مصاص الدماء طيب القلب الواقع في غرام بيلا.. هل ينجح روبرت باتنسون في تجسيد دور باتمان في فيلمه القادم؟

عدد القراءات
527
عربي بوست
تم النشر: 2020/08/25 الساعة 09:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/25 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش

ذكرت وسائل الإعلام منذ فترة طويلة أن روبرت باتينسون، الممثل البريطاني الشاب المعروف للجمهور بشخصية مصاص الدماء إدوارد من فيلم "توايلايت"، قد حصل على دور باتمان في فيلمه المنفرد الجديد، ما ولَّد سبباً آخر للقلق لعشاق الأفلام الأبطال الخارقين بعد خيبة أمل بين آفليك، حيت تمت تغطية الإنترنت على الفور بسيل من الالتماسات التي تطالب بإزالة الممثل من عباءة وقناع فارس الظلام، مدعين أن هذا الممثل اللطيف ليس ناضجاً بدرجة كافية ليلعب دور أيقونة الكوميكس.

بعد نزول أول المقاطع الدعائية لفيلم باتمان الجديد لاحظت أن الذقن الرجولي والنظرة الحازمة والهيئة الجدية لبروس واين بدا بهم مألوفاً للعديد من متابعي سوداوية القصص المصورة ومحبي الميلودراما على أنه نسخة مماثلة لفارس الظلام في الكوميكس، ما جعل جميع عشاق الشاشة الكبيرة صغاراً وكباراً ينتظرون هذا الفيلم بفارغ الصبر.

ثلاثية "فارس الظلام" لمخرجها كريستوفر نولان قد منحت الأوسكار إلى هيث ليدجر بعد وفاته، لكنها لم تمجد كريستيان بيل كممثل، في حين أنها وضعت أيضاً معايير جديدة لطريقة تكييف القصص المصورة من رسومات على ورق إلى نسخ حية، صحيح أن كثيراً من أفلام الكوميكس لم تحتفظ بما قدمه كريستوفر نولان في طريقة بناء أفلام السوبر هيرو، وخير مثال هما فيلمان لاحقان مع باتمان، لعبهما بن أفليك، أقل نجاحاً بكثير.

فهل سيتمكن باتينسون من التقاط العصا وجعل نسخته من الملياردير ومقاتل الجريمة بروس واين لا تنسى مثل مصاص الدماء النباتي إدوارد كولين؟ هل حقاً سيقنع محبي القصص المصورة أنه هو الجدير في التحليق فوق سماء جوثام؟ لا يقلق هذا السؤال معجبيه فحسب، بل يقلق أيضاً كل من يهتم بمعركة واسعة النطاق بين إمبراطوريتي الكوميكس دي سي ومارفل.

مشاكل باتمان مصدرها صناع دي سي..

واجه باتمان وقتاً عصيباً بشكل خاص. في سلسلة أفلامه الكلاسيكية لتيم بيرتون وجويل شوماخر، فقد أبادوا بوحشية سلسلة كاملة من الأشرار الكابوسيين من ملك رجال العصابات جوكر إلى ريدلر، في وقت لاحق، قدم كريستوفر نولان، الذي ابتكر واحدة من أنجح الثلاثيات في تاريخ صناعة السينما العالمية، صوتاً جديداً للقصة الكلاسيكية عن المدافع الأبدي لمدينة جوثام.

لكن يبدو أن عقوداً من أعمال الأبطال الخارقين تذهب هباءً مع شركة الأفلام دي سي بعد محاولات فاشلة للعب على أراضي غريمتها التقليدية الحمراء، فبينما اعتمد كتّابها على الأداء المفيد لنجومهم الكبار، طور صناع مارفل ونفذوا مفهوم العمل الجماعي الذي نجح بشكل مثالي.

الرجل الحديدي، الرجل العنكبوت، والفهد الأسود، كلها شخصيات قد أبلت بلاءً حسناً أيضاً. لكن تبين أن نجاح أفلام مارفل مرتبط بمشاركة فرق الأبطال الخارقين بأكملها في عمل واحد، فقد اقترب آخر أفلام سلسلة أفنجرز إلى اعتلاء سقف ثلاثة مليارات دولار في وقت قياسي، متجاوزاً جميع الأفلام الشهيرة في التاريخ في شباك التذاكر بما فيهم تحفة جيمس كاميرون أفاتار.

لدى دي سي أيضاً فريق إنقاذ عالمي ومعروف أكثر من "المنتقمون" يُعرف باس فرقة العدالة، والذي يجمع أيضاً أروع الشخصيات في هذا الواقع. تم إصدار الفيلم الذي يحمل نفس الاسم في عام 2017 وتم استقباله ببرود شديد ليس فقط من قبل نقاد الفيلم، ولكن أيضاً من قبل محبي السينما، بالطبع، لا تزال الجاذبية السحرية لشخصية وندر وومن وأكوامان قائمة ما سمح لهم بالنجاح في الشباك التذاكر بأفلامهم المنفردة.

يبدو أن المشاكل التي واجهها فيلم باتمان ضد سوبرمان والإخفاقات التي تلت فيلم فرقة العدالة كانت من الأسباب الرئيسية لرفض بين آفليك ارتداء القناع الأسود لمرة أخرى، فلن يخاطر الجميع بالتنافس مع فريق أحلام مارفل.

من مصاص دماء إلى باتمان: هل سيبلي روبرت باتينسون بلاءً حسناً؟

على وسائل التواصل الاجتماعي، فوجئ الكثيرون بفرصة رؤية روبرت في الزي الأسود، ولكن بالنسبة للعديد من المشاهدين، لا يزال باتينسون صبياً في حالة حب، وليس على الإطلاق وصياً صارماً لهدوء شوارع الليل، ولما يحدث في غياهبه من تحطيم وجوه الأعداء بقبضات اليد وغيرها من الوسائل المرتجلة.

ومع ذلك، فقد تجاوز باتينسون دوره النجمي منذ فترة طويلة، حيث لعب مجموعة من الشخصيات المتنوعة في أفلام عديدة، فلم يتحول إلى نجم يلعب فقط في الأفلام الرائجة، لكنه وافق بسهولة على المشاركة في أفلام مستقلة منخفضة الميزانية، الأمر الذي خفف بلا شك من موهبته التمثيلية. لذا فإن أولئك الذين يبدو لهم ضعيفاً جداً أو حساساً لدور الصياد الأسود لقطاع الطرق، لا يمكن نصحهم إلا بمراجعة أعماله الأخيرة مثل فيلم The Lighthouse.

ربما يكون هذا الممثل البريطاني هو الذي يمتلك كل الصفات اللازمة لإعادة جس النبض إلى وريد أفلام فارس الظلام، بالإضافة إلى اسم النجم، فإن باتينسون لديه موهبة كافية لإحياء صورة باتمان المتكيفة إلى حد ما، وربما يمنحه السحر الذي يقدره المشجعون بشدة كبيرة.

لماذا روبرت باتنسون هو الشخص المناسب للعب دور باتمان:

يعرف كيف يكون قاسياً:

باتمان هو أحد أبطال الكوميكس الأكثر وحشية وظلامية، لذا يجب أن يكون للممثل الذي سيقوم بهذا الدور "جانب مظلم" أيضاً، مزيج من الشجاعة والغموض والجاذبية والتهديد.

يمتلك روبرت باتينسون كل هذه الصفات، في الواقع، سيقوم ببناء شخصية بروس واين على تباين مماثل لصفات شخصياته السابقة، كشخصية مصاص الدماء الوسيم الغامض إدوارد، فهي شخصية تشكل خطراً مميتاً على البشر، لكن إحساسه بالفضيلة هو الذي يفصله عن إخوة الدم غير المبدئيين والقساة.

يعرف كيف يكون أنيقاً:

لا يمكن تجاهل الأنا المتغيرة لفارس الظلام، الملياردير بروس واين، وهو فتى مستهتر لا يقاوَم، ومنتظم في حفلات النخبة في جوثام، لذا فإن رؤية بدلة باهظة الثمن مع قميص وربطة عنق على أكتاف باتينسون سيكون بمثابة مشاهدة أخرى للدراما الفلسفية "كوزموبوليس"، حيث يسافر بطله الثري حول نيويورك في سيارته الليموزين ولا يبدو أنه يلاحظ نهاية العالم.

روبرت باتينسون هو "الفتى الذهبي" لهوليوود، كان بإمكانه بسهولة بناء مهنة في الميلودراما المرموقة وأفلام ديزني، بدلاً من ذلك، يفضل الممثل الأنيق العمل مع مديري دار الفن المميزين ويستخدم مكانته النجمية لجذب اهتمام المستثمرين وإقناع المشاهدين بأن أفلامه المعروفة غير مربحة لكنها مثيرة بأدائه لشخصياتها.

لا يعرف الخوف:

يتطلب الأمر شجاعة للعمل في أفلام مستقلة. أي شخص يٌقدر سمعته في هوليوود لن يوافق أبداً على التصرف خارج المجتمع الهوليودي السامي، بالإضافة إلى ذلك، فإن الممثل عرضة للسخرية الذاتية ولا يتردد في السخرية من مكانته النجمية

لذا، فمهما كان التحدي الإبداعي الذي يمثله باتمان للممثل الرئيسي، فإن روبرت باتينسون لا يخشى تحمله. وحقيقة أنه مناسب جداً لهذا الدور، فإن الممثل مستعد للعودة إلى هوليوود الكبيرة بكل قيودها.

هو على نفس الموجة مع المخرج:

فلسفة التمثيل عند روبرت باتينسون هي العمل مع المؤلفين الذين يثيرون اهتمامه في خلق مشاريع جديدة، وعمله مع مخرج ثلاثية Planet of the Apes العبقري مات ريفز يعد تناغماً مثيراً جداً للانتباه.

مات ريفز هو معجب حقيقي بالأفلام والسينما، وينصح صانعي الأفلام المبتدئين بمشاهدة أكبر عدد ممكن من الإنتاجات من مختلف البلدان والعصور، فالمخرج ريفز يخطط لتصوير باتمان كمحقق يتسم بثيمات أفلام ألفريد هيتشكوك وأفلام "النوار" الكلاسيكية عامة، وباتينسون يعرف كل هذا عن كثب، ففي أوقات فراغه، يدرس الممثل تاريخ السينما، وتتراوح قائمة أفلامه المفضلة من الطليعة الفرنسية في الخمسينيات إلى أفلام الإثارة الإسكندنافية الحديثة.

ليس أول من جسد باتمان:

لقد كان تقليداً قديماً بين عشاق دي سي كوميكس توبيخ الممثلين الذين تم اعتبارهم مجرد شخصية شهيرة جاءت دخيلة لتجسيد دور باتمان، يكفي أن نتذكر الصخب الذي أحدثه فارس الظلام السابق على الشاشة بطولة بن أفليك والذي استدعى الجمهور بعد ذلك أدواراً غير ناجحة له في نفس الصنف كفيلم "Daredevil". أو موجة عدم الثقة التي واجهها هيث ليدجر بعد دوره في فيلم جبل بروكباك مدعين أنه لن يصلح للجوكر، والممثلة آن هاثاواي الفتاة التافهة من فيلم  The Devil Wears Prada لكن فجأة Catwoman.

لكن باتنسون سيلعب الدور الرئيسي في الفيلم التالي لكريستوفر نولان. هل كانت صدفة حظ أم تأكيد آخر على موهبة الممثل؟

حتى مايكل كيتون، لم يسلم من غضب الجمهور، وتقدم للدور رغم تواجد نجوم من العيار الكبير، حاصلين على الجوائز المرموقة، أبطال الدراما والحركة مثال ميل جيبسون، كيفن كوستنر، وهاريسون فورد. وبدلاً من ذلك، تم اختيار ممثل غير معروف، والذي عرفه الجمهور العريض فقط من خلال تمرير الكوميديا ​​مثل "Mister Mom" ​​ و "The Night Shift".. في غياب الإنترنت، أرسل عشاق الكتب المصورة إلى شركة Warner Bros أكثر من 50 ألف رسالة غاضبة، وحتى أحد مبتكري باتمان، بوب كين، أعرب عن رفضه تولي مايكل كيتون للدور.

أليس من الأفضل أن تثق بصانعي الأفلام؟ حقاً ليس من قبيل المصادفة أن يتصدر روبرت باتينسون، وهو فنان موهوب وشجاع لديه خبرة في مجموعة متنوعة من الأفلام، من ميلودراما الأزياء إلى الخيال الفني التجريبي، قائمة المتقدمين. نظراً لمدى انتقائه في التعامل مع عمله اليوم، كما يعد محبيه ومحبي الكوميكس بأن "باتمان" القادم سيكون شيئاً مميزاً للغاية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

وسيم أبرون
كاتب مهتم بالسينما والفن
درست في جامعة محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط، لاختار الانتقال بعدها إلى المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة سلا، حيث زادت خبرتي في مجال إصلاح الحواسيب والتصميم الرقمي. هوسي بالفن بدأ سنة 2007، عندما شاهدتُ فيلم v for vendetta، عندها أدركت أن السينما لا تنحصر في إمتاع العين، ولي العديد من الكتابات والمقالات في مجال الفن والسينما.
تحميل المزيد