يحمل العلم التركي بنجمته وهلاله ولونه الأحمر تاريخاً طويلاً من الانتصارات والهزائم وتاريخ المنطقة ككل. لم يكن بهذا الشكل إلا منذ القرن الماضي، وانبثقت منه أعلام عدة دول إسلامية، وتحديداً 3 أعلام لمراحل مختلفة من الحكم في مصر.
اعتُمد التصميم الأول للعَلم الحالي أول مرة في عام 1936، بعد إجراء بعض التعديلات على العَلم العثماني، فتحولت النجمة الثمانية إلى خماسية، مع بيان الأبعاد الدقيقة للنجمة والهلال في العَلم.
صدر قانون العَلم التركي الحالي في 22 سبتمبر/أيلول 1983، وتضمن أساسيات تنفيذه فيما بعد. وهذا بغرض تحديد المبادئ والإجراءات المتعلقة بالشكل والبناء وحماية العلم التركي.
فقد أوضحت المادة الثانية من قانون العَلم التركي لون الراية الأحمر، مع بيان شكل النجمة والهلال، ومقاييس ونسب كل منهما.
ونتعرف هنا على بعض الحقائق الخاصة بالعَلم التركي:
النجمة والهلال رمزا القوات البحرية في الإمبراطورية العثمانية
النجمة والهلال معاً كانا رمزاً للإمبراطورية العثمانية السابقة، وبدأ استخدامهما في النصف الثاني من القرن الثامن عشر.
على الرغم من أنه يُعتقد على نطاق واسع أن الهلال والقمر رمز للإسلام، فإن أصول الرمز تسبق الإسلام، ويُعتقد أنها تعود إلى شعوب آسيا الوسطى وسيبيريا، التي جعلت عبادة الشمس والقمر والسماء من الآلهة.
فقد تأسس الشكل الأساسي للعَلم الوطني في عام 1793 تحت حكم السلطان العثماني سليم الثالث (1789- 1807)، عندما تغيرت الأعلام الخضراء التي استخدمتها القوات البحرية إلى اللون الأحمر، وأضيف إليها الهلال الأبيض والنجمة متعددة الرؤوس.
اللون الأحمر يرافق عَلم الإمبراطورية العثمانية
فقد ظهر أول عَلم للأتراك قبل نحو 700 عام، خلال الفترات الأولى من الدولة العثمانية. وكان العلم أحمر اللون على شكل مثلث، وأضيف عليه لاحقاً الهلال والنجمة.
يرجع تاريخ النجمة الخماسية إلى نحو عام 1844، حينما اعتُمدت النجمة والهلال الأبيضان على خلفية حمراء عَلماً للإمبراطورية العثمانية.
وباستثناء إصدار مواصفات التصميم المثالي للعَلم التركي، لم يحدث أي تغيير على عَلم الإمبراطورية العثمانية بعد إنهاء الخلافة وتحولها إلى جمهورية تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك.
النجمة والهلال من الميثولوجيا البيزنطية
تطورت أيقونات النجمة والهلال خلال القرنين الرابع والأول قبل الميلاد في الفترة الهلنستية خلال مملكة بونتوس والمملكة البوسفورية، ومدينة بيزنطة.
كذلك، استُخدمت في الشرق الأدنى القديم ومثلت الشمس والقمر، أو القمر ونجم الصباح.
في الميثولوجيا البيزنطية (الرومانية)، كانت الإلهة الراعية ديانا (أرتميس بالميثولوجيا الإغريقية) رمزها القمر.
وفي عام 330، أعاد الإمبراطور قسطنطين إحياء مدينة بيزنطة للسيدة مريم العذراء، وأطلق عليها القسطنطينية. وكان يرمز إلى مريم بالنجم فوق الهلال.
وحينما فتح الأتراك العثمانيون القسطنطينية في عام 1453، أطلقوا عليها إسطنبول، ولكن تبنى حكامها رمزي النجم والهلال شعاراً لهم.
انعكاس النجم والقمر على بِركة دم ضمن أساطير العَلم التركي
هناك عدد من الأساطير تحيط برمزَي العَلم التركي، وإحدى هذه الأساطير هو أنه في أثناء معركة كوسوفو عام 1448، عندما هزم العثمانيون القوى المسيحية، وأسسوا الإمبراطورية العثمانية بأوروبا الشرقية حتى نهاية القرن التاسع عشر- ظهر آنذاك انعكاس للقمر والنجم في بِرك الدماء، فاعتمد السلطان مراد الثاني هذا الرمز شعاراً وعَلماً للإمبراطورية.
رؤيا السلطان عثمان الأول وراء الرموز
تقول أسطورة أخرى إن السلطان العثماني الأول عثمان الأول رأى حلماً، حيث شاهد قمراً يرتفع من صدر القاضي (قاضي المحكمة الشرعية الذي كان السلطان يريد أن يتزوج ابنته) ثم نزل إلى صدره.
فنشأت شجرة تغطي فروعها الهائلة العالم كله بظلها، ورأى أن العالم ينتشر أمامه، ويعلوه الهلال.
عندما فتحت الإمبراطورية العثمانية القسطنطينية عام 1453، استخدم الهلال والنجم رمزاً للعَلم العثماني، الذي كان يُعتقد أنه فأل خير؛ ومن ثم فهو رمز جيد للإمبراطورية.
تنكيس العَلم التركي في فترات الحداد
يُنكَّس العَلم التركي إلى نصف ساريته كل عام في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني؛ حداداً على ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، في عام 1938.
كما يعلن رئيس الوزراء الحالات الأخرى التي ينكَّس ويُرفع فيها العَلم التركي.
قيمة روحية يحافظ عليها القانون
في المادة 7 من قانون العَلم التركي، يُحظر استخدام العلم التركي إذا كان ممزقاً، أو مثقوباً، أو مجعداً، أو لونه باهتاً، او بأي شكل آخر من شأنه أن يضر بقيمته الروحية.
الدول التي لديها النجمة والهلال في أعلامها
بحلول القرن العشرين، بدأت النجمة والهلال في الظهور بأعلام الدول التي خلفت العثمانيين مثل تونس والجزائر وأذربيجان، والتي لا تزال تحمل هذه الأيقونة في أعلامها الوطنية.
كما يظهر الهلال والنجمة في أعلام كل من باكستان، وتركمنستان، وجزر القمر، وسنغافورة، وليبيا، وماليزيا، وموريتانيا.
وظهر الهلال والنجمة على أعلام سابقة لدولة مصر، من بينها علم خديوية مصر، وعلم السلطنة المصرية، وعلم المملكة المصرية.