اعتمد العديد من الناس عبر التاريخ على التنجيم، اعتقاداً منهم أنه يساعدهم في التخطيط لحياتهم، إذ كان البعض يعتمد على النجوم لتحديد أفضل الأوقات للقيام ببعض الأشياء التي يعتبرها مهمة في حياته، هذا الأمر لم تستخدمه الشعوب فقط، بل اعتمد عليه العديد من زعماء دول في مختلف الحقبات الزمنية.
فمن بينهم من اعتمد على التنجيم من أجل معرفة بعض الإرشادات الكبيرة، مثل الحروب أو الإبادة الجماعية، وقد يظن البعض منا أنَّ التنجيم ليس مهماً. لكن بالنسبة لبعض قادة العالم، يمكن أن يكون لهذا التنجيم بالغ الأثر في صنع قرارهم. وسعي أصحاب السلطة للحصول على الإرشاد من النجوم ليس أمراً نادراً، ومن القادة العالميين الذين اعتمدوا على التنجيم:
مساعدو أدولف هتلر والاعتماد على التنجيم
لم يكن أدولف هتلر من المهتمين بالتنجيم، لكن هناك بعض المساعدين له اعتمدوا عليها في العديد من الأمور المصيرية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ اعتمدوا على قراءة النجوم من بين مساعديه نجد كل من جوزيف غوبلز وهاينريش هيملر ونائب الفوهرر رودلف هيس، وكلهم كانوا معروفين باستخدام التنجيم لاتخاذ قرارات سياسية. فعيَّن غوبلز، وزير الدعاية، فريقاً من المُنجِّمين لنشر رسالة الرايخ الثالث خلال الحرب.
كان هذا النهج فعالاً في ألمانيا، حيث كان الكثيرون مؤمنين بالتنجيم. مع ذلك، حظر النظام النازي على المواطنين تفسير التنجيم أو وضع تنبؤات تنجيمية، وذلك من أجل إبقاء سيطرته على الرواية المُوجَّهة لهم. وكان قادة الحزب فقط هم مَن يمكن أن يفعلوا ذلك، ثُمَّ ينشرونها في محاولة لتعزيز مجهودهم الحربي.
الملك حمورابي والتنجيم ما قبل 5 آلاف سنة
اشتُهر الملك حمورابي بأطروحته القانونية القاسية الموسعة المعروفة باسم "قوانين حمورابي" أو "شريعة حمورابي". وقد طُبِّقَت في أرجاء بابل تقريباً بين عامي 1792 إلى 1750 قبل الميلاد. وأسس البابليون أيضاً خلال عهده معتقداتهم الدينية بشأن النجوم.
وكانت الكواكب نفسها تُعتَبَر آلهة ترسل رسائل مباشرةً إلى الملك. لذا، كان اصطفاف الكواكب والنجوم في المجرة ذا أهمية قصوى لأولئك الساعين وراء الحصول على إشارات من الكون.
ووفقاً للأسطورة البابلية، تلقّى الملك حمورابي قوانينه مباشرة من إله الشمس "شمش"، وهو إله العدل. وفي حين أنَّه ليس واضحاً كيف كان شعور الملك حمورابي نفسه تجاه التنجيم في حياته الشخصية، يعتقد المؤرخون أنَّه من المحتمل للغاية أن تكون العقوبات القاسية التي وردت في شريعة حمورابي متأثرةً بحركات الكواكب.
لهذا يعتقد أن علم التنجيم قد يكون نشأ في حضارة بابل قبل قرابة 5 آلاف سنة، خاصة في عهد الملك حمورابي أي قبل وقت طويل من ظهور الإسكندر الأكبر.
رونالد ونانسي ريغان
كان الرئيس رونالد ريغان والسيدة الأولى نانسي ريغان مهتمَّين خلال فترة حكمهما في البيت الأبيض بالتنجيم. وفي حين قال رونالد ريغان إنَّ التنجيم لم يؤثر على قرارات سياساته، فإنَّه بالفعل استشار المُنجِّم الشهير كارول رايتر حين كان حاكماً لولاية كاليفورنيا.
إلى جانب ذلك، كان يشتهر بأنَّه يخطط الأحداث وفقاً للتكوينات الكوكبية. لذا، كان من الطبيعي للغاية أن تتابع وسائل الإعلام هذا الموضوع مع وصول الزوجين إلى البيت الأبيض وبدء اتخاذ القرارات التي تؤثر على البلد برمته. وكانت نانسي ريغان أكثر انفتاحاً بشأن استخدامها للتنجيم طوال حياتها بصفتها شخصية عامة.
ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى
عُرفت ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى باعتمادها على التنجيم، إذ كانت تعتمد على المنجم جون دي في كل قراراتها، وكانت أشهر الفترات خلال فترة كانت معرضة فيها للإعدام من قبل أختها "ماري الأولى"، وحين طالع جون دي برج إليزابيث، تنبأ بأنَّ ماري في الحقيقة ستموت فجأة. وادَّعى أنَّ إليزابيث سترتقي العرش وتحكم بدلاً منها. وكان ذلك بالضبط ما حدث، ولم تنسَ إليزابيث قراءة الطالع.
كانت دقة التنجيم التي قالها دي كفيلة بتمكينه من منصب المستشار الرئيسي للملكة إليزابيث لبقية العهد، فخلال هذه الحقبة في نهاية القرن السادس عشر، كان التنجيم شائع الاستخدام باعتباره أداةً في السياسة والطب. وكان معروفاً آنذاك باسم علم الطب التنجيمي.
حظي المنجم بالشهرة والتقدير نظراً لقدرته على توقع الأمور بشكل دقيق زيادة على إلمامه بالعلوم؛ إذ ساهم في تطوير أول تلسكوب جاليليو كل هذا عزز مكانته ومنصبه عند الملكة.
زعماء مصر القديمة والتنجيم في عهد كليوباترا
على مر السنين لا تزال الملكة كليوباترا تعرف باستخدامها للتنجيم، فحسب موقع "Listverse " الأمريكي كانت كليوباترا تعيش في عصر بطليموس. وكان بطليموس عالم رياضيات وفلك قدَّم إسهامات كبيرة لفهم التكوينات الكوكبية.
كان التأثير الثقافي لبطليموس في ذلك العصر كبيراً. لذا، من الطبيعي أن ندرك كيف أثَّر ذلك على كليوباترا في منصب الحاكمة. وبعدما ارتقت لتولّي حكم مصر، طلبت كليوباترا رسم لوحة جدارية للأبراج الفلكية على سقف معبد دندرة.
بطبيعة الحال، من الصعب أن نعرف تفاصيل محادثات كليوباترا مع المُنجِّمين بعد مرور أكثر من ألفيّ عام. مع ذلك، من الواضح أنَّها كانت مهتمة جداً بالتنجيم؛ لأنَّه كان علماً مرموقاً في تلك الحقبة.
أعضاء في الحكومة الفرنسية "شارل ديغول"
كان الرئيس الفرنسي السابق، شارل ديغول، قد استعان بمُنجِّمين من أجل مساعدته في الستينيات. وبالتالي، كانت رؤية خليفته يطالع النجوم بعد بضعة عقود شيئاً طبيعي الحدوث في فرنسا آنذاك. مع ذلك، لم يفلت ذلك من التمحيص على مستوى العالم بعدما علم القادة الآخرون والرأي العام بشأن اعتماد ميتران على المُنجِّمين.
الإسكندر الأكبر وحب التنجيم
كان الاسكندر الأكبر ثاني شخص عبر التاريخ الذي سيعتمد على التنجيم بعد حمورابي في بلاد بابل القديمة، إلا أنه يعتبر أكثر استخداماً للتنجيم من سابقه.
لعلم التنجيم، كما نعرفه اليوم، جذوره في العالم الغربي بفضل هذا الحاكم القوي. فبعد غزو بابل عام 331 قبل الميلاد، جمع الإسكندر ممارسة التنجيم الشرقية مع قاعدة المعرفة في الرياضيات الإغريقية. هذا الزواج غير المحتمل أدَّى إلى تطور علم التنجيم كما نعرفه اليوم. كان البابليون قبل ذلك يستخدمون سماء الليل لإطلاق التنبؤات لإمبراطورهم وملكهم وليس للأفراد العاديين.
حين بدأ الإغريق يطلقون تنبؤاتهم الخاصة، تنبأوا بأنَّ الإسكندر سيسقط مريضاً ويموت في بابل. واتضح أنَّ هذا التنبؤ صحيحاً. وأدَّت دقته إلى اتجاه للبحث عن المُنجِّمين لاكتشاف ما سيحدث.