يلجأ العديد من الأشخاص إلى تزوير وفاتهم وهم على قيد الحياة بغاية تجنّب المساءلة القانونية أو الإفلات من الديون أو التهرّب من بعض الظروف الصعبة، وهو ما قد يتسبّب في عدّة مشاكل لأشخاص أبرياء ليس لهم ذنب في المشاكل الشخصية التي تعرّض لها من قرّروا إصدار قرار وفاتهم المزيفة وهم على قيد الحياة؛ حيث قد يتمّ اتهام شخص بريء بقتل شخص آخر وإصدار أحكام ظالمة في حقه تصل إلى حدّ حكم الإعدام، فضلاً عن الأضرار الاجتماعية والنفسية التي تطال هؤلاء الذين اتُّهموا بقتل أشخاص ينعمون بالحياة في مكان بعيد عن أنظار العالم.
في هذا التقرير، اخترنا لكم مجموعة من القصص والأحداث، وفقاً لموقع LIST VERSE، تداولها الناس حول الأشخاص الذين أوهموا السلطات بأنهم ماتوا وظهروا بعد ذلك، ومع أنّها تتفاوت بين الحقيقة والخيال، لكنها تثير العديد من الأسئلة حول مدى قدرة الإنسان على خداع السلطات عبر لعبة الحياة والموت.
بعد تنفيذ حكم الإعدام ظهر الميت على قيد الحياة
في مايو 1872، وصل ويليام جاكسون ماريون وجون كاميرون إلى مقاطعة غيج بولاية نبراسكا؛ حيث كانت تقطن عائلة ماريون التي كان كاميرون يعتزم شراء خيول منها.
دفع ماريون مبلغاً صغيراً مقدماً لشراء خيول كاميرون، ثم غادر الاثنان للبحث عن عمل في صناعة السكك الحديدية، وبعد عودته ببضعة أيام للمقاطعة، أتى ماريون وحيداً، مُدعياً أن كاميرون غادر بمفرده.
ولكن بعد فترة وجيزة، عُثر على جثة رجل متحللة في محمية هندية، وتبين أنه قد أصيب بثلاث رصاصات في رأسه، وكان يرتدي ملابس يعتقد أنها تعود لكاميرون.
وزُعم أن ماريون ربما قتل كاميرون، ولكن استغرق الأمر عقوداً قبل أن يتم الكشف عن الحقيقة، ففي عام 1882، تم اتهام ماريون بقتل كاميرون وتمّت إدانته وحُكِم عليه بالإعدام في المحاكمة الأولى، لكن تم إلغاء الحكم عند الاستئناف، أمّا في المحاكمة الثانية، فتمّت إدانته مرة أخرى وحُكِم عليه بالإعدام، ورغم دفاعه المستمر عن براءته، فإنه تم إعدامه شنقاً في 25 مارس 1887.
وكانت المفاجأة الكبرى بعد أربع سنوات فقط، حين تم العثور على جون كاميرون على قيد الحياة في كانساس، غرب الولايات المتحدة الأمريكية وكان بصحة جيدة.
وزعم كاميرون الذي أوهم السلطات بوفاته أنه هرب إلى المكسيك لتجنب حضور حفل زفاف بالبندقية.
قام باستخراج شهادة وفاة لنفسه
لقد فقد ما يقرب من 3000 شخص حياتهم أثناء الهجمات على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001، لكن من أغرب ما حصل خلال هذه الهجمات، هو استغلال بعض الأشخاص هذا الحدث لتزييف وفاتهم.
في وقت سابق من عام الهجمات، ألقي القبض على ستيفن تشين ليونغ في مدينة نيويورك؛ بسبب تهمة الاحتيال الفيدرالي في هاواي، حيث حاول الحصول على جواز سفر أمريكي باستخدام رقم ضمان اجتماعي مزيف، ثمّ تم إطلاق سراح ليونغ بكفالة، وكان من المقرر عقد جلسة استماع لاحقة في محكمة المقاطعة الفيدرالية في مانهاتن.
وبعد فترة وجيزة من أحداث 11 سبتمبر، تلقى محامي ليونغ مكالمة هاتفية من شخص يدعي أنه شقيقه، ليخبره بأنّ ليونغ كان بصدد مباشرة عمله كمستشار لشركة خدمات مالية مقرّها الرئيسي في مركز التجارة العالمي في صباح يوم 11 سبتمبر/أيلول، وبطبيعة الحال، دمرت المكاتب بالكامل في الهجمات وفقدت الشركة أكثر من ثلثي قوتها العاملة بمن فيهم المتّهم الفارّ من المحاكمة ليونغ.
وتوصلت التحقيقات بعد فترة من الاعتقاد بوفاة الرجل إلى أن من ادّعى في الاتّصال أنّه "شقيق" ليونغ كان في الواقع ليونغ نفسه، وأنّ انتحاله لشخصية الأخ المزعوم لم تقتصر على مكالمة الهاتف بل تعدّى ذلك إلى قيامه بإرسال رسالة لبلدية المدينة، في محاولة للحصول على شهادة وفاة لنفسه.
وفي فبراير 2002، تم القبض على ليونغ، وهو يتسلم بريده من منفذ صندوق بريد تجاري في مانهاتن وتم اعتقاله. ولو كان ليونغ قد قدم نفسه للمحاكمة بتهمة الاحتيال الأصلية في جواز السفر، فربما كان قد حصل على عقوبة المراقبة المشددة فقط، ولكن بسبب محاولته استغلال مأساة وطنية، حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات.
أنجبت 14 طفلاً ثم اختفت عن الأنظار
طوال حياتها، واجهت لولا كورا هود تحديات صحية عقلية خطيرة، وعندما وصلت إلى سن الأربعين، كانت قد ولدت 14 طفلاً، جميعهم تم تبنيهم لعدم قدرتها على رعايتهم.
في عام 1970، كانت لورا تعيش في منطقة إيست غاليسبورغ في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تزور أطفالها الأربعة الذين تبنتهم أختها قانونياً بشكل متكرر. وفي شهر أغسطس من العام نفسه، اختفت كورا بعد مشاجرة مع عائلتها، ولم تعد أبداً.
في 5 مايو 1996، تم اكتشاف هيكل عظمي لامرأة مجهولة الهوية في مصنع طوب مهجور في شرق غاليسبورغ، وبعد فترة وجيزة، اتصل أحد أطفال كورا بالسلطات، معتقداً أن الرفات قد يكون لوالدته المفقودة، وتم إغلاق القضية مؤقتاً.
ومع ذلك، في عام 2011، تبين أن الحمض النووي لعائلة كورا لا يتطابق مع الرفات. وبعد أسابيع فقط، اكتشفوا أن لولا كورا هود تعيش في جاكسونفيل، فلوريدا، عن عمر 84 عاماً، وعلى الرغم من أنها لم تتذكر أطفالها، إلا أنهم اجتمعوا مرة أخرى.
زوّر وفاته ليُحكم على جاره بالإعدام
في عام 1981، كان إدوارد إدماري مباجي مواطناً معروفاً في قرية كيامبالي بأوغندا، لكن حياته تغيرت تماماً في 12 يونيو من ذلك العام، حيث تم اعتقاله هو وابن عمه فريد ماسيمبي واتهامهما بالسرقة وقتل جارهما جورج ويليام واندياكا. وبعد عام واحد فقط، أدين الرجلان بتهمة القتل وحُكم عليهما بالإعدام.
لكن في ذلك اليوم المأساوي، لاحظ مباجي شيئاً غير متوقع، حيث بدا أن الجار المزعوم "الميت" يقف في قاعة المحكمة، ورغم تنفيذ حكم الإعدام على ابن عمه ماسيمبي بعد أربع سنوات، إلا أن عائلة مباجي شككت في العدالة وبدأت في التحقيق، لتظهر أدلّة في عام 1989 تؤكّد أن جارهم واندياكا لا يزال على قيد الحياة.
ثمّ أوضحت التحقيقات أن والدي الجار واندياكا كانا يحملان عداءً شديداً لوالدي مباجي، فقررا الانتقام من خلال تزوير وفاته وتهمة مباجي بقتله. وعلى الرغم من أن واندياكا كان على قيد الحياة، فقد تم التلاعب بالأدلة لتزوير وفاته، ولم يلقَ مباجي العدل اللازم من المحكمة تجاه قضيته؛ حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على مباجي بعد مضي 11 عاماً، قبل أن يتم منحه عفواً كاملاً من قبل رئيس أوغندا.
لاعب كرة القدم الذي أعلن الوفاة بينما لا يزال حيّاً
ليس من الغريب أن ينتهي الأمر بشخص مشهور بقراءة نعيه بعد انتشار شائعة كاذبة عن وفاته، ولكن قصة بيل هنري لها وقع خاص؛ حيث بدأ هنري مسيرته المهنية كلاعب إغاثة في عام 1952، ولعب لستة فرق مختلفة قبل تقاعده في عام 1969، وكان على بُعد شهرين من عيد ميلاده الثمانين عندما تلقَّت زوجته مكالمة هاتفية مروِّعة في منزلهم، فقد اتّصل بها مؤرخ لعبة البيسبول لتقديم التعازي لوفاة زوجها الذي كان جالساً بجانبها في ذلك الوقت.
ثمّ تبين أن رجلاً آخر يُدعى بيل هنري توفي بنوبة قلبية في ولاية فلوريدا في الشهر السابق، وتم نعيه كلاعب سابق في دوري البيسبول الرئيسي، وكان بيل هنري اللاعب وبيل هنري الآخر يشبهان بعضهما إلى حدّ كبير، لدرجة أنّ الراحل بيل هنري ظلّ لسنوات يدّعي أنه نفس الشخص الذي لعب في الدوريات الكبرى لمدة 17 عاماً، مما جعل الجميع يصدقون وفاته.
وبما أن معظم أفراد عائلة بيل الحقيقي قد ماتوا، لم يكن هناك من ينفي قصته، لذلك حتى زوجته الثالثة اعتقدت أنه كان يقول الحقيقة، وبعد نشر وكالة أسوشيتد برس نعي هذا الرجل، اضطر بيل هنري الحقيقي إلى تأكيد أنه لم يمُت بالفعل.
قرّر مفارقة الحياة ثمّ العودة لها بهويّة جديدة
في عام 1987، كان غانداروبان سوبرامانيوم زوجاً وأباً لثلاثة أطفال يعيش في سنغافورة، حيث كان يدير شركة تأجير السيارات الخاصة به. ومع ذلك، كانت الشركة تعاني من مشاكل مالية خطيرة، لذلك قرر بمساعدة شقيقه الفرار من دائنيه إلى سريلانكا.
تمكن غانداروبان من الحصول على شهادة وفاة مزوّرة تشير إلى تورطه في حرب أهلية محلية ولقاء حتفه أثناء تبادل لإطلاق النار. وبعد إعلان وفاته قانونيًا، حصلت زوجته، رينوغا ديفي سينادوري، على مبلغ 246 ألف دولار تأميناً على الحياة.
بدأ غانداروبان حياة جديدة في سريلانكا، لكنه ظل يرغب في الحفاظ على علاقته مع زوجته وأطفاله، الذين كانوا يزورونه كثيراً. وفي عام 1994، قرر غانداروبان الحصول على جواز سفر مزور والسفر إلى سنغافورة ليتزوج مرة أخرى من زوجته، التي تزوجت من نفس الرجل بهويتين مختلفتين.
وبعد فترة وجيزة، أنجب الزوجان طفلهما الرابع معاً، قبل أن ينتهي الأمر بهما للسجن لقيامهما بجريمة تزوير الوفاة.