تعدّ الإمبراطورية الرومانية الإمبراطورية الأبرز في التاريخ، امتدت هذه الإمبراطورية عبر ثلاث قارات، فمن المناطق الجليدية في بريطانيا إلى صحاري أفريقيا القاسية، وشبه الجزيرة الأيبيرية، إلى الشرق الأوسط، تشكّلت واحدة من أكبر إمبراطوريات التاريخ، بفضل مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
ومع أن مدينة روما الإيطالية كانت مركز هذه الحضارة القوية، إلا أن المدن الرومانية، التي بُنيت خارج حدود إيطاليا لعبت أدواراً كبيرة وحاسمة في كتابة تاريخ الإمبراطورية الرومانية العريقة. في هذا التقرير نرصد بعض هذه المدن العظيمة، التي بُنيت وكان لها شأنٌ كبير، وذلك وفقاً لموقع worldatlas الأمريكي.
جراسا بالأردن .. أبرز مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا
بفضل معابدها وأقواسها الرخامية المنحوتة بشكل معقد، وساحاتها الكبيرة، وشارعها ذي الأعمدة الذي يشبه العمود الفقري، وميدان سباق الخيل العظيم، حيث كان من الممكن أن يستمتع آلاف الرومان ذات يوم، كانت مدينة جراسا التي تعرف في عصرنا الحالي باسم جرش، وتقع شمال الأردن، وهي الآن المركز الإداري لمحافظة جرش، مدينة رائعة ولا ينبغي تفويتها اليوم في قائمة أعظم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
لقد تمتعت المدينة بأكثر من 6500 عام من الاحتلال المستمر، وتعتبر واحدة من أفضل مدن السوق الإقليمية الرومانية المحفوظة في العالم، وواحدة من أفضل الأمثلة على التمدن في تلك الفترة.
تصف بعض النصوص التاريخية جراسا بأنها أنطاكية على نهر الذهب، بل إن اسم جراسا نفسه يُعتقد أنه اشتق من كلمة "صخري" في اللغات السامية.
في أيام مجدها كانت جراسا مدينة حيوية ضمن حلف المدن العشرة، الديكابولس، وهي عبارة عن مجموعة من 10 مدن كانت تقع في الجبهة الشرقية للإمبراطورية الرومانية في الأردن وفلسطين وسوريا. وتقع جرش على بعد 30 ميلاً تقريباً شمال العاصمة الأردنية عمان، وقد ساعدها موقعها في جعلها مركزاً رئيسياً للتجارة.
والآن، تعد جرش واحدة من مدن الديكابولس التي لا تزال محتفظة بنفسها بشكل جيد، إذ تكشف مجموعة الأطلال الموجودة في المدينة عن مزيج من العمارة الهيلينية والرومانية والبيزنطية، وتوفر نافذة مفتوحة أمام الزوار، يرون من خلالها كيف كانت الحياة الحضرية في المدن الرومانية القديمة.
يُعتقد أن جرش هي أكبر مدينة رومانية لا تزال موجودة حتى الآن، وتوصف في كثير من الأحيان بـ"بومبي الشرق الأوسط، يمكن للسياح أن يتوقعوا الحصول على جولة سياحية حقيقية وموثوقة لمدينةٍ قديمةٍ تقع تماماً في وسط مدينة حديثة.
قرطاج بتونس
تقع مدينة قرطاج في تونس المعاصرة، وهي مدينة عتيقة ذات تاريخ مذهل. ويأتي اسمها من المصطلح الفينيقي "قرت حدشت"، الذي يعني مدينة أو بلدة جديدة.
أسس المستوطنون الفينيقيون الكنعانيون مدينة قرطاج في القرن التاسع قبل الميلاد تقريباً، لتتوسع بعد ذلك وتتحول إلى إمبراطورية تجارية وبحرية مهيمنة، وأهم مدينة في قائمة مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
سيطرت المدينة على عديد من طرق التجارة حول البحر الأبيض المتوسط الواسع، وبسبب موقعها الاستراتيجي على الساحل الشمالي لأفريقيا، بجانب قوتها البحرية، كانت قرطاج واحدةً من أقوى المدن في العالم القديم.
