هجوم عنيف على المسلسل بمجرد الإعلان عنه.. هل المشكلة في محمد رمضان أم في أحمد زكي؟

عدد القراءات
3,196
عربي بوست
تم النشر: 2020/06/22 الساعة 12:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/22 الساعة 12:18 بتوقيت غرينتش

لم يتمالك محمد رمضان نفسه كالعادة، ولم "يداري على شمعته" عملاً بالمثل الشهير، ربما هي "ثقة في الله" تجعل آلية "الحسد" و"وقف الحال" تتوقف عند قدميه فلا تصيبه "الحمد لله اليوم تم التعاقد مع السيناريست الكبير أ. بشير الديك لتأليف مسلسل الإمبراطور أحمد زكي، إنتاج سينرجي، ثقة في الله نجاح" هكذا أعلن عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتبدأ موجة من الغضب، في الاتجاهين، جهة ترى أن مشوار محمد رمضان التجاري لا يتسق مع اختياره لتجسيد حياة عبقري التمثيل أحمد زكي، مقابل وجهة نظر أخرى لا ترى في حياة الراحل ما يستحق التقديم من الأساس!

لماذا محمد رمضان أصلاً!

حين يبدأ الحديث عن أشباه أحمد زكي يتداعى على الذهن فوراً صورة أحد اثنين، إما عمرو سعد أو محمد رمضان، فيما يضيف بعض أصحاب الخيال شبيهاً إضافياً هو آسر ياسين، لكن يبدو أن الاختيار قد وقع بالفعل على محمد رمضان باعتباره من أعلن عن المسلسل، فضلاً عن ظهوره بصحبة المؤلف، لكن من حقاً يستحق أداء الدور؟ بشكل خاص أستثني آسر ياسين من المعادلة تماماً، فهو لم يقم بما يؤهله إلى الدور بعد.

"هاتجيبو عيون أحمد زكي منين؟" قرأت التعليق فدخل إلى قلبي فوراً، كان البطل الحقيقي في الأداء الجسدي لأحمد زكي هو عينيه، تفرح وتحزن وتغضب في اللحظة ذاتها، لم أعثر من بين العيون على الشاشة أو في الأشباه على عينين تشبهان اللتين امتلكهما أحمد زكي سوى لدى عمرو سعد، ربما لم يحسن تدريبهما، لكن النجاح لا يرتبط بالموهبة بقدر ارتباطه بالاجتهاد والسعي، كما قال مدرب كرة السلة الشهير تيم نوتكي "الاجتهاد يغلب الموهبة، متى قرر الموهوب أن لا يجتهد".

ربما لهذا ترجح كفة محمد رمضان، فهو يجتهد طوال الوقت ليربط بينه وبين أحمد زكي، في كل فرصة وبأي مناسبة، وبسبب ومن دون سبب أيضاً، ربما كان ذلك هو السبب وراء اختياره، رغم حداثة ظهوره وعمره، لأداء الدور في مسلسل السندريلا قبل 16 سنة، حيث أدى الدور بقدر كبير من الجودة، خاصة فيما يتعلق بنبرة الصوت وتعبيرات الوجه. لكن هذا لم يشبعه، فراح يخلق ذلك الرابط بينه وبين زكي أكثر سواء بالكلام المباشر  في البرامج التلفزيونية، كما فعل في برنامج عمرو الليثي قبل 8 سنوات، حين  أعرب بشكل واضح عن رغبته في أداء دور أحمد زكي يوماً، أو في مشهد واحد فقط كما فعل في فيلم "حصل خير" عام 2012 حين قام بتقليد مشهد من فيلم الهروب لأحمد زكي.

يرى الكثيرون، في محمد رمضان وجه أحمد زكي وموهبته، لكنه يفتقد بالتأكيد إلى ذكائه وذوقه في الاختيار والتنويع، مع ذلك لايزال لدي القليل من الثقة في رمضان كي أنتظر المسلسل إذا ما قدر له الاكتمال كي أرى ما لديه حقاً، حيث سيمثل هذا العمل بالنسبة له الاختبار الأصعب، فإما يجيد بروح المبتدئ الراغب في إثبات نفسه، أو يخفق بروح الطاووس التي تسيطر عليه منذ وقت ليس بالقصير.

هل ينجح المسلسل؟

لا أنكر استغرابي من إقدام المنتجين على إنتاج مسلسلات السير الذاتية، حيث تقع دائماً في مقارنة قاسية، بين الأصل والصورة، فلا يكف المشاهد عن المقارنة بين الممثل على الشاشة وصاحب القصة الأصلية، أحياناً ينجح المسلسل في حفر صورة الشخصية بالأذهان، إضافة لإعادة أعمق وأكثر إنسانية لها، كما سبق لأحمد زكي نفسه أن فعل، حينما جسد حياة الراحل طه حسين، وأحياناً أخرى يساهم العمل في تشويه الذكرى، وخلق غصة في قلب المشاهد تجاه الشخصية كما جرى في حالة مسلسل عبدالحليم حافظ، والسندريلا، وكذلك صباح وكاريوكا.

