عندما يكون الإنسان في حالة حب، يسهل عليه تجاوز كل عيوب الشخص الآخر وخلق مبررات لاستمرار علاقة غير صحية.
تبدأ العلاقة سلسة ومرحة، ثم سرعان ما ينهار كل شيء. وبغض النظر عن محاولاتك المستميتة لإنجاح هذه العلاقة، تنتهي الأمور دائماً بجدال حاد.
ومع ذلك، تُواصل المحاولة وتُذكِّر نفسك دائماً بأنَّ الحفاظ على أي علاقة عاطفية يتطلب بذل مجهود كبير.
وهذا افتراض صحيح، ولكن هناك فرق كبير بين علاقة معقدة بسبب مشكلات خارجية وأخرى معقدة بسبب أوجه قصور فيها.
يكرس بعض الأشخاص حياة طويلة لإصلاح مشاكل علاقتهم، ليدركوا بعد سنواتٍ أن العلاقة لم تتغير، ولن تتغير.
إذا كنت في علاقة عاطفية معقدة تجعلك تشك في نفسك أو تشعر بالإنهاك النفسي والعقلي لدرجة أنَّك لم تعد تدرك ما يجب فعله، لعلك تحاول جاهداً إنجاح شيء لا يمكن حقاً أن ينجح.
إليك بعض العلامات التي تدل على محاولات إنقاذ علاقة غير صحية:
1- الشعور بالاستنزاف
لا ينبغي أن تشعر بالعبء في العلاقة كأنك تعمل في وظيفة إضافية بدوام جزئي، إلى جانب جميع المسؤوليات الأخرى في حياتك.
سواء كنت عائداً إلى المنزل بعد يوم عمل شاق أو كنت بصدد قضاء وقت الراحة في المنزل، لا ينبغي أن تشعر بمزيد من التعب أو الإرهاق النفسي والعقلي.
مكان عملك لا يجب أن يُشعرك بسعادة أكثر من منزلك مع شريك حياتك، أو أنَّ قضاء الوقت مع الأصدقاء يجدد نشاطك أكثر من قضاء وقت مع الشخص الذي تحبه.
تقول أخصائية العلاقات الأسرية والزوجية، هيدي ماكبين، لموقع The Good Men Project: "إذا بدأت تشعر بالاستنزاف نفسياً وعاطفياً وأصبحت تجد مزيداً من السعادة والرضا عندما لا تكون مع شريك حياتك، فهذه علامة إنذار".
استنزاف الطاقة باستمرار في شيء لا يمكن ببساطةٍ إصلاحه، يعني مزيداً من الإحباط تجاه نفسك وشريك حياتك.
2- اختلاف الخطط المستقبلية
إذا لم يكن كلاكما موجودَين في الخطط المستقبلية لبعضكما البعض، والأهم من ذلك، إذا رأى أحدكما مستقبله من دون وجود الآخر فيه، فقد حان الوقت لإنهاء هذه العلاقة.
عندما تكون في علاقة جادة مع شخص ما، لا ينبغي وضع خطط بشأن المستقبل دون مشاركتها والتحدث عنها مع الشريك.
إذا فشل شريك حياتك في تضمينك بخططه المستقبلية، فأنت في علاقة غير صحية.
3- طلب رأي الآخرين باستمرار
من الجيد أن تسأل أصدقاءك أو عائلتك عن رأيهم في الشخص الذي تقرر الارتباط به أو أن تطلب النصيحة عندما تواجه مشكلات.
الحصول على المشورة أمر مفيد، من المهم أن تسأل نفسك بعض الأسئلة قبل إشراك الآخرين في مشكلاتك الشخصية:
– لماذا تنشب بينكما الخلافات باستمرار؟
– ما شعورك الحقيقي تجاه هذه العلاقة؟
– لماذا تشعر بالحاجة إلى إصلاح علاقتك باستمرار؟
– هل جلستما أولاً وناقشتما الوضع؟
لا يعرف أصدقاؤك وعائلتك كل ما يدور بينكما. ثمة جوانب مقدسة في علاقتكما يجب أن تبقى كذلك.
لذا، إذا كنت تشعر دائماً بأنَّك بحاجة إلى إشراك الآخرين، يجب تحديد سبب حاجتك إلى هذه الخطوة من الأساس، حسب ما نشره موقع Bustle.
4- عدم الشعور بالسعادة والرضا عن النفس
تحاول جاهداً إسعاد شريك حياتك بكل السبل الممكنة: تلبي احتياجاته، تستقطع من وقتك من أجله، تحترم خصوصيته، تشاركه اهتماماته وحتى تغيّر من نفسك لتُرضيه.
ومع ذلك، تشعر بأنَّ شريك حياتك لا يُقدّرك أو يحبك بالطريقة التي تريدها.
تقول خبيرة العلاقات، أميكا غرابر: "العلاقة الصحية ينبغي أن تجعلك تشعر بأنَّك النسخة الأفضل من نفسك. إذا كنت تشعر دائماً بالتقصير، فقد حان الوقت لإعادة تقييم الأشخاص المُتسبّبين في وصول هذا الشعور إليك".
5- لا تعرف نفسك
إذا كنت تضع احتياجاتك ورغباتك جانباً على نحوٍ مستمر، فهذه علامة إنذار بأنّك في علاقة غير صحية، حسب ما أكدته الطبيبة النفسية ليسلي بيكر.
فكِّر للحظة، هل تفعل أشياء لنفسك؟ هل تحافظ على صحتك؟ هل تمارس هواياتك المفضلة؟ هل تخلّيت عن أصدقائك وطموحاتك وحتى عن قضاء وقت ممتع مع العائلة، والأهم من ذلك، قضاء وقت ممتع مع نفسك؟ هل تستيقظ في الصباح سعيداً راضياً أم تشعر بأنَّ كل ما تفعله يهدف إلى إرضاء الجميع ما عدا أنت؟
عادةً ما تتطلب العلاقات غير الصحية بذل مزيد من الجهد لكي تستمر، وهو ما يعني التخلّي عن أشياء كنت تحب فعلها ولطالما منحتك السعادة في حياتك.
إذا كنت تشعر بالضياع في علاقتك وبأنَّك لا تفعل أي شيء لنفسك، فلا تتراجع، اقلب هذه الصفحة وابدأ صفحة جديدة في حياتك.
يتعيَّن على شريك حياتك أن يجعلك تشعر معه بالسعادة والبهجة وليس بالاستنزاف والإنهاك النفسي والعقلي والعاطفي.