يُعد اختيار من نتزوج واحداً من أهم القرارات التي يتوجب علينا اتخاذها في الحياة. إنه قرارٌ يؤثر على سعادتنا، ونُضجنا، ونجاحنا، أكثر مما يفعل أي قرارٍ آخر.
كلما يتقدم العمر بك أصبحت المظاهر أقل أهمية بالنسبة لك وسوف تقدر أكثر الجمال الداخلي وسمات شخصية شريكك أكثر من شكله.
يمر الكثير من الناس بذلك التحول في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من أعمارهم. حين يدركون أن عوامل الجذب الحقيقية في الإنسان تتعلق بشخصيته أكثر مما تتعلق بمظهره.
فما هي أهم الأشياء التي يتوجب عليك معرفتها قبل أن تتزوج؟
لا توجد إجابةٌ مُحددةٌ لهذا السؤال، لكن التأكد من بعض الأشياء قد يكون مفيداً. إليك 7 من أهم الأشياء التي عليك أن تضعها في حساباتك قبل أن تتزوج.
صداقتكما في غاية الأهمية
تُثير كلمة "الصداقة" في ذهنك أفكاراً عن الصدق والثقة والرفقة والاحترام المتبادل. كما أنها تنطوي على استثمار للوقت والطاقة.
حين تكون وشريكك صديقين فإن لديكما احتراماً مُشتركاً لبعضكما، واستطلافاً لصُحبة بعضكما البعض. وتلك أشياء في غاية الأهمية لتحقيق زواجٍ سعيدٍ.
عندما يقدر الشريكان معاً صداقتهما فإنهما حين يختلفان سيكونان مشغولَين بالوصول إلى حلٍّ سلميٍّ أكثر من شغلهما بمن سيكسب الجدال.
إن ما يُنغص الزواج السعيد عادةً هو غياب الصداقة لا غياب الحب.
لذلك فإنكما لو كنتما صديقين بالمعنى الحقيقي للكلمة فقد تكون تلك صفة جيدة للنجاة بقاربكما من أية عواصف بعد الزواج.
التسامح مهمٌّ في العلاقات
لزواجٍ ناجحٍ يجب أن تكون قادراً على مسامحةً شريكك أحياناً.
تُساعدك القدرة على تجاوز جروح الماضي، وخذلانه، وخلافاته التافهة على الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية. حين يتسامح الزوجان وهما واعيان تماماً إلى أن كليهما قادرٌ على الإيذاء وارتكاب الأخطاء، فإن روابط زواجهما تزداد قوةً.
إن الاستمرار في عد أخطاء الماضي يُثقل كاهل الزوجين ويُفسح الطريق لدخول الكراهية والمرارة في العلاقة. بوجود الكرم الكافي الذي يضمن المسامحة المتبادلة تتأتى الفرص للبدايات الجديدة.
إذا كنت وشريكك قادرين على مسامحة بعضكما مسامحةً من القلب فإن تلك علامةٌ على أنكما قد تحظيان بزواجٍ ناجح.
طريقة تعاملكما مع المشكلات
يسهُل أن تقع الخلافات، خصوصاً إن كنتما تقضيان الكثير من الوقت معاً. لذلك من المهم أن تتصرفا بحكمةٍ لحل الخلافات.
في بعض الأحيان لا يستحق الأمر أن تخوضا جدالاً متعلقاً بأمورٍ تافهةٍ. أن تتجاوز عما يُزعجبك وتُغير الموضوع هو أحكم تصرفٍ يُمكنك فعله في مثل تلك المواقف.
كن انتقائياً فيما يتعلق باختيارك لمعاركك وشجاراتك. أحياناً يكون السلام أولى من أن تكون مُحقاً.
ستمر عليك الكثير من المواقف التافهة التي يجدر بك ألا تُهدر طاقتك فيها. إذا تعلمت أن تنتقي معاركك مع شريكك فستكون على الطريق الصحيح للوصول إلى زواجٍ ناجحٍ وسعيد.
حين تتعلمان كيف تنتقيان معارككما معاً ومع العالم فتلك إشارةٌ على أن زواجكما سينجو على الأرجح.
كوّن فكرةً إيجابيةً عن الزواج
تمنحك إيجابيتك يداً عُليا على ظروفك بدلاً من أن تكون خاضعاً لها.
وينص قانون الجذب على أن الأفكار، إيجابيةً كانت أم سلبيةً، تجلب أفكاراً مشابهةً لها لحياة معتنقها.
ومنشأ الاعتقاد نابعٌ من فكرة أن الإنسان وأفكاره ما هو إلا "طاقةٌ خالصةٌ"، وأن عمليةً فحواها أن الطاقة التي تجذبها توجد في حياتك أشياء مشابهة لها، تُمكن الشخص من أن يُحسن من صحته وظروفه المعيشية، وعلاقاته الشخصية.
ينطبق ذلك على العلاقات لأن ما يتجلى لك في أي موقفٍ في الزواج يكون ناتجاً عن فهمك له.
جوهر الزواج هو احترام الطرف الآخر، والاحترام عمليةٌ تبادلية.
لذا، فإن أفكارك وفهمك وموقفك تجاه الزواج في غاية الأهمية.
إن كان موقفك من الزواج إيجابياً فإنك ستفتح لنفسك إمكانيات أن تحظى بزيجةٍ ناجحةٍ.
حبكما يُبقي العلاقة حيةً
الحب يكمن في التفاصيل. الوقوع في الحب ليس كافياً، وإنما إنماء الحب هو الضروري. بالنظر للماضي فإننا جميعاً نملك حباً في قلوبنا ينتظر الفرصة المناسبة ليزدهر. وكل العلاقات العظيمة مبنيةٌ على الحب والصدق والثقة المشتركة.
بالنسبة لشريكك فإن الحب شيءٌ تُنميه وتُقويه بالتركيز والإصرار. تذكر دائماً أن ما تستثمر حبك فيه هو اختيارك.
يرى العديد من العلماء، مثل هازان وشيفر، أن الحب هو ارتباط عاطفي (1987)، وعليه، فإنهم يهتمون بجودة العلاقة بدلاً من النظر إلى الحب على أنه سؤالٌ بنعم أم بلا.
حين تُحب أحداً بصدقٍ فإن كل يومٍ تقضيه معه يجعلك تحبه أكثر. كل يومٍ تقضيه معه يكون بمثابة رحلةٍ في روحه.
وتكتشف أن الحب في القلب؛ لأنك تحبه حتى وإن لم تكن تراه.
يجب أن تُبنى علاقتكما على الثقة
الحب دون ثقةٍ كالسيارة دون وقود. يُمكنك أن تظل فيها قدرما تشاء، لكنها لن تذهب بك إلى أي مكانٍ.
أحد أهم أوجه العلاقة القوية والسعيدة والناجحة هو الثقة.
من المهم أن تثق وشريكك في بعضكما البعض، وأن تدعما بعضكما البعض. من المهم أن تلتزما باتخاذ القرارات معاً، وأن تُخططا لحياتكما معاً، وأن تضعا الاستراتيجيات معاً، وأن تتواصلا معاً بشكلٍ جيدٍ.
والحقيقة أن الثقة تُبنى ببطءٍ مع الوقت، وأنها تعتمد على التناغم.
تُبنى الثقة شيئاً فشيئاً فيما تسيران معاً في الحياة.
إذا كنت تثق في شريكك وتعرف أن بإمكانك الاعتماد عليها في السراء والضراء، فلعل الوقت قد حان لتنتقلا إلى الخطوة التالية، الزواج.
اخلقا علاقتكما الخاصة
وكما يقول د.بارتون غولدسميث في مقالته المنشورة في مجلة Psychology Today، فإن وضع أهدافٍ مشتركةٍ لكما معاً هو أحد أقوى طرق التواصل التي يُمكنكما انتهاجها.
من المهم أن تخلق علاقتك الخاصة مع شريكك. علاقة تفهمان فيها بعضكما البعض، وتُشبعان احتياجات بعضكما البعض. كلاكما يعرف أن ما يُنجح علاقاتٍ أخرى قد لا ينطبق عليكما، وأنه لا بأس في ذلك.
يجب أن تخلقا كذلك عاداتكما الخاصة، تلك اللحظات الخاصة التي تخلقانها ستُفيد علاقتكما.
اخلقا لحظاتٍ خاصةً تتذكرانها، واصنعا تقاليدكما الخاصة. ستساعدكم تلك الأشياء على خلق ذكرياتٍ جميلة تحتفظان بها طوال حياتكما.
الزواج الناجح لا يحدث بسبب الحب الذي تُكنانه لبعضكما البعض في البداية، وإنما بسبب إتقانكما المستمر لبناء الحب حتى النهاية.
ومثلما تقول الكاتبة وعالمة النفس، باربرا دي أنغيليس: "الزواج ليس اسماً، إنما هو فعل. ليس شيئاً تحصل عليه، بل هو شيءٌ تبنيه. إنه الطريقة التي تُحب بها شريكتك في كل يوم".