دخلت قرطاج في منافسة مع روما، استمرت لمئات السنوات، بلغ هذا الصراع ذروته في ثلاث حروب بونيقية. تضمنت هذه الحروب معركة كاناي، والتي ظهر فيها قادة معروفون مثل حنبعل. غير أنّ قرطاج تلقت هزيمة مذلة خلال الحرب البونيقية الثالثة في عام 146 قبل الميلاد، وتعرضت للنهب والحرق عن طريق الرومان.
بعد السيطرة على المدينة، أعاد الرومان بناءها وترميمها كلياً، وحولوها إلى أحد أهم مراكزهم الحيوية. ازدهرت قرطاج مرة أخرى، ولكن هذه المرة تحت حكم الرومان، وكانت معروفة بثقافتها وتجارتها وأنشطتها الإدارية.
والآن، صارت قرطاج بلدية في العاصمة التونسية تونس. وتغمر التطورات المعاصرة غالبية المناظر الطبيعية القديمة للمدينة، لكن عديداً من أطلال قرطاج القديمة لا تزال موجودة. وتعد النسخة الحديثة من المدينة ملاذاً للسياح، وتوفر رحلات تظهر إرثها الثقافي والتاريخي.
تراكو بإسبانيا
تقع تراكو اليوم في إسبانيا، وصارت تُعرف الآن باسم طركونة، كما تتميّز بالكثير من الأطلال الرومانية القديمة، التي تتضمن المدرجات والقنوات المائية، والتي تحكي تاريخاً مزهراً لهذه المدينة باعتبارها واحدة من أهم وأعظم المدن في قائمة مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
فقد كانت تراكو أقدم مستوطنة رومانية في شبه الجزيرة الإيبيرية. ومع ذلك، قبل أن يستولي الرومان على المدينة، سكن الإيبيريون المدينة، وبدأت الأهمية التاريخية لتراكو في القرن الثاني قبل الميلاد، خلال الحرب البونيقية الثانية.
حظيت مدينة تراكو الرومانية البارزة بموقع استراتيجي في الإمبراطورية، فقد كانت مركزاً تجارياً حيوياً ومركزاً إدارياً رئيسياً للمنطقة بأكملها، كذلك وضعها قربها من الساحل في قلب الأنشطة البحرية في ذلك الوقت. والأكثر من ذلك أن تراكو اضطلعت بدور هائل في نشر الثقافة الرومانية والنفوذ الروماني حول شبه الجزيرة الإيبيرية.
أنطاكية بتركيا
تقع مدينة أنطاكية اليوم في محافظة هاتاي التركية، التي تقع في أقصى جنوب تركيا. اتخذت أنطاكية موقعاً لها شرق نهر العاصي، وتتميز بأراضيها الخصبة، كانت أنطاكية مركزاً رومانياً آخر للتجارة والثقافة والدين، كانت المدينة معروفة، لدورها في العالم المسيحي والروماني والهيليني، بإحدى أهم المدن في قائمة مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا .
تأسست المدينة على يد سلوقس الأول، في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وبرزت شهرة أنطاكية فور تأسيسها تقريباً، وكانت واحدة من المدن الأعلى هيمنةً في الإمبراطورية السلوقية، وصارت لاحقاً مركز الثقافة الإغريقية في المنطقة. علاوة على أن موقع أنطاكية على النهر أتاح لها الاضطلاع بدور كبير في التجارة والاتصالات.
ضمت الإمبراطورية الرومانية أنطاكية في عام 64 قبل الميلاد، وبعدها صارت إحدى أعظم مدينة في قائمة مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
فقد اخترق التأثير الروماني كل جنبات المدينة، وهو ما يتضح عبر المعابد والحمامات الرومانية والمسارح والقنوات الموجودة داخل جدرانها. رحبت أنطاكية أيضاً بعديد من الثقافات والديانات، لاسيما نظراً إلى أنها تقع عند مفترق طرق بين الشرق والغرب.
