تعمل أكبر شبكة تلفزيونية في الشرق الأوسط على توسيع خدمة بث مقاطع الفيديو التي تقدمها، إذ ترغب MBC في منافسة Netflix في العالم العربي.
وقالت مصادر مطلعة إن مجموعة MBC ستستعين بيوهانس لارشر، المدير التنفيذي السابق لشركة Hulu،
لتوسيع خدمتها الرقمية وبث مقاطع الفيديو حسب الطلب، والمعروفة باسم "شاهد"، وتخطط أيضاً لتطوير محتوى عربي جديد وفق ما ذكرت صحيفة Financial Times البريطانية.
وأضافت المصادر أن شركة الإنتاج MBC Studios، التي أطلقتها مجموعة MBC مؤخراً، تعمل على برامج وأفلام جديدة لإثراء خدمة الفيديو
بما في ذلك السير الذاتية التاريخية لبعض القادة العرب وتحويل القصص الشعبية "ألف ليلة وليلة" إلى عمل درامي. وتخطط MBC لشراء محتوى من بقية دول العالم.
وأصبح الجزء الأكبر من ملكية مجموعة MBC، التي يصل عدد مشاهديها عبر الأقمار الصناعية والإنترنت إلى 140 مليون مشاهد في المنطقة
خاضعاً للحكومة السعودية العام الماضي في أعقاب حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017.
تنافس نتفليكس
وتأتي المنافسة المحتملة لهيمنة Netflix في المنطقة، في الوقت الذي يعاني فيه ولي العهد محمد بن سلمان من تداعيات مقتل الصحافي المُعارض جمال خاشقجي، الذي حُمِّل مسؤولية قتله.
وكانت الحكومة السعودية قد طلبت من Netflix مؤخراً مسح حلقة من البرنامج الكوميدي Patriot Act ظهر فيها حسن منهاج
الذي انتقد الأمير محمد بن سلمان في أعقاب قضية خاشقجي، ما جدّد المخاوف بشأن حرية التعبير.
MBC كانت تعمل بعيداً عن سيطرة الحكومة
عادةً ما كانت تعمل MBC، التي تأسست في عام 1991، بعيداً عن سيطرة الحكومة
وكانت تعرض برامج أكثر تحرراً من التي يعرضها التلفزيون السعودي، وإن كانت ضمن حدود المحتوى "المناسب للعائلات".
وقد سعت السعودية لاستخدام قوتها المالية في وسائل الإعلام العربية لتشكيل الحوار السياسي في المنطقة المضطربة
إذ تصطف الرياض وحليفتها أبوظبي ضد إيران، وفرضت حظراً تجارياً على قطر.
وأﺻﺑﺣت الموارد اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﺑﯾن قنوات الأخبار الفضائية وﺣﻘوق بث مباريات كرة القدم أﺳﻟﺣﺔ قوة ﻧﺎﻋﻣﺔ ﻟبعض الحكومات مثل دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة
وهي إحدى حلفاء السعودية، بعد أن اختلف ترتيب قوى اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻧذ انطلاق الثورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ في ﻋﺎم 2011.
ووافقت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وهي شركة نشر تمتلكها عائلة الملك سلمان
على إطلاق قناة إخبارية مع وكالة بلومبرغ الأمريكية، معروفة باسم بلومبرغ الشرق، على الرغم من التكهنات التي ظهرت حول مستقبلها منذ مقتل خاشقجي.
وعُيِّن نبيل الخطيب، مدير مشروع بلومبرغ الشرق، الأسبوع الماضي مديراً عاماً في محطة شقيقة لقناة MBC وهي قناة العربية الإخبارية التابعة للحكومة.
وقد حل محل تركي الدخيل، وهو مستشار الأمير محمد بن سلمان، في تغييرٍ للإدارة العليا للشركة.
تريد أن تتفوق في المحتوى الترفيهي..
وتأمل MBC بأن يساعدها تفوقها في مجال الترفيه التلفزيوني باللغة العربية في مواكبة شبكة Netflix والتفوق على خدمات البث حسب الطلب الأخرى مثل Starz Play وWavo وأمازون.
وفي العام الماضي، بلغ عدد المشتركين في خدمة "شاهد" لبث مقاطع الفيديو 72 مليون مستخدم، منهم 600 ألف مشترك في خدمتها المتميزة.
وعلى الجانب الآخر، نمت شبكة Netflix بسرعة في الشرق الأوسط، إذ أصبحت تمتلك أكبر قاعدة للمشتركين الذين يسددون اشتراكات مالية
ويبلغ عددهم 1.7 مليون في العالم العربي، وفقاً لما ذكره سيمون موراي، المحلل الرئيسي في شركة Digital TV Research، وهي شركة استشارية مقرّها المملكة المتحدة.
وقال موراي: "هناك بالفعل الكثير من المنافسة في العالم العربي، لكنَّ Netflix تحتل مكانة عالية بعيدة عن تلك المنافسة، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى شعبيتها العالمية والمحتوى الأصلي الذي تعرضه".
يُذكَر أنَّ مستثمرين سعوديين أسسوا شبكة أخبار باللغة الفارسية مقرها لندن، وهي Iran International، لخدمة المشاهدين الإيرانيين.
ويشك المسؤولون الإيرانيون في أن القناة مدعومة من الحكومة السعودية وأنها أداة في الحرب الإعلامية الإقليمية المتنامية.
بينما نفى متحدث باسم قناة Iran International تلقيها أي تمويلٍ حكومي.