من بين الرموز الفلسطينية التي قضّت مضجع الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن قام بإصدار عشرات الأحكام بالسجن المؤبد ضدها، هو المناضل الفلسطيني والقيادي الراحل، ابن مدينة عكا، فوزي النمر.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن النمر، وكيف شارك في الحركات الفلسطينية المقاومة إلى أن أُبعد عن مدينته الأم، فنال حكماً بالسجن لمدة 700 عام، وتدخلت السلطة الفلسطينية من أجل تحريره في إحدى صفقات التبادل.
النمر قائداً في مجموعة فدائية ضد الاحتلال
هو المناضل الفلسطيني فوزي النمر، من مواليد مدينة عكا عام 1936، حيث ترعرع على أرضها إلى أن أصبح واحداً من كوادر وقيادات حركة فتح الأوائل فيها، بعدما التحق بصفوفها في عام 1967.
قاد النمر ضمن نشاطاته "مجموعة عكا 778" التي شملت 11 فدائياً من عكا، ونفذت مجموعة من الأعمال الفدائية في فلسطين المحتلة، منها عمليات جريئة مثل تفجير مصفاة البترول في خليج حيفا.
وتُعد هذه المجموعة الفدائية بمثابة أسطورة في تاريخ حركة التحرر الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
اعتقاله والحكم عليه بـ21 مؤبداً
استمر نشاط فوزي النمر النضالي إلى أن اعتقلته أجهزة المخابرات الإسرائيلية في العام 1969، حيث حُكم عليه بالسجن 21 مؤبداً في سجن الرملة المركزي، بإجمالي 710 أعوام، أمضى منها في سجون الاحتلال الإسرائيلي 15 عاماً، قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى التي أُبرِمت في عام 1983م بين منظمة التحرير الفلسطينية وسلطات الاحتلال، فيما بات يُعرف بـ"صفقة طرابلس".
بعد هذا بفترة وجيزة، انتقل النمر إلى دول المغرب العربي؛ حيث استمر نشاطه في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك حتى عودة منظمة التحرير إلى غزة، إثر اتفاق أوسلو، حينها عاد للأراضي الفلسطينية مجدداً. ففي تلك الفترة لم يفارق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعاد معه إلى غزة.
وقد شغل فوزي النمر أيضاً منصب مستشار الرئيس لشؤون التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر، حيث كلفه أبو عمار (عرفات)، برئاسة لجنة التواصل مع فلسطينيي الـ48، ليكون حلقة الوصل بين جناحَي الشعب الفلسطيني، وترأس أعمال اللجنة التي برزت في مجال الإغاثة والإسناد.
وقد لعبت هذه اللجنة دوراً مهماً في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، من عام 2000، وحتى عام 2005، إذ كانت إحدى قنوات الدعم والإغاثة للشعب في قطاع غزة والضفة الغربية.
وبالرغم من أن سلطات الاحتلال منعته من العودة إلى عكا أو إلى داخل فلسطين المحتلة، لكنه بقي على تواصل مستمر مع أهله والهيئات الوطنية في الداخل.
رمز من رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة
بعد أكثر من عقد في سجون الاحتلال، كان النمر قد أصبح رمزاً من رموز وقادة الحركة الفلسطينية الأسيرة، بعدما شكَّل الحالة التنظيمية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في ذلك الوقت.
عاد فوزي النمر من المغرب العربي للاستقرار في غزة عام 1994، حيث تزوج من المناضلة الأسيرة المحررة، وعضوة المجلس الثوري الفلسطيني السابق، وعضوة المجلس الاستشاري لحركة فتح، قائدة الشرطة الفلسطينية فاطمة البرناوي، وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات شاهداً على العقد.
وفاته
عاش فوزي النمر في قطاع غزة ما تبقى من حياته، إلى أن توفي يوم الخميس 11 أبريل/نيسان عام 2013، في مدينة غزة، عن عمر يناهز الـ 75 عاماً. وخرج عدد من الجنازات الرمزية لنعيه في مدينة عكا.