غيّرت حياة البشر.. أدوات وأجهزة منزلية نستعملها يومياً تم اكتشافها صدفةً

كيف فكّر شخص ما في صنع جهاز أشعة سِينية أو فرن ميكروويف؟ نعم، هي اختراعات بالصدفة توصل لها الإنسان لتغير شكل البشرية لاحقاً.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/16 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/16 الساعة 18:15 بتوقيت غرينتش
على مدى قرون، كُلف العلماء بإيجاد حل لمشكلة معينة، فقط ليكتشفوا شيئاً مختلفاً تماماً/ istock

هل تساءلت يوماً كيف توصل شخص ما إلى فكرة؟ على سبيل المثال، كيف فكّر شخص ما في صنع جهاز أشعة سِينية أو فرن ميكروويف؟ نعم، هي اختراعات بالصدفة توصل لها الإنسان لتغير شكل البشرية لاحقاً.

إن العديد من الأجهزة المنزلية والأدوات التي نستعملها يومياً تم اكتشافها صدفةً.

على مدى قرون، كُلف العلماء بإيجاد حل لمشكلة معينة، فقط ليكتشفوا شيئاً مختلفاً تماماً.

فيما يلي قائمة ببعض أهم الاختراعات المفيدة التي تم اكتشافها أو اختراعها من خلال الصدفة البحتة.

أشعة إكس

في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1895، كان عالم الفيزياء الألماني (فيلهلم كونراد رونتغن) يعمل في مختبره لإجراء اختبارات على أنابيب الكاثود عندما اكتشف توهجاً غريباً على شاشة سبق أن عُولجت بالمواد الكيميائية.

لم يكن رونتغن يعلم أنه قد اكتشف الأشعة السينية وأطلق عليها أشعة X، بسبب خصائصها المجهولة والغامضة. وفي عام 1901 حصل رونتغن على جائزة نوبل في الفيزياء.

والأشعة السينية هي موجات من الطاقة الكهرومغناطيسية تشبه الضوء، إلا أنها تعمل بأطوال موجية أقصر بنحو 1000 مرة، ما يسمح لها بالمرور عبر المواد مثل الجلد والعضلات وقد أحدثت ثورة في مجال الطب التشخيصي عن طريق منح الأطباء وسيلة للرؤية داخل جسم الإنسان دون جراحة.

وتستخدم الأشعة السينية أيضاً في مجالات الفحص الأمني حيث تستعمل لفحص الحقائب، وفي المجال الصناعي لفحص المواد.

 لم يمضِ وقت طويل قبل أن تتصدر هذه الأداة التشخيصية المهمة عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم عندما تم استخدامها في ساحة المعركة خلال حرب البلقان  في الحرب العالمية الأولى لتحديد مواقع الرصاص وتشخيص الأطراف المكسورة.

كان يعتقد أن الأشعة السينية تمر عبر جسم الإنسان بشكل غير ضار كما يحدث للضوء، ولكن بعد عدة سنوات، ازدادت التقارير عن تلفِ الجلد والحروق الغريبة التي تسببها الأشعة السينية.

في عام 1904، توفي العالم كلارنس دالي، الذي كان على أشعة إكس لتوماس إديسون، بسبب سرطان الجلد من التعرض المفرط إلى الأشعة السينية.

بعدها، أصبح العاملون في هذا المجال أكثر حذراً.

الميكروويف

 في عام 1946، كان بيرسي سبنسر، وهو مهندس رادار يعمل في  شركة سرايثونس، يجري تجارب على المغنطرونات الرادارية، التي تنتج موجات الراديو التي يستخدمها الرادار.

 وجد سبنسر أن قطعة الشيكولاتة الذي كان يحملها في جيب قميصه ذابت، وتركت آثاراً على ملابسه التي يرتديها.

كانت الغرفة التي يؤدي عمله بداخلها باردة ما أثار تساؤله عن السبب وراء ذوبان هذه القطعة؟

طلب سبنسر إحضار كيس يحتوي على بذور ذرة وهو يقف بجوار أحد الصمامات الإلكترونية التي تعمل على تشغيل أجهزة الرادار.

وضعها بجوار ذلك الصمام وبعد عدة دقائق انفجرت حبات الذرة وتناثرت في أنحاء المكان الذي كان يقف فيه.

أدرك سبنسر أن موجات الراديو القصيرة التي تُعرف باسم Micro waves هي التي تسببت فيما حدث.

فكر في استخدام هذه  الموجات في طهي الطعام بشكل جيد وقدم فكرته إلى الشركة التي يعمل بها.

وبالفعل رحبت الشركة بالفكرة، وبدأت بصناعة أجهزة للطهي تعمل بموجات الميكروويف

وظهر أول فرن ميكروويف بالأسواق كمنتج يتم بيعه في بداية عام 1953.

الاستانلس ستيل (الفولاذ المقاوم للصدأ)

الفولاذ المقاوم للصدأ هو شيء أساسي لا غنى عنه في حياتنا الحديثة. يستخدم في صناعة أدوات المائدة والمطبخ والمعدات الطبية والسيارات وغيرها.

تم اكتشاف الفولاذ المقاوم للصدأ بشكل عرضي عام 1913 من قبل عالم المعادن البريطاني هاري بريارلي.

كان الرجل يقوم بتجارب على مختلف أنواع سبائك الصلب لصالح مصنع شيفيلد للسكاكين وكان من عادته التخلص من العينات في كومة الخردة خارج متجره.

لاحظ أن عينة واحدة، تحوي نسبة 0.4% من الكربون و13% من الكروميوم، لم تتعرض للصدأ. وكانت هذه بداية الفولاذ المقاوم للصدأ القائم على الكروميوم.

واستناداً إلى مصنع شيفيلد الذي كان يعمل فيه باريلي، سرعان ما بدأ في تسويق "الفولاذ غير القابل للصدأ" إلى مصنّعي أدوات المائدة المطلية بالفضة أو النيكل.

وحالياً تصنع الطائرات والقطارات والسفن والسيارات منه. وتجد الفولاذ المقاوم للصدأ في كل مطبخ وفي معظم مواقع البناء. كما أنه يستخدم على نطاق واسع في المعدات الطبية.

من الصعب أن نتصور أن هذا المعدن الأساسي قد ألقي في البداية على كومة الخردة.

الزجاج الآمن

صنع الزجاج في البداية من مادة رقيقة للغاية، ما أدى إلى وجود خطر دائم باحتمال تعرضه للكسر.

لذلك من المدهش أن نجد أنه في القرن الماضي فقط وجد شخص ما طريقة لجعل الزجاج أكثر أماناً.

في عام 1903 تم اكتشاف هذا الزجاج الأقوى عن طريق الصدفة من قبل الفنان وعالم الكيمياء الفرنسي إدوارد بينيدكتس.

فوجئ إدوارد عندما وقعت قارورة مصنوعة من الزجاج ولم تنكسر؛ لأنها  كانت مغلفة بمادة البلاستيك (نترات السليلوز) من الداخل.

تم تطوير هذا الزجاج المطلي بالبلاستيك في أوائل عام 1900 واستخدم لأول مرة في صناعة الجزء الزجاجي من أقنعة الغاز خلال الحرب العالمية الأولى.

ظهرت لاحقاً أشكال مختلفة من زجاج الأمان منذ اكتشاف بينيديكتوس، واليوم صار الزجاج الآمن إلزامي في السيارات والمباني وبعض تجهيزات المطابخ.

تحميل المزيد