لم يستطع الشاب المغربي معاذ بوكيوض مغالبة دموعه وهو يتوَّج بلقب "منشد الشارقة" لسنة 2018، والتي تنظمها مؤسسة الشارقة للإعلام بالإمارات العربية المتحدة.
حاز بوكيوض، البالغ من العمر 27 سنة، المرتبة الأولى، خلال الدورة الـ11 لمسابقة "منشد الشارقة" التي تأهل لمرحلتها النهائية 7 منشدين.
ووقف المشاركون طيلة أطوار المسابقة، أمام لجنة تحكيم ضمت كلاً من المنشد محمود التهامي نقيب المنشدين والمبتهلين في مصر، والفنان والمنشد الإماراتي أحمد بو خاطر، والمنشد والمقرئ الإماراتي أسامة الصافي.
وتعتبر مسابقة "منشد الشارقة" أحد أهم برامج المسابقات الهادفة إلى اكتشاف المواهب الإنشادية في الوطن العربي، حيث نجحت خلال دوراتها العشر السابقة، في تقديم أسماء ونجوم بفن الإنشاد، ممن أصبحت لهم مكانتهم البارزة بهذا المجال وبات لهم صيت في أوساط الفن الهادف.
"عربي بوست" التقى "منشد الشارقة" الجديد، وأجرى معه الحوار التالي:
كيف مرت أجواء المسابقة؟
توجهتُ إلى الإمارات العربية المتحدة وكل هدفي أن أنال اللقب، إلا أن التنافس كان كبيراً، ومستوى المشاركين متقارب جداً، فعملت على تطوير صوتي واختيار ما سأقوم بأدائه أمام لجنة التحكيم بعناية فائقة.
ولعل أمرين أسهما في نيلي اللقب، وهما التنوع في القِطع المقدمة والتي اجتهدت في اختيارها، وكذلك تصويت الجماهير المغربية والعربية لصالحي.
بمَ فكرت بعد الإعلان عن النتائج؟
لم أتوقع الفوز بلقب منشد الشارقة، وإن كنت أعتبره تتويجاً لمسيرتي التي بدأت منذ الصغر في مجال الإنشاد.
ما وصلت له حالياً، كان ثمرة جهود طيلة سنوات حياتي. ولما نودي على اسمي شعرت بفرحة غامرة، لم تترجمها إلا الدموع، حيث تلقيت تهاني الزملاء ومباركتهم.
وأعتبر أني فزت بصداقة وأخوة 11 شاباً من بلدان مختلفة، إلى جانب التتويج.
ذكرت مسيرة معاذ بوكيوض التي بدأتها صغيراً، حدثنا عنها قليلاً
كنت حريصاً على المشاركة في المسابقات المدرسية والمخيمات ودُور الشباب منذ أن كان عمري لا يتجاوز الـ11، قبل أن أنضم إلى مجموعة من الفرق الإنشادية، آخرها فرقة "عصامي" التي ساعدتني في اتخاذ قرار المشاركة ودعمتني خلاله.
ولا أنسى فضل أخي الأكبر، الذي استشعر موهبتي منذ أن كنت طفلاً، وكان يتعامل معها بعناية.
كما أعانني على صقلها وتعلّم المقامات الموسيقية وغيرها.
هل يمكن أن تتوجه يوماً إلى الغناء على حساب الإنشاد؟
لا أعتقد ذلك، وهذا مبدأ لا أحيد عنه، فالفن بالنسبة لي كلمات راقية وهدف سامٍ، وهذا ما أجده مجتمِعاً في الإنشاد، الذي من خلاله يمكننا الحديث عن الحياة ورسائلها الهادفة ومعانيها الكبيرة.
وحتى تجويد القرآن الكريم، وعلى الرغم من حرصي على تجويد أورادي، فإني لا أظن أني سأمارسه يوما، لأنه ليس توجهي، وتجربتي فيه متواضعة، كما أن المغرب يزخر بمقرئين كبار.
كيف تم استقبالك حين العودة لبلدك؟
كان استقبالاً حاراً صراحة، تعالت فيه الأهازيج، واستُقبلت بالتمر والحليب كما هي العادة المغربية.
حضرت حشود لاستقبالي في المطار، على رأسهم والدي ووالدتي وأصدقائي ممن قدموا لتهنئتي، بالإضافة إلى آخرين قدِموا للاحتفال بتتويجي، من مدن مختلفة بمطار الدار البيضاء، دون أن يكون لنا سابق معرفة، حيث تعرفوا عليّ من خلال الشاشة.
وأعتبر أني ربحت أكثر من اللقب، وهي محبة الناس.
هل تلقيت ي عروض فنية أو دعوات لإحياء حفلات عقب لقب "منشد الشارقة"؟
أدرس بالفعل عرضاً لم أقرر فيه بعد، إلا أني أعِد الجمهور المغربي والعربي بانتظار الجديد في القريب، كما أعدهم بتقديم أعمال هامة مستقبلاً، واختيارها بعناية.
لم أتلقَّ أي دعوة بعد لإحياء حفلات، كل ما في الأمر أني حظيت بدعوة تكريمية بمدينة الصويرة من طرف الزاوية القادرية.
ليست المرة الأولى التي ينال فيها شباب مغاربة لقب المسابقة..
هذا دليل على أهمية الفنانين المغاربة، وتميز أصواتهم وأدائهم.
وحتى المرتبة الثانية نالها الجزائري لقمان إسكندر، في حين احتل المركز الثالث التونسي نافع عياد، وهذا دليل على أن الدول المغاربية منجم لا ينضب من الأصوات الجميلة والفنانين الراقين.
ولعل فوز مغاربة باللقب السنوات الأخيرة، آخرهم المنشد ياسين لشهب، الذي فاز بلقب الدورة العاشرة للبرنامج، جعلني أستشعر الخوف من ضياع اللقب وأطمح إلى بقائه مغربياً.
حلّ الفنان العالمي سامي يوسف ضيفاً على السهرة الختامية لهذه الدورة، وقدم عدداً من أغانيه الشهيرة، أتطمح إلى تقديم ديو معه أو مع ماهر زين أو غيرهما؟
لي الشرف طبعاً أن أنشد مع هذه الأسماء الكبيرة في عالم الفن، إلا أني أفضّل السير بخطوات ثابتة، وأن أصنع بصمة خاصة بمعاذ بوكيوض، وأن تكون لي لمسة في مجال الإنشاد، تفادياً للوقوع في فخ التقليد.
فطموحي الأكبر أن أبدع وأجتهد على قدر ما أستطيع بلمستي الخاصة.