لا تزال حرائق أستراليا تلتهم الأخضر واليابس، فقد دمّرت مساحةً تُقدر بنحو ضعف مساحة دولة بلجيكا، وقتلت أكثر من نصف مليار حيوان، في حين تندلع يومياً تقريباً حرائق جديدة بسبب الطقس الحار والعواصف الرعديّة والرياح.
وكانت الحرائق تلتهم منذ عدّة أشهر ملايين الهكتارات من مساحة غابات سيبيريا وغابات الأمازون، وقد وصلت حدة هذه الحرائق إلى درجة أن الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي استطاعت التقاط صور واضحة لها، ولا تزال حرائق أستراليا مستمرة إلى الآن، رغم بدئها منذ أشهر.
فهل تساءلتم يوماً ما أسباب حرائق الغابات؟
حرائق أستراليا
تحدث الحرائق في غابات أستراليا بصورة متكررة خلال أشهر الصيف التي تمتد من سبتمبر/أيلول وحتى مايو/أيار، وهي الأشهر الأكثر حرارة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
أسباب حرائق الغابات
كي يحدث الحريق في الغابة بشكل طبيعي فهو يحتاج إلى ثلاثة عناصر طبيعية تسمى "مثلث النار" وهي: الحرارة، الوقود، والأوكسجين.
تحدث معظم الحرائق الطبيعية في فصل الصيف، حيث تشجع درجات الحرارة المرتفعة على انتشار الحرائق، وتشكل الأعشاب اليابسة والأوراق الجافة وقوداً ممتازاً لاندلاع الحرائق، أما الرياح فتؤمّن الأوكسجين اللازم لإضرام الحريق.
ومع وجود هذه العناصر الطبيعية الثلاثة بوفرة في الغابة، كل ما تبقى لدينا لحدوث الحريق هو "الشرارة" فقط.
غالباً ما تكون الصواعق هي مصدر هذه الشرارة التي تُسبب التهام مساحات واسعة من الغابات الخضراء.
إلى جانب الصواعق قد تُسهم الانفجاراتُ البركانية أو الشرار الناتج عن سقوط الصخور واحتكاكها ببعضها في إحداث الحرائق في الغابات.
الحرائق بسبب الاحتباس الحراري
كما نعلم، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تنتج عما يسمى "الغازات الدفيئة"، وهي عبارة عن غازات لها القدرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وحبسها ومنعها من الانطلاق إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فإن تركيز هذه الأشعة الزائد في الغلاف الجوي يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.
وتنطلق هذه الغازات من دخان المصانع وعوادم السيارات وغيرها من مظاهر الحياة المتقدمة.
هذا التغير في درجات الحرارة الناتج عن الاحتباس الحراري يلعب دوراً كذلك في زيادة حرائق الغابات، فكما ذكرنا فإن الحرارة هي أحد العوامل الثلاثة الرئيسية لحصول هذه الحرائق.
أيضاً تلعب الغازات الدفيئة دور الوقود الذي يزيد من حدة اشتعال حرائق الغابات.
ما العوامل التي تُسهم في انتشار الحرائق لتشمل مساحات أوسع؟
الطقس: غالباً ما تحدث الحرائق في فصل الصيف، حيث يسيطر الجفاف على الأعشاب والنباتات المنتشرة في الغابات.
وتؤثر درجة الحرارة والرطوبة، وكذلك سرعة الرياح على مدى انتشار الحريق.
ففي حال حدث حريق ولو بسيطاً تُسهم الرياح في انتشاره بشكل أوسع، لأن الأوكسجين يغذّي النيران ويزيد اشتعالها.
الوقود: أيّ حريق يحتاج إلى وقود يلتهمه ليضمن استمراره.
في حالة الغابات تشكل الأشجار والأعشاب التي تنمو تحتها وقوداً حيوياً دسماً لهذه الحرائق، ما يُسهم في انتشارها بشدة.
التضاريس: شكل الغابات وتضاريسها يلعب دوراً مهماً في سرعة انتشار الحرائق ووصولها إلى مساحات أوسع.
حيث تميل الحرائق للتحرك بسرعة فوق المنحدرات الحادة على جانبي الجبال والتلال، على عكس الأراضي المنبسطة.