لماذا زلزال الحوز كان الأقوى في تاريخ المغرب؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/09 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/09 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
لماذ زلزال الحوز هو أقوى زلزال في المغرب / مواقع التواصل

اهتزّ المغرب مساء الجمعة، 8 سبتمبر 2023، على وقع زلزالٍ عنيف وصلت شدته نحو 7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن مقتل نحو 900 قتيل وآلاف الجرحى -حتى وقت كتابة هذا التقرير-، إلى جانب انهيار عدد من المباني، وهو ما يجعله يصنّف على أنّه أقوى زلزال في المغرب.

وتعرّض المغرب خلال السنوات الماضية لسلسلة من الزلازل التي تسبب بعضها في إحداث دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة، غير أنّ زلزال الحوز الأخير، يُعدّ أقوى زلزال ضرب المغرب منذ قرن.

في هذا الصدد، ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزال المغرب كان "قوياً بشكل غير عادي" بالنسبة لهذه المنطقة المغربية. وذكرت الهيئة الفيدرالية أن "الزلازل بهذا الحجم في المنطقة غير شائعة، لكنها ليست غير متوقعة".

وأضافت: "منذ عام 1900، لم تكن هناك زلازل بقوة 6 درجات على مقياس ريختر وأكبر في نطاق 500 كيلومتر من هذا الزلزال. كما لم تحدث سوى 9 زلازل بقوة 5 درجات وأكبر" خلال الفترة عينها.، وهو ما يجعل زلزال الحوز، أقوى زلزال في المغرب.

لماذا كان زلزال الحوز يعدّ أقوى زلزال في المغرب؟ 

لا شكّ أنّ زلزال الحوز الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة، 8 سبتمبر 2023، هو أقوى زلزال في المغرب عبر تاريخه الطويل وحتى وقتنا الحالي، حيث بلغت قوة هذا الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر، ويعتبر الزلزال الأعنف في تاريخ المغرب حتى الآن. 

حدّد مركز الزلزال بالقرب من بلدة إغيل في ولاية الحوز، على بُعد حوالي 70 كيلومتراً جنوب مراكش، أما عمقه فكان 18 كيلومتراً تحت سطح الأرض، في حين حددت وكالة الزلازل المغربية مركزه على عمق 8 كيلومترات، وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هذه الزلازل السطحية أكثر خطورة.

أقوى زلزال في المغرب
زلزال الحوز، أقوى زلزال في المغرب /رويترز

على العموم، تحدث الزلازل نتيجة لحركة الصفائح التكتونية للأرض، وهذه الحركة إما أن تكون متباعدة عن بعضها أو مصطدمة مع بعضها أو منزلقة عبر حدودها، ويتم تحديد قوة الزلزال حسب القوة التي تحركت بها الصفائح التكتونية، وتُعرف النقطة التي تحدث فيها هذه الحركة بالبؤرة الزلزالية.

ومن هذا المنطلق، من الواضح أنّ سبب حدوث زلزال المغرب الأخير والذي يعدّ أقوى زلزال في المغرب هو تقارب حدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية، هذا التقارب كانت حركته باتجاه الشمال الغربي وبالتحديد المغرب. 

كما أنّ مركز الزلزال الذي حُدّد بجبال الأطلس، جعله يكون قوياً بالشكل الذي وقع عليه، إذ وصلت ارتدادته إلى مئات الكيلومترