كشفت لقطات من فيديو ظهر مؤخراً، وحصلت عليه صحيفة DailyMailTV ، مايكل جاكسون وهو يتململ بعصبية وهو جالس في مواجهة آلات التصوير، عندما سُئل ملك البوب عمّا إذا كان يغتصب الأطفال.
وأوضحت صحيفة The Daily Mail البريطانية، أن المحامين كانوا يستجوبون ملك البوب، حول مزاعم بالإساءة الجنسية للأطفال، فيما يُعرف أنه المرة الوحيدة على الإطلاق التي صُور فيها وهو يخضع للاستجواب حول هذا الموضوع خلال حياته.
ويبدو المغني الشهير، الذي كان في السابعة والثلاثين من عمره آنذاك، متوتراً، ويضحك ويمزح أثناء توجيه الأسئلة إليه حول الاعتداء على الأطفال، في اللقطات الصادمة التي تعود إلى تاريخ الأول من مارس/آذار عام 1996.
طفلان ضحية ملك البوب مايكل جاكسون
ويأتي الفيديو في الوقت الذي يصور فيه فيلم وثائقي، عُرض في مهرجان Sundance السينمائي، الطفلين السابقين اللذين كانا يصاحبان جاكسون، ويد روبسون وجيمس سيفشوك، ويزعم أن نجم البوب اغتصب الاثنين وأساء إليهما جنسياً، أثناء نومهما في مزرعته في نيفرلاند.
وفي فيلم Leaving Neverland، يكشف روبسون وسيفشوك تفاصيل مخزية، عن تودد جاكسون إليهما، قبل انخراطه في ممارسات جنسية.
وتُظهر لقطات الفيديو التي حصلت عليها DailyMailTV مؤخراً، مايكل جاكسون وهو يبدو متوتراً، بعد سماعه الادعاءات، وتُبرز ردود فعله الغريبة للغاية عند سماعه تلك الادعاءات الخطيرة.
إذ تُظهر اللقطات المزعجة جاكسون وهو يضحك، بعد ثوان فقط من استجوابه بشأن مزاعم التحرش بالصغار ماكولاي كلكين، وجوردان تشاندلر، وبريت بارنز، الثلاثي الذي كان يتردد على جاكسون بانتظام في مزرعته في نيفرلاند.
ويُظهر الفيديو جاكسون وهو يتململ في جلسته، في حركة تنمّ عن شعوره بعدم الارتياح، عندما سأله أحد المحامين عن ادعاءات الاعتداء الجنسي على الأطفال، كجزء من دعوى قضائية رفعها خمسة من موظفي المزرعة في نيفرلاند ضد جاكسون، بسبب فصلهم تعسفياً.
وطلبت المجموعة -التي أصبحت تعرف باسم جاكسون 5- من محاميها أن يستجوب جاكسون حول سلوكه وممارساته الإدارية في المزرعة.
ما جعله يخضع للتحقيق بشأن مزاعم بالإساءة الجنسية
وكانت إحدى الحجج الرئيسية التي يستند إليها محامي الخمسة، مايكل رينغ، هي أن جاكسون قد هدَّد العاملين، الذين رأوه يتصرف بشكل غير لائق مع الأطفال.
عام 1995، نجح مايكل جاكسون في الإفلات من جلسة استجواب، بعد أن أعطى تشاندلر 20 مليون دولار مقابل عدم الإدلاء بشهادة ضده في المحكمة.
ورفض أيضاً الإدلاء بشهادته أمام المحكمة في قضية غافن أرفيزو عام 2005.
ولكن في هذا الفيديو، لم يكن أمام النجم خيار آخر سوى الخضوع للاستجواب بشأن مزاعم الإساءة الجنسية.
وكان المستشاران القانونيان ستيف كوكرين وزيا مودابر هما من يساعدان جاكسون، في حين انضم إلى رينغ شريكته المستشارة روث آن نيوسي.
