اكتُشِفَت ألواحٌ طينية مصرية في منطقة تل العمارنة الأثرية الشهيرة، أظهرت الإمبراطورية القديمة الفراعنة على أنَّها "ضعيفة"، وذلك وفقاً لمُؤرِّخ بريطاني.
وأوضح موقع The Daily Express البريطاني، أنه عُثِرَ على الألواح في موقعٍ يحتوي على بقايا مدينة بنَّاها الفرعون المصري أخناتون.
وقد اشتهر الفرعون قبل السنة الخامسة من حكمه باسم أمنحوتب الرابع، وكان أخناتون من الأسرة الثامنة عشرة، وحكم 17 سنة قبل أن يموت في عام 1336 ق.م.
وهو معروف بتخلّيه عن تعدُّد الآلهة المصرية التقليدي وإدخاله العبادة المتمحورة حول آتون، أو قرص الشمس، مشيداً به باعتباره خالقاً، ومانحاً للحياة، وراعياً للروح.
اكتشافات جديدة في مصر قد تغير الكثير من المعتقدات
واليوم، يحظى موقع تل العمارنة بشعبيةٍ كبيرة بين المؤرِّخين الذين يحاولون معرفة المزيد عن هذه حضارة الفراعنة القديمة. ومع ذلك، كشف باري كيمب، مدير مشروع العمارنة، كيف أنَّ اكتشافاً يعود لعام 1880 قد يحمل أكثر مما اعتقدنا في البداية.
وفي حديثه خلال سلسلة "Egypt New Discoveries" أو "اكتشافات جديدة في مصر" الذي يُعرض على "أمازون برايم"، يدَّعي المؤرخ (79 عاماً)، أنَّ عدداً من الألواح أظهر انعكاساً مختلفاً تماماً للمصريين القدماء.
وقد شرح بالتفصيل خلال الفيلم الوثائقي الذي صدر في عام 2015: "هذه الألواح مكتوبة بالكتابة المسمارية". وتابع: "هذا شكل من أشكال الكتابة الذي يستخدم رموزاً منحوتة بالمسامير والتي كانت تُستخدم في كتابة اللغة الأكادية".
واتضح أنَّ الألواح كانت قد استُخدِمَت في المراسلات الدبلوماسية داخل الجيش المصري القديم في عهد الفراعنة . ومع ذلك، فهي تختلف عن القصص المُسجَّلة داخل المقابر والمعابد، والتي تصوُّرهم على أنَّهم أقوياء ولا يعرفون الخوف.
خاصة في التصور السائد بكون الفراعنة "أقوياء لا يعرفون الخوف"
وتابع كيمب: "يرسمون صورةً مختلفة للغاية للإمبراطورية المصرية (مقارنةً بما تخبرنا به كتب التاريخ)". وأكمل: "على جدران المعبد، يحب المصريون الفراعنة أن يُصوِّروا أنفسهم منتصرين دائماً، وأنَّهم القوة العسكرية العظيمة التي تسحق أيَّ بلد".
واستدرك: "لكن في هذه الرسائل، من الواضح أنَّ مصر مجرد لاعب واحد في لعبةٍ سياسيةٍ مُعقَّدة للغاية، والتي لم يكونوا فعَّالين فيها للغاية". وقال: "من الواضح أنَّ الإمبراطورية المصرية لم تكن قوية للغاية".
تُقدِّم النقوش الموجودة على جدران هذه المدينة القديمة فكرةً عن دين أخناتون. وكشف كيمب خلال الفيلم الوثائقي نفسه كيف غطَّت الرسائل من آلهتهم المنطقة بأكملها.
وهذه الرسائل مكتوبةٌ بصيغة الشخص الأول، وتدَّعي إحداها أنَّ آتون كان قد اختار المكان لأخناتون، ومدى أهمية أن تكون قطعة أرض لم تُستخدَم من قبل.
ويضيف كيمب: "حتى نتمكَّن من فهم أخناتون، لا نحتاج فقط إلى قراءة المصادر المكتوبة، بل كيف اختارت رؤيته الدينية مكان الإقليم المُخصَّص لآتون".
وحسبما وَرَد، استغرق الفراعنة بناء المدينة بأكملها بضع سنوات فقط، وكُشِفَ عن كثير من البنايات في عام 1907، وأُشيرَ إلى المساحة الكبيرة للمدينة.