ورسخت أنطاكية مكاناً دائماً لها في التاريخ المسيحي، لأنها صارت الموقع الذي أُطلق فيه على أتباع المسيح "مسيحيون" للمرة الأولى. كذلك وفرت المدينة موطناً لبولس الرسول خلال رحلاته التبشيرية، ما جعلها فعلياً مركزاً للمسيحية في مهدها.
الإسكندرية بمصر
تقع الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال مصر، وتعد واحدة من أهم المدن تاريخياً على مستوى العالم. أسس هذه المدينة الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد أو 332 قبل الميلاد، واضطلعت المدينة بدور منارة البحر الأبيض المتوسط، ومثلت التقاء الحضارة الإغريقية والمصرية، ثم الرومانية لاحقاً.
لا تزال الإسكندرية واحدة من المدن الرئيسية في مصر، في ظل معالمها التاريخية الجذابة التي تجعلها واحدة من وجهات الوصول الأشد جاذبية بالنسبة للزوار من جميع أنحاء العالم، وأهم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا
أسست من قبل الإسكندر الأكبر التي اتخذت اسمه كي يجعلها مدينة عظيمة، ويُفترض أن حلم يقظة هو ما دفعه لبناء المدينة. بعد موت الإسكندر، تولى البطالمة حكم مصر، كان البطالمة من الإغريق ولم يهدروا الوقت قبل تحويل الإسكندرية إلى مكان للثقافة الهيلينية والتعليم.
ولكن بمجرد أن بدأ نجم البطالمة في الأفول، ارتأى الرومان مرة أخرى فرصة لحكم المدينة، وبوصفها جزءاً من الإمبراطورية الرومانية، ازدهرت الإسكندرية لتكون أحد الموانئ الرئيسية في البحر الأبيض المتوسط.
فضلاً عن تأثيرها التاريخي المذهل، كانت الإسكندرية موطناً لمكتبة الإسكندرية العظمى التي ضمت عدداً لا يُحصى من المخطوطات، جذبت المكتبة إليها الباحثين من كل أنحاء العالم القديم. والأكثر من ذلك أن المكتبة شهدت ميلاد الطلب وتطور العلوم الطبية، ما يضمن لها موقعها في كتب التاريخ. وتفخر المدينة بأنها كانت موطناً لواحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهي فنار الإسكندرية، كذلك يوجد في المدينة مقابر كوم الشقافة، وأطلال المعابد والمسارح الرومانية.
لندينيوم ببريطانيا
بوصفها عاصمة بريطانيا الرومانية، تطورت مدينة لندينيوم على مدى عدة قرون لتصير إحدى المستوطنات الأعلى تأثيراً في الأرض.
تأسست المدينة بين عامي 47 و50 ميلادياً على يد الرومان، وتقع على ضفتي نهر التايمز، حيث توجد مدينة لندن المعاصرة الآن، التي تبلغ مساحتها ميلاً مربعاً. كانت لندينيوم نقطة التقاء على النهر قبل أن تتحول بسرعة إلى مركز حضري صاخب، يخدم بريطانيا الرومانية لأكثر من 350 عاماً.
كانت المدينة مركزاً رئيسياً للتجارة والنقل، حيث وفّر النهر وسائل نقل تصل لندينيوم بأوروبا القارية. ونظراً إلى أن النهر كان صالحاً للملاحة، جذبت لندينيوم التجار من أرجاء الإمبراطورية الرومانية. وضم سوقها بضائع متنوعة، بما في ذلك المنتجات المحلية والواردات الغربية.
وفي عام 200 ميلادياً تقريباً، تشكل سور ضخم لمدينة لندينيوم حولها. كفل السور الحماية للمدينة من التهديدات الخارجية، ورسّخ مكانتها داخل الإمبراطورية الرومانية.