وقد صُوِّر الفيديو في فندق فور سيزونز في نيويورك، في الأول من مارس/آذار 1996. ويظهر جاكسون في الفيديو وهو يقارن نفسه بالمسيح، وتحدَّث عن تعرُّضه للتشويه.
وكان جاكسون، الذي كان يرتدي سترة سوداء، وقميصاً أحمر، وقبعة سوداء، يبتسم ويهز رأسه حينما يأتي المحامون على ذكر مزاعم الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
مايكل جاكسون شاحب الوجه
وبدا نجم البوب شاحباً ممتقع الوجه وهو يتململ في مقعده، ويهرش رقبته وصدره ورأسه، فيما ينفي معرفته بالموظفين الذين اتهموه.
وسأله محامي الادعاء، رينغ: "سيد جاكسون، هل سبق أن واجهت اتهامات بالتحرش الجنسي ببريت بارنز"؟
بدا مايكل جاكسونمصدوماً، وأغمض عينيه وغطى وجهه، قبل أن تلوح على وجهه ابتسامة غريبة، وهز رأسه نفياً، وعاود الابتسام.
وبعد نقاش دار بين المحاميين، أضاف رينغ: "على حد علمك هل سبق أن واجهت اتهامات بالتحرش الجنسي بماكولي؟" ومرة أخرى كان رد فعل النجم غريباً. إذ مسح جاكسون بيديه على رأسه ومس قبعته، ثم تراجع بظهره في مقعده.
ثم اتجه بناظريه إلى السقف، واعتدل في جلسته مرة أخرى وهو متجهم الوجه، قبل أن يعاود الابتسام في سخرية وهو يهز رأسه نفياً. وصاح محاميه محتداً: "أطلب منك عدم إجابة هذا السؤال"، ولم يجب جاكسون أبداً.
ثم أطرق مايكل جاكسون برأسه أرضاً قبل أن يرمق المحامي رينغ بنظرة عدم تصديق. بعدها بثوانٍ تظاهر بالتثاؤب أمام الكاميرا، وانفجر ضاحكاً دون سبب واضح.
وبعدها دخل المحامون في جدال آخر، حول ما إذا كان ينبغي استجواب نجم البوب عن علاقته بالأطفال، وظهر التجهم على وجه جاكسون، وهزَّ رأسه نافياً بقوة.
ضحكات ملك البوب على الاتهامات
ولم يَبد على ملك البوب -الذي يغطي أنفه المشوه جراء العمليات الجراحية بلاصق- أدنى قدر من الانزعاج إزاء قسوة الأسئلة المتعلقة بالتحرش الجنسي.
وعندما توجه إليه رينغ بالسؤال: "مستر جاكسون، عام 1993 كانت هناك بعض الادعاءات الموجهة إليك بارتكاب تصرفات غير لائقة مع بعض الأولاد الصغار".
وجاء الرد على هيئة ضحكة أطلقها جاكسون على نحو غير متوقع.
وفيما ينفي التحقيق ومضايقة الموظفين الذين شهدوا ضده في المحاكمة، لعق مايكل جاكسون شفتيه بعصبية. ونفى المغني -الذي كان يبلغ من العمر 37 عاماً حينذاك- تعرّض الشهود للتهديد.
وفيما استمرّ المحامون في التشاحن، غاص بجسده في مقعده ثم اعتدل، وغطى الميكروفون الملتصق بقميصه بيده. وأضاف رينغ: "هل كنت على علم بأن جوردان تشاندلر رفع دعوى قضائية ضدك"؟ ابتلع جاكسون ريقه في توتر وتمتم قائلاً: "نعم".
وكان جاكسون قد اعترف في وقت سابق بمعرفة تشاندلر، الصديق البالغ من العمر 13 عاماً، الذي كانت تجمعه به علاقة علنية واضحة في مزرعته في نيفرلاند.
