The Revenant لدي كابريو.. بين الإثارة الهوليودية والدقة التاريخية

أثار فيلم The Revenant أو “العائد”، ردود فعل مختلطة لدى نقاد الأفلام الذين اختلفوا في تقييم أداء بطله ليوناردو دي كابريو من جهة، وجودة التصوير والإخراج والدقة التاريخية من جهة أخرى.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/30 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/30 الساعة 03:10 بتوقيت غرينتش

أثار فيلم The Revenant أو "العائد"، ردود فعل مختلطة لدى نقاد الأفلام الذين اختلفوا في تقييم أداء بطله ليوناردو دي كابريو من جهة، وجودة التصوير والإخراج والدقة التاريخية من جهة أخرى.

تعريفاً بالفيلم، فهو مقتبس عن رواية حقيقية لصياد يدعى هيو غلاس كان يعتاش على صيد الدببة لبيع فرائها، لكن بحكم الطبعة الهوليودية كان لا بد من تبهير وتمليح القصة وإضفاء مشاهد عنف وإثارة خرجت بعيداً عن الأحداث التاريخية الحقيقية.

ورغم أن The Revenant ليس وثائقياً لا من قريب ولا من بعيد، لكنه استطاع أن يجسد للعيان أحداثاً حقيقيةً وقعت في القرن الـ 19 وسط البرية بجمالها الأخاذ ووحشية حيواناتها المستهدفة، وبرؤية المخرج الشهير اليخاندرو غونزاليس ايناريتو.


فإن كنت تنوي مشاهدة الفيلم، لا تستكمل قراءة هذا الموضوع الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، لأنه سيفسد عليك متعة المفاجأة بكشف الأحداث!

وإذا ما أردنا المقارنة بين الخيال الهوليودي والحقيقة التاريخية، نجد فارقاً كبيراً في مجرى الأحداث، علماً بأن هيو غلاس نفسه لم يكتب الرواية شخصياً، بل نقلها عنه كاتب آخر في صحيفة "ذا بورت فوليو" في العام 1825.

مشاهد العنف



بينما كان هيو غلاس (ليوناردو دي كابريو) على وشك أن ينهي رحلةً لصيد الفراء في البرية، يتعرض مع رجاله لهجوم من قبل مقاتلي قبيلة "اريكارا"، إحدى قبائل السكان الأميركيين الأصليين. وهنا تتواجد فرصة لتصوير مشاهد عنف مثيرة حيث يُضربُ أحدهم برمحٍ ويسقط آخر من فوق حصانه، بينما تتحطَّم عظام ثالث.

تقترب الكاميرا بثباتٍ من سهمٍ يشُق طريقه إلى وجه أحدهم، ومن عقب بندقية يُشوه وجه آخر، ومن ضربة يتلقَّاها رجلٌ في وجهه؛ ولا تُستثن الأحصنة من نصبيها في التصوير، حيث يتلقَّ حصانٌ طلقةً في وجهه. ليقدم المخرج معركة ملحمية في مشهد استثنائي مُتقن التصميم والتصوير.

الجدير ذكره أن مشاهد الاشتباك تستند إلى حقيقة حصلت في العام 1823، بعد عام من تأسيس وليام ه. آشلي واندرو هنري شركة "روكي ماونتن" لبيع الفراء. وفي يونيو/حزيران من العام الذي تلاه، هاجم 600 رجل تقريباً من مقاتلي قبيلة "اريكارا" الِفرقة التي كوَّنها أشلي من حوالي 70 رجلاً. وتُشير شهادات مختلفة إلى أنَّ عدداً يتراوح بين 12 و18 من رجال أشلي قتلوا في هذه الحادثة.

الشخصيات



في الفيلم، يتمكن 10 رجال من الفرار بحياتهم، من بينهم الكابتن هنري، وغلاس وابنه هوك (فورست غودلاك)، والصيادون: جون فيتزغيرالد (توم هاردي) وجيم بريدجر (ويل بولتر).

فيتزغيرالد بدوره، يجسد دور الرجل الطائش العنصري؛ الأمر الذي يجعله الشخصية الشريرة بين المجموعة المتبقية. أمَّا غلاس فهو الرجل الطيب المحب لابنه من أم تنتمي إلى قبيلة "باوني".

أمَّا الخلفية الدرامية عن حب غلاس لامرأة من السكان الأصليين فهي محض خيال؛ فليس ثمَّة دليل قاطع على هذا الحب، ولا يوجد أي دليل على أنَّه أنجب ولداً منها.

البرية والعراء



أثناء سير الرجال في طريقهم عبر الغابات، يعثر غلاس على اثنين من صغار الدب وأمّهم التي يتملكها الغضب. تشتم الدبة ديكابريو لتتأكد ما إذا كان ميتاً، ثم تقفز صعوداً وهبوطاً على ظهره؛ فيُطلق غلاس النار عليها، وهُنا تبدأ المعركة!

تحاول الدبة أن تمزق حنجرة غلاس؛ فيطعنها الأخير في الرقبة. تتخبَّط الدبة وترمي ثقلها على غلاس وهو يصارع الموت، فتسحقه بجسدها المتهالك بينما تبدأ نافورة الدم في الفوران.

عند هذه النقطة لا يتمالك جمهور السينما نفسه من الضحك، إما بسبب الرُعب أو لأنَّ المشهد يطول أكثر من اللازم فيصبح كوميدياً.

وفي الحقيقة، فإنَّ غلاس الحقيقي يتعارك فعلاً مع دبٍ قرابة شهر أغسطس/آب 1823، لكن المؤرخين لا يستطيعون الجزم بالتفاصيل.


القتل


يعثر الرجال على غلاس في حالةٍ يُرثى لها، فيدفع الكابتن هنري لفيتزغيرالد وبريدجر وهوك ليبقوا إلى جانب غلاس حتى يحين وقت دفنه المحتوم. وعندما يذهب الكابتن، يحاول فيتزغيرالد أن يُعجِّل بقتل غلاس؛ لكن هوك يحاول منعه، فيقتله فيتزغيرالد بدلاً من أبيه (لم يحدث هذا في الواقع بالتأكيد لأنَّ هوك ليس حقيقياً).

عودة إلى الفيلم، فحين يرى غلاس المُحتضر فيتزغيرالد وهو يقتل ابنه؛ يستجمع قوته ليبقى على قيد الحياة وينتقم لابنه. وبعدما يقنع فيتزغيرالد زميله بريدجر بدفن غلاس حياً والتخلِّي عنه، ينهض غلاس ليفاجئ الجميع.

البقاء على قيد الحياة



تشير أحداث الكتاب إلى بقاء غلاس الحقيقي على قيد الحياة بعد تخلِّي زملائه عنه؛ وجرَّ جسده المنهك لمئات الأميال في البرية سعياً إلى العثور على الرجال الذين تركوه ليموت.

المشقة



يضيف The Revenant بطبيعة الحال بعض العقبات في طريق غلاس، كالثلج الذي يغطي كل شيء، مع أنَّ الرحلة الحقيقية جَرَت بين شهري أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول؛ ومطاردة قبيلة "اريكارا" فلا ينجو إلا بحبس نفسه داخل شجرة؛ ويعقر حصاناً ميتاً ليصنع لنفسه كيساً للنوم.

ما لا يختلف عليه النقاد هو براعة التصوير، ويختلفون على أداء ديكابريو شخصياً والحوار الذي اعتبره البعض لا يرتقي للروعة البصرية التي اتسمت بها المَشَاهد.

ويلفت النقاد إلى تكرار المشاهد كاللقطة المقربة لعين الحصان، أو مشاهد الطبيعة الرائعة لتلاقي السماء بالأرض. أمَّا بالنسبة لنهاية الفيلم فقد جاءت مختلفةً عن النهاية الحقيقية في تفصيلة واحدة مهمة: لم يُقتل أحدٌ في الواقع.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد