أيام قليلة ويبدأ أحد أهم المهرجانات الفنية في الشرق الأوسط والعالم، وهو مهرجان الجونة السينمائي، الذي وُلد كبيراً منذ دورته الأولى ونجاحه في استقطاب أهم النجوم المصريين والعرب والعالميين على مدار ثلاث دورات ماضية، في دورته الرابعة التي تقام في الفترة من 23 حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
أثار المهرجان الجدل على مدار دوراته السابقة سواء بتصريحات ضيوفه، أو فساتينه المثيرة للجدل، لكنه هذا العام يعقد دورة استثنائية في ظل انتشار جائحة كورونا بالعالم.
وعلى الرغم من الظروف السيئة التي يمر بها العالم، فإن صنّاعه قرروا إقامة الدورة الرابعة من المهرجان مع إتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة؛ حتى تخرج الدورة الجديدة في أفضل شكل ومن دون كوارث صحية.
تأجيل المهرجان
أول القرارات التي اتخذها صناع المهرجان لمواجهة انتشار فيروس كورونا، هو قرار تأجيل المهرجان، فالجونة كان يقام دائماً في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول، ولكن هذا العام قرر صناعه إقامته في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول بدلاً من سبتمبر/أيلول، لتكون ذروة انتشار الفيروس قد أصبحت أقل، وفي الوقت نفسه يكون مجلس الوزراء المصري قد خفف من قيود التجمعات قليلاً؛ حتى يمكن إقامة المهرجان بشكل أفضل.
وبالفعل قرر مجلس الوزراء المصري، في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، زيادة نسبة الإشغال بالسينمات لتصل إلى 50% بعدما كان المسموح به 25% فقط، وهو ما يساعد على زيادة نسبة ضيوف المهرجان سواء في حفلَي الافتتاح والختام أو حتى حضور فعاليات المهرجان من عروض أفلام وندوات.
حصار الجونة.. بالكامل
اتخذ صناع المهرجان إجراءات مشددة للحفاظ على صحة ضيوف المهرجان والحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي والحد من انتشار فيروس كورونا، منها الإغلاق التام والكامل لمدينة الجونة طوال فترة المهرجان في الفترة من 23 حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول.
سيتم إغلاق المدينة ومنع دخول أو خروج أي شخص منها حتى يتم فتحها مرة أخرى في نهاية يوم 31 من الشهر نفسه، ليبدأ ضيوف المهرجان في توديع المدينة مع حفل الختام الذي سيقام في اليوم نفسه.
وسيكون هناك استثناء بخروج بعض الضيوف الذين سيخرجون في منتصف مدة المهرجان، للمغادرة إلى بلادهم بعد حضور النصف الأول من المهرجان، وذلك باتفاق مسبق مع إدارة المهرجان.
كما تمتنع المدينة عن استقبال أي أشخاص من الجمهور ليس لديهم حجز مسبق خلال فترة المهرجان، ولن يكون متاحاً لهم أن يقوموا بحجز أماكن في الغردقة والتنقل بينها وبين الجونة كما كان يحدث في السنوات السابقة.
كمامة وبطاقة تعريف
سيتم منع أي شخص لا يرتدي الكمامة من دخول العروض أو الندوات، ولن يسمح له بالوجود في أماكن السجادة الحمراء، خاصة في حفلَي الافتتاح والختام، حيث ستكون هناك بوابات أمنية بمسافات كبيرة قبل مسرح الحفل، لن يستطيع أحدٌ تخطِّيها في حالة عدم التزامه بالإجراءات الاحترازية حتى لو كان يملك دعوة الحضور الشخصية.
كما ستفرض إدارة المهرجان إجراءات التباعد الاجتماعي على كاميرات القنوات الفضائية، التي ستكون موجودةً على السجادة الحمراء للتسجيل مع النجوم، ويلتزم مصور كل قناة بالابتعاد عن المصور المجاور له بمتر ونصف المتر.
اعتذار مونيكا بلوتشي
نجح مهرجان الجونة في الحصول على الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره"، للمخرجة كوثر بن هنية، ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة، وهو الفيلم الحاصل على جائزتين في الدورة الـ77 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التي انتهت منذ أسابيع قليلة.
ونجح بطل الفيلم، يحيى مهايني، في حصد جائزة أفضل ممثل، ونال الفيلم جائزة آديبو كينغ للإدماج، وهي جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعي، وحقق ردود فعل جيدة على مستوى الجمهور والنقاد في المهرجان.
وتشارك في بطولة الفيلم الفنانة العالمية الإيطالية مونيكا بيلوتشي، حيث تواصَل معها صناع مهرجان الجونة على مدار الشهرين الماضيين، وكانت هناك موافقة مبدئية على حضور عرض الفيلم في الافتتاح، ولكن الفنانة العالمية تراجعت في اللحظات الأخيرة، من دون أسباب واضحة.
اعتذارات إعلامية
لم تتوقف الاعتذارات عند مونيكا بيلوتشي فقط أو بعض النجوم الذين أبدوا تخوفهم، في ظل تحذيرات من اقتراب الموجة الثانية من الفيروس.
اعتذر بعض صناع السينما الأوروبيين عن عدم الحضور وبعض الضيوف العرب، وأهمها كان من الخليج العربي، بسبب ظروف الطيران والتنقل في الوقت الحالي.
ترويج تامر للتكريم في الجونة
منذ أيام تداولت بعض المواقع أخباراً عن تكريم الفنان تامر حسني في مهرجان الجونة، وأكدت بعض التقارير أنه سيحيي حفلاً هناك، وهو أمر عارٍ عن الصحة.
فمهرجان الجونة أعلن مسبقاً عن الأسماء التي سيكرِّمها في الدورة الرابعة من المهرجان، وهما المصريان خالد الصاوي ومهندس الديكور أُنسي أبو سيف، والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو والفنان المغربي سعيد تجماوي، وهو ما يعني أن خبر تكريم تامر حسني غير صحيح.
ولكن في حقيقة الأمر أن الخبر خرج من مقرَّبين من تامر حسني؛ لإثارة حالة من الجدل حول حضوره للمهرجان الذي لم يفكر في دعوته من قبل، وفي حقيقة الأمر فإن تامر حسني يفكر في إطلاق ألبومه الجديد بحفل خاص في الجونة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وقبل حفل ختام المهرجان بيوم.
ختام قبل الختام
وقررت إدارة مهرجان الجونة هذا العام اتباع تقليد جديد لم تتبعه في الدورات الثلاث السابقة، حيث سيقام حفل الختام قبل نهاية الدورة الرابعة بيوم، حيث تنتهي الدورة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، في حين سيكون حفل الختام يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول.
وسيخصص المهرجان اليوم الأخير منه، الموافق 31 أكتوبر/تشرين الأول، في عرض الأفلام الفائزة بجوائزه، للجمهور والصحفيين والإعلاميين وضيوف المهرجان، لتستمر الفعاليات بعد حفل الختام بيوم، في تقليد جديد على المهرجانات المصرية.
الجونة الذي نجح في تكريم عادل إمام، بدورته الأولى، في وقت فشلت فيه كل المهرجانات المصرية العريقة ذات التاريخ الكبير في تكريمه أو استضافته، وكذلك نجاحه في جذب النجوم العالميين مثل فورست ويتكر وأنطونيو بانديراس وجيرارد باتلر وباتريك ديمبسي وسلفستر ستالون وأوين ويلسون وغيرهم.
وخلال ثلاث سنوات فقط نجح المهرجان في بناء اسم قوي وسمعة كبيرة بعالم المهرجانات، ونجح في عقد شراكات واتفاقيات مع مهرجانات دولية، وهو ما جعل استمراره أمراً إلزامياً على صنّاعه حتى في أحلك الظروف.