البيض المزيَّن والأرانب من رموز الاحتفال بعيد الفصح .. تلك أصولها

عيد الفصح أو عيد القيامة هو عيد مسيحي يحتفل بقيامة المسيح، حسب العهد الجديد للكتاب المقدس، والتي يُعتقد أنها حدثت بعد ثلاثة أيام من صلبه من قبل الرومان.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/14 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/14 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
عيد الفصح أو عيد القيامة هو عيد مسيحي يحتفل بقيامة المسيح، حسب العهد الجديد للكتاب المقدس

عيد الفصح أو عيد القيامة هو عيد مسيحي يحتفل بقيامة المسيح، حسب العهد الجديد للكتاب المقدس، والتي يُعتقد أنها حدثت بعد ثلاثة أيام من صلبه من قبل الرومان.

يتحدد عيد الفصح في الوقت الحالي لدى الكنائس الغربية بين يومي 22 مارس/آذار و25 أبريل/نيسان، ولدى الكنائس الشرقية بين يومي 4 أبريل/نيسان، و8 مايو/أيار.

ويصادف عيد الفصح في هذا العام (2019)، حسب التقويم الغربي، 21 من أبريل/نيسان، في حين أنه يوم 28 أبريل/نيسان حسب التقويم الشرقي.

يعد عيد الفصح أو عيد القيامة من أعظم أعياد المسيحيين، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يمتد 40 يوماً، كما ينتهي فيه أسبوع الآلام.

بطرق مختلفة، تنص جميع الأناجيل الأربعة في العهد الجديد (متَّى، ومرقس، ولوقا، وجون) على أن أولئك الذين يؤمنون بموت المسيح وقيامته يُمنحون هبة الحياة الأبدية، بمعنى أن إيمانهم سوف يكون موضع ترحيب في مملكة السماء عند وفاتهم الدنيوية.

ما هو عيد الفصح المسيحي؟ وما علاقته بعيد الفصح اليهودي؟

وقد أُطلِق اسم عيد الفصح على عيد القيامة، لارتباط موعده بعيد الفصح لدى اليهود، فيأتي عيد القيامة بعد عيد الفصح اليهودي المرتبط بخروج اليهود من مصر، حسبما جاء في العهد القديم.

كما تظهر هذه الروابط بوضوح في العشاء الأخير، الذي حدث في الليلة التي سبقت القبض على المسيح والمعاناة التي عاناها بعد إلقاء القبض عليه. والعشاء الأخير كان أساساً عيد الفصح اليهودي.

كما قيل إن القبض على يسوع وإعدامه كانا خلال الاحتفال اليهودي بعيد الفصح، ولذا يأتي عيد الفصح المسيحي بعد عيد الفصح اليهودي.

مظاهر الاحتفال بعيد القيامة

على الرغم من أن عيد الفصح ذو أهمية دينية عالية في العقيدة المسيحية، فإن عديداً من التقاليد والرموز التي تؤدي دوراً رئيسياً في احتفالات عيد الفصح لها جذور في الاحتفالات الوثنية، خاصةً الإلهة الوثنية أوستري، إلهة الربيع الجرمانية القديمة، وأيضاً عيد الفصح اليهودي.

الاحتفالات الدينية

تبدأ عديد من الكنائس الاحتفال في ليلة سبت النور بإقامة قداس عيد الميلاد، ويتم إشعال الشموع؛ تعبيراً عن قيامة المسيح، مع ترديد الترانيم وآيات من الإنجيل.

وفي المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، تبدأ طقوس الاحتفال بعيد القيامة مع الصوم الكبير الذي يبدأ قبل 40 يوماً من العيد في يوم أربعاء الرماد، وينتهي في الجمعة العظيمة. كما يكون هناك أسبوع الآلام، وهو الأسبوع الأخير قبل العيد الذي يوافق صلب المسيح وتعذيبه، ولهذا تقيم الكنائس صلاة الجنازة قبل بدء أسبوع الآلام.

وفي يوم الأحد السابق ليوم العيد بأسبوع، يشتري المسيحيون السعف، ويشكلونه بطرق مميزة؛ تذكيراً باستقبال أهل القدس للمسيح بسعف النخل عند دخول الهيكل في مثل هذا اليوم.

بيض عيد الفصح

بغض النظر عن المذهب، هناك عديد من تقاليد عيد الفصح ذات الجذور التي يمكن أن تُعزى إلى الاحتفالات غير المسيحية وحتى الوثنية أو غير الدينية. يختار عديد من غير المسيحيين مراعاة هذه التقاليد مع تجاهل الجوانب الدينية للاحتفال بشكل أساسي.

تشمل أمثلة تقاليد عيد الفصح غير الدينية بيض عيد الفصح، والألعاب ذات الصلة مثل لفافة البيض وتزيين البيض.

لا يوجد يقين بشأن سبب ارتباطها بعيد الفصح، ولكن يُعتقد أن البيض يمثل الولادة والخصوبة والولادة في تقاليد وثنية معينة تسبق المسيحية. قد يكون تزيين البيض جزءاً من احتفال عيد الفصح، في إشارة إلى الأهمية الدينية لعيد الفصح، أي قيامة يسوع أو إعادة الميلاد.

اعتقد الهندوس والمصريون والفرس والفينيقيون أن العالم بدأ ببويضة هائلة. قدَّم الفرس واليونانيون والصينيون هدايا من البيض خلال مهرجانات الربيع؛ احتفالاً بحياة جديدة مِن حولهم. كما تقول مصادر أخرى إن الناس أكلوا البيض المصبوغ في مهرجانات الربيع بمصر وبلاد فارس واليونان وروما.

يشارك عديد من الأشخاص، معظمهم من الأطفال، في تزيين بيض عيد الفصح وزخرفته.

أرنب عيد الفصح

في الأسطورة، يحضِر أرنب عيد الفصح، الذي يُطلَق عليه أرنب عيد الفصح أو أرنب الربيع، سلالاً مملوءة بالبيض الملون والحلوى، وأحياناً لُعب الأطفال، إلى منازل الأطفال في الليلة التي تسبق عيد الفصح، بنفس طريقة قول سانتا كلوز تقريباً لتقديم الهدايا عشية عيد الميلاد.

يضع الأرنب السلال بمكان محدد أو يخفيها في مكان ما بالمنزل أو الحديقة، ليجدها الأطفال عندما يستيقظون في الصباح، وهو ما يؤدي إلى تقليد البحث عن بيضة عيد الفصح.

هناك عدة أسباب لارتباط الأرنب بعيد الفصح، وكل ذلك يأتي من خلال الاحتفالات أو المعتقدات الوثنية. والتفسير الأكثر وضوحاً هو خصوبة الأرنب. يأتي عيد الفصح خلال الربيع ويحتفل بحياة جديدة، واندمج هذا تدريجياً مع المعنى الديني لعيد الفصح وهو قيامة المسيح. فكان من السهل إدراج أي حيوان مثل الأرانب، التي تنتج عديداً من النسل.

كما أن الأرنب أيضاً رمز قديم للقمر، وتاريخ عيد الفصح يعتمد على القمر. قد يكون هذا ساعد على وجود الأرانب في احتفالات عيد الفصح.

أسطورة أنجلوسكسونية

كما رأى البعض أن خروج الأرنب من جحره تحت الأرض يرمز إلى خروج يسوع من قبره، فأصبح الأرنب بذلك جزءاً من احتفالات عيد الفحص.

غير أن علماء آخرين يعتقدون أن أرنب عيد الفصح قد نشأ من أسطورة أنجلوسكسونية عن الإلهة أوستري. وفقاً للأسطورة، كانت الإلهة تسلي مجموعة من الأطفال في يوم من الأيام. وكي تجعلهم يضحكون، حوَّلت طائرها الأليف إلى أرنب، وأعطته القدرة على وضع بيض ملون، ثم أعطت أوستري البيض للأطفال.

ولكن يُرجِّح آخرون أن تلك العادة بدأت مع هجرة مجموعة من الألمان المسيحيين إلى ولاية بنسلفانيا بأمريكا في أواخر القرن السابع عشر. فقد علّم الألمان أولادهم أن من يحسن التصرف في عيد الفصح سيحضَر إليه أرنب الفلكلور الألماني (Osterhase) البيض الملون.

وللتحضير لوصول الأرنب، بنى الأطفال الألمان وأصدقاؤهم الأمريكيون عشاً صغيراً أو سلة صغيرة لبيض الأرنب. ومع مرور الوقت، اكتسب Osterhase شعبيته وأصبح أرنب عيد الفصح.

حمَل عيد الفصح

من بين جميع رموز عيد الفصح، ربما يكون الحمَل هو الأكثر قوة في المسيحية. بخلاف حقيقة أن الحملان حيوانات شابة وُلدت في فصل الربيع، فليست لها روابط قوية بالتقاليد الوثنية.

وقد جاء ذكر الحمَل في إنجيل يوحنا، ورسالة بطرس الأولى.

ملابس جديدة في عيد الفصح

لطالما ارتبطت الملابس الجديدة بفكرة البداية الجديدة. ربما بدأت العادة المألوفة المتمثلة في ارتداء ملابس جديدة لعيد الفصح عندما كان المسيحيون الأوائل يرتدون أردية بيضاء جديدة للمعمودية خلال عيد الفصح. في وقت لاحق، امتدت العادة لتشمل كل شخص يرتدي ملابس جديدة؛ احتفالاً بحياته الجديدة في المسيحية.

تحميل المزيد