تملك لندينيوم، مثل كثير من المدن الرومانية الأخرى، معابد كبرى وحمامات ومباني البازيليكا. ساعدت العمارة الرومانية في تشكيل المشهد الحضري للندن، التي تبرز اليوم بوصفها شهادة على الإرث الروماني، حيث تمنح المواقع القديمة والأطلال المتبقية من أزمنة لندينيوم زوار المدينة لمحة حول ماضيها العريق، إذ أنّ مدينة تعتبر من أهم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا
لبدة الكبرى بليبيا
تقع هذه المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا المعاصرة، ولمعت لبدة الكبرى بوصفها إحدى جواهر تاج الإمبراطورية الرومانية، وأبرز مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
ومع ذلك بدأت قصة المدينة قبل وقت طويل من أن تطأ أقدام الرومان شواطئ المدينة. أسس أهالي مدينة صور الفينيقية لبدة الكبرى في القرن السابع قبل الميلاد. أدرك الفينيقيون أهمية موقعها الاستراتيجي، ولم يهدروا وقتاً قبل تحويلها إلى ميناء تجاري كبير.
وعندما برزت قوة الرومان، ضُمت لبدة الكبيرة، وحالها حال كثير من المدن الرومانية، ازدهرت المدينة في ظل الحكم الروماني. أظهر الرومان كذلك مهارتهم المعمارية في هذه المدينة، عبر تشييد قوس نصر سيبتيموس سيفيروس، ومسرح لبدة الكبرى، وحمامات هادريان، والمنتدى الروماني، وبازيليكا سيفيروس.
فضلاً عن الهندسة المعمارية المذهلة، ضمت لبدة الكبرى عديداً من الآثار العامة، والمحال، بالإضافة إلى ميناء وسوق.
لسوء الحظ تعاني لبدة الكبرى في الوقت الراهن، بسبب الحرب والاضطرابات التي تشهدها ليبيا، تعاني هذه المستوطنة التي فرضت نفسها بقوة في سابق الزمان من الإهمال، ويتجاهلها معظم السياح. ونأمل أن يعم الاستقرار في هذه البلاد، وأن تجذب هذه الأطلال الرومانية الزوار مرة أخرى، ما يعزز الاقتصاد المحلي للمدينة العتيقة.
تدمر بسوريا
لا شك أن مدينة تدمر القديمة هي واحدة من أهم مدن الأرض تاريخياً، تقع المدينة في وسط واحة خصبة في سوريا.
تشير الأدلة الأثرية إلى أن تاريخ تدمر يمتد إلى العصر الحجري الحديث، ما يعني أنها واحدة من أقدم المدن على مستوى العالم، التي سكنها البشر بصورة مستمرة، وأبرز مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
كانت في الأصل مدينة سامية قديمة، سُميت حسب المراجع الأقدم، تدمر (والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بأشجار النخيل التي كانت ولا تزال تحيط بالمدينة)، وقد أطلق عليها اليونانيون فيما بعد اسم "تدمر".
كان التدمريون مزيجاً من الأموريين والآراميين والعرب، وثقافتهم ودينهم، رغم تأثرهم بالإمبراطوريات اليونانية الرومانية، ظلوا دائماً شرقيين ومتميزين.
تقع تدمر عند ملتقى طرق، حيث تتقاطع عديد من طرق التجارة الرئيسية، وكانت بمثابة موقع مركزي للقوافل والتجار الذين يسافرون عبر الشرق الأوسط. ويقع في المدينة كولوناد تدمر الكبير وعلى جانبيه تماثيل أغنى رعاة المدينة، وهو ما يعكس الازدهار الذي تمتع به سكانها في ذلك الوقت. مول هؤلاء الرعاة أيضاً عديداً من مشروعات البناء المهيبة، التي تدمج التقنيات اليونانية الرومانية مع التأثيرات الفارسية والمحلية.
