كانت فيرا غيدرويتس امرأة سابقة لعصرها، لكنّ قصتها غير معروفة.
علمت فيرا غيدرويتس أنها كانت في سباق مع الزمن وأنه كان عليها الهروب، واقترب إطلاق النار بين ليلة وضحاها من جبهة القتال أكثر من أي وقت مضى، والآن فقط هدأت المعركة في الساعة الثانية.
وبينما كانت عجلاته تصدر صريراً حاداً وتتثاقل حركة عرباته، قطع القطار الطريق بحذر في جنح الظلام، وانطفأت جميع الأضواء؛ تجنباً لأي رصد من جانب جنود الأعداء.
وفي جميع الأحوال، لا ينبغي أن يكون المستشفى المتنقل هدفاً رئيساً، ومع ذلك بدأت القذائف في استهدافه بقوة.
التفتت غيدرويتس إلى بعض المرضي في القطار، وكان يوجد نحو 900 مريض، يعاني كثير منهم ألماً شديداً على نقالات مثبَّتة إلى الحوائط، وإصاباتٍ بعضُها كانت مروعة من آثار المعركة، فمنها التهابات وجروح مفتوحة.
لم تكن هناك أي لحظة أمام غيدرويتس لتضيعها، أجرت هي وفريقها عمليات جراحية خلال الساعات القليلة التالية، وقدموا العلاج المناسب قدر الإمكان، وذلك مع ابتعاد القطار عن جبهة القتال والذي بلغ مسافة آمنة بعدها بنحو 12 ساعة.
وبعد أسبوعين، في 10 مارس/آذار عام 1905، انتهت المعركة بانهزام الجيش الروسي، وبعدها بفترة قصيرة انتهت الحرب.
وكانت تلك هي نقطة التحوُّل بالنسبة إلى فيرا إغناتيفنا غيدرويتس، التي تنحدر من سلالة عائلة ملكية ليتوانيّة، وجرّاحة موهوبة وواسعة المعرفة. وغريبة الأطوار أيضاً بعض الشيء.
ويمكن القول إن الأميرة غيدرويتس كانت شخصية استثنائية، رغم أنها تعتبر غير معروفة بشكل كبير في الغرب كرائدة بمجال الطب في المعارك.
وقد قدمت إسهامات تجعل البعض يعتقد أنها ربما تكون أنقذت آلاف الأرواح خلال الحرب العالمية الأولى؛ بحسب ما نشرته نسخة موقع BBC الإسبانية.
وقد قالت ميلاني ستابلتون البروفيسورة بجامعة كالغاري:
"أتذكر تعليقي عندما سمعت عن القصة للمرة الأولى؛ لماذا لم يُصنع فيلم عن هذه المرأة؟".
من كانت فيرا غيدرويتس بالضبط؟ ولماذا نسيناها؟
حتى الجزء الأول من المعلومات الأساسية حول غيدرويتس وسنة ميلادها كان محل جدل؛ ففي حين أوضحت عديد من المصادر أنها وُلدت عام 1876، يبدو أنها صححت هذه المعلومة في أوراقها الشخصية؛ إذ وُلدت بالفعل قبل ذلك بستة أعوام في عام 1870 بمدينة كييف.
ولا توجد تفاصيل كثيرة متاحة باللغة الإنجليزية عن الفترة الأولى من حياتها، لكننا نعلم أنها كانت تنحدر من عائلة ثرية، ودرست بالمنزل قبل الذهاب إلى المدرسة في سانت بطرسبرغ، وقُبض عليها عندما كانت في الـ16 من عمرها، لمشاركتها في الأنشطة الثورية التي نظمها الفصيل اليساري.
عادت فيرا إلى منزلها، لكنها هربت سريعاً إلى مدينة لوزان بسويسرا، ودرست هناك الطب، وكانت واحدة من آلاف النساء القلائل اللواتي درسن الطب بسويسرا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكانت سويسرا بلد استثنائي في هذه الفترة، لأن جامعاتها كانت ترحب دائماً بطالبات الطب.
وعادت غيدرويتس إلى روسيا بحلول عام 1901، حيث اجتازت لاحقاً الاختبارات الطبية، وحصلت على لقب طبيبة بشكل رسمي.
لم تبدأ مسيرتها الطبية في ساحة القتال؛ بل بمنطقة صناعية، حيث تم تعيينها جراحة في مصنع مالتسوف للأسمنت بمقاطعة زيزردرينسكي في غرب روسيا.
بداية العمل الميداني.. الحرب الروسية اليابانية
ووفقاً لمقالةٍ كُتبت باللغة الروسية عن حياتها المهنية هناك، شهد عملها فترات تحوُّلية؛ إذ خططت لتأسيس مستشفى مناسب للمصنع، وقامت بتركيب معدات العلاج الطبيعي وجهاز الأشعة السينية X-ray، وكان ذلك أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في ذلك الوقت؛ إذ تم اكتشاف أشعة إكس في عام 1895، أي قبل أقل من عقد من الزمن.
وتلقى نحو 103 من مرضى العمليات الجراحية العلاج بمستشفى غيدرويتس، وذلك في عامها الأول، ومات اثنان فقط منهم.
كُلف العمال في المصنع أعمالاً مرهقة من الناحية الجسدية، منها حمل كثير من الأحمال الثقيلة، وفي أحد أقسام مصنع لتصنيع الزجاج يتم نفخ الزجاج يدوياً، وأوضحت غيدرويتس في تقاريرها، أن هذا النوع من العمل سيُضعف تدريجياً عضلات البطن، لهذا أجرت عمليات جراحية لعديد من المرضى المصابين بالفتاق كما كانت تفترض.
لم يكن الأمر معتاداً فيما يخص التركيز على البطن بذلك الوقت، وأفادها ذلك في المستقبل بطرق لم تكن تتخيلها؛ فبعد ذلك ببضع سنوات فقط اندلعت الحرب الروسية اليابانية، وتطوعت غيدرويتس في الصليب الأحمر.
كانت الحرب دموية ومثزرية للغاية، ووُصفت غالباً بأنها نوع من الإنذار الخافت بقيام الحرب العالمية الأولى، التي بدأت بعدها بعقد من الزمن.
واتسمت كلتا الحربين بقتال الخنادق وكثير من المعضلات، وانتصارات المعارك التي خسر فيها كلا الجانبين آلاف الرجال، كما قُتل نحو 100 ألف شخص في النهاية بالحرب الروسية اليابانية، وهُزمت روسيا هزيمة ساحقة وكان ذلك صادماً؛ لأن اليابان أصغر بكثير، كما أنها كانت تعاني أزمات اقتصادية في ذلك الوقت.
الأكواخ إلى مستشفيات ميدانية
هناك مصادر قليلة للغاية باللغة الإنجليزية، ذُكرت فيها تفاصيل أنشطة غيدرويتس خلال فترة الحرب، ورغم ذلك فإن جون بينيت، الطبيب العسكري البريطاني، في عام 1997، كتب مقالاً قدم من خلاله ملخصاً مترجماً عن تقارير كتبتها غيدرويتس عن الحرب الروسية اليابانية.
ويبدو أن مقال بينيت لم يتم نشره قَط، لكن تم إرسال مسوَّدة إلى يوري كولكر المنتِج السابق للشؤون الروسية لدى BBC World Service والذي تفضَّل بمشاركته مع BBC Future.
وجدت غيدرويتس نفسها، في السادس العشرين من سبتمبر/أيلول، تؤسس مستشفىً ميدانياً بقرية صغيرة قريبة من مدينة موكدين، التي تُعرف الآن في الصين باسم شنيانغ.
وكان هذا يمثل موقعاً استراتيجياً بالنسبة للقوات الروسية في الأشهر المقبلة، وكان قطار غيدرويتس هو أساس مجموعتها بالموقع.
ولكن المستشفى نفسه لم يكن مقتصراً على العربات، بل امتد إلى الأرض القريبة في صفوف الخيام، بالإضافة إلى أكواخ الفلاحين التي تحولت إلى غرف عمليات، والأمر نفسه بالنسبة لبعض المخازن.
وبالنسبة لغرف العمليات، غُطيت الجدران الداخلية من القش بالطين، ثم غسلت باللون الأبيض، وطوقت الملاءاتُ المعقمة الغرفة، لجعل المساحة صحية ومعقمة قدر المستطاع.
ووجد غيدرويتس وفريقها في الشهر الأول، أنفسهم يعالجون مجموعة هائلة من الإصابات الوحشية؛ إذ كانت معظمها إصابات أعيرة نارية وشظايا قذائف، وبلغ العدد أكثر من 700 من حالات الإصابات في الأطراف و413 بالصدر و61 في البطن، على سبيل المثال.
لاحظت غيدرويتس حالة رجل أصيب بشظايا قذائف استقرت برأسه وتسببت في حدوث شلل بالجزء الأيسر من جسده، فأجرت له جراحة من خلال فتح رأسه وتثبيط الجروح المفتوحة قليلاً بالملقط الجراحي، وأخرجت ثلاث قطع كبيرة من الشظايا، وأزالت أيضاً حفنة من الشظايا الصغيرة.
وبعد الانتهاء من العملية، طلب المريض أن يدخن سيجارة وأعطتها له غيدرويتس، وقالت له: "جرِّبها بيدك اليسرى" وقد تمكن من إمساكها.
عمليات جراحية في أقسى ظروف ممكنة
دوّنت غيدرويتس ملاحظات مستفيضة حول الإصابات التي عالجتها، ومدى تحديدها نوع الأسلحة التي تسببت في تلك الإصابات، فعلى سبيل المثال وجدت أن شظايا القذائف والقنابل اليدوية المتفجرة تركت لوناً أصفر على الجلد.
مع مرور الأشهر، أصبح الطقس أكثر برودة، في حين كان الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة من العوامل المضاعفة بالنسبة لغيدرويتس وزملائها بهذا المستشفى المتمثل في عربات القطار، وهو الأمر الذي أثر في المرضى بالخيام والجنود المصابين العائدين من ساحة القتال، وأُصيب البعض بقضمة الصقيع (تجمُّد الجلد والأنسجة التي تقع تحته إثر التعرض لدرجات البرودة الشديدة).
أُضيفت غرفة للعمليات بعربةٍ في القطار في شهر يناير/كانون الثاني، وهو ما يعتبر تطوراً كبيراً في المنشأة. وفي الشهر التالي، أُرسل المستشفى المتنقل على طول السكة الحديدية من موكدين إلى المناجم بالقرب من فوشان والتي تجمع بها عديد من الرجال المصابين.
وأجرت غيدرويتس ما لا يقل عن 56 عملية جراحية في الأسابيع الأربعة الأولى، وكان المرضى الذين يتعافون من الجراحة قادرين على الاستفادة من مزيد من العربات الإضافية الدافئة؛ إذ أمكنهم الاستراحة والتعافي براحة أكبر مقارنة بالخيام الخارجية.
لكن هذه المرة، بدأت قبضة الجيش الروسي على أراضي هذه المنطقة تتلاشى؛ بعد أن شن اليابانيون هجوماً ذكياً من خمسة محاور خلال المعركة الشهيرة لموكدين.
في الثاني والعشرين من فبراير/شباط، صدر أمر لغيدرويتس وقطارها بالانسحاب، وكان من الضروري القيام بهروب جريء في الظلام، وتحت إطلاق القذائف المدوية.
وصفت غيدرويتس في تقاريرها، مدى صعوبة الإصابات في البطن بالأخص.
يقول الجراح المتقاعد والمؤرخ مايكل كرومبلن، إن الأطباء العسكريين كانوا على علم بهذه المشكلة في ذلك الوقت، واختار الجراحون عدم التدخل في عديد من الأحوال، وبدلاً من ذلك كانوا يراقبون الجنود ذوي الإصابات في البطن؛ على أمل تحسُّن حالتهم، لكن غالباً كان المصابون يموتون.
يقول كرومبلن: "عندما لا يتم نقل الدم والمحاليل الوريدية والمضادات الحيوية بشكل صحيح، يمكنك فهم السبب".
حاولت غيدرويتس التدخل في بعض الحالات، بفتح البطن وعمل شقوق استكشافية، لمعرفة إمكانية وقف النزيف أو تصريف السوائل الزائدة، على سبيل المثال.
ووفقاً لبينيت، وصفت غيدرويتس فوائد القيام بذلك في كتاباتها بالسنوات التالية، مؤكدة أن فحص إصابات البطن كان ينبغي أن يتم دائماً في أسرع وقت ممكن.
عقبات طبية أخرى
ووصف كرومبلن أنه بسبب ضيق عضلات جدار البطن، كان لا بد من استخدام المخدر لإرخائها عند إجراء العمليات الجراحية، والتخلص من النزيف والفضلات التي تسربت من الأمعاء، لكن ما زال هناك خطر كبير لحدوث التلوث.
هذا بالإضافة إلى وجود أوعية دموية كبيرة بالأمعاء يمكن أن يتسبب قطعها عن طريق الخطأ في الوفاة، بجانب مخاطر أخرى في الأعضاء الحيوية القريبة مثل البنكرياس، والتي قد يهدد الإضرار بها في أثناء العملية حياة المريض.
وليس فقط هذا، بل إنه بمجرد إصابة الأمعاء، فإن التعافي ليس سهلاً، إذ أوضح كرمبلن أن الأمعاء كلها تتوقف عن العمل وينتفخ البطن ويقيء المريض وقد يموت بسبب الجفاف، لذلك هناك مخاطر كبيرة في العمليات الجراحية بمنطقة البطن.
ويبدو أن غيدرويتس استوعبت كثيراً من هذا، لكن ذلك لم يمثل عائقاً أمامها.
أُشير إلى عمل غيدرويتس، في تقرير بريطاني عن الخدمة الطبية الروسية خلال الحرب الروسية اليابانية، لكن دون تفاصيل.
قال ستيفن هيز، مدير كلية الطب بجامعة أبيردين: "فشلنا في توثيق تفاصيل أنشطة غيدرويتس، وفقدنا فرصة كبيرة".
اكتشفت غيدرويتس الأهمية الكبيرة لجعل قطار المستشفى قريباً من ساحة القتال من حيث أهمية تقييم بعض الإصابات في الوقت المناسب، مثل إصابات البطن التي ينبغي تقييمها خلال أول ثلاث ساعات أو أقل، حتى إنها كتبت ملاحظات عن أفضل نوع من الضمادات التي ينبغي استخدامها في كل مرحلة من العلاج.
ويضيف هيز: "لو أن الآخرين اهتموا بهذه الأفكار، فربما انخفض عدد الضحايا خلال الحرب العالمية الأولى، وقد اهتمت غيدروتيس بهذه التفاصيل ونشرتها عام 1905، أي قبل بدء الحرب بنحو 10 سنوات".
وهدأت الأوضاع بالنسبة لغيدرويتس بعد انتهاء الحرب، وعادت إلى منصبها بالمصنع، وزادت من حجم ونطاق المستشفى الذي أدارته هناك.
بدأت بعد ذلك بأعوام قليلة، العمل بوظيفة لدى العائلة الملكية في روسيا كجراحة بمستشفى قصر تسارسكوي سيلو، حتى إنها انضمت إلى الإمبراطورة أليكساندرا وبناتها تاتيانا وأولغا، وعلَّمتهن أساسيات الجراحة.
وفي إحدى الصور، تناول الإمبراطورة بنفسها أدوات الجراحة إلى غيدرويتس، التي كانت تقوم بعملية جراحية.
لكن غيدرويتس لم تكن متملقة ذليلة؛ إذ ذُكر في تقرير أنها ذات مرة، دفعت غريغوري راسبوتين، الذي كان موضع ثقة الإمبراطورة، في الممر، وذلك عندما رفض الابتعاد عن طريقها.
غيدرويتس وفوضى الثورة البلشفية
اندلعت ثورة عام 1917 التي هددت وجود العائلة المالكة الروسية، وعادت غيدرويتس مرة أخرى الى ساحة الطب العسكري كجرّاحة بالحرب العالمية الأولى، وأصيبت هي شخصياً، لكنها عادت في النهاية إلى مدينة كييف.
وهناك عُيِّنت غيدرويتس لتدريس جراحة الأطفال، وفي النهاية عُيِّنت أستاذةً جامعيةً.
ولكن الطب لم يكن نشاطها الوحيد؛ فقد كانت شاعرة ونشرت عديداً من الدواوين، ولكن لاحظ السكان في كييف أنها غريبة الأطوار.
عُرفت غيدرويتس بزيها الرجالي وصوتها الأجش وعلاقاتها الوثيقة مع النساء، ويفترض كثيرون أنها كانت مثلية.
وفي عام 2007، عبَّر مقال بمجلة Clinical and Investigative Medicine عن الأسف لحقيقة أن العالم يبدو أنه نسي غيدرويتس، والذي يعدّ مثالاً على كيفية ضياع المعرفة والخبرة التي تنفع الآخرين، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى ظروف غير مواتية، وقد يرجع أيضاً إلى أن المجتمع يختار بشكل عام، الانتباه إلى بعض الأنواع من البشر دون غيرهم.
يقول ويسلون: "نحتفي بكثير من البشر هذه الأيام، لكننا نسينا هذه المرأة المدهشة والبارعة والمثيرة للاهتمام".
من ناحيتها، تقول صديقته وزميلته ميلاني ستابلتون، إن الظروف كانت ضدها، فقد كانت قريبة من العائلة المالكة وكانت أنثى، وبالتأكيد خالفت الأعراف الاجتماعية كما كانت تقاريرها باللغة الروسية، لافتة إلى أن كل ما سبق وحده كان كفيلاً بإعاقتها.
وقالت: "لقد منعها كل ذلك من الحصول على التقدير الذي تستحقه".
توفيت غيدرويتس في عام 1932 ودفُنت في كييف. ووفقاً لأحد المصادر، اعتنى رئيس أساقفة كانت قد عالجته عندما كان شاباً، بقبرها سنواتٍ عديدةً، وعندما توفي اختار أن يُدفن بجانبها.
من المخجل أن حياة غيدرويتس الرائعة ليست معروفة كما ينبغي، فلا تزال فكرة ستابلتون الأولى عند اكتشافها قصة غيدرويتس الاستثنائية مناسبة تماماً: "ألا يجب أن يكون هناك فيلم سينمائي يتناول إنجازاتها؟".
وجدت BBC Future في أثناء البحث بهذا المقال، أن المعلومات عن غيدرويتس على الإنترنت وفي المكتبات باللغة الإنجليزية نادرة، وإذا تمكن أي من متحدثي اللغة الروسية مشاركة الوصول إلى مصادر النسخ الورقية الروسية فسنكون شاكرين للغاية.