أهم فيلمين عنها ممنوعان من العرض بمصر .. سينما الثورة صورة مشوّشة لثورة لم تكتمل

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/25 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/25 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش

قد يتساءل قارىءٌ: هل يمكن لفيلم سينمائي أن يجيد قراءة حدث يتحرك أمامه؟ وهل يمكن تكوين رؤية كاملة لثورة لم تنته بعد؟ وكيف يمكن لفنان أن يعزل نفسه عن حدث ربما يشارك فيه ليعيد تشكيله على شريط يتحرك بمستوى أبطأ من حركة الشارع نفسه؟
هل وفقت السينما المصرية في قراءة ثورة يناير أم أنها قدمت أفلاماً غير مكتملة تشبه كثيراً الثورة ذاتها التي لم تكتمل. هذه قراءة سريعة الإيقاع في صورة الثورة على الشاشة الكبيرة

جاءت ثورة 25 يناير 2011 كحدث مفاجئ لكلّ من تمنى حدوثها قبل خصومها السياسيين، ربما كانت هناك مقدمات تنذر بحدوث تظاهرات بعد أن وصلت شريحة كبيرة من المصريين إلى مراحل متقدّمة من السخط والضجر من أداء وتوحش وزارة الداخلية فقامت يناير لأنه لم يعد فى قوس الصبر منزع.

فيلم "هي فوضى" الذي قدّمه المخرج خالد يوسف عام 2007 و تناول فيه أوضاع الفساد فى مصر وتجاوزات الشرطة تجاه المواطنيين كان استشرافاً كبيراً لثورة 25 يناير قبل أن تحدث بسنوات في رأي الكثيرين من النقاد والمعلقين لكنه ليس فيلماً يدعو إلى ثورة أو يكشف جذورها

قامت ثورة يناير وكان هناك بعض المحاولات السينمائية لمناقشة أجزاء ومشاهد من ثورة 25 يناير بعضها حاول محاكاة الأحداث كما حدثت فى أرض الواقع والبعض الآخر تناولها بشيء من المغالاة، وهذا يرجع إلى القائمين على العمل فهناك من شارك بالفعل فى الثورة وأراد أن يعكس شيئاً صادقاً على الشاشة وهناك من رفضها منذ اليوم الأول وقرر أن يشوهها من خلال عمل فني تبدو عليه الحرفية والحياد من السطح ،ولكن العمل برمته جاء لتحقيق رؤية صنّاعه تجاه ثورة يناير التي يرونها مؤامرة أدت الى دمار الدولة.

صرخة نملة

تمت كتابة السيناريو والموافقة عليه، وتنفيذ أكثر من 95% منه في عهد مبارك ولكنه عُرض بعد ثورة يناير وحاول صناع الفيلم الاستعانة ببعض المشاهد الحية من الثورة فى المشاهد النهائية للفيلم.

تم تغيير اسمه إلى "صرخة نمله" فى تشبيه للمواطنين بأنهم كائنات تشبه النمل،لا تجد من يسمعها .وتناول الفيلم الفساد والأزمات التي عانى منها المصريون قبل الثورة، وشارك فى البطولة عمرو عبد الجليل، رانيا يوسف، الراحل حمدي أحمد، سيد رجب، وآخرون والفيلم من إخراج سامح عبد العزيز. ولكن معالجة الفيلم كانت سطحية للغاية وتعاني ترهلاً في السيناريو وليس ثمة حبكة مقنعة بل محاولة لركوب موجة الثورة بفيلم سينمائي ولم يكن الأداء التمثيلي مناسباً بل مجرد صراخ لا يأخد حتى من النمل انتظام خطوته فلم يحقق الفيلم أي أثر يذكر وربما لم يعد يذكره أحد

18 يوم

تساؤلات عديدة تشغل الكثيرين في مصر حول مصير هذا الفيلم من العرض التجاري بدور السينما، حيث أن العمل تم تصويره منذ حوالي 4 سنوات، وحصل على إشادات نقدية عديدة بالمهرجانات التى عرض بها ولكنه لم يحصل على الموافقة الرقابية بعرضه في مصر حتى الآن.

والفيلم يضم 10 أفلام قصيرة تعاون فيها أكثر من 20 ممثلاً و10 مخرجين و8 كتاب و3 شركات إنتاج، لتوثيق أيام الثورة في الميدان منذ بدء المظاهرات فى 25 يناير حتى تنحّي حسني مبارك فى 11 فبراير، وشارك فى إخراجه شريف عرفة ويسري نصر الله، وخالد مرعي وأحمد علاء ومروان حامد ومريم أبو عوف وشريف بنداري وكاملة أبو ذكري فيما شارك فى بطولته كل من أحمد حلمي ومنى زكي وهند صبري وناهد السباعي وآسر ياسين وعمرو واكد وأحمد الفيشاوي ومحمد فراج، وشارك فى كتابته تامر حبيب وعباس أبو الحسن وأحمد حلمي وبلال فضل.

