قد يبدو الحديث عن المرشحين لجوائز الأوسكار غريباً في هذا الوقت المبكر، حيث توزع جوائز الأوسكار في مارس/آذار 2019. لكن بانتهاء المهرجانات الكبرى لهذا العام (التي ينظر لها أنها تقدم تنبيهات ومؤشرات لأهم المرشحين)، يمكن التنبؤ بقائمة من الأفلام التي قد تكون الأوفر حظاً في الترشح، بعد أن أصبح لدى النقاد فكرة أكثر وضوحاً عنها.
فيلمان ضمنا مكاناً في قائمة المرشحين لجوائز الأوسكار 2019
الناقد الفني بنجامين لي الذي يقول إنه في هذا الوقت من العام الماضي، صدق حدسه بشأن 7 من المرشحين التسعة لأفضل فيلم، عرض في تقرير بصحيفة The Guardian البريطانية تنبؤاته بشأن المرشحين بجوائز الأوسكار، مع عرض المميزات والعيوب والاحتمالات التي تحظى بها الأفلام التي يراها الأوفر حظاً للفوز، وأيضاً الميول والتفصيلات المُحتملة للجنة التحكيم، وحتى الأفلام المخيبة للآمال.
وهو يقول إنه على الرغم من أنَّ استخدام مصطلح "المرشح الأوفر حظاً" قد يكون فجاً في هذه المرحلة، لكن يبدو كما لو كان هناك فيلمان حصلا على أكثر التعليقات الإيجابية حتى الآن، وعُرضا لأول مرة في مهرجان البندقية هذا العام.
Roma.. هل تفعلها Netflix لأول مرة في تاريخها، أم تعاقبها الأكاديمية المتزمتة؟
الفيلم الأول ضمن المرشحين لجوائز الأوسكار هو Roma، الدراما الجديدة العاطفية التي قدَّمها المخرج ألفونسو كوارون، ويبدو أنَّه سيكون أول فيلم من Netflix ينافس على جائزة أفضل فيلم، وهو إنجاز هام للشركة التي تبث أفلامها عبر الإنترنت، بالنظر إلى زيادة تعاقداتها مع مخرجين عالميين من الطراز الأول.
إنَّهم يتشوقون لذلك أيضاً، وهو ما يبدو واضحاً في الحملات المبهرة التي تطلقها، والتقارير التي تفيد بأنَّ هذا الفيلم قد يكون أول فيلم من إنتاجها يُعرض حصراً في دور العرض قبل عرضه على الإنترنت.
وقد نال الفيلم تقييماتٍ إيجابية من الجميع تقريباً، إذ منحه بيتر برادشو الذي يعمل في صحيفة The Guardian خمس نجوم، واصفاً إياه بأنَّه "أفضل فيلم لكوارون حتى الآن". لكن هل الأكاديمية المتزمتة في كثيرٍ من الأحيان على استعداد لإدخال Netflix إلى منافسات السباق الكبير، وهل ستحصر لغة الفيلم الإسبانية منافسته في فئة الأفلام الأجنبية؟
A star is Born.. ليدي غاغا فازت بالفعل بجائزة عنه!
الفيلم الآخر الذي قد يكون أكثر استعداداً لنيل جائزة الأوسكار هو فيلم A star is Born للمخرج برادلي كوبر، وهو فيلم رومانسي موسيقي، وقد استُقبل بحفاوة بالغة في مهرجاني البندقية وتورنتو السينمائيين.
ونال شعبيةً واسعة بين الجماهير، خاصةً مع ذكر اسم كوبر في فئتي الممثلين الرئيسيين والمخرجين.
لكنَّ الأداء الذي نال نصيباً أكبر من التعليقات هو أداء ليدي غاغا، التي فازت بالفعل بجائزة أفضل ممثلة في فئة الأفلام الموسيقية أو الكوميدية في حفل الغولدن غلوب، ومن المرجح أن تنافس كذلك على جائزة أفضل ممثلة ضمن سباق المرشحين لجوائز الأوسكار.
The Favorite: مرشح لعدة جوائز، "الملكة آن" تحديداً أثارت الإعجاب!
من المحتمل أن تضم قائمة المنافسين لليدي غاغا، أوليفيا كولمن، التي أثارت إعجاب جمهور مهرجاني البندقية وتيلورايد السينمائيين، بأدائها لدور الملكة آن في فيلم The Favorite، وهو فيلم كوميديا سوداء عابثة للمخرج يورغوس لانثيموس.
وقد تترشح واحدة من الممثلتين المشاركتين في الفيلم اللتين سبق لهما الفوز بجائزة الأوسكار، إيما ستون أو راشيل وايز، لجائزة أفضل ممثلة مساعدة. وكان لأداء الممثلة غلين كلوز في فيلم الدراما الأدبية The Wife حضور قوي في مهرجان تورونتو العام الماضي، وأُطلق الفيلم
أخيراً في دور السينما للجمهور خلال الصيف، وقد تتمكن الممثلة التي رُشحت 6 مرات لنيل الأوسكار من الترشح مرةً أخرى، في يناير/كانون الثاني القادم.
Can You Ever Forgive Me: قصة خبير تزوير
انجذب الجمهور في مهرجاني تيلورايد وتورنتو كذلك إلى دور ميليسا مكارثي في فيلم Can You Ever Forgive Me، وهو فيلم كوميدي مأساوي يروي القصة الحقيقية المأساوية للكاتب لي إسرائيل الذي أصبح خبيراً في التزوير.
والفيلم دخل في قائمة المرشحين لجوائز الأوسكار، عبر أكثر من ترشيح.
وقد تترشح مكارثي لجائزة أفضل ممثلة، بينما قد يترشح لجائزة أفضل ممثل مساعد ريتشارد غرانت، الذي يؤدي دور رفيقها الذي نادراً ما يشرب الخمر، وقد استُقبل هذا الفيلم بحفاوةٍ أكبر من فيلم The Front Runner.
The Front Runner: تعليقات متباينة ولكن لا يمكن استبعاده
يروي الفيلم قصةً حقيقية أخرى، وعُرض لأول مرة في مهرجان تيلورايد السينمائي كذلك، ويروي قصة السيناتور غاري هارت الموصوم. هذا الفيلم الذي أخرجه جايسون ريتمان، وأدى دور البطولة فيه الممثل هيو جاكمان، تلقى تقييماتٍ متباينة، وعندما عُرض في مهرجان تورنتو، لم يُحدِث ضجة، على الرغم من أنَّ فرص جاكمان ضئيلة للترشح لجائزة أفضل ممثل، لكن لا يمكن استبعاده بعد.
Boy Erased: رغم القضية الشائكة والنجوم الكبار جاءت ردود الأفعال هادئة
هذا الفيلم الدرامي Boy Erased، قيل إنه طال انتظاره، إذ يتناول موضوعاً حساساً هو التحول إلى المثلية الجنسية، ولكنه تلقَّى ردود أفعال مماثلة للفيلم السابق، وهو من إخراج جويل إيجرتون.
فرغم مشاركة نجوم مميزين مثل نيكول كيدمان وراسل كرو ولوكاس هيدجز في الفيلم، فقد أثار ردود أفعال هادئة على عكس المتوقع، رغم أنه كان هناك اهتمام مسبق بِه.
وليس من المرجح أن يترك بصمةً في سباق هذا العام رغم أنه يظل ضمن المرشحين لجوائز الأوسكار.
وهناك من هو بين المرشحين لجوائز الأوسكار من يتقدم بعملين
شهد نفس المهرجان ظهور ممثلَيْن حازا جائزة الأوسكار في فيلمين مختلفين للغاية.
ويبدو أنَّه من المؤكد أنَّ روبرت رديفورد سيكون ضمن المرشحين لجائزة الأوسكار، عن دور اللص الذي قدَّمه في فيلم Old Man and the Gun، لا سيما في ضوء قراره بالتقاعد، في حين أنَّ دور نيكول كيدمان كشرطية استغلالية في فيلم Destroyer يبدو شريراً للغاية بالنسبة لأكاديمية الأوسكار، بالإضافة إلى أنَّ الآراء حول الفيلم جاءت متباينة.
Widows.. هل يضع النقاد في مأزق؟
أمَّا في الصحف، فلم يكن النقاد متأكدين مما يمكن انتظاره من فيلم Widows للمخرج ستيف مكوين، وهو إعادة إنتاج لمسلسل الكاتبة ليندا لا بلنتي، الذي عُرض على قناة ITV وحمل نفس الاسم، الذي كان بمثابة قفزة إعلانية ضخمة لمخرج فيلم 12 Years a Slave وShame.
لكنَّ فيلمه المشوق المثير الذي شارك فيه عدد من نجوم الفن اللامعين كان من أكثر الأفلام التي حازت الإعجاب في مهرجان تورنتو، حيث حصل على تقييماتٍ إيجابية وأَسَر انتباه الجمهور، مما يشير إلى أنَّه سيحقق نجاحاً ساحقاً عند عرضه في دور السينما.
