حرائق سيبيريا.. كارثة تهدد القطب الشمالي وتسرّع من وتيرة الاحتباس الحراري

لا تزال حرائق سيبيريا الضخمة شمال شرقي روسيا، مستعرة منذ أسابيع لتغطي نحو أكثر من 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل مساحة بلجيكا تقريباً، ما أدى إلى انتشار الدخان في أنحاء سيبيريا، وإعلان حالة الطوارئ في عدة مناطق روسية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/05 الساعة 10:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/05 الساعة 10:28 بتوقيت غرينتش
reuters/ حرائق سيبيريا قد تؤدي لكارثة في القطب الشمالي

لا تزال حرائق سيبيريا الضخمة شمال شرقي روسيا، مستعرة منذ أسابيع لتغطي نحو أكثر من 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل مساحة بلجيكا تقريباً، ما أدى إلى انتشار الدخان في أنحاء سيبيريا، وإعلان حالة الطوارئ في عدة مناطق روسية.

كما وُصفت الحرائق بأنها واحدة من أسوأ حرائق الشمال منذ 10 آلاف سنة، وهذا يتزامن مع التوهج الملون شديد السطوع.

reuters/ حرائق سيبيريا قد تؤدي لكارثة في القطب الشمالي
reuters/ حرائق سيبيريا قد تؤدي لكارثة في القطب الشمالي

حرائق سيبيريا قد تؤدي لكارثة في القطب الشمالي

وفق موقع CBSnews الأمريكي فإن الحرائق لا تزال تندلع على نحو منتظم في المساحات الشاسعة من سيبيريا، ولكن حجم الحرائق هذا العام بلغ مستوى استثنائياً، مع وجود مخاوف من أثرها بعيد المدى على البيئة.

فمع التهام الحرائق ملايين الفدادين لتغطي أجواء مدن كاملة بالدخان الأسود والأبخرة الخطيرة، يحذر أخصائيو شؤون البيئة من كارثة تهدد بتسريع وتيرة ذوبان القطب الشمالي.

الحرائق التهمت ما يفوق 7.9 مليون فدان من الغابات في المناطق الواسعة مثل ياقوتيا في الشمال، وكراسنويارسك وإيركوتسك في سيبيريا، حسبما صرحت السلطات.

كما ذكرت الوكالة الفيدرالية للغابات في روسيا أن سبب الحرائق هو العواصف البرقية الجافة في درجات حرارة تفوق 86 فهرنهايت (30 درجة مئوية)، والتي انتشرت بفعل الرياح القوية.

ولم يؤثر الدخان الكثيف على المجمعات السكنية الصغيرة وحسب، بل وعلى المدن الكبرى غرب سيبيريا ومنطقة جبال ألتاي إضافة إلى جبال الأورال، مثل تشيليابينسك وييكاتيرينبرج، علاوةً على تسببه في تعطيل حركة الطيران.

تحولت إلى كارثة بيئية

بالإضافة إلى المخاوف الصحيّة التي تهدد السكان المحليين، فإن أخصائيي شؤون البيئة يحذرون من أن هذه الحرائق ستسرع وتيرة الاحتباس الحراري.

وصرحت منظمة Greenpeace في روسيا قائلة: "لم تعد حرائق الغابات في الجزء الشرقي من الدولة مجرد مشكلة محلية، بل تحولت إلى كارثة بيئية ستعاني الدولة كلها ويلات تبعاتها".

ووفقاً لما ذكرته المجموعة المعنية بشؤون البيئة، فيوجد ما يقرب من 12 مليون هكتار اندلعت فيها الحرائق هذه السنة، متسببةً في انبعاثات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يحد من قدرات الغابات على امتصاصه في المستقبل.

وصرحت منظمة World Meteorological Organization إلى وكالة AFP في بيانها قائلة: "توجد مشكلة إضافية متمثلة في أن سخام الحرائق المتراكم على الجليد يحول لونه إلى الداكن، متسبباً في خفض مستوى عكسه الضوء على السطح، ومؤدياً لاحتفاظه بالمزيد من الحرارة".

صور من الأقمار الصناعية تظهر وصول سحب الدخان إلى القطب الشمالي

نشر بعض العلماء صوراً من الأقمار الصناعية صادرة عن وكالة ناسا تظهر وصول سحب الدخان إلى منطقة القطب الشمالي.

ويقول غريغوري كوكسين، أحد الخبراء في Greenpeace Russia، إن السخام والرماد يُسَرِّعان ذوبان الجليد في القطب الشمالي وكذلك الطبقات المتجلدة -وهي طبقة دائمة التجمد بدأت في الذوبان- وهو ما يتسبب في انبعاث الغازات التي تؤدي لتفاقم الاحتباس الحراري. مضيفاً أن أثر الأمر على المناخ "خطير للغاية".

كما صرح قائلاً: "يمكن مقارنة الأمر بالانبعاثات الصادرة من المدن الكبرى، فكلما ازدادت الحرائق التي تؤثر على المناخ، تهيأت المزيد من الظروف لنشوب المزيد من الحرائق الخطيرة".

مواجهة "غير عملية اقتصادياً"

يضيف أخصائيو شؤون البيئة قائلين إن الموقف يزداد تعقيداً بالنظر إلى حقيقة عدم امتلاك روسيا السيولة الكافية لاحتواء حرائق الغابات.

ويقول الخبراء إن أغلب الحرائق تندلع في مناطق نائية أو مناطق يتعذر الوصول إليها، لذا تتخذ السلطات قرار إخماد الحرائق فقط إذا ما تجاوز الضرر المُقدَّر تكاليف العملية.

أما بخلاف ذلك، فدور السلطات الروسية ينحصر في مراقبة الحرائق.

وقد صرح كوكسين من Greenpeace قائلاً إن المسؤولين الروس لا يخصصون الموارد المالية لإخماد الحرائق في المناطق النائية، مبدياً اعتراضه على هذا النهج.

ويقول: "يتعين إخماد أكبر قدر ممكن من الحرائق في البداية، كما يتعين علينا التخطيط وتوزيع الموارد، ولكننا نستمر في توفير المال بزعم أن هذه الأمور غير عملية اقتصادياً".

وكل سنة تندلع حرائق كبرى في غابات سيبيريا الشاسعة، إلى درجة أن السلطات كانت تقرر البدء بإخمادها فقط حين تشكّل تهديداً للسكان.

لكن حجمها هذه السنة وصل إلى مستوى استثنائي، وأثار مخاوف من أثر بيئي على المدى الطويل، بحسب جمعيات مدافعة عن البيئة.

تحميل المزيد