أثار فيلم I Care A Lot الكثير من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي فور تصدّره شاشة شبكة نتفلكس، ليس فقط بسبب أداء روزمان بايك المثير، وإنما أيضاً بسبب القصّة التي تجسّدها في الفيلم، خصوصاً أنّ أداءها في فيلم Gone Girl هو أشهر أداء لها، وربما كانت قصّة فيلم I Care A Lot قريبة بشكلٍ أو بآخر من فيلم Gone Girl أو أداء روزمان بايك فيه.
فهل فيلم I Care A Lot مبني على أحداث وقصة حقيقية أم ماذا؟
تنويه: المادة تحتوي على حرق أحداث في الفيلم.
اقرأ أيضاً
I Care A Lot.. الفقراء يقتنصون الأغنياء؟
أبرز الفيلم مارلا غريسون (تقوم بدورها روزمان بايك) وهي تسعى في سبيل الثراء والحياة الوثيرة، من المشهد الأوّل في الفيلم يستشعر المُشاهد أنّ هذه المعركة بين "الفقراء المحرومين" و"الأغنياء" المستمتعين بكل شيء في الحياة. ربما كان هذا الأمر صحيحاً بعض الشيء في قصّة مارلا غريسون، لكنّ الخطّ العام للفيلم لا يكتمل بهذا الشكل، فربما كانت المقدمة في البداية فقط لجذب انتباه المشاهد.
لكنّ بقيّة القصّة ربما لا تتسّق مع مقاربة الفقراء الذين يقتنصون الفرص للانتقام من الأغنياء والسطو على أموالهم.
مارلا غريسون هي "وصيّة شرعية" من قبل الولاية، بأمرٍ قضائيّ تصبح مارلا غريسون مسؤولة عن كبار السنّ الذين يعيشون حياةً هانئة وأثرياء، فجأةً تظهر أمام بيت أحدهم أو إحداهنّ لتخبره أنّ معها أمراً قضائياً بأنّها "وصية شرعية" عليه أو عليها، لأن هذا الشخص كبير السن لا يستطيع العناية بنفسه، أو أنّه بدأ في إظهار مؤشرات على إصابته بالخرف أو الزهايمر.
يبدو هذا الفعل أخلاقياً للغاية من خارجه وأمام القاضي، لكن في الحقيقة كانت مارلا غريسون تستغل القانون الذي يحاول أن يضمن لكبار السنّ حقهم في الحصول على رعاية جيدة، تتلاعب بالقانون لتبدأ التعامل مع "فرائسها".
لدى مارلا غريسون قائمة و"خريطة" لفرائسها الحاليين وفرائسها "المحتملين". فمن خلال طبيبة لكبار السنّ تحدّد مارلا غريسون "فريستها" التالية، تأخذ تقريراً طبياً من الطبيبة المتعاملة معها بأنّ هذا الرجل أو هذه المرأة ليسا قادرين على تولي شؤونهما بنفسهما، وتتوجّه للمحكمة. وهنا يحكم القاضي لها بأن تكون الوصية الشرعية عليه أو عليها بحكم القانون.
ما هي سلطات هذا الوصيّ القانونيّ؟ ببساطة: كلّ شيء!
يمكن له التحكم في أموال الشخص وبيع أصول أمواله والتحكُّم كذلك في أرباح تلك الأموال!
ومن خلال شبكة علاقاتها كانت مارلا غريسون ترتّب مع دور الرعاية الصحية لكبار السنّ، لكي يضمنوا أنّ تكون "فرائسها" تحت السيطرة، ولكي يضمنوا لها ألا يتواصل أحد أقربائهم معهم.
اقرأ أيضاً
هل فيلم I Care A Lot مبني على قصة حقيقيّة؟!
ما إن تشاهد هذا الفيلم حتّى يقفز إلى ذهنك هذا السؤال: هل ما حدث في الفيلم حصل في الحقيقة؟ الإجابة على هذا السؤال هي: لا لم يحصل فعلاً ولكنّه حصل.
يحكي الكاتب والمخرج بلاكيسون أنّ قصّة مارلا غريسون متخيلة تماماً، لكنّها مبنية على قصة حقيقية. ففي أحد الأيام قرأ قصّة إخبارية عن أحد الأوصياء الذين تصرفوا بشكلٍ غير أخلاقيّ مع كبار السنّ. حينها بدأ يقرأ عن هؤلاء "الأوصياء المفترسين" الذين يتلاعبون بثغرةٍ قانونية ليفترسوا كبار السنّ الأغنياء.
يقول بلاكيسون "تخيّل أن تستيقظ في أحد الأيام لتجد شخصاً يدق على بابك، معه ورقة تقول إنّه مسؤول عنك وعن أموالك بحكم القانون! لقد شعرت بالرعب". وهنا بدأ بلاكيسون في نسج قصّة مارلا غريسون التي شاهدناها في فيلم I Care A Lot.
وهكذا، فالفيلم مبني على قصةٍ حقيقية، لكن ليس بالضبط، فهناك العديد من القصص عن "الأوصياء المفترسين" كما سماهم الكاتب والمخرج، والذين ألهموه لتمثيلهم في شخصية مارلا غريسون.
تظهر مارلا غريسون في أحد المشاهد في الفيلم وهي أمام بيت امرأة كبيرة السن وثرية للغاية، لتخبرها بأنّها أصبحت الوصية عليها بحكم القانون، وأنها يجب أن تترك البيت حالاً لإحدى دور الرعاية بالمسنين وإلا واجهت الشرطة، هل تظنون أنّ هذا المشهد من الخيال؟ لا، فهو مشهد حقيقي، وقد نشرت مجلة النيويوركر تحقيقاً يحكي قصّة شبيهة بالضبط لما حدث لتلك السيدة المسنة.