بعد الموقعة

قرر صانعو الفيلم أن يكون تركيزهم على موقعة الجمل، والغوص رأسياً في الحدث وأبطاله من أهالي نزلة السمان الذين اقتحموا الميدان بخيولهم وجمالهم محاولين فض الاعتصام السلمي للثوار.

وتدور أحداث الفيلم حول شاب يدعى "محمود"، يعمل كخيال في نزلة السمان، يقوم بالاشتراك في موقعة الجمل، ظناً منه بأن الثوار خونة وضد استقرار البلد.

ويجسد دوره الفنان "باسم سمرة"، وتشاركه البطولة "منة شلبي"، التي تجسد دور فتاة تعمل في شركة إعلانات تنزل إلى الشارع وتكشف مشاكل وهموم الناس، والفيلم من إخراج يسري نصرالله. وقد شارك الفيلم في مهرجانات عدة لكنه شأن معظم أفلام الثورة لم يحقق المطلوب فنياً أو سياسياً بسبب ضباب الرؤى الفنية والسياسية حول الثورة وحول موقعة الجمل تحديداً بسبب قرار براءة كل من اتهم بها من السياسيين المصريين

الشتا اللي فات

تدور أحداث الفليم في إطار ثلاث قصص إنسانية وقت الثورة: الأولى لضابط بمباحث أمن الدولة، والثانية لمذيعة تليفزيونية "فرح يوسف"، والثالثة لمهندس كمبيوتر "عمرو واكد" وعلاقتهم بالثورة المصرية. ويقوم عمرو واكد بدور مهندس برمجة على علاقة بفئات شبابية كان لها دور كبير في الثورة موضحاً الأسباب التي أدت إلى تفشي الفساد طوال الثلاثين عاماً المنصرمة. والفيلم من إخراج إبراهيم البطوط. ورغم جمالية الفيلم إلا أنه لم يحظ بجماهيرية كما أن نجمه عمرو واكد الذي شارك فعلياً في الثورة كناشط سياسي معارض لنظام مبارك يتعرض لعملية إقصاء وتهميش ليس بسبب هذا الفيلم بل لمواقفه السياسية المناهضة للنظام في مصر

فرش وغطا

بطريقة ما تحدث ثورة 25 يناير وفي أحد السجون يقبع شابٌ مصريٌ "آسر ياسين" ويجد أن باب السجن قد فُتح له على مصراعيه، فيهرب مع مئات المساجين في الصحراء الجرداء. يصارع هذا الشاب من أجل إيجاد مخرجٍ له من خلال المرور ببيئات مصريةٍ مهمشةٍ، ولكن يكتشف أن شيئاً تغير إلى الأبد وعليه هو أيضاً المكافحة من أجل إنقاذ نفسه، الفيلم من إخراج أحمد عبدالله.

بعد الطوفان

تدور أحداث الفلم في إطار درامي سياسي حول طبيبة نفسية تقوم بعمل دراسات نفسية على مجموعة من الوزراء الفاسدين، لمعرفة الأسباب النفسية والحقيقية التي دفعتهم إلى طريق الفساد، وتتابع مراحل حيواتهم المختلفة، والأحداث التي أعقبت توليهم الوزارة، وبداية فسادهم مما يتسبب فى العديد من المشاكل والأزمات للطبيبة بسبب محاولة الدخول إلى عالمهم والفيلم من تأليف وإخراج حازم متولي.

حظ سعيد

تدور أحداث الفيلم حول شخصية سعيد، التي يجسدها الفنان "أحمد عيد"، وهو شاب يسعى لإتمام زواجه من سماح وتقوم بدورها "مي كساب"، ويتقدم بطلب للحصول على شقة ضمن أحد مشروعات المحافظة، وبعد الحصول على الموافقة يفاجأ بأحداث ثورة 25 يناير، التي تمنعه من استلامها، وتبدأ مأساته في محاولة إنقاذ شقيقته "وفاء" من ضمن صفوف الثوار، إلا أنه يجد نفسه وسط تلك الصفوف.

وتتوالى الأحداث، حتى يتمكن سعيد من الزواج بسماح وإنجاب ثلاثة أولاد، ولكل منهم فكره المختلف، في إشارة منه لبداية انقسام الشعب المصري، الفيلم من إخراج طارق عبد المعطي.

فبراير الأسود

تدور أحداث الفيلم، في إطار من الكوميديا السوداء، التي توضح حالة الإحباط والمأساة التي تعرض لها أبطال الفيلم، حيث يناقش الفيلم قضية شقيقين؛ الأول حسن "خالد صالح" يعمل أستاذاً جامعياً والثاني صلاح "طارق عبدالعزيز" وهو عالم كيميائي، ولكن لا يجدان أي نوع من أنواع التقدير من الدولة، فيتعرضان للعديد من المشكلات ويفكران في الهجرة، أو الارتباط بأصحاب المناصب السيادية والعليا في الدولة، ويحاول الفيلم أن يوصل رسالة التغيير الجذري في الدولة، حتى يأخذ كلُّ ذي حق حقه.
وشهدت آخر مشاهد الفيلم اندلاع ثورة 25 يناير، مع أحلام الأبطال بتغيير المجتمع بعد الثورة لتصبح الكلمة العليا للعلم، وهي الرؤية الرومانسية الساذجة لفكرة الثورة وصيرورتها وأنها زر يتمّ الضغط عليه فيتغير المجتمع، الفيلم من إخراج محمد أمين.

