من أصعب المحادثات وأكثرها إيلاماً التي ستواجهها هي التحدث مع أطفالك عن خطتك للطلاق. عندما تعلم أنك ستنفصل أو تطلق، فمن المهم التحدث إلى أطفالك قبل أن يسمعوا الخبر من شخص آخر. تخيل كم سيكون مزعجاً أن يسمعها من صديق أو شخص آخر! من المحتمل أن يتذكر الأطفال هذه المحادثة، وما تقوله، ومتى وأين يسمعونها. لذلك سيكون من الأفضل أن تتناقش مع شريكك سوياً لتقرر كيف ومتى وماذا ستبلغهم.
هذه الخطوات ستساعدك على التحضير لإخبار طفلك بطريقة صحيحة:
1. خطط لما ستقوله
احمِ أطفالك من الأذى أو الغضب من خلال التخطيط مع شريكك متى وكيف وماذا ستخبر أطفالك. من الأفضل إخبارهم في يوم يتيح لهم قضاء بعض الوقت مع العائلة، مثل عطلة نهاية الأسبوع.
لا تفعل ذلك في عطلة أو يوم خاص آخر، أو قبل المدرسة أو وقت النوم. إذا كان من الصعب للغاية عليك التحدث مع شريكك، أو لا يمكنك الاتفاق على كيفية القيام بذلك، ففكر في استخدام خدمات وسيط أو مدرب طلاق أو مستشار لمساعدتك في العمل على التفاصيل. لا تقم بالأمر باندفاع في لحظة عاطفية؛ لأن ذلك لن يسير على ما يرام!
2. اشرح الموضوع بلغة مناسبة لعمر الطفل
قالت عالمة النفس آن بوشو، ومؤلفة كتاب "دليل الوالدين في الأبوة والأمومة أثناء الانفصال أو الطلاق" لموقع Huffpost: "يجب أن تكون المحادثة الأولى مع جميع الأطفال معاً، كباراً وصغاراً".
يمكنك قصر تلك المحادثة الجماعية الأولية على الأساسيات ثم المتابعة بالمناقشات الفردية المصممة وفقاً لمستوى نمو كل طفل.
يحتاج الأطفال الصغار إلى طمأنتهم أنه لا علاقة لهم بهذا الانفصال وأن والديهم سيحبونهم دائماً.
أشارت بوشو إلى أن الأطفال الصغار لا يحتاجون إلى الكثير من المعلومات بخلاف أن الأم والأب سيكون لديهما منزلان الآن، وأنهما سيحبوناهم دائماً. ومن المهم طمأنتهم بأنهم لم يتسببوا في الطلاق وتأكيد أنه لا يمكنهم إصلاحه.
عند التحدث إلى الأطفال الصغار، تذكر أنهم لا يفهمون تماماً الأحداث والعواطف المعقدة، لذا استخدم لغة واضحة وبسيطة وحاول ألا تعطي الكثير من المعلومات.
لا تحاول تليين الأخبار بكلمات غير واضحة أو أنصاف الحقائق أو الاستعارات. استخدم كلمات حقيقية للتحدث عن الأشياء الفعلية، مثل كلمة "الطلاق".
يمكنك شرح سيناريو الطلاق بكلمات بسيطة مثل: "أنا وأبوكم قررنا القيام بشيء يسمى الطلاق. هذا يعني أنه بدلاً من أن نتزوج ونعيش في منزل واحد، سنكون أصدقاء بدلاً من ذلك، وستعيش الأم في منزل وسيعيش الأب في منزل آخر. سيكون لديك منزلان وتقضي بعض الوقت معنا. سأظل دائماً أمك، وسيظل هو دائماً والدك، وسنحبك دائماً ونعتني بك".
3. امنح الأطفال الأكبر مزيداً من المعلومات، لكن بحدود
كلما كبر الطفل الذي تتعامل معه، زادت الأسئلة التي قد تكون لديه، حيث إنه يطور قدرته على التعامل مع المشاعر وإدراك العالم من حوله. استمر في أن تكون واضحاً مع المعلومات الملموسة والمناسبة للعمر.
يمكن أن تسأل عما إذا كان لديهم أي أصدقاء مع والدين مطلقين وماذا يشبه ذلك. ثم اشرح كيف أن وضعك مشابه أو مختلف عن وضع الصديق.
لا يزال يتعين عليك التأكيد على أن الأطفال ليسوا مسؤولين وأنك ستحبهم دائماً. اشرح أن الشخصين الجيدين ليس بالضرورة دائماً أن يكونا زوجين جيدين، وأنكما ستشعران بسعادة أكبر عند العيش منفصلين. ناقش ما سيتغير وما سيبقى على حاله.
لا داعي لشرح السبب في مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، خاصة إذا كانت هناك خيانة. من الأفضل القول: "لقد حاولنا ولكننا لسنا سعداء بالعيش معاً". لا لوم على أحد الوالدين حتى لو كان أحد الوالدين لا يريد الطلاق. الأطفال لا يفهمون علاقات الكبار وبالتأكيد لا يفهمون الزواج، لذا احرص على عدم مشاركة معلومات البالغين (مثل تعدد العلاقات أو القضايا الجنسية).
4. تجنب أسلوب اللوم ولا تدخل طفلك في مشاكلك
تجنب إغراء إلقاء اللوم أو قول "خطأ" من هذا. قد تشعر أنك تريد أن يعرف أطفالك "الحقيقة"، لكن ذلك قد يجرح طفلك ويشعره بالعجز أو كرهه لأحد الوالدين؛ وهذا أمر غير صحي بالنسبة لهم. "الحقيقة" أقل أهمية من توفير الدعم والطمأنينة التي يحتاجها أطفالك. قدر الإمكان، استخدم كلمة "نحن" عندما تشرح القرارات التي تم اتخاذها. "لسنا سعداء معاً" أو "كلانا يريد أن يتوقف جدالنا" أو "لقد حاولنا تسوية خلافاتنا، لكننا لم نتمكن من ذلك".
وفقاً لموقع Mayo Clinic، تعتمد طريقة تأقلم طفلك بعد الطلاق على كيفية تواصلك أنت وشريكك السابق وتعاونكما كآباء. لإظهار الاحترام لعلاقة طفلك بشريكك السابق:
- لا تتحدث بشكل سيئ عن شريكك السابق أمام طفلك.
- لا تجبر طفلك على الاختيار بين الجانبين.
- لا تجادل أو تناقش قضايا دعم الطفل مادياً أمام طفلك.
- لا تضغط على طفلك للحصول على معلومات حول الطرف الآخر.
- لا تستخدم طفلك كبيدق لإيذاء شريكك.
5. اشرح الأسباب بطريقة مناسبة
ليس من المهم، أو حتى من المناسب، أن تقدم تفاصيل محددة حول سبب التخطيط للطلاق. ومع ذلك، سيرغب أطفالك في معرفة سبب حدوث ذلك. سيضغط الأطفال الأكبر سناً للحصول على المعلومات حتى يتمكنوا من فهم سبب تغيير حياتهم. لذا، بينما لا ترغب في مشاركة تفاصيل ذات طابع شخصي، كن مستعداً لتقديم نوع من التفسير العام دون لوم. "كنا نأمل أن هذا لن يحدث أبداً ولكن لا يبدو أنه يمكننا إصلاح علاقتنا". "كلانا يريد أشياء مختلفة في حياتنا." "نحن نحب بعضنا البعض ونريد أن نكون أصدقاء، لكننا لا نستطيع العيش معا بعد الآن". تذكر أن هذه مشكلات خاصة بالبالغين لا يستطيع أطفالك، حتى الأطفال الأذكياء والناضجون، فهمها بعد.
6. أخبر أطفالك بالمتغيرات والثوابت
أهم شيء يريد الأطفال معرفته هو كيف سيؤثر طلاقك على حياتهم. سيرغب أطفالك في معرفة المكان الذي سيعيشون فيه ومع من وكيف ستتغير حياتهم. يمكنك مساعدة أطفالك على الاستعداد لهذه التغييرات من خلال الصدق بشأن ما تعرفه وما لا تعرفه. إذا اتفقت أنت وشريكك على كيفية مشاركة الوقت مع الأطفال، فأخبرهم بتفاصيل اتفاقكم وجدوله الزمني. طمأنهم بشأن الأشياء التي ستبقى كما هي: مدرستهم ، أو أصدقائهم، أو الرياضة، أو الأنشطة الأخرى. تأكد من إخبارهم أن حبك لهم لن يتغير أبداً. "يمكن للوالدين أن يطلقوا بعضهم البعض لكنهم لا يطلقون أطفالهم".
7. أخبر أطفالك من الذي سيغادر المنزل
من المهم إخبار أطفالك عن المكان الذي سيعيش فيه الوالد المغادر ومتى سيرونه. سيحتاجون إلى معرفة أنهم سيكونون قادرين على الحفاظ على علاقة جيدة مع كلا الوالدين، على الرغم من أنهم لن يعيشوا تحت سقف واحد. "ما زلنا عائلة، تحت سقفين".
8. الطمأنينة هي المفتاح
وفقاً لموقع Healthy Children، سيحتاج أطفالك إلى الكثير من الطمأنينة بأن الطلاق ليس خطأهم. شدد على أن لا شيء مرتبطاً بهم تسبب في حدوثه أو من الممكن أن يمنعه. نظراً لوجود الكثير من الأشياء المجهولة في بداية الانفصال، لا تقدم وعوداً قد لا تتمكن من الوفاء بها. لا تعد أنك لن تضطر أبداً إلى الانتقال لمدينة أخرى على سبيل المثال ما لم تكن متأكداً.
بدلاً من ذلك، التزم بالتأكيدات التي يمكنك تقديمها في الوقت الحالي: "ستظل تذهب إلى مدرستك" ، أو "سنحتفل بعيد ميلادك معاً". طمأنهم إلى أن الأمر قد يكون صعباً لبعض الوقت ولكن "سنكون جميعاً على ما يرام بعد أن نتعود على الترتيبات الجديدة".
9. تقبل ردود أفعال أطفالك مهما كانت
قد يكون خبر الطلاق غير متوقع تماماً بالنسبة لأطفالك وكذلك التغيرات التي ستطرأ على حياتهم بالتأكيد. حاول أن تفهم عدم وجود رد فعل- والذي هو في الواقع رد فعل- وتوقع أيضاً ردود فعل مثل الدخول في حالة من البكاء أو الغضب الشديد.
قد لا يعرف أطفالك كيفية التعبير عن مشاعرهم الشديدة. وقد يمر بعض الوقت قبل أن يتمكنوا من التعبير عن مشاعرهم. لكن إذا كنت هادئاً عندما تخبر أطفالك عن الطلاق، فسيكون لديهم قلق أقل ومن المرجح أن يتوقعوا أنهم سيكونون على ما يرام. ومع ذلك، من الجيد أن يراك الأطفال مستاءً أو تبكي، لأنه يمنحهم "الإذن" بأن يكون لديهم مشاعر أيضاً. فقط تأكد من أنك قادر على التحكم في عواطفك بما يكفي بحيث لا يقلقون أو ينشغلون بك وينسون التعامل مع مشاعرهم.
10. أعطهم مساحة للأسئلة والتعبير
بعض الأطفال قد لا يرغبون بالتحدث على الفور معك عن الموضوع. وقد يكون لدى الآخرين العديد من الأسئلة. بقدر ما تستطيع، كن صريحاً وواضحاً في ردودك. إذا كنت لا تعرف إجابة أحد الأسئلة، فأخبرهم أنك ستخبرهم لاحقاً.
دعهم يعرفوا أنه يمكنهم دائماً طرح أي أسئلة لديهم. لكن تأكد من إبعادهم عن المشكلات القانونية والمالية المرتبطة بالطلاق.
11. امنحهم الوقت للتكيف مع الأخبار
سيستغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة لك ولأطفالك للتكيف مع هذا التغيير الهائل، وبينما قد تكون واثقاً من المستقبل الذي تتخيله لهم، سيستغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة لهم لرؤية هذا المستقبل. في غضون ذلك، كن حاضراً عاطفياً ومطمئناً. ستساعدهم رؤيتك وأنت تتعامل مع الموضوع بثقة وتفهم على التكيف والتعافي أيضاً.