لكن هل هو من نوعية الأفلام التي تثير إعجاب أكاديمية الأوسكار؟ من المؤكد أنَّه يستحق إدراجه في قائمة المنافسين، لكن إذا كان لا يصل إلى مستوى طموحهم، فربما يحل محله الفيلم الذي يشارك فيه فيولا دافيس وإليزابيث ديبيكي ودانيل كالويا، الذي أدى دور الشرير ببراعة.
The First Man: التساؤلات التي أثارها ترجح دخوله السابق
وقد تجذب المنافسة أيضاً أفلاماً جديدة من إخراج داميان شازيل وباري جينكينز، وهما المخرجان اللذان حصدا أكبر عدد من جوائز الأوسكار في عام 2017 (نال شازيل جائزة أفضل مخرج عن فيلم La La Land، في حين فاز فيلم Moonlight للمخرج باري جينكنز بجائزة أفضل فيلم وهو الفوز الذي فاجأ الكثيرين).
اختار شازيل أن يقدم قصة الهبوط على سطح القمر في فيلم درامي شامل باسم The First Man، مستعيناً مرة أخرى برايان غوسلينغ الذي أدى دور نيل أرمسترونغ. وكانت التعليقات على الفيلم قوية، وإن صاحبتها بعض التساؤلات، مما يوحي بأنَّ كلاً من الفيلم وغوسلينغ قد يشاركان في السباق.
If Beale Street Could Talk: لم ينجح جماهيرياً ولكن هناك ما يجعله فيلم مهرجانات
تكلَّف فيلم If Beale Street Could Talk من تأليف الروائي جيمس بلدوين وإخراج جينكينز ميزانيةً كبيرة، لكنَّه لم يحقق نجاحاً تجارياً كبيراً.
فقصته الشعرية الغنائية بطيئة الإيقاع عن سطوة الحب، قد لا تروق للجميع، لكنَّها قوبلت باستحسان النقاد.
والفيلم أقرب ما يكون للمشاركة في منافسات الأوسكار، حيث إنَّه يتسم بالبراعة الفنية وقد يُدرَج في فئاتٍ مختلفة (كل شيء من تصميم الإنتاج إلى الأزياء). وقد شاركت ريجينا كينغ التي حازت جائزة إيمي كأفضل ممثلة رئيسية في الفيلم، وهناك احتمال قوي لترشحها لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة لأدائها دور الأم قوية الإرادة.
Green Book: الفيلم الذي قد يحقق المفاجأة
جاءت واحدة من أكبر مفاجآت الموسم في الأيام الأخيرة من مهرجان تورنتو السينمائي مع العرض الأول لفيلم Green Book، وهو من إخراج بيتر فارليلي، وحاز إعجاب الجماهير، وقد يكون الفيلم الذي يفاجئنا بفوزه بجائزة الأوسكار هذا العام.
يسلط الفيلم الضوءَ على التوترات العرقية التي سادت في الستينات من القرن الماضي بشكلٍ تعاطفي.
ومن المرجح أن يستمر صيت هذا الفيلم إلى أن يتم عرضه في دور العرض يوم عيد الشكر، وهو توقيت ذكي للعرض.
ومن المتوقع أن يُدرَج في عددٍ من الفئات، بما في ذلك براعة الأداء لفيغو مورتنسن وماهرشالا علي.
حتى إنه هزم ليدي غاغا رغم وحوشها الصغيرة
وقد حقَّق هذا الفيلم كذلك فوزاً مفاجئاً بجائزة اختيار الناس في مهرجان تورونتو السينمائي.
توقع الكثيرون أن تذهب الجائزة إلى A Star is Born (بمساعدة بعض الوحوش الصغيرة، وهو اللقب الذي اعتادت الليدي غاغا إطلاقه على معجبيها)، لكنَّ Green Book فاز بلقب الفيلم الأكثر شعبية بين الجماهير.
ولقد فاز بهذا اللقب في السنوات السابقة أفلام 12 Years a Slave وThe King's Speech وSlumdog Millionaire، وهي إشارة قوية إلى نوعية الأفلام التي قد تفوز بهذه الجائزة في المستقبل.
Black Panther: فيلم شعبي ولكنه قد يصنع حدثاً استثنائياً
وكان رد الفعل الغاضب تجاه التصنيف الجديد الذي أُضيف إلى تصنيفات جوائز الأوسكار، وهو أفضل فيلم شعبي، مدعوماً بشكلٍ كبير من النقاد الذين ينظرون إليه على أنَّه محاباة، لضمان أن ينال فيلم Black Panther بعض الاستحسان من لجنة الأوسكار.