استولت روما على أراضي سوريا المعاصرة في عام 64 قبل الميلاد، وحولتها إلى مقاطعة رومانية عاصمتها أنطاكية. ظلت تدمر تتمتع بحكم شبه ذاتي، لكنها استمتعت أيضاً بمزايا الحماية الرومانية، أتاحت مكانة تدمر كونها مدينة رومانية بتعزيز صيتها بوصفها "مدينة قوافل". وقد كانت معروفة أيضاً بقدرتها على توفير مصادر الغذاء، حتى في الظروف المناخية القاسية، ما جعلها جزءاً لا يُعوَّض في شبكة التجارة الرومانية.
في الوقت الحالي لا تزال تدمر تواجه تهديدات، وبعضٌ من آثارها الرومانية الرئيسية صمدت أمام الدمار، رغم الهجمات السابقة التي شنتها الجماعات المسلحة. ومع ذلك تبقى تدمر أشبه بواحةٍ في صحراء سوريا، في ظل أطلالها المتعددة التي ما زالت تقدم لمحةً عن ماضيها.
قرطبة بإسبانيا
تقع قرطبة في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا، وتعد عاصمة مقاطعة قرطبة، وهي تزخر بتاريخ يمتد لآلاف السنين.
برز تميزها تحت الحكم الروماني بعد تأسيسها عن طريق الرومان بسبب قيمتها الاستراتيجية، إذ تقع في بقعة مرتفعة صالحة للملاحة على نهر الوادي الكبير، ما ساعدها في أن تصير مدينة مرفئية رئيسية، وأهم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.
ولما كانت عاصمة مقاطعة بايتيكا في الأزمنة القديمة، حيث امتدت فوق مساحة كبيرة في المنطقة التي تُعرف اليوم باسم الأندلس، برزت قرطبة بوصفها مدينة رومانية مزدهرة. المزيج الذي تمتعت به المدينة، والذي يجمع بين التقاليد المحلية والتأثير الروماني، خلق إرثاً وثقافة فريدة. يضرب ما يُعرف بـ"كنز قرطبة"، أو Tesoro de Córdoba، مثالاً على التقاء الثقافات هذا، إذ يسلط الضوء على مزيج من العناصر الفنية الرومانية والمحلية.
في أعقاب الفتح الإسلامي للأندلس، شهدت قرطبة بناء أكثر من 300 مسجد، وعدد من القصور، والكثير من البنايات العامة. وأبرز هذه العجائب المعمارية كان المسجد الكبير بقرطبة، الذي يُعرف محلياً باسم كاتدرائية قرطبة وجامعها.
أوغستا روريكا بسويسرا
مدينة أوغستا روريكا تقع بالقرب من بلدية أوغست في سويسرا، وتعد المدينة واحدة من حلقات الوصل الرئيسية للإرث الروماني في سويسرا.
تتضاعف قيمة هذه المدينة، التي تعد من أهم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا؛ كونها متحفاً مفتوحاً يقع على الضفة الجنوبية لنهر الراين. ويقدم الموقع نظرة معمقة للوجود الروماني في سويسرا، وأثره الباقي في ثقافة المنطقة وتاريخها.
حصلت مستوطنة أوغستا روريكا على تسميتها من قبيلة قلطية تدعى روريكر. كان نهر الراين خطاً حدودياً طبيعياً وحاجزاً للمدينة في عصور الرومان. وعزز الرومان دفاعات المدينة عن طريق إضافة معسكرات للجيش وبلدات أصغر.
لا تزال أطلال أوغستا روريكا محفوظة بصورة جيدة، ولا يزال الزوار قادرين على استكشاف المسرح الروماني والمعبد والبنايات المدنية الأخرى في عصرنا الحالي. تستقبل المدينة حوالي 140 ألف زائر سنوياً، يرغبون في معرفة المزيد عن الحياة اليومية للرومان في سويسرا في المدينة التي تعد واحدة من أهم مدن رومانية قديمة بنيت خارج إيطاليا.