أبرز عمليات أسر جنود قوات الاحتلال من قبل المقاومة الفلسطينية.. كيف حدثت وماذا كانت مصائرهم؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/09 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/09 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
عناصر من المقاومة الفلسطينية / رويترز

منذ بدء عملية طوفان الأقصى يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الثاني واقتحام المقاتلين الفلسطينيين للمستوطنات الإسرائيلية، وعدد من مواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1000 وعدد الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية إلى أكثر من 150.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، السبت، أسر عدد من الجنود الإسرائيليين خلال العملية العسكرية التي انطلقت من غزة ضد إسرائيل.

وتعتبر هذه أكبر وأبرز عمليات الأسر التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، فقد سبقت هذه العملية، عدداً من العمليات نجحت فيها المقاومة في أسر جنود من قوات الاحتلال الإسرائيلي والتفاوض حول عمليات تبادل وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية، وهذه أبرزها:

1- الرقيب آفي سابورتس عام 1988

قام أعضاء المجموعة (101) والتي شكَّلت نواة الجناح العسكري الأول لحركة حماس بتاريخ 17-2-1988م ، بعملية أسر الرقيب في قوات الاحتلال الإسرائيلي "آفي سابورتس" أثناء وقوفه في منطقة "جولس" قرب مفترق طرق "هداي" داخل الأراضي المحتلة عام 48، وبعد قتله تمَّ تجريده من سلاحه وأوراقه الرسمية، ودفن جثته.

وبعد عمليات التفتيش والبحث عُثر على جثة الرقيب "سابورتس" بعد مضي ثلاثة أشهر على أسره.

2-  الجندي إيلان سعدون عام 1989

قامت المجموعة "101" والتي تحولت لاحقاً إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعملية أسر الجندي في قوات الاحتلال الإسرائيلي "إيلان سعدون" عام 1989، من داخل الأراضي المحتلة عام 48، ثم قامت بقتله، ولم يتم العثور على جثته إلا بعد مرور نحو سبعة أعوام على العملية.

3- الرقيب نسيم طوليدانو عام 1992

كان الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس معتقلاً لدى الاحتلال الإسرائيلي بتهمة التحريض على خطف وقتل الجنديين " آفي سابورتس" و"إيلان سعدون" وتأسيس حركة حماس والتخطيط لـ"تدمير دولة إسرائيل"، حُكِم على الشيخ أحمد ياسين بالسجن مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاماً أخرى، وكان إخراجه من السجن أمراً ملحاً لدى حركة حماس وجناحها العسكري.

وفي عام 1992 أسَرَت كتائب القسام الرقيب أول في قوات الاحتلال الإسرائيلي "نسيم طوليدانو" في مدينة اللد المحتلة، وأعلنت حركة حماس حينها أنها تحتفظ بطوليدانو، وهي مستعدة لإطلاق سراحه مقابل الإفراج الفوري عن الشيخ أحمد ياسين.

رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها "إسحاق رابين" عملية المبادلة وردَّ بشنِّ حملة اعتقالات واسعة طالت نحو ألفي فلسطيني يشتبه بتعاطفهم مع حركة "حماس". وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة للتفتيش عن الجندي الأسير.

عند انتهاء المهلة المحددة نفَّذت كتائب القسام تهديدها فقتلته وتمَّ العثور على جثة "طوليدانو" بعد يومين على طريق القدس-أريحا. على إثر هذه العملية ردت الحكومة الأسرائيلية بقرار إبعاد حوالي (415) عضواً وكادراً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى "مرج الزهور" في جنوب لبنان.

4 – الجندي نحشون مردخاي فاكسمان عام 1994

تمكن مقاتلو حماس من أسر الجندي "نحشون مردخاي فاكسمان" عند موقف لجنود قوات الاحتلال الإسرائيلي، داخل الأراضي المحتلة عام 48، ثمّ اصطحبوه إلى منزل أُعِدّ سلفاً في الضفة الغربية.

وكان الهدف حينها الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين.

المجموعة المنفذة لعملية الأسر

لكن بعد 4 أيام فقط اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الموجود فيه الجندي في محاولة لتحريره، لكن المحاولة فشلت وأدّت إلى قتل فاكسمان بالإضافة إلى قائد الوحدة المقتحمة (نير بوراز) وجندي إسرائيلي ثالث، واستشهاد 3 من مقاتلي حماس الذين كانوا يحتجزون فاكسمان واعتقال 2 آخرين حُكم عليهما بالسجن المؤبد.

5-  الجندي شارون أدري عام 1996

في عام 1996، اختطفت حركة حماس الجندي شارون أدري من القدس، وقتلته، وأخفت جثته 7 أشهر.

6- العريف جلعاد شاليط عام 2006

كانت هذه العملية مشتركة بين مقاتلين من كتائب عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام وأطلقوا عليها اسم عملية "الوهم المتبدد" في عام 2006. استهدفت العملية مواقع الإسناد والحماية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمدينة رفح.

تسللت المجموعة للموقع عبر نفق أرضي وهاجمت دبابة إسرائيلية وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع العريف جلعاد شاليط  في الأسر. ونتج عن هذه العلمية إطلاق سراح العديد من المعتقلين في سجون الاحتلال وعلى عدة مراحل مقابل إطلاق سراح شاليط:

1- قيام الاحتلال بالإفراج عن (20) أسيرة فلسطينية، وثلاثة أسرى من الجولان السوري، مقابل شريط فيديو لمدة دقيقة للجندي الأسير.

2- الإفراج عن (1027) أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح شاليط وتمت هذه الصفقة بوساطة من المخابرات المصرية، وتمت على مرحلتين:

  •  المرحلة الأولى: تشمل (477) أسيراً منهم (315) محكومين بالسجن المؤبد والباقي من المحكوميات العالية، إضافة إلى (27) أسيرة منهم خمسة محكوم عليهن بالسجن المؤبد.
  • المرحلة الثانية: (550) تم تنفيذها بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وفق معايير أهمها أن لا يكون الأسرى المفرج عنهم معتقلين على خلفية جنائية.

7- الجندي شاؤول أرون عام 2014

في عام 2014، نفذ مقاتلو كتائب القسام عملية محكمة ضد الجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد استدراج كتائب القسام لقوة إسرائيلية حاولت التقدم شرق غزة، فوقعت القوة الإسرائيلية في حقل ألغام كان أعده مقاتلو القسام، وبعد تفجير آليات قوات الاحتلال، تقدم مقاتلو القسام وأجهزوا على جميع من فيهما من المسافة صفر.

وأعلن أبو عبيدة -الناطق باسم كتائب القسام- مباشرة بعد العملية، في شريط مصور، خبر أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، وقال إن هذا الجندي أسير لدى كتائب القسام في هذه العملية، فـ"إذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى، فعليها أن تُجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن".

8- الضابط هدار جولدن 2014

بعد توغل مجموعة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، عام 2014 شرق رفح، تصدى لها مجموعة من مقاتلي القسام، التي تواجدت في نفس المكان. وتمكنوا من قتل عدد من الجنود الإسرائيليين وأسر الضابط هدار جولدن.

وبعد سنوات عرضت كتائب القسام صورة لأربعة جنودٍ إسرائيليين أسرى لديها، كان من بينهم الضابط هدار جولدن، وقال الناطق العسكري باسمها: "لن يتم الحصول على أيّة معلومات عن مصير الجنود، إلّا عبر دفع استحقاقاتٍ وأثمانٍ واضحة، قبل المفاوضات، وبعدها".

تحميل المزيد