“الجاذبية المفرطة” عند الرجال أو النساء قد تكون نقمة بالعلاقات وحتى في الحياة المهنية!

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/18 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/18 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش

 على اختلاف معايير الجمال وتفاوت نسبته بين الناس، البعض قد ينظر إلى المرأة الأكثر جمالاً، أو الرجل الأكثر وسامة بعين الحسد أو الغيرة، لدرجة أن كونك جذاباً أو كونكِ جميلة قد يكون نقمة وليس نعمة.

وقد دعم ذلك دراسات علمية تشير إلى أن الشركاء الأكثر جاذبية تكون علاقتهم أكثر عرضة للانتهاء بالطلاق، وأن النساء الجذابات غالباً ما يتم رفضهن في فرص التوظيف.

تعرّف معنا على سلبيات الجمال و"الجاذبية المفرطة" عند الرجال والنساء، وثمنها ذلك في نجاح العلاقات والعمل والصحة النفسية حتى.

سلبيات الجمال

الأزواج الجذابون أكثر عرضة للطلاق!

مع التهديدات التي تلاحق بعض العلاقات بالطلاق، يحاول كثير من الأزواج الحفاظ على زواجهم بطرق كثيرة، لكن رغم ذلك قد يحكم عليه بالفشل، وذلك بسبب -ربما لم ينظروا إليه- وهو مدى جمالهم وجاذبيتهم.

فعلى عكس التوقعات، وجدت العديد من الدراسات أن الأشخاص الأكثر جاذبية لديهم معدلات طلاق أعلى من بقية الناس.

في دراسة قامت بها جامعة هارفارد بالعام 2017، نظر الباحثون في صور الكتاب السنوي لرجال من مدرستين ثانويتين في الولايات المتحدة وصنفوها حسب الجاذبية، ثم قاموا بمطابقتها مع سجلات زواجهم وطلاقهم، ووجدوا أن أكثرهم جاذبية لديهم معدل طلاق أعلى بكثير من الآخرين.

كما جرّب الباحثون تجربة مشابهة على المشاهير، ووجدوا أن النتائج هي نفسها، فكلما كان المشاهير أكثر جمالاً وجاذبية كانت علاقتهم أكثر تعقيداً وأقصر، وتنتهي بالطلاق في كثير من الأحيان.

من غير المرجح أن يتم توظيف النساء الجذابات!

قد نفترض أن الجاذبية تلعب دوراً في عملية التوظيف، وأن الأشخاص الأكثر جاذبية تكون لديهم ميزة على المتقدمين الآخرين الأقل جمالاً.

في حين أن هذا قد يكون هو الحال بالنسبة للرجال، إلا أنه ليس كذلك للنساء، على الأقل فيما يتعلق بالبحث عن عمل. 

ففي إحدى الدراسات التي نشرت في موقع Live Science العلمي، أرسل الباحثون حوالي 5 آلاف من السير الذاتية لوظائف شاغرة، نصف النسخ كانت مرفقة بصورة ونصفها بدون صورة.

فيما وجدوا أن الذكور الأكثر جاذبية كانوا أكثر عرضة للحصول على رد قبول من الذكور الأقل جاذبية أو من السير الذاتية بدون صور.

ولكن بالنسبة للنساء كانت النتائج معاكسة تماماً، فقد كانت نسبة اختيار النساء من السير الذاتية بدون صورة أعلى، تليها السير الذاتية المرفقة بصور لنساء أقل جمالاً.

كما وجدوا أن الاختلاف كان كبيراً بشكل خاص عندما كان الموظفون المختصون في التوظيف من الإناث، فقد استبعدت النساء المتقدمات اللاتي كن يعتبرن أنهن منافسات لهن.

سلبيات الجمال

النساء أكثر سعادة مع الأزواج الأقل جاذبية

قد تكون الجاذبية عاملاً مهماً في إشعال نار الحب واختيار الشريك، ومع ذلك فإن الجاذبية الأقل قد تكون مساعدة في الحصول على علاقة أكثر سعادة، إذ وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة فلوريدا بالعام 2017، على 113 من النساء والرجال المتزوجين، ووجدوا أن النساء يكنّ أكثر رضاً وسعادة مع الرجال الأقل جاذبية منهن.

السبب الذي استنتجته الدراسة هو أن الرجال الأقل جاذبية يميلون إلى القيام بأشياء كثيرة، بهدف تعويض شعور النقص لديهم، فيقومون بالكثير من الخدمات أو تقديم التنازلات في العلاقة وهو ما يُحسنها.

النساء يفضلن الرجال الأقل وسامة للارتباط

عندما يتعلق الأمر بالمعايير التقليدية للجاذبية لدى الرجال، هناك عدد من الميزات، منها خط فك واضح وابتسامة كبيرة وصدر عريض. وقد يبدو من المنطقي أن تكون النساء اللواتي ينتهي بهن الأمر مع شريك يتمتع بمعظم هذه الميزات أكثر سعادة في العلاقات.

لكن الأمر ليس كذلك في الحقيقة، حيث أشارت أبحاث أجريت في العام 2014، شاركت فيها جامعات من المملكة المتحدة وفنلندا، إلى أن الرجال الذين يتمتعون بميزات أقل رجولة وجاذبية يكونون شركاء مثاليين أكثر من نظرائهم الأكثر وسامة.

وقد توصل البحث إلى أنه في حين أن النساء يخترن الرجال الأكثر جاذبية في العلاقات غير الرسمية، فإنهن يميلن إلى تفضيل الرجال ذوي السمات المعتدلة للعلاقات طويلة الأمد.

النساء الفاتنات أقل سعادة 

إنه سؤال طرحه الكثير منا على نفسه في مرحلة ما من حياتنا، هل سنكون أكثر سعادة إذا كنا أكثر جاذبية؟

في الحقيقة الإجابة معقدة، ولا يمكن اختصارها بـ"نعم" أو "لا". 

ففي دراسة أجريت في العام 2007 ونشرت في مجلة Psychology Today العلمية، استنتج باحثون بريطانيون أن النساء اللاتي كنّ يعملن كعارضات وكن جميلات ويتمتعن بجاذبية عالية وعمل ناجح كنّ أكثر عرضة للمعاناة من اضطرابات الشخصية والاكتئاب بشكل عام أكثر من الآخرين. 

كشف مؤلفو الدراسة أن النساء اللواتي كنّ يعملن في مجالات الأزياء والعروض كنّ يعانين من مشاكل في شخصيتهن، فقد كنّ أكثر شكاً، وعاطفيات بشكل مفرط، وغريبات الأطوار، وأنانيات أحياناً.

وقد توصل مؤلفو هذه الدراسة إلى أن المظهر الجميل لا يلبي الاحتياجات النفسية الأساسية للنساء، على سبيل المثال بينما يُتوقع من عارضات الأزياء أن تكون أجسامهن رائعة، ويتم الإطراء على جمالهن ومدحه، لكن لا يتم تقدير قدراتهن ومهاراتهن مهما كانت كثيرة أو مميزة.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن الحاجة لتقدير الذات، التي قد لا تحصل عليها الكثير من النساء في المجالات الاستعراضية قد تكون لها عواقب مأساوية، كتعاطي المخدرات أو الاكتئاب أو حتى الانتحار، مشيرين إلى أمثلة كثيرة من بينها مارلين مونرو، التي كانت فاتنة الشاشة، ولكنها عانت من الاكتئاب لمدة طويلة، وأنهت حياتها بنفسها منتحرة.

تحميل المزيد