تم تتويج السلطان ابراهيم، حاكم ولاية جوهور في ماليزيا،بمنصب ملك ماليزيا بعد أدائه اليمين الرسمية في القصر الوطني في كوالالمبور، الأربعاء 31 يناير/كانون الثاني 2024.
على الرغم من أن دور الملك الماليزي يعتبر شرفياً إلى حد ما، إلا أن تأثيره قد ازداد في السنوات الأخيرة، حيث استخدم صلاحياته التقديرية لتحقيق استقرار سياسي في البلاد.
والسلطان إبراهيم، البالغ من العمر 64 عاماً، يخلف السلطان عبد الله سلطان أحمد شاه، الذي يعود أصله إلى ولاية باهانج، بعد انتهاء فترة حكمه التي استمرت لمدة 5 سنوات
في هذا التقرير نطلعكم على كل ما تودون معرفته عن السلطان ابراهيم ملك ماليزيا الجديد، وكيف تمّ تنصيبه عبر نظام الحكم الملكي الفريد في ماليزيا؟ وما هي الصلاحيات التي سيحظى بها بعد ظفره بالعرش؟
من هو السلطان إبراهيم ؟
السلطان إبراهيم ابن السلطان إسكندر هو حاكم ولاية جوهور في ماليزيا منذ عام 2010. يبلغ من العمر 64 عاماً، وهو زوج راغا زاريث صوفية بنت المرحوم سلطان إدريس شاه، ولديه 6 أبناء. حصل على تعليمه في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية الأمريكية بحسب رويترز
ولعائلة جوهور الملكية تاريخ طويل يعود إلى أوائل القرن الـ16، وتتميز بامتلاك جيش خاص بها. وتعد ولاية جوهور إحدى أكثر الولايات الماليزية تطوراً، وتحظى بمكانة اقتصادية وسياحية مهمة، كما يفصلها عن سنغافورة مضيق صغير.
والسلطان إبراهيم ماليزي بريطاني الجنسية، حيث التقى والده السلطان إسكندر والدته غوزفين روبي تريفورو خلال فترة دراسته في بريطانيا. وقد تولى العرش بعد وفاة والده في عام 2010، ومن ثم قاد الولاية بتفانٍ وتفاعل مع شؤونها المختلفة.
السلطان الرياضي يتربع على العرش
ويعرف عن السلطان إبراهيم، ملك ولاية جوهور السابق في ماليزيا، شغفه الواضح بالرياضة وريادة الأعمال، فهو يتدرب على قيادة الطائرات ويمارس التنس والبولو، إضافةً إلى مشاركته في عدة أنشطة تجارية.
ويتعاون الملك إبراهيم حالياً مع شركة تطوير عقاري صينية تدعى "كونتري غاردن"، في مشروع "فورست سيتي" الذي تقدر تكلفته بنحو 100 مليار دولار.
تم إطلاق المشروع في عام 2006، بهدف بناء مدينة ذكية على 4 جزر قبالة ولاية جوهور. ومع ذلك، واجهت الشركة الصينية صعوبات مالية أدت إلى تعثر المشروع، ما أثار تساؤلات حول مستقبله وما إذا كان سيتم استكماله أم لا.
ردود فعل متباينة على تنصيب ملك ماليزيا
تمثل تصريحات السلطان إبراهيم بعد تنصيبه ردود فعل متباينة من قبل الخصوم في الساحة السياسية، خاصةً رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد.
عارض محمد بشدة محاولات عائلة جوهور الملكية لدخول المشهد السياسي، وقاد حملة استمرت لسنوات بهدف تقليل سلطة السلاطين التسعة.
في عام 2016، أثار السلطان إبراهيم جدلاً بتصريحاته المثيرة؛ حيث دعا بلاده إلى عدم اعتماد العادات الثقافية العربية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالثقافة والتقاليد الملايوية.
