اكتشاف 20 نفقاً أثرياً ببريطانيا تعود لـ 4500 سنة.. عمق كل منها 5 أمتار وقريبة من مَعلم أثري عالمي

ذكر تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية أن علماء آثار اكتشفوا دائرة من الأنفاق العميقة الضخمة قرب الموقع الأثري العالمي المعروف ستونهنج؛ مما أثار دهشة الكثير من المختصين الذين وصفوها بأنها أكبر بناء يعود لحقبة ما قبل التاريخ يُعثَر عليه في بريطانيا.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/22 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/22 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
المكان الذي تم اكتشاف الأنفاق بجواره/ الجارديان البريطانية

ذكر تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية أن علماء آثار اكتشفوا دائرة من الأنفاق العميقة الضخمة قرب الموقع الأثري العالمي المعروف ستونهنج؛ مما أثار دهشة الكثير من المختصين الذين وصفوها بأنها أكبر بناء يعود لحقبة ما قبل التاريخ يُعثَر عليه في بريطانيا.

ويعتبر الموقع الأثري العالمي ستونهنج أثراً صخرياً من نوع كرومليش في سهل ساليسبري بمقاطعة ويلتشير جنوب غرب إنجلترا. هذا المعلم الأثري يعود تاريخه لأواخر العصر الحجري وأوائل العصر البرونزي (3000 ق.م. –1000 ق.م.). ورغم شهرته حالياً أصبح أطلالاً. ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة محاطة بتل ترابي دائري.

تاريخ الإنشاء: التقرير قال إنه قبل 4500 عامٍ مضت، حفر شعب العصر النيوليثي (الحجري الحديث)، الذي شيّد التحفة المعمارية ستونهنج، سلسلة من الأنفاق منسقة على شكل دائرة قطرها 2 كيلومتر. ويبدو أنَّ البناء كان بمثابة حدود ترشد الناس لموقع مقدس؛ لأنَّ دورينغتون وولز -أكبر موقع صخور أثرية في بريطانيا- يقع في مركزه تقريباً وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020.

من جانبه، قال البروفيسور فينسنت غافني، أحد علماء الآثار الذين قادوا مشروع الاكتشاف: "هذا اكتشاف غير مسبوق ذو أهمية كبرى في بريطانيا. واندهش كبار الباحثين في موقع ستونهنج وبيئته المحيطة من حجم البناء وحقيقة أنه لم يُكتشَف إلا مؤخراً بالرغم من قربه الشديد من ستونهنج".

عمليات حسابية: أما النقطة الأبرز بشأن اكتشاف أنفاق دورينغتون، الذي أعلن عنه يوم الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020 ، هو أنه يقدم أول دليل على أنَّ السكان الأوائل في بريطانيا، الذين اشتغلوا في الأساس بالزراعة، طوروا طرقاً لإجراء عمليات حسابية. إذ لا يمكن تشييد بناء بهذا الحجم وبهذا الموقع الدقيق إلا بحساب مئات الخطوات وتتبعها.    

إلى ذلك يصل عمق كل نفق في الموقع المُكتشَف حديثاً إلى 5 أمتار وقطره 10 أمتار. وعُثِر على ما يقرب من 20 نفقاً، وربما يكون عدد الإجمالي أكثر من 30 نفقاً. لكن نحو 40% من دائرة الأنفاق لم تعد متاحة للدراسة نتيجة للتطور الحديث.

وقال غافني، أحد علماء الآثار الذين قادوا مشروع الاكتشاف: "إنَّ حجم الأنفاق والدائرة المحيطة بموقع دورينغتون وولز فريد. فهو يوضح أهمية هيكل دورينغتون وولز، ومدى تعقيد الهياكل الضخمة المبنية داخل ستونهنج، وقدرة ورغبة المجتمعات النيوليثية في تسجيل أنظمة معتقداتهم الكونية بطرق ونطاقات لم نتوقعها من قبل".

كذلك أضاف: "لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على الجهد المبذول لحفر هذه الأنفاق الهائلة بأدوات مُصنَّعة من الأحجار والأخشاب والعظام".

الانقلاب الشمسي: وفي حين شُيِّدت ستونهنج وفقاً للانقلاب الشمسي، أو الحدود القصوى لحركة الشمس، قال غافني إنَّ الشكل الدائري المُكتشَف حديثاً يشير إلى "حدث كوني ضخم وضرورة تسجيله على الأرض نفسها".

فيما أضاف: "لدى ستونهنج صلة واضحة بالمواسم ومرور الوقت خلال الانقلاب الصيفي. لكن مع اكتشاف أنفاق دورينغتون، يتبين أنه ما له أهمية كونية هو ما يرتبط بدائرة الأنفاق وليس مرور الوقت".

تابع: "بدأنا نرى أشياء لم يكن من الممكن رؤيتها من خلال علم الآثار التقليدي.. أشياء لم نتصورها قط". 

من جانبه، وصف هنري تشابمان، بروفيسور علم الآثار في جامعة برمنغهام، الموقع المُكتشَف حديثاً بأنه "نصب تذكاري جديد مذهل". بينما قال عنه ريتشارد بيتس، عالم الجيولوجيا في جامعة سانت أندروز، إنه يقدم "نظرة ثاقبة عن الماضي تكشف عن مجتمع أعقد مما تخيلناه سابقاً".

علامات:
تحميل المزيد