في بداية القرن العشرين وبعد عقود من ترحيلهم قسراً من مناطقهم، استطاعت "قبيلة أوساج" من الهنود الحمر (السكان الأصليين في أمريكا)، تحقيق ثروة كبيرة بعد اكتشاف النفط في الأرض التي اشتروها من الحكومة الأمريكية.
وكان من المفترض أن يكون ذلك خبراً جيداً لأفراد القبيلة البالغ عددهم 2229، ولكن بدلاً من ذلك خلال الفترة من 1920 إلى 1930، تم استهداف "قبيلة أوساج" من أجل أموالهم. وتعاون المسؤولون المحليون الفاسدون مع المجرمين والمحتالين لسرقة ملايين الدولارات.
والأسوأ من ذلك، قتل العشرات من "قبيلة أوساج"، وتم التستر على جرائم القتل التي ارتكبوها حتى يتمكن البيض من وراثة الثروة النفطية في تلك الأرض.
بعد تهجيرهم من أرضهم كيف حققت "قبيلة أوساج" الثروة
في عام 1871، أجبرت الحكومة الأمريكية جميع أفراد قبيلة أوساج على مغادرة أراضيهم وموطنهم الأصلي، والانتقال إلى ولاية "أوكلاهوما"، وكانت هذه المرة الثالثة في غضون 46 عاماً التي يتم ترحيلهم بها.
كانت عمليات الترحيل السابقة سيئة، بسبب الظروف الصعبة والسفر لمسافات طويلة على الأقدام أو على ظهور الخيل، واضطرار أفراد القبيلة البدء من جديد في موطنهم الجديد في كل مرة.
لكن الترحيل الذي حدث عام 1871 كان الأسوأ من حيث الخسائر في الأرواح، ودمر تقريباً شعب قبيلة أوساج، تشير شواهد القبور القديمة إلى أن أكبر حصيلة كانت بين النساء والأطفال الرضع.
اعتمدت معيشة قبيلة أوساج على الصيد سابقاً، وكانو جمعوا مبالغ جيدة من بيع الفراء لكن بعد استقرارهم في الأرض الجديدة وعلى عكس معظم قبائل السكان الأصلين الأخرى، اشترت قبيلة أوساج أرضهم الجديدة.
فكان لديهم نشاط زراعي كبير ونظام تجاري واسع النطاق، وبعد أن أصبحت تربية الماشية مهمة اقتصادياً في ذلك الوقت.
حصلت قبيلة أوساج على الكثير من المال، من تأجير أراضيهم لمربي الماشية من أجل حقوق الرعي، فحققوا ثروة لا بأس بها واستطاعوا إدارة أعمالهم بشكل جيد وتقاسموا الأرباح بشكل عادل فيما بينهم، حتى تم اعتبار قبيلة أوساج "اغنى الناس في الولايات المتحدة".
وكانت قبيلة أوساج هي القبيلة الوحيدة، التي لم تكن مطالبة بالامتثال لقانون دوز لعام 1887 الذي قسم الأراضي في الولاية إلى "حصص"، تم بيع معظمها للمستوطنين البيض، لأن قبيلة أوساج كانوا يمتلكون الأرض، وكان لديهم المال والقدرة على التفاوض مع السلطات في الولاية.
والأهم من ذلك، احتفظت "قبيلة أوساج" بحقوق التعدين لجميع النفط والفحم والموارد الأخرى الموجودة تحت أراضيهم، والتي سيتم تقاسم الأرباح الناتجة عنها بشكل جماعي بين أفراد القبيلة، يُطلق على كل سهم اسم "حق رأس المال".
ولضمان عدم سيطرة البيض على أرضهم، وضع كبار القبيلة شرط أن "حق رأس المال" يمكن توريثه فقط وليس بيعه.
وبعد اكتشاف النفط في أرضهم، قامت القبيلة ببيع حقوق التنقيب عن النفط في المزاد العلني لمن يدفع أعلى سعر، ويدفع لهم نسبة مئوية من جميع عائدات النفط، وسرعان ما كانت القبيلة تكسب ما بين 10 و30 مليون دولار سنوياً، حتى كتبت الصحف وقتها، عن القبيلة، بأنهم أغنى مجموعة في الولايات المتحدة.
بمجرد انتشار تلك الأخبار حتى بدأ الطامعون يخططون لسلب ما يستطيعون من ثروات قبيلة أوساج ويتدفقون على مناطقهم للسكن قريباً منهم، بعد أن كانوا لا يريدون سكن "الهنود الحمر" قربهم.
جرائم القتل ومحاولة الاستيلاء على أموال قبيلة أوساج
قام التجار البيض بفرض سعر أعلى للمواد على أفراد قبيلة أوساج، حتى الأطباء والصيادلة جعلوا مرضاهم من قبيلة أوساج يشترون أدوية باهظة الثمن وبأسعار مضاعفة، مع أنها لم تكن ضرورية. سافر المحامون إلى أوكلاهوما بأعداد كبيرة، وفرضوا رسوماً باهظة "لمساعدة" قبيلة أوساج في تعاملاتهم التجارية.
ولأن "حق رأس المال" والأسهم في الثروة النفطية لا يمكن بيعها وتوريثها فقط، وجد البيض ثغرة لمحاولة الاستيلاء على تلك الأسهم، فلم يكن على المرء أن يكون من قبيلة أوساج ليرث "حق رأس المال"، بل يمكنه أن يرث إذا تزوج منهم وتوفيت زوجته.
شجع شخص يدعى "ويليام ك.هيل" ابن أخيه "إرنست بوركهارت" على الزواج من "مولي كايل"، التي كانت من قبيلة أوساج، عاشت مولي مع زوجها وأقامت معها والدتها "ليزي"، لتموت والدتها مسمومة بعد ذلك بفترة قصيرة.
ولاحقاً بدأ أفراد عائلة مولي وأقاربها من الدرجة الأولى يموتون في حوادث غامضة، بعضهم بالسم والبعض بالرصاص، وآخرون في انفجار منازلهم، وكانت أسهمهم تنتقل لمولي، التي كان زوجها يعطيها السم بشكل يومي ويسبب لها المرض دون أن تدري.
وبعد وفاتها تحولت الثروة لزوجها، الذي تقاسمها مع عمه الذي كان العقل المدبر والمخطط لكل تلك الجرائم. ولم تكن الشرطة المحلية والقضاة يساعدون قبيلة أوساج، لذلك نقل زعماء القبيلة مناشداتهم إلى العاصمة واشنطن، وتمكنوا من إقناع مكتب التحقيقات الفيدرالي، بقيادة جيه إدغار هوفر بإرسال العملاء بارتكاب جريمة القتل الأولى. تحقيق.
التحقيق والمحاكمات لم تنصف قبيلة أوساج
عام 1923، وبعد تدخُّل الحكومة الأمريكية بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في العدد المتزايد من جرائم القتل التي راح ضحيتها أفراد قبيلة أوساج، وبعد التحقيقات لاحظوا تكرار أسماء "ويليام ك.هيل" و"إرنست بوركهارت" وشخص ثالث يدعى "جون رمزي".
أثناء الاستجواب، اعترف جون رمزي بالكثير من الجرائم وأنها من تخطيط وأوامر ويليام وإرنست، ولكن أثناء المحاكمة غيَّر رمزي أقواله، وتم إطلاق سراحه.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن بوركهارت وأرنست تلقيا عفواً كاملاً من حاكم أوكلاهوما، وبعد عام 1925، لمنع تكرار تلك المأساة حظر القانون الفيدرالي، على غيَّر أوساج وراثة حقوق أفراد القبائل.