ووصل به الأمر للتشبّه بالمسيح
بدأ جاكسون المقابلة وهو يجلس مستقيماً أمام عدسات الكاميرا، ولكن عندما أصبحت الأسئلة أكثر خصوصية، غاص مرة أخرى في مقعده. وقال: "أنا رجل أمريكي أسود، وأفتخر بذلك، وأتشرف به".
وأضاف: "وشائعة تبييض الجلد هي مجرد شائعة، أنا لا أبيض بشرتي. لستُ شاذاً، لا تحكم على شخص ما لم تتحدث معه وجهاً لوجه. وهذا صحيح". ثم بدأ جاكسون يقارن بينه وبين المسيح.
وتخلى مايكل جاكسون عن قناع البراءة ليبدأ في الوعظ: "أمرنا يسوع أن نحب الأطفال، وأن نكون مثل الأطفال، كن طفلاً، كن بريئاً، كن نقياً وشريفاً".
وأضاف: "كان يتحدث إلى حوارييه وكانوا يتشاجرون على من هو الأعظم بينهم، وقال: "فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات. لقد كان يحيط نفسه دوماً بالأطفال، وهذه هي الطريقة التي نشأت بها، أن أكون كذلك وأقتدي بذلك".
وعندما شارفت جلسة الاستجواب على الانتهاء، تظاهر مايكل جاكسون باللامبالاة بخطورة المسألة، وهو يهمس في ميكروفونه.
وقال: "اختبار الصوت، هل يمثل مكيف الهواء مشكلة، في بعض الأحيان تؤدي الحساسية العالية للميكروفونات إلى التقاط بعض الأصوات". ومرة أخرى تنطلق ضحكة عصبية من بين شفتي جاكسون.
إلى أن أنقذته شهادات بعض العاملين لديه
في لحظات أخرى، عندما كان رينغ يتوقف لمراجعة أسئلته كان مايكل جاكسون يضحك وهو ينظر إلى الإشارات التي يرسمها محاموه. وقال وعلى شفتيه ابتسامة واسعة: "هذا جيد".
وأقنع الفريق القانوني للنجم في النهاية قاضي الدعوى برفض الادعاءات المتعلقة بالإساءة الجنسية للأطفال -وهو ما أثار غضب المدعين- عندما بدأت المحاكمة التي استمرت ستة أشهر في خريف عام 1996.
قدّم المدعون الخمسة جميعهم أدلة في محاكمة جاكسون عام 1995، عندما اتُّهم بالتحرش بتشاندلر.
وادعت خادمة وثلاثة حراس شخصيين سابقين ومساعد إداري في الدعوى المدنية أن جاكسون استخدم أجهزة تسجيل في نيفرلاند، في محاولة لمعرفة ما كانوا يعرفونه عن مزاعم الإساءة.
بيد أن هيئة المحلفين انحازت إلى جانب مايكل جاكسون ، بعد أن أدلى العديد من موظفي مزرعته بشهادة لصالح النجم بعد المحاكمة التي استمرت ستة أشهر، وبدأت في مارس/آذار عام 1997.
لقد أصبح إرث جاكسون موضع تساؤل الآن، بعد إطلاق فيلم Leaving Neverland، الذي سيبث على قناة HBO الأمريكية، في مارس/آذار، وعُرض لأول مرة في مهرجان Sundance Film في ولاية يوتا الأمريكية.
يزعم المخرج دان ريد أنهم بذلوا جهوداً للتواصل مع جوردان تشاندلر وبريت بارنز وماكولاي كلكن، عن طريق محامي روبسون وأصدقائه وشركائه في وسائل الإعلام، ولكن لم يعط أيٌّ منهم موافقته على المشاركة في الفيلم الوثائقي.
ينكر كلكن علناً أي ادعاءات بأن مايكل جاكسون تحرش به جنسياً، مثلما يفعل أوزي بريت بارنز. واختفى تشاندلر منذ 25 عاماً، بعد تسلمه مكافأة تزيد عن 20 مليون دولار من المغني، بعد فشل دعوى قضائية تتعلق بالإساءة الجنسية عام 1993.