تواجه جميع حكومات العالم جائحة فيروس كورونا أو كوفيد-19 باستخدام سياسة "التباعد الاجتماعي" -من ضمن سياسات أخرى- كجانب مهم في الخطط المتَّبعة للحد من انتشار الفيروس. ولكن ما هو التباعد الاجتماعي؟ ومن يُقصد به ضمن العائلة الواحدة؟ وكيف تطبقه؟
ماذا يعني التباعد الاجتماعي؟
ممارسات التباعد الاجتماعي هي مجموعة من التغييرات في السلوك يمكن أن تساعد في وقف انتشار العدوى.
غالباً ما تشمل هذه التغييرات الحد من التواصل الاجتماعي والعمل والذهاب إلى المدرسة بين الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، بهدف تأخير انتقال العدوى وتقليل حجم تفشي المرض.
كيف تمارس التباعد الاجتماعي؟
بالنسبة للأفراد، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالعدوى عن طريق تقليل معدل التواصل مع الأشخاص الآخرين.
وسيقلل تجنب الأماكن العامة والتجمعات الاجتماعية غير الضرورية، خاصةً الفعاليات التي تضم أعداداً كبيرة من الأشخاص أو الحشود، من احتمال تعرضك لفيروس "كورونا المستجد" وكذلك للأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا.
ومن ضمن التدابير الأخرى:
- العمل من المنزل إن أمكن
- تنظيم الاجتماعات عبر مكالمات الفيديو بدلاً من الاجتماع وجهاً لوجه
- تجنُّب الاستخدام غير الضروري لوسائل النقل العام
ووفقاً لما قاله ستيوارت نيل، من جامعة كينغز كوليدج لندن، لموقع Newxcientist، فإنه "يجب التعامل مع التباعد الاجتماعي بشكل منطقي وعقلاني".
على سبيل المثال، إذا اضطررت إلى الخروج، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بالحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل بينك وبين أي شخص يسعل أو يعطس.
ويُنصح أيضاً بتجنب الاتصال الجسدي مع الآخرين في المواقف الاجتماعية، مثل المصافحة بالأيدي والعناق والقبلات.
هل ينجح التباعد الاجتماعي؟
ثمة أدلة من تفشي بعض الأوبئة في السابق، مثل جائحة إنفلونزا عام 1918 وتفشي فيروس إيبولا عام 2014، وكذلك من عمليات محاكاة تفشي المرض، على أن التباعد الاجتماعي يمكن أن يحد بشكل فعال من انتشار العدوى.
ونحن لا نعرف بالضبط كيف ينتشر فيروس "كورونا المستجد"، ولكن الفيروسات المماثلة تنتقل في الغالب عن طريق الرذاذ المنبعث من أفواه وأنوف المصابين عند السعال أو العطس، والذي يمكن أن يستقر على الأسطح وأيدي الناس.
كيف تطبق البلدانُ التباعد الاجتماعي؟
طبَّقت الصين تدابير شديدة الصرامة في مقاطعة هوبي، حيث اكتُشفت أولى حالات الإصابة بفيروس "كورونا المستجد".
وفضلاً عن عزل المنطقة وبناء مرافق العزل، استخدمت الحكومة الصينية تقنية تتبُّع الهواتف المحمولة؛ لمراقبة تحركات الأشخاص ومنع الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس من السفر.
ومنذ أن دخلت إيطاليا العزل، فرضت عديد من الدول الأوروبية الأخرى قيوداً على السفر، وأغلقت المدارس وكذلك الأماكن العامة الأخرى مثل المطاعم والحانات.
ووضعت المفوضية الأوروبية خططاً لإغلاق حدود الاتحاد الأوروبي وتقييد السفر غير الضروري في منطقة شنغن. وتنصح حكومة المملكة المتحدة مواطنيها بوقف جميع أشكال التواصل غير الضرورية مع الآخرين.
ما الآثار السلبية المحتملة للتباعد الاجتماعي؟
لقد أثَّر بالفعل على الاقتصاد العالمي، حيث يلزم الناس منازلهم وينخفض الطلب على السلع والخدمات.
تقول كاليبسو تشالكيدو، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن: "التباعد الاجتماعي عبارة عن جهد مجتمعي لاحتواء انتقال العدوى، ويأتي بتكلفة اقتصادية كبيرة، وهناك دائماً تنازلات".
وظهرت مخاوف أيضاً من أن التباعد الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالوحدة، خاصة بين كبار السن الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة الحادة بفيروس "كوفيد-19".
كيف يمكنك تطبيق التباعد الاجتماعي مع الأشخاص الذين تعيش معهم أو تعتني بهم؟
يوصى بفصل نفسك عن الأشخاص الذين تعيش معهم قدر الإمكان. وإذا لم تتمكن من تجنب مشاركة الحمام أو المرحاض، فاحرص على تنظيف هذه الأماكن بانتظام.
وإذا كنت مصاباً بـ"كوفيد-19″ أو تشك في أنك معرَّض للإصابة به، فلا بد أن يكون تجنب نقل المرض إلى الآخرين أولويتك، خاصة إذا كنت تعتني بشخص ضعيف معرَّض للإصابة.
ما هي الطرق الأخرى للحد من انتشار المرض؟
يمكن أن تشمل تدابير الصحة العامة الأخرى العزل والحجر الصحي. وفقاً لأحدث إرشادات مركز السيطرة على الأمراض:
يشير تعبير العزل إلى انفصال شخص أو أشخاص يُعتقد بشكل معقول أنهم مصابون أو مُعدون عن أولئك غير المصابين؛ من أجل منع انتشار المرض. قد يكون العزل طوعياً أو إجبارياً من قِبل السلطات.
أما الحجر الصحي فيعني بشكل عام، فصل شخص أو أشخاص يُعتقد بشكل معقولٍ أنهم اختلطوا بشخص مريض بمرض مُعدٍ ولكن لم تظهر حتى الآن أية عوارض، وذلك من أجل منع الانتشار المحتمل للمرض.
ومع COVID-19 أو فيروس "كورونا المستجد"، أوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بفترة 14 يوماً لمراقبة الأعراض.