ربما تكون شاهدت مسلسل Ozark على شبكة نتفلكس، ورغم أنّ هذا المسلسل ليس مبنياً على قصة حقيقيّة، فإنّ تفاصيله تتقاطع بعض الشيء مع قصة اختفاء عائلة جاميسون عام 2009 في ولاية أوكلاهوما في أمريكا.
في مسلسل Ozark اختفت عائلة مارتي بيرد المكونة من زوجين وطفلين، بين ليلةٍ وضحاها. بسبب تهديدات عصابة تجارة مخدرات في المكسيك، والذي كان بطل المسلسل يعمل في غسيل الأموال لديهم ليجعلها شرعيّة.
لكنّ اختفاء عائلة مارتي بيرد كان اختفاءً مخططاً، فقد استطاع البطل أن يقنع العصابة بأنّه سيعوض عن الخطأ الذي ارتكبه صديقه بغسيل أموالهم في منطقة أخرى، هي منطقة Ozark، ولهذا اختفى هو وعائلته ليوفي بوعده للعصابة.
حسناً قصة اختفاء عائلة جاميسون مختلفة في التفاصيل وحتّى في النتيجة عن مسلسل Ozark، فلم يكن بوبي جاميسون (44 عاماً) وزوجته شيرلين (40 عاماً) منخرطين في عمليات غسيل أموال، بالإضافة طبعاً إلى طفلتهما ماديسون صاحبة الستة أعوام.
اقرأ أيضاً
اختفاء عجيب وبقايا هياكل عظمية
بدون مقدّمات، خرجت عائلة جاميسون في أحد أيام شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2009، خرجوا بسيارتهم ولم يعودوا أبداً. بعدها بساعات عندما افتُقِدَت العائلة وصل خبر للشرطة، والتي بدأت البحث مباشرةً.
بعد ساعات وجدت الشرطة سيارتهم على بُعد ساعة من منزلهم، ووجدوا بعض التفاصيل فيها، لكنّهم لم يجدوا أحداً من أفراد العائلة الثلاثة!
كانت قائمة الأشياء التي عثروا عليها في سيارتهم: هوياتهم التعريفية، ومحافظهم، وهواتفهم، وكلبهم، وكذلك 32 ألف دولار أمريكي نقداً. لم يكن غريباً على قصة اختفاء مثل هذه أن تجد الشرطة هذه الأشياء في السيارة، لكنّ الغريب، والذي قاد إلى الكثير من الشكوك والتكهنات بشأن مصير العائلة، هو وجود الـ32 ألف دولار، وهو مبلغ كبير قلَّ أن يتواجد نقداً.
لم تستطع الشرطة أن تحدّد ما حدث للعائلة بالضبط، ومما صعّب الأمر على الشرطة، أنّ ربّ العائلة كان مصاباً إصابة اعجزته بعض الشيء في ظهره بسبب حادث سيارة وقع له في عام 2003.
وفي أحد الأيام من عام 2013، أي بعد وقوع حادثة الاختفاء بأربع سنوات، وبشكلٍ مفاجئ تماماً اكتشف صيادو المنطقة التي اختفت فيها العائلة، اكتشفوا وجود ثلاثة هياكل عظمية، لرجلٍ وامرأة وطفلة في سنّ السادسة تقريباً!
كانت نتائج الطبّ الشرعي أنّ هذه الجثث هي بالتأكيد جثث عائلة جاميسون؛ بوبي، وشيرلين، وابنتهما ماديسون. لكنّ الشرطة لم تستطِع أبداً أن تحلّ القضيّة أو أن تعرف ماذا حلّ بهم على الحقيقة، أو الأسباب التي قادت إلى اختفائهم، ثمّ ظهور هياكل جثثهم الثلاث بعد أربع سنوات من اختفائهم المريب.
اقرأ أيضاً
هل قتلهم الجد أم عصابة مخدرات أم طائفة دينية وأرواح شريرة؟!
ثارت الكثير من التكهنات والتخمينات بخصوص ما حدث مع تلك العائلة، واختفائها المثير للانتباه وللغرابة في آن. وهكذا، بدأت الصحافة، والأقارب، والأصدقاء تخمين ما حصل لهم، ولا تقلّ غرابة التخمينات عن غرابة الاختفاء نفسه.
وفقاً لسجلات الشرطة وتحقيقاتها، فقد قال قسيس العائلة إنّ بوبي جاميسون قد أخبره أنّ هناك "حوالي شبحين إلى أربعة أشباح" على سطح منزله، وإنّهم يطاردون عائلته. وبمتابعة كاميرات المنزل، فقد أظهرت التسجيلات أنّ العائلة تصرفت بشكلٍ غريب بعض الشيء ليلة اختفائها. فقد حزم الأب والأم أمتعتهما في حقائب ووضعاها في مؤخرة الشاحنة، استمرّ هذا الفعل طيلة ما يقارب نصف الساعة، دون أن يتبادل الزوجان كلمة واحدة.
بعد ذلك، قالت والدة شيرلين إنّ ابنتها وزوجها كانا قد انخرطا في "طائفة دينية" يعتقد البعض أنّها طائفة يمينية متطرفة من المقتنعين بـ"تفوُّق العرق الأبيض"، كما قالت والدة شيرلين إنّ ابنتها ابتاعت مؤخراً "كتاباً شيطانياً".
بدلاً من هذا التخمين بأنّ الأرواح الشريرة كانت تطارد العائلة، أو أنّ العائلة قد اختفت في طقسٍ غريب من طقوس طائفة دينية عجيبة التوجهات، خمّن البعض أنّ العائلة قد قتلت على يد الجدّ! فقد قدّم جاميسون في الشهور الماضية لاختفائه "أمراً وقائياً" للشرطة ضد والده، ووصفه بتلك الكلمات "رجل خطير للغاية يعتقد أنّه فوق القانون".
لكنّ الشرطة استبعدّت الجدّ من الاشتباه به في الجريمة. بعض التخمينات تعتبر أنّ ما حدث للعائلة كان مرتبطاً بتجارة المخدّرات، وجاء هذا التخمين بسبب وجود 32 ألف دولار نقداً في سيارة العائلة التي وجدت بدونهم. واعتبر البعض أنّ اختفاءهم ما هو إلا اختفاء ضمن برنامج "حماية الشهود الأمريكي".
وهذا البرنامج يتيح للأشخاص المتورطين في أنشطة مع العصابات أن تحميهم الدولة في مقابل الإدلاء بمعلومات مهمة تكشف عن العصابة التي يعملون معها وعن أنشطتها. ومن خلال هذا البرنامج تحمي الدولة الشخص وعائلته لكي لا تنتقم منه العصابة.
لكنّ تخميناً أخيراً ونظرية أخيرة ظهرت أيضاً بخصوص هذه العائلة، وهي أنّ جاميسون قد قتل زوجته وابنته قبل أن ينتحر! وقد نشأت هذه النظرية بسبب العثور على رسالة كتبتها زوجته شيرلين له، مكوّنة من 11 صفحة، تشتكي فيها من مشاكل بينهما.
ومع مرور الزمن، وكثرة التخمينات والنظريات عمّا حدث لتلك العائلة، لا زالت القضية عالقة، ولم تستطع الشرطة الأمريكية حلّ لغزها، منذ أحد عشر عاماً!