لكن قد يكون هذا العام استثنائياً، ويصبح هذا الفيلم أول فيلم عن مغامرات بطل خارق يُرشَّح لجائزة أفضل فيلم.
من الناحية العملية، قد يرشح مايكل جوردان الذي أدى دور كيل مونغر ببراعة لجائزة أفضل ممثل مساعد. وإذا رُشِّح فإنَّه قد ينافس تيموثي شالاميت، الذي نال أداؤه المؤثر في دور مدمن مخدرات الميث في الفيلم الدرامي المأساوي Beautiful Boy حفاوةً بالغة في مهرجان تورنتو السينمائي، حتى إن تباينت الآراء حول الفيلم نفسه.
Ben is Back: التاريخ معه
في فيلم Ben is Back، وهو فيلم آخر عن الإدمان عُرض لأول مرة في مهرجان تورنتو، أثارت جوليا روبرتس الإعجاب لأدائها لدور الأم المكافحة.
وبالنظر إلى تاريخها في الحصول على جوائز الأوسكار، فهي مرشحة للدخول في المنافسة كذلك، وبالتالي فهي وضعت الفيلم في قائمة المرشحين لجوائز أوسكار.
Vice: ديزني واثقة من نجاح نائب الرئيس جورج بوش
لا تزال هناك بعض الأفلام الرئيسية التي تنتظر العرض الأول، التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سباق المرشحين لجوائز الأوسكار. من أبرز تلك الأفلام فيلم Vice للمخرج آدم مكاي، يليه فيلم The Big Short، وهو فيلم درامي عن حياة ديك تشيني، الذي يؤدي دوره كريستيان بيل، في حين أدت آيمي آدامز دور زوجته.
ونتوقع أن يشارك الفيلم في منافسات الأوسكار، حيث يشارك فيه كذلك ستيف كاريل في دور دونالد رامسفيلد، وسام روكويل في دور جورج بوش، وبيل بولمان في دور روكفيلر، وتايلر بيري في دور كولين بويل. وهناك أيضاً فيلم Mary Poppins Returns، وهو فيلم توليه ديزني ثقةً كبيرة، لدرجة أنَّ هناك تقارير أفادت بأنَّ ديزني قدَّمت مسلسلها السنوي Star Wars للعرض في الصيف، تجنباً لحدوث تداخل بينهما.
والفيلم من بطولة إيميلي بلانت وميريل ستريب ولين مانويل ميراندا وكولين فيرث.
Bird Box: Netflix تتوقع نهاية العالم وآخرون يحاولون إنقاذ أنفسهم قبل فوات الأوان
وتعرض Netflix أيضاً الفيلم المشوق الذي يتحدث عن نهاية العالم Bird Box، وهو فيلم من إخراج سوزان بيير، وبطولة النجمة ساندرا بولوك، مما يجعل فرصته كبيرة في الدخول في فائمة المرشحين لجوائز الأوسكار.
أما ترشيحات أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة قد تكون من نصيب فيلم Mary Queen of Scots بطولة ساويرس رونان ومارغوت روبي. وأخيراً، تأمل فوكس أن ترتقي فوق الدراما القصيرة الفاشلة بفيلمها Bohemian Rhapsody، الذي يتناول قصة الفرقة الغنائية Queen، وقد يدفع برامي مالك للمشاركة في منافسات أفضل ممثل.
وفِي النهاية وضع بنجامين لي قائمته الخاصة التي تضم الأسماء التي يراها أقوى المرشحين لجوائز الأوسكار وكأنه يتحدانا حتى يتسنى محاسبته على توقعاته بعد إعلان النتائج في مارس/آذار القادم.
10 أسماء مرشحة بقوة لنيل الأوسكار
- ليدي غاغا – فئة أفضل ممثلة عن فيلم A star is Born
- ألفونسو كوارون – فئة أفضل مخرج عن فيلم Roma
- ريتشارد غرانت – أفضل ممثل مساعد عن فيلم Can you forgive me?
- أوليفيا كولمن – أفضل ممثلة عن فيلم The Favourite
- ريجينا كينغ – أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم If Beala Street Could Talk
- روبرت ريدفورد – أفضل ممثل عن فيلم Old Man and the Gun
- تيموثي شالاميت – أفضل ممثل مساعد عن فيلم Beautiful Boy
- باري جينكينز – أفضل مخرج عن فيلم If Beala Street Could Talk
- برادلي كوبر – أفضل ممثل عن فيلم A star is Born
- غلين كلوز – أفضل ممثلة عن فيلم The Wife
