مهما تابعنا من أخبار حول الحرب التي تعصف بسوريا منذ 4 سنوات، فإن للأدب والفن مقدرة على نقل الجانب الإنساني، حيث تتحول الأرقام إلى حكايا وروايات تمسّ القارئ والمشاهد وتضعه مكان الضحية فيتألم ويتعاطف، ويوثق الحدث بكلمات أدبية وأحداث درامية لن تنساها الذاكرة البشرية أبداً.
نقدم فيما يلي مجموعةً من الأعمال الروائية والدرامية والسينمائية، التي تناولت أحداث الحرب السورية المستمرة حتى كتابة هذه السطور:
أولاً: الروايات
طبول الحب
تعيش الأستاذة ريما في فرنسا قصة حب عبر الفيسبوك مع شاب في سوريا، ثم تندلع الثورة. ينشب خلاف بينها وبين الشاب الذي تحبه حول موقف كل منهما من عسكرة الأحداث فيما بعد، ما يدفعها للنزول إلى بلادها بعد سنوات بباريس والتعرف إلى الوضع عن قرب.
تحاول الكاتبة توصيف مواقف السوريين من الأحداث ولا سيما المثقفين منهم، وذلك من خلال رصد عدة نماذج ثقافية داخل الرواية وعرض وجهات نظرها عن الأحداث الدائرة من خلال الحوارات.
تعد رواية "طبول الحب" أول عمل أدبي يتناول تفاصيل الأزمة السورية للكاتبة مها حسن المقيمة في فرنسا، صدرت سنة 2012 عن دار الكوكب للنشر والتوزيع.
مبتعث إلى سوريا
يسافر والد زياد إلى دمشق للعمل بالسفارة السعودية هناك رفقة أسرته، بينما يسافر زياد إلى بريطانيا للدراسة. تتسارع الأحداث وتتطور مع اندلاع الثورة السورية، وتصل الأخبار السيئة إلى زياد حاملة معها نبأ اختطاف أسرته هناك، فيُقرر زياد بعد أن استنفد كافة المحاولات المُمكنة للتوصل إلى ذويه، أن يذهب بنفسه إلى سوريا و يبدأ رحلة البحث عنهم.
ترصد أحداث الرواية الأزمة من منظور الكاتب في فترة ما قبل ظهور تنظيم "داعش"، كما تتناول بالوصف الدقيق جغرافيا سوريا وتضاريسها ومدنها التي لم يكن يعرف عنها البعض شيئاً قبل 2011.
رواية "مبتعث إلى سوريا" من تأليف عبد المجيد الفياض، صدرت سنة 2014 عن دار مدارك للنشر والتوزيع.
لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة
تحكي هذه الرواية الحالة الاجتماعية التي يعيشها المجتمع السوري بصفة خاصة خلال ربع قرن من الزمن، حتى بدايات الأزمة الحالية سنة 2011. إذ يروي المؤلف قصة إحدى الأسر السورية التي تعيش هذا التفكك بداية عند هجر الزوج، ثم لا مبالاة الأم، ثم الأخ مثلي الجنس.
ألفها الأديب السوري خالد خليفة، وصدرت سنة 2013 عن دار العين للنشر. فازت بجائزة نجيب محفوظ سنة 2013، ووصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر سنة 2014. تعرضت هذه الرواية نوعاً ما لهجوم لاذع من قبل الكثيرين لمشاهدها الصادمة، واعتمادها – حسب رأي هؤلاء – على نموذج مشوه للأسرة السورية.
ثانياً: المسلسلات
حلاوة الروح
تدور أحداث المسلسل حول شاب وفتاة من سوريا تجمعهما قصة حب، يخوضان رحلة غير مأمونة العواقب من أجل تصوير فيلم وثائقي عن الحرب الحالية، وفي ذات الوقت تتقاطع هذه القصة مع قصة أخرى حول صحافييْن جمعتهما قصة حب منذ 30 عاماً، واللذين يلتقيان مرة أخرى خلال رحلة الصحافي المصري للبحث عن ابنته المخطوفة في سوريا.
هو مسلسل مصري لبناني سوري مشترك، من تأليف رافي وهبي وإخراج شوقي الماجري، وبطولة الفنان الراحل خالد صالح وغسان مسعود ومكسيم خليل ونسرين طافش، من إنتاج سنة 2014.
عناية مشددة
بين عامي 2013 و2014 تدور مجموعة من القصص الاجتماعية والعاطفية في ظل التحوّلات الدامية التي شهدتها سوريا بعد اندلاع الثورة سنة 2011، مثل أبو معتصم الموظف الحكومي الفاسد، وابنته حنين التي فقدت زوجها ومازالت تنتظر عودته، وضياء خريج الفنون الجميلة الذي يخدم في الجيش ويقع في غرام مهندسة دمشقية، وهموم التي تعمل مع عصابة تحترف التجارة بالأعضاء البشرية، وغيرها من النماذج البشرية المختلفة.
هو مسلسل سوري من تأليف يامن حجلي وعلي وجيه، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، وبطولة عباس النوري ومهيار خضور وفادي صبيح، من إنتاج سنة 2015، وتعتزم شركة الإنتاج دبلجته إلى عدة لغات عالمية نظراً للجدل الذي أثاره.
وادي الذئاب
أحد أشهر المسلسلات الدرامية التركية، بدأ عرضه في تركيا سنة 2003، قبل أن تتم دبلجته للقنوات الفضائية العربية ابتداءً من 2008، ومازالت حلقاته مستمرة حتى الآن. يتناول المسلسل كواليس عالم المافيا وعصاباتها عبر شخصية علي جاندان، الذي يكلف من قبل المخابرات التركية بتنفيذ عملية سرية في قلب المافيا، فيتنكر بتغيير اسمه وملامح وجهه.
في الجزء السابع من المسلسل – حسب التقسيم العربي المدبلج – يسافر البطل إلى سوريا للقيام بمهام معينة وينضم إلى المعارضة المسلحة في حربها مع جيش النظام السوري، وهنا يعرض المسلسل وجهة النظر التركية حول ما يجري في سوريا ومعاداتها لنظام الرئيس بشار الأسد.
المسلسل من بطولة الممثل التركي نجاتي شاشماز وإخراج مشترك، ومن إنتاج شركة بانا فيلم.
ثالثاً: الأفلام
فانتوم
في جو من اﻹثارة السياسية، يدخل دانيال في رحلة طويلة وشاقة من الهند إلى أوروبا وأميركا، مروراً بالشرق الأوسط، بحثاً عن العدالة، لكنه يكتشف أن هناك ثمناً باهظاً عليه أن يدفعه. في رحلته الطويلة، يمر بسوريا في عز الحرب المدمرة التي تعيشها الآن، ليعرض وجهة نظر بوليوود حول الأحداث، والحديث عن دور باكستاني (كعادة الأفلام الهندية) في تدريب الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة والمقاتلة في سوريا.
يعرض الفيلم مشاهد من اشتباكات ومطاردات تكشف بالفعل ضبابية المشهد السوري واختلاط الصديق بالعدو. الفيلم من بطولة سيف علي خان وكاترينا كيف، وإخراج كبير خان، إنتاج سنة 2015.