا تعلم الملياردير كول الإيمان ووجد البهجة فى حياته، وقَبَّلَ أجمل فتاة فى العالم، ومضى في ظهيرة بلا غيوم، عيناه مغلقتان وقلبه مفتوح، وضحك مع صديقه كارتر وأضحكانا حتى البكاء!

نماذج حية قارعت السرطان


وهذا بالضبط ما فعله المفكر المصري عبد الوهاب المسيري مثلاً، عندما فاجأه السرطان، فلم يضيع الوقت في البكاء عند حائط الأسى، بل أنفقه فى التخطيط لتجويد ما بقي من العمر، وأنجز بالتحايل على السرطان وسرقة الوقت منه، أضعاف ما أنجز فى عمره كله، فلم يترك أمنية داعبت خياله مرة إلا وسعى لتحقيقها، بدء من السفر حول العالم، وإنتهاء بالنزول إلى الشارع لقيادة العمل الوطني ومقارعة الديكتاتورية.

وكذلك فعلت الممثلة الأميركية انجلينا جولي، والفنانة الاستعراضية المصرية شريهان، والإعلامية الفلسطينية إيمان عياد، ومواطنتها ميساء أبو غنام، التي أبت أن تختفى خجلاً من شعر رأسها الحليق أو تخفيه بشعر مستعار، وأطلت على مشاهديها حليقة الرأس ومارست حياتها بشكل طبيعي، الأمر ذاته الذي ينطبق على الفنانة الفلسطينية الشابة ريم بنّا التي نذرت نفسها لبث روح الأمل فى الدنيا كلها.

حقائق وأرقام هامة عن السرطان


كثيرون غيرهم تحدوا السرطان، لا يعرفهم أحد، خوَّفهم السرطان بالموت فبارزوه بالحياة. ورغم صعوبة توافر إحصاءات حديثة وموثوقة عن نسب الشفاء المُحققة عالمياً من مرض السرطان، فإن منظمة الصحة العالمية ذكرت عبر موقعها على الانترنت تحت شعار "علاج السرطان فى متناولنا" حقائق وأرقام هامة تتعلق بالمرض في "اليوم العالمي للسرطان" 4 فبراير/شباط 2015، منها:

  • السرطان من أهمّ أسباب الوفيات فى العالم، فقد تسبّب في وفاة 8.2 مليون نسمة في العام 2012، ومن المتوقع أن ترتفع الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي لتصل إلى 22 مليون وفاة في عام 2030.
  • ثلث وفيات السرطان تحدث بسبب خمسة عوامل هي: ارتفاع منسوب كتلة الجسم، عدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف، قِلّة النشاط البدني، تعاطي التبغ، وتعاطي الكحول، فتعاطي التبغ يمثّل أهم عوامل الخطر، إذ يقف وراء 20% من وفيات السرطان العالمية و70% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.
  • العدوى التي تسبّب السرطان، مثل العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B أو C، مسؤولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
  • أهمّ أشكال السرطان هي: سرطان الرئة (1.59 مليون وفاة)، سرطان الكبد (000 745 وفاة)، سرطان المعدة (000 723 وفاة)، السرطان القولون المستقيم (000 694 وفاة)، سرطان الثدي (000 521 وفاة)، سرطان عنق الرحم (000 400 وفاة).

فى الوقت نفسه أكد التقرير أنه يمكن الوقاية من أكثر من 30% من حالات السرطان بتلافي عوامل الخطر الرئيسية ومنها: تعاطي التبغ، فرط الوزن والسمنة، اتباع نظام غذائي غير صحي بتناول كمية قليلة من الخضر والفواكه، قلّة النشاط البدني، تعاطي الكحول، العدوى بفيروس التهاب الكبدي B، تلوّث الهواء والتعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب داخل الأماكن المغلقة.

كما أشار التقرير إلى أن أكثر أنواع السرطان شيوعاً قد تحظى بمعدلات شفاء مرتفعة إذا تم الكشف عنها في مراحل مبكّرة.

وختم التقرير، "والحقيقة هي، أن هناك كثيراً من الثقافات والبيئات تعتبر الحديث عن السرطان وصمة عار صعبة، ويخلق هذا الخوف والصمت حاجزاً يمكن أن يؤثر سلباً على النتائج الصحية للمتعايشين مع السرطان، وهناك حاجة إلى حملات لتبديد المفاهيم الخاطئة الشائعة عن المرض، والصراحة والكشف المبكر لا يمكنهما فقط أن يحسنا بدرجة كبيرة النتائج الصحية للمتعايشين مع السرطان، بل ويمكنهما الوقاية من ثلث أنواع السرطان الأكثر شيوعاً".