بمكونات موجودة في كل منزل.. كيف تُحافظ على صحة الكبد بخطوات بسيطة يومية؟

قد تكون أمراض الكبد وراثية، لكن هناك كذلك العديد من العوامل الأخرى التي تدمر صحة الكبد، مثل الفيروسات وتعاطي الكحول، وحتى السمنة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/01 الساعة 22:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/02 الساعة 16:02 بتوقيت غرينتش
للكبد دور حيوي وأهمية بالغة في عملية هضم الطعام وتخليص الجسم من المواد السامة/ istock

قد تكون أمراض الكبد وراثية، لكن هناك كذلك العديد من العوامل الأخرى التي تدمر صحة الكبد، مثل الفيروسات وتعاطي الكحول، وحتى السمنة.

وبمرور الوقت يتسبب تلف الكبد في حدوث التندب، وهو تليف الكبد، والذي يمكن أن يؤدي إلى فشله، وهي حالة مهددة للحياة وقد تُسبب الموت.

والكبد هو عضو في حجم كرة القدم الأمريكية، يقع أسفل القفص الصدري مباشرةً على الجانب الأيمن من البطن، وله دور حيوي وأهمية بالغة في عملية هضم الطعام وتخليص الجسم من المواد السامة.

نتعرف في هذا التقرير على علامات اعتلال الكبد، بالإضافة إلى كيفية الحفاظ على صحته.

علامات عدم صحة الكبد

هناك بعض العلامات التي تُنبئ بوجود مُشكلة ما يُعاني منها الكبد، ومنها:

1-    احتباس السوائل:

هذه هي العلامة الأكثر شيوعاً لمرض الكبد، حيث تظهر في 50% من الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد، وقد يتسبب تراكم السوائل في انتفاخ البطن أو تورم في الساقين.

يحدث هذا بسبب تطور ضغط الدم المرتفع في عروق الكبد أو عندما يتعذر على الكبد إنتاج الألبومين، وهو بروتين يمنع تسرب الدم من الأوعية إلى النسيج.

خيارات العلاج: قد يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم في تخفيف احتباس السوائل المعتدل، لكن عندما يكون احتباس السوائل حاداً فقد يصف الطبيب مدرات البول المعروفة باسم "حبوب الماء".

كما أن الحالات الشديدة من الاحتباس غالباً ما تتطلب "البزل"، وهي عملية تُستخدم خلالها إبرة لتصريف سوائل البطن.

2-    اليرقان/ الاصفرار:

وهي حالة تُسبب البول الغامق وصبغة صفراء في الجلد كما يُمكن أن تُحدث بياض العينين، خلال هذه الحالة يبدو أن البيليروبين، وهو صبغة تتشكل عندما تنهار خلايا الدم الحمراء، يتراكم في مجرى الدم، الكبد الصحي يمتص البيليروبين ويحوله إلى الصفراء، ثم يتخلص منه الجسم في البراز.

خيارات العلاج: اليرقان هو علامة شديدة على فشل الكبد، فإذا كنت تعاني منه، فقد يقوم الطبيب باقتراح إجراء عملية زرع كبد.

3-    النزيف:

يُدور الكبد عادةً حوالي 25% من الدم من الوريد البابي؛ وهو الوريد الذي ينقل الدم المُحمّل بالمواد الغذائية الممتصة عن طريق عملية الهضم إلى الكبد.

لكن تليف الكبد يخلق فرصة للنزيف، وقد يتقيأ المريض دماً أو يلاحظ وجود الدم في البراز.


خيارات العلاج: إذا تقيأ المريض دماً، فلا بد من الذهاب للطوارئ فوراً، كي يوقف الأطباء النزيف. وإذا كان النزيف حاداً، فقد يتم زرع دعامة لربط الأوردة التي تعمل داخل الكبد وخارجه وإنشاء مسار جديد للدم.

4-    الارتباك ومُشكلات في الإدراك:

عندما يتعذر على الكبد تصفية السموم، ينتقل الخلل إلى الدماغ، وهو ما يُعرف باسم اعتلال الدماغ الكبدي، وهو مرض يمكن أن يسبب الالتباس ومشاكل في الذاكرة والخمول والغيبوبة.


خيارات العلاج: يُمكن الاستعانة باللاكتولوز المُلين، وهو مادة مُسهلة لخروج البراز ويتمثل دوره في التخلص من السموم الموجودة في القولون وطردها قبل أن تدخل مجرى الدم.

كيفية الحفاظ على صحة الكبد

هناك بعض الطرق والخطوات البسيطة:

1-   الحفاظ على وزن صحي: السمنة أو حتى زيادة الوزن إلى حد ما، تفتح المجال لخطر الإصابة بالكبد الدهني، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد نمواً. والحل هو فقدان الوزن لتقليل الدهون في الكبد.

2-   نظام غذائي متوازن: من خلال تجنب تناول وجبات مُرتفعة السعرات الحرارية والدهون المُشبعة والكربوهيدرات المُكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة العادية، والسكريات.

يجب الحرص على تناول الألياف من الفواكه الطازجة والخضراوات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب.

وينصح الأطباء بالتقليل من اللحوم الحمراء، وتناول الدهون "الجيدة" غير المُشبعة الأحادية والمتعددة غير المشبعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والبذور والأسماك، ناهيك عن ضرورة الماء.

3-   تمارين منتظمة: فهي تساعد على حرق الدهون الثلاثية للحصول على الوقود ويمكن أن تُقلل أيضاً من دهون الكبد.

4-   تجنب السموم: تجرح السموم خلايا الكبد، لذا يجب الحدّ من الاتصال المباشر مع السموم من منتجات التنظيف والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية. وينصح بتهوية الغرف جيداً وارتداء قناع عند استخدام المواد السابقة، كذلك يجب الحرص على عدم التدخين أو تعاطي المُخدرات.

5-   تجنب الإبر الملوثة: لا ترتبط الإبر المُلوثة بتعاطي المخدرات عن طريق الوريد فقط، فقد تحدث ممارسات الحقن غير الآمن، على الرغم من ندرتها، في إحدى المستشفيات، أو حتى عند ثقب الجسم ورسم الوشوم.

6-   عدم مشاركة مواد النظافة الشخصية: على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي شفرات الحلاقة وفرش الأسنان ومقصات الأظافر على مستويات مجهرية من الدم أو سوائل الجسم الأخرى التي قد تكون مُلوثة.

7-   عدم ممارسة الجنس غير الآمن: ممارسة الجنس دون وقاية مع شركاء متعددين يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكبد B والتهاب الكبد C.

8-   غسل اليدين: بالصابون والماء الدافئ مباشرة بعد استخدام الحمام، وعند تغيير الحفاض، وقبل إعداد الطعام أو تناوله.

9-   اتباع التعليمات على جميع الأدوية: عندما تؤخذ الأدوية بشكل غير صحيح عن طريق تناول الكثير أو النوع الخطأ أو عن طريق خلط الأدوية، يمكن أن يتضرر الكبد، لذلك يجب أن إخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها المريض بدون وصفة طبية، وكذلك المُكملات والعلاجات الطبيعية أو العشبية التي تستخدمها.

أطعمة ومشروبات تُعزز صحة الكبد

من أفضل الأطعمة والمشروبات المفيدة لصحة الكبد ما يلي:

1-  القهوة:

تُشير مراجعة نُشرت عام 2013 في مجلة Liver International إلى أن تناول القهوة يومياً قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد المُزمنة وسرطان الكبد.

2-  الشوفان:

استهلاك دقيق الشوفان هو وسيلة سهلة لإضافة الألياف إلى النظام الغذائي، تُعتبر الألياف أداة مهمة للهضم، كما أن الألياف الموجودة في الشوفان مفيدة بشكل خاص للكبد، فالشوفان ودقيق الشوفان غني بالمركبات المسماة بيتا جلوكان.

ووفقاً لدراسة أُجريت عام 2017 في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، فإن البيتا جلوكان تساعد على تقوية الجهاز المناعي ومكافحة الالتهابات، وقد تكون مفيدة بشكل خاص في مكافحة مرض السكري والسمنة.

3-  الشاي الأخضر:

تُشير دراسة أُجريت عام 2015 في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي إلى أن الشاي الأخضر قد يساعد في تقليل المحتوى العام للدهون، ومكافحة الإجهاد التأكسدي، وتقليل العلامات الأخرى لمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

4-  الثوم:

إضافة الثوم إلى النظام الغذائي قد يساعد أيضاً في تحفيز الكبد، فتُشير دراسة أُجريت عام 2016 في مجلة Advanced Biomedical Research إلى أن استهلاك الثوم يُقلل من وزن الجسم ومحتوى الدهون لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ودون أن يُحدث أي تغييرات في كتلة الجسم النحيل.

5-  التوت والعنب والجريب فروت:

يحتوي التوت الداكن، مثل التوت الأزرق والتوت البري، على مضادات أكسدة تسمى البوليفينول، والتي قد تساعد في حماية الكبد من التلف.

وكما تُشير دراسة في المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن تناول التوت بانتظام قد يساعد أيضاً على تنشيط الجهاز المناعي.

وتُشير الدراسة نفسها إلى أن العنب وعصير العنب وبذور العنب غنية بمضادات الأكسدة التي قد تساعد الكبد عن طريق الحد من الالتهابات ومنع تلف الكبد؛ إلى جانب الجريب فروت.

تحميل المزيد