فجر 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن المستشفى الإندونيسي عن توقف المولّد الرئيسي الخاص به عن العمل بشكل نهائي، وهو ما يضع مئات المرضى والمصابين الفلسطينيين في خطر محدق.
إذ أدى توقف المولد الرئيسي في المستشفى إلى توقف الأنظمة الكهروماكينية عن العمل بجميع أقسام المستشفى، بما في ذلك أنظمة التهوية في غرف العمليات، وتوقف محطة الأوكسجين الوحيدة بالمستشفى، وانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المبيت، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى.
بذلك بات المستشفى الإندونيسي مهدداً للانضمام إلى المستشفيات التي أجبرها الاحتلال على توقف خدماتها بسبب القصف والاستهداف ونفاد الوقود، عقب منع الاحتلال دخول الوقود بشكلٍ قاطع إلى القطاع.
ويعدّ المستشفى الإندونيسي، الواقع ببيت لاهيا شمال قطاع غزة، من أهم مستشفيات القطاع، وأكثرها استقبالاً لضحايا القصف الإسرائيلي لمناطق شمال القطاع ومدينة غزة، كما أنه تحوّل في الحرب الحالية إلى مكان لجوء لآلاف الفلسطينيين، رغم تعرضه عدة مرات للاستهداف.
أول مستشفى يؤسَّس في القطاع المحاصَر
خلال الحرب العنيفة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 2008، كان الضغط الطبي الكبير مركزاً بشكلٍ كامل على مستشفى كمال عدوان، في منطقة شمال قطاع غزة، ومن هناك كان تفكير سكان غزة والمنظمات الطبية منصباً على تعزيز شمال قطاع غزة بمستشفى جديد، يكون رافداً لمستشفى كمال عدوان في منطقة بيت لاهيا.
من هذا المنطلق، جاءت فكرة تشييد المستشفى الإندونيسي الذي شرع في العمل على إنجازه منذ عام 2011 إلى أن تم افتتاحه بشكلٍ غير رسمي نهاية عام 2014 لخدمة سكان محافظة شمال قطاع غزة، قبل أن يدشّن بشكلٍ رسمي سنة 2016.
وبتشييده صار المستشفى الإندونيسي أوّل مستشفى يتم بناؤه في فترة الحصار على غزة، إذ بقيت المنظومة الاستشفائية في غزة على حالها منذ إطباق الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق على القطاع سنة 2006.
أُنجز بتمويلٍ إندونيسي، ودشّنه نائب رئيسها
تم بناء المستشفى على مساحة 16 ألف متر مربع من الأراضي التي تبرعت بها حكومة غزة على تلة بالقرب من جباليا، أكبر مخيم للاجئين في غزة.
وساهم في إنجازه دولة إندونيسيا بإشراف وتنفيذ مؤسسة ميرسي الإندونيسية وبتمويل من الشعب الإندونيسي، وذلك في إطار الأخوة والتعاون بين الشعبين الفلسطيني والإندونيسي.
إذ بلغت تكلفة بنائه 8.7 مليون دولار أمريكي، كان جزءٌ من تمويلها على عاتق لجنة الإنقاذ الطبية الطارئة في إندونيسيا.
تبلغ طاقة المستشفى 100 سرير، و4 غرف عمليات مجهزة تجهيزاً عالياً، ووحدة العناية المركزة المكونة من 10 أسرّة، وبذلك أصبح المستشفى أكبر منشأة طبية في شمال غزة، كما يحتوي المستشفى على جهاز التصوير المقطعي المحوسب الحديث، وهو الجهاز الوحيد من نوعه في غزة، إضافة إلى جهاز أشعة فيلو سكوبي ومختبر للدم.
وإلى جانب الكادر الطبي الفلسطيني، يعمل في المستشفى عدد من المتطوعين والأخصائيين الإندونيسيين.
وسيحل المستشفى الإندونيسي المكون من 3 طوابق محل مستشفى كمال عدوان، الذي تم إغلاقه للتجديد والصيانة. ستقوم وزارة الصحة الفلسطينية الآن بتجديد مستشفى كمال عدوان لتحسين جودة خدماته، وخلال هذه الفترة، سيتم توفير الخدمات الطبية للأطفال بشكل مؤقت في مستشفيات أخرى في غزة، بما في ذلك النصر والدرة وبيت حانون، ومستشفيات بلسم.
وافتتح نائب الرئيس الإندونيسي، يوسف كالا، المستشفى الجديد في 9 يناير/كانون الثاني 2016 المستشفى بشكلٍ رسمي، ومنذ ذلك الحين يعالج المستشفى أكثر من 250 مريضاً يومياً، أمّا في الحرب الحالية فقد استقبل المستشفى آلاف الضحايا.
تم استهدافه من قبل الاحتلال أكثر من مرة
يتعرض المستشفى الإندونيسي في كل جولة تصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى أضرار بليغة نتيجة استهداف الاحتلال الصهيوني لأراض زراعية ومواقع عسكرية تقع بجواره، غير أنّه خلال الحرب الحالية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، تحوّل المستشفى الإندونيسي إلى هدفٍ مباشرٍ للاحتلال الإسرائيلي.
وعلاوة على تهديده المستمر بقصف المستشفى من خلال الادعاء الباطل أنّ المستشفى هو مركز لحماس، ويُستخدم من قبل المقاومة، استهدفت غارات الاحتلال في اليوم الأول للعدوان المستشفى الإندونيسي، مما تسبب في استشهاد أحد العاملين به.
كما تعرضت أقسام عديدة من المستشفى إلى دمار كبير عقب استهداف الاحتلال محيط المستشفى في 28 أكتوبر/تشرين الأول.
وتعرّض محيط المستشفى إلى عشرات الغارات، مما تسبب أيضاً في تصدعٍ ودمار للمستشفى الذي يعدّ ملجأ لآلاف اللاجئين الفلسطينيين من مناطق الشمال.