نوّارة

في كلمتها التي تلت العرض العالمي الأول لفيلمها الطويل الثالث "نوارة" ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي الثاني عشر، قالت المخرجة هالة خليل أنها كانت تقول باستمرار أنه من المبكر جداً صناعة فيلم عن الثورة المصرية، لكنها لم تستطع عندما أقدمت على كتابة فيلمها إلا أن يكون عن الثورة.
تتركز أحداث الفيلم حول فتاة من حي شعبي تدعى نوارة "منة شلبي"، تعيش قصة حب خلال الفترة التي اندلعت خلالها ثورة الخامس والعشرين من يناير وبعدها، مستعرضاً أثر ما كان يجري في مصر خلال هذه الفترة على نوارة وعلى قصة حبها.

أفلام وثائقية

ربما سنحتاج الى وقت طويل لنشاهد فيلماً عن الثورة يحكي القصة كما حدثت لا كما تخيلها صانعوها، وربما الأفلام الوثائقية قدمت رؤية أكثر وضوحاً للثورة.
ومن الأفلام الوثائقية التي رصدت ثورة يناير نذكر "تغريدة مصرية" الذي قدمته قناة الجزيرة القطرية ضمن برنامجها الوثائقي تحت المجهر، ويتناول أثر مواقع التواصل الاجتماعي في إشعال الثورة ولا سيما بين جيل الشباب.

ويعود الفيلم بالتغريدات السياسية التي كانت وراء إضراب عمال المحلة في العام 2008 والذي رآه الكثيرون البروفة الأولى للثورة التي اندلعت بعد ذلك بسنوات ثلاث.
يرصد الفيلم بعد ذلك تحول المواقع الاجتماعية إلى منصات لإطلاق الحملات المناهضة للنظام والتي تبلورت بعد ذلك في صفحة كلنا خالد سعيد التي كان لها أثرٌ كبير في أيام الثورة الاولى. ولما كان الإنترنت سلاح الشباب في مواجهة جيل العواجيز اجتماعياً وسياسياً، لم يجد النظام سوى قطع الاتصال عن الإنترنت في مصر ولكن ذلك الحل لم يفلح لقدرة الشباب على اختراق الحظر والفوز على عقلية الجمل التي قادت الجِمال إلى ميدان التحرير فصار الأمر أقرب إلى معركة بين الحداثة ويمثلها شباب التغريدات، وبين الحلول التقليدية البليدة لجيل العواجيز.

ما لا يقال

(يوميات ثورة) وثائقي من جزئين أعدته BBC ولا يمكن اعتبار برنامج ما لا يقال في القناة البريطانية الشهيرة فيلماً وثائقياً رغم أنه قدم أقرب اللقطات الوثائقية إلى روح الثورة المصرية لكن البرنامج كان أقرب أيضاً إلى روح البرامج التي ترصد ولا تقدم رؤية واضحة فهدفه كان التوثيق لما هو غير واضح بالأساس. ورغم ذلك نجحت القناة في رصد التفاصيل اليومية للثورة منذ اندلاعها حتى سقوط الرئيس الأسبق مبارك.

يوميات الثورة المصرية

(يوميات الثورة المصرية) عمل وثائقي طويل للغاية عن الثورة المصرية فقد قدم في 20 حلقة أيام الثورة بالتفصيل بحيث أفرد لكل يوم من أيامها حلقة مدتها ساعة كاملة بالإضافة إلى حلقتين عن الأرض الممهدة للثورة

ويتكون العمل من 20 حلقة تعرض وتوثق لكافة الأحداث التي شهدتها مصر طوال أيام الثورة ال 18، فمنذ يوم ال 25 من يناير تحولت كل شوارع القاهرة وغيرها من المحافظات إلى مسرح يعج بالكثير من المشاهد والأحداث، بداية من خروج المظاهرات إلى الشارع في اليوم الأول؛ حيث كان الأمر مقتصراً على الناشطين، قبل أن تنتشر دعوات التظاهر ويشارك فيها الشعب بكافة فئاته وانتماءاته.

أما فيلم… "الطيب والشرس والسياسي" فهو أول فيلم وثائقي مصري عن الثورة يتم عرضه بدور العرض السينمائية
وحصد جائزة أفضل فيلم بمهرجان أوسلو السينمائي الدولي بالنرويج.

"الميدان" ربما يكون أفضل أفلام الثورة المصرية وهو من إخراج المصرية الأميركية (جيهان نجيم) ويصور جذور ثورة يناير حتى اشتعالها في الميدان ونال الفيلم اهتماماً كبيراً من نقاد السينما العالمية، ورشح للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في الدورة 86 في العام 2013 . ورغم عرض الفيلم في كثير من دول العالم لا يزال الفيلم ممنوعاً من العرض في مصر حتى الآن.

تحميل المزيد