السلطان ابراهيم منتخبيه بألاّ يكون دمية
يظهر السلطان إبراهيم في الساحة السياسية كرجل ذي طموح يسعى للعب دور أكبر على الساحة الوطنية. وقد قدم تعهدات لمنتخبيه بألا يتحول إلى "دمية"، كما توعّد المسؤولين الفاسدين بمحاربتهم، خاصةً بعد فضائح الفساد العالمية التي أدّت إلى إسقاط الحكومة السابقة.
وقدّم السلطان رؤية واضحة لسلطته في التعيينات القضائية، حيث يُحاول الحفاظ على الاستقلالية بين السلطات التنفيذية والقضائية. كما يعبّر عن رغبته في تنظيم إدارة الشركات الوطنية، مثل شركة الطاقة "بتروناس"، لتكون تحت إشرافه المباشر.
وتشير تقارير إلى وجود نسبة للملك في مشاريع عديدة على أراضي ولاية جوهور، بما في ذلك مشروع المدينة الذكية بالتعاون مع شركة "كونتري جاردن" الصينية، ومشروع القطار السريع بين كوالالمبور وسنغافورة.
ما هو دور الملك ؟
وفقاً للنظام الملكي الفيدرالي، يؤدي حاكم ماليزيا دوراً شرفياً بشكل كبير، حيث يُمثِّل سلطة البلاد العليا في الدفاع عن الإسلام كدين رسمي.
ويتمتع السلطان الماليزي بصلاحيات محدودة، ويتخذ قراراته بناءً على نصائح رئيس الوزراء، ويوقع على القوانين والتعيينات الحكومية الرفيعة المستوى، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الماليزية، مع صلاحية منح العفو للمحكومين بالسجن.
ومن المتوقع أن يلعب السلطان إبراهيم دوراً مهاماً في تحقيق الاستقرار، ويتمتع بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الحالي أنور إبراهيم، ما يعزز التناغم في العملية السياسية دون تدخل مفرط في السياسة.
نظام الحكم في ماليزيا
تمتاز ماليزيا بنظام ملكي فريد يعد الوحيد من نوعه في العالم، حيث يتسلم الملك الذي يتم انتخابه هذا المنصب لمدة 5 سنوات، ويشارك في هذا التناوب 9 حكام تقليديين يُعرفون بسلاطين 9 ولايات.
يتمتع الملك بدور احتفالي بشكل كبير، حيث لا يشارك في الحكم اليومي للبلاد. ويعود تأسيس نظام الملكية في ماليزيا إلى عام 1957 عند إعلان استقلال الاتحاد المالاوي عن الإمبراطورية البريطانية.
تُخصص مقاعد في مجلس حكام البلاد لكل ولاية من الولايات الـ13 التي تشكل ماليزيا، ويتألف المجلس من السلاطين الـ9 التقليديين، بالإضافة إلى حكام الولايات الـ4 الباقية التي لا تمتلك أسراً ملكية. يقوم السلاطين الـ9 بالتصويت كل 5 سنوات لاختيار واحد من بينهم ليكون الملك.
كيف يتم انتخاب الملك في ماليزيا؟
بحسب "واشنطن بوست" عند انتخاب الملك الجديد ، يُمنح كل سلطان ورقة اقتراع تحمل اسم سلطان الولاية التي تأتي في الدور.
يقوم كل سلطان بتقديم تصويته دون استخدام اسمه، مع احترام فترة حكم السلطان الحالي.
ليتولى المرشح الفائز منصب الملك الجديد، يجب عليه الحصول على أكثرية لا تقل عن 5 أصوات من السلاطين الـ9. في حالة عدم تحقيق هذه الأغلبية أو إذا رفض المرشح المنصب، يُعيد عقد عملية الانتخاب، ويُكتب في أوراق الاقتراع اسم سلطان الولاية التالية في التناوب.
تُضمن السرية في هذه العملية بتقديم أوراق الاقتراع غير المرقمة للحكام، واستخدام نفس أقلام الكتابة ونفس نوع الحبر للتصويت.