هذه المرة سيجتمع عنصران ناجحان، أحدهما يتمتع بالجماهيرية والتصميم، والثاني يتمتع بالعبقرية فهل تكتمل المعادلة؟ يتوقع بعض المتفائلين أنه سيصبح مسلسل "قنبلة" وسيكون بمثابة إعادة توجيه وضبط لموهبة رمضان التي أنقصت منها الرتابة والتكرار والركون إلى الأدوار المضمونة والقصص المستهلكة، فيما وجهات نظر أخرى تعتقد أنه سيكون مسلسلاً خاوياً، لأن الراحل لم يكن يتمتع بحياة شخصية تذكر، كانت حياته بالكامل موهوبة للفن والتمثيل، وتساءل أصحاب وجهة النظر "في هذه الحالة سيعيد محمد رمضان تمثيل أعمال أحمد زكي ولن يجسد قصة حياته، في الواقع كان الرجل بلا حياة شخصية تقريباً!" هذه ليست إساءة، في الواقع لا يعثر الباحث عن أحمد زكي الكثير عن حياته الشخصية، على ويكيبيديا مثلاً، حياته الشخصية مكتوبة في سطر واحد، نصفه تفاصيل عن مشاركة ابنه هيثم معه في فيلم حليم، أما في الواقع فمعظم التفاصيل الثرية تتركز بفترة طفولته وصباه.

من جانبه أوضح بشير الديك الطريقة التي سيعالج بها الأمر قائلاً: "كنت معاصره، هاتناول الحدث بما يخدم الدراما، مش هاتناوله بطريقه اليوميات، مش بعمل نميمة، كان يعرف مين ومصاحب مين، بتكلم على أحمد زكي الفنان المصري اللي حاول يكون فنان جيد".

أحمد زكي الطفل

في رأيي البطولة الحقيقية سوف تكون من نصيب الطفل، الذي سيقوم بتجسيد فترة طفولة أحمد زكي، طفل يستطيع أن يعكس مشاعر اليتم والحرمان والوحدة والضيق باقتدار، دون مبالغة أو دراما فجة، من هو الطفل الذي سيقدر على أمر مماثل وهل سيستطيعون العثور عليه في الشهور القليلة القادمة؟

مرحلة كانت السبب في تشكيل حياته اللاحقة بالكامل، حيث يقول زكي "كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ، لكي أخرج ما في داخلي. وكان التمثيل هو المنفذ، ففي داخلي دوامات من القلق لاتزال تلاحقني، فأصبح المسرح بيتي، رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي".

العائلة غاضبة

ملحوظة "بشير الديك هو أقرب الأصدقاء للنجم الراحل ومن أفلامه مع النجم أحمد زكي، موعد على العشاء، وضد الحكومة، وطائر على الطريق، والنمر الأسود" بهذه الكلمات برر محمد رمضان اختيار المؤلف والسيناريست بشير الديك لكتابة العمل، لكن أياً من الاختيار أو الإعلان لم يبد أنه قد أسعد الباقين من العائلة.

في الواقع لم يبد الراحل هيثم أحمد زكي أي اعتراض على تقليد الوجهين الأقرب لوالده، محمد رمضان، وعمر سعد، على العكس، بدا سعيداً في لقاء سابق له في برنامج "بوضوح" مع الإعلامي عمرو الليثي، "متربين على أفلامه، ومتأثرين بيه والناس بتحبهم، كل واحد بيحس إنه قريب منه جداً، ومسموح لأي حد إنه يتأثر بأحمد زكي".

لكن حالة الرضا تلك لم يبد لها أثر عند شقيقه، ظهر ذلك حين تحدث المحامي بلال عبدالغني، محامي رامي عز الدين بركات، الأخ غير الشقيق للراحل هيثم أحمد زكي، والمفوض عن كل ما يتعلق بورث هيثم، من بينها الموافقة على المسلسل من عدمه، يقول المحامي: "رامي ماتعرضش عليه المسلسل عشان يوافق عليه أو يرفضه، مفيش أي اتصال بينا وبين المنتج أو الممثل أو المخرج، لتجسيد الشخصية، الكلام الدائر بروباغندا غير حقيقية، فلو حقيقي، له إطار قانوني لازم تمشي فيه".

في المقابل بدا أن رامي لا يحفل إلا بالمال والصفقات، فعلى الرغم من الرفض المبدئي الذي أبداه محاميه، تحدث هو نفسه بلغة عربية ركيكة جداً، لأحد البرامج التلفزيونية قائلاً: "إني على أتم الاستعداد للموافقة بعد المراجعة القانونية من المستشار عبدالغني، لتجسيد قصة حياة الفنان أحمد زكي بشرط استحقاقنا حق الأداء العلني واعتبارنا الوريث الوحيد لهيثم أحمد زكي، دي موافقة مبدئية على قيام الفنان محمد رمضان تجسيد الشخصية، أما الشرط الثاني فهو صورة أخويا، لابد يكون في إبراز لشخصية هيثم".

حالة المعارضة لأداء الشخصية انسحبت على بقية العائلة، فمن جانبه أبدى عز الدين بركات، زوج الراحلة هالة فهمي ووالد رامي معارضته لظهور اسمه أو اسم زوجته المتوفية في العمل بأي شكل "مش هاوافق، إني أظهر، هالة رحمة الله عليها اعتزلت الفن بعد ولادة رامي وقررت إنها ماتظهرش تاني فمش معقول ترجع تظهر دلوقتي" أما شقيقة أحمد زكي فردت خلال برنامج الحياة اليوم عن عدم معرفتها بشأن المسلسل "مفيش أي حاجة اتعرضت لحد دلوقتي، أي تصريح هاطلعه بناء على إيه؟" فيما راح محامي رامي يؤكد "العمل مش هايكتمل، والورثة موجودين على قيد الحياة، الإجراء القانوني المتبع في حالة استكمال التصوير دون إذن، هانرفع دعاوى تعويض ووقف تصوير".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رحاب لؤي
كاتبة صحفية متخصصة في الفن
كاتبة صحفية، عملتُ في العديد من الصُحف والمواقع الإلكترونية، أحب الرسم والقراءة والأداء الصوتي
تحميل المزيد