في حلقة مميزة، كشف مسلسل The Crown الذي يعرض على شبكة نتفليكس، السر خلف اختيار الأميرة الراحلة ديانا خاتم خطوبتها الياقوتي الأزرق، والذي صُنع منه حتى الآن عدد لا يحصى من النسخ الشبيهة.
بحسب مجلة Hello البريطانية، فإن الخاتم الأصلي أصبح الآن ملكاً لدوقة كامبريدج كاثرين ميدلتو، بعد أن تقدم لها الدوق به خلال عطلة في كينيا عام 2010، والذي كان ثمنه حينها 39.257 ألف دولار، أي ما يعادل اليوم حوالي 169 ألف دولار.
مسلسل The Crown أعاد تمثيل اليوم الذي اصطحبت فيه والدة زوجها المستقبلي الأمير تشارلز، ديانا لاختيار خاتم الخطوبة.
ففي الحلقة الثالثة من الموسم الرابع، تظهر الملكة وهي تعرض أمام ديانا مجموعة مختارة من الأحجار الكريمة- معظمها من الإرث العائلي- للاختيار من بينها، بعد أن تقدم تشارلز للزواج منها.
لكن ما حدث هو أن ديانا تحاشت المجموعة التي كانت مملوكة للعائلة، وأشارت إلى ياقوتة معينة، كانت في الواقع قادمة من محل المجوهرات Garrard & Co في لندن، وكان بإمكان أي شخص أن يشتريها.
بعدما اختارته، سألتها الملكة: "ولماذا أعجبك هذا؟"، فأجابت ديانا: "لأنه يذكرني بخاتم خطوبة والدتي، ويحمل نفس لون عيناي".
وفعلاً، كان الخاتم المصنوع من ياقوتة عيار 12 قيراطاً انعكاساً واضحاً لعيني ديانا الزرقاوين، حتى إنها ارتدت ثوباً باللون الأزرق نفسه لصورة خطوبتها الرسمية على أمير ويلز.
وربما تمنّت الملكة والأمير تشارلز أن تختار ديانا خاتماً من الإرث العائلي، لكن الخاتم الذي اختارته لا يزال مميزاً بالقدر نفسه.
وفاة ما زالت غامضة
الشهر الماضي، تحدَّث طبيبٌ كافَحَ من أجل إنقاذ حياة الأميرة ديانا بعد الحادث الكارثي الذي تعرضت له في باريس عن تفاصيل جديدة حول ما جرى عقب نقل الأميرة إلى المستشفى.
والطبيب هو منصف دهمان، الذي كان جرَّاحاً عاماً ومناوباً في مستشفى بيتي سالبترير في باريس، حين استُدعِيَ إلى قسم الطوارئ لإنقاذ حياة "امرأة شابة" في الساعات الأولى من صباح يوم 31 أغسطس/آب 1997، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 19 يونيو/حزيران 2021.
قال دهمان، الذي يبلغ الآن 56 عاماً، لصحيفة Daily Mail: "كنت أرتاح في غرفة العمل حين تلقَّيت مكالمةً من الدكتور برونو ريو، كبير أطباء التخدير المناوب، يطلب فيها مني أن أذهب إلى قسم الطوارئ"، وأضاف: "لم أُخبَر بأنها الأميرة ديانا، بل فقط أن حادثةً خطيرة تعرَّضَت لها شابة".
رفض الدكتور دهمان وصف تفاصيل علاج ديانا، لكنه قال إن الأشعة السينية كشفت أنها أُصيبَت بـ"نزيفٍ داخلي خطير للغاية"، وخضعت لإجراءٍ من شأنه المساعدة في إزالة السوائل الزائدة من تجويف الصدر وكذلك نقل دم.
كانت الأميرة ديانا التي كان يبلغ عمرها يوم وفاتها 36 عاماً، قد أصيبت بسكتةٍ قلبية في حوالي الساعة 2:15 صباحاً، وخضعت لتدليكٍ خارجي للقلب وجراحةٍ طارئة وهي مستلقية على نقالةٍ في قسم الطوارئ.
أوضح الدكتور دهمان قائلاً: "قمت بهذا الإجراء لكي تتمكَّن من التنفُّس، لم يكن قلبها يعمل بشكلٍ صحيح لأنه كان يفتقر إلى الدم"، في حين كشفت العملية الجراحية أن ديانا أُصيبَت بتمزُّقٍ شديدٍ في غشاء التامور الذي يحمي القلب.
ووصل البروفيسور آلان بافي، أحد جرَّاحي القلب الرائدين في فرنسا، للمساعدة في إنقاذ حياة ديانا، ونُقِلَت إلى غرفة العمليات، وتوصَّل الاستكشاف الجراحي إلى أن الأميرة أُصيبَت بتمزُّقٍ في الوريد الرئوي الأيسر العلوي عند نقطة التلامس مع القلب.
قام البروفيسور بافي بخياطة الجرح، لكن قلب ديانا توقَّف قبل الاستكشاف الجراحي ولم يعد إليه نبضه بعد ذلك.
يقول الدكتور دهمان: "جرَّبنا الصعق بالصدمات الكهربائية عدة مرات، وكما فعلت في قسم الطوارئ، قمنا بتدليك القلب. البروفيسور ريو أعطاها الأدرينالين، لكننا لم نتمكَّن من إعادة النبض إلى قلبها".
واصل الفريق المعالج محاولة إنعاش ديانا لمدة ساعة كاملة، وقال دهمان: "كافحنا بشدة، حاولنا كثيراً، حقاً كثيراً. عندما تعمل في مثل هذه الظروف لا تدرك مرور الوقت"، وأضاف: "الشيء الوحيد المهم هو أننا فعلنا كلَّ ما في وسعنا لهذه المرأة الشابة". وقال إن عدم تمكُّنه من إنقاذ ديانا أثَّرَ عليه كثيراً.
شدد الطبيب على أن الطاقم الطبي الفرنسي بذل كل جهوده لإنقاذ الأميرة، رافضاً بذلك ما تروّج له "نظريات المؤامرة المتواصلة حول وفاة الأميرة"، بحسب ما ذكرته صحيفة Daily Mail.
وبعد عدة سنوات، توصَّلَت مراجعةٌ للأدلة الطبية للتحقيق في وفاة ديانا إلى أن المشاركين في العلاج والجراحة الطارئة بذلوا "كلَّ جهدٍ ممكن" لإنقاذ حياة الأميرة. وخلُصت المراجعة إلى أنه "لم تكن هناك استراتيجيةٌ أخرى كان يمكن أن تؤثِّر على النتيجة".
وعادت قصة الأميرة ديانا إلى الواجهة مرة أخرى، مع تحدُّث ريتشارد كاي، الصحفي الخبير بالشؤون الملكية وصديق الأميرة ديانا، عن الاتصال الهاتفي الذي أصبح آخر اتصال لأميرة ويلز قبل وفاتها، مشيراً إلى أن الأميرة كانت لديها رغبة شديدة للاجتماع بابنيها الأميرين وليام وهاري.
كانت الأميرة ديانا تتوق أيضاً قبل موتها لفتح صفحة جديدة في حياتها، وقال كاي: "كانت تحاول جاهدة أن تبدأ بداية جديدة، وأن تفعل شيئاً مختلفاً".