كيف تسخر التواصل غير المباشر: اللغة غير المنطوقة للزواج

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/12 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/12 الساعة 15:49 بتوقيت غرينتش
الاتصال غير المباشر غير مفيد بالتأكيد وقد يبدو بسهولة كأنه عدوان سلبي، لكن هناك طرقاً لاستخدامه بشكل صحيح/ istock

من دون قصد أو بقصد، يترسخ نمط وروتين معين في كل منزل؛ فيوم الأحد يكون العشاء من المطعم القريب، وقد تشاهد مباريات رياضية، وقد تمارس الرياضة صباحاً أو ترتدي سماعات الأذن لتستمع إلى الموسيقى، معلناً لبقية أفراد العائلة: "أنا بحاجة إلى هذا الوقت. لا تزعجوني".

يعد التواصل غير المباشر جزءاً كبيراً من العلاقات، وسنكون جميعاً أفضل حالاً إذا تعلمنا قراءة الإشارات

فمع أن الاتصال غير المباشر غير مفيد بالتأكيد في عدد من السيناريوهات وقد يبدو بسهولة كأنه عدوان سلبي، فهناك طرقاً لاستخدامه بشكل صحيح. 

تقول خبيرة العلاقات وأخصائية الاتصالات ومؤلفة كتاب The Relationship Protocol، ديبرا روبرتس، لموقع Fatherly الأمريكي: "عندما يعرف بعضنا بعضاً، من الطبيعي أن نملك اختصارات".

وتعد هذه الاختصارات حاسمة. فعندما نقضي وقتاً إضافياً في المنزل، كما يحدث حين نُرزق بطفل جديد أو في حالة وجود جائحة، نحتاج جميعاً إيجاد لحظات لأنفسنا، ومن ثم تزداد الحاجة إلى التواصل غير المباشر

ولن يجادل ضد هذا الاقتراح إلا قلة، ويطلب كثيرون بالفعل فسحة من الوقت لأنفسهم، ولكن في بعض الأحيان، يكون من المريح ألا تُضطر إلى قول أي كلمة للحصول عليها. 

وعند وجود التواصل غير المباشر، لا تحتاج الضغط أو الحصول على نظرة "حقاً؟ الآن؟". تقول ستايسي ل. يونغ، أستاذة دراسات الاتصالات في جامعة كاليفورنيا لونج بيتش: "لا يعد ذلك قدحاً في أخلاق الإنسان".

ولكن لجعل الحوار صامتاً، يجب أولاً العمل على وضع القواعد والتوقعات الأساسية. افعل ذلك بشكل صحيح وستخبُر واحدة من السمات البارزة للعلاقة الملتزمة: الفهم الصامت. ولكن عندما تتخلى عن التخطيط وتفرط في الاعتماد على الإشارات غير اللفظية، يمكن أن تنزلق إلى الإمساك عن الكلام والافتراضات والاستياء، وهو ما قد يدمر العلاقة.

التواصل غير المباشر
قد تبدو الإشارات غير المعلنة لشريكك واضحة، وربما كانت فعالة في الماضي. لكنها غالباً تحتاج مراجعة؛ لأن كل شيء في العالم قد تغير/ istock

التحاور دون كلمات

قد تبدو الإشارات غير المعلنة لشريكك واضحة، وربما كانت فعالة في الماضي. لكنها غالباً تحتاج مراجعة؛ لأن كل شيء في العالم قد تغير.

ويبدأ هذا بالحوار الموضِّح للنوايا. وإذا لم تقم بذلك، فسيعمل الشركاء مع أنفسهم على فهم ما يحدث؛ لأن "البشر كائنات تصيغ التفسيرات بطبيعتها"، بحسب د. يونغ. ولكن مع توافر قليل من المعلومات، ستبدأ لعبة تخمين سبب ومدة وجود الشريك في الغرفة الأخرى التي تتضمن عادةً افتراض أسوأ السيناريوهات.

ولكن عندما نتحدث، نزيل الغموض ونحصل على المكوِّن الضروري: المشاركة. 

تقول أخصائية الزواج والأسرة المرخَّصة بالقرب من مدينة رالي بولاية نورث كارولينا ومؤلفة مشروع Hero Husband، ليزلي دواريس: "كل شيء يكون على ما يرام مادام بإمكان الطرفين المشاركة".

يقول أحد الشركاء ما يحتاجه، وكيف يمكن أن تبدو التفاصيل، بل يسأل في النهاية: "هل من الطبيعي أن أفعل ذلك؟". إنه بذلك لا يطلب إذناً ولكنه يقر بأنها معاملة مشتركة. والشريك الآخر يستمع دون أن يطلب أي مبرر أو تفسير. 

تقول دواريس إن هؤلاء يجعلون الشخص يدافع فقط، وهو ما يعني أن "هناك خطباً ما في ذلك".

ولا يوجد أي خطب؛ لأن المعطى الأساسي هو أن وقت الانفراد بالذات مهم. لكنه أيضاً ليس تفويضاً مطلقاً. تقول دواريس: "هناك عالم مثالي وهناك الواقع. وكلما زادت المسافة بين هذين، كان الأمر أصعب". 

كيف نتأكد من أن التواصل غير المباشر يعمل

حتى مع التناقش، قد تصبح الاختصارات مشكلة، لأنها تتوقف عن إيصال رسالتها، أو لأنها لا تعمل بالشكل المتخيَّل. 

يمكن أن يؤدي هذا إلى غضب طرف من الأطراف وأن يقول: "ألا يرى شريكي أن هذا هو أسوأ وقت لأخذ قسط من الراحة؟" لا، ليس الأمر بهذا الوضوح. 

ويجب أن تكون الرغبة في إعادة التفكير في أيٍّ من الترتيبات جزءاً من الاتفاق الأصلي، لكن وفقاً لدواريس، يترك أمر إثارة المخاوف للمتضررين. وما زالت قراءة الأفكار طريقة غير فعَّالة في التواصل.

إذا كان اليوم مزدحماً، فصرِّح بسرعة: "أريد أن أتحدث لاحقاً عن الاختصارات"، لكن اقترِح وقتاً محدداً، لأن "لاحقاً لا يأتي أبداً"، كما تقول دواريس. 

وعندما يحل ذلك الوقت، أكد أن فترات الراحة الشخصية تظل أولوية، ولكن اشرح سبب عدم نجاحها في شكلها الحالي. وتنصح روبرتس بأن تُبقي الأمر حول ما تشعر به وليس ما يفعله شريكك، ثم استخدِم "دعنا نفعل.." و"نحن"، و"كلمات أكثر إيجابية وتشجيعاً"، وحل المشكلة بالطريقة التي تناسبكما أنتما الاثنين.

كان شعار 2020 هو "تغير العالم بسرعة تفوق التوقعات"، فالجائحة في ديسمبر/كانون الأول ليست كما كانت في يوليو/تموز أو مارس/آذار. والأطفال يجعلون كل شيءٍ أكبر. 

لذا من أجل الحصول على اختصارات غير منطوقة والتواصل غير المباشر، "عليك تقبُّل أن الأشياء لا تنجح دائماً، وأن الأطفال يبتكرون دائماً تحديات جديدة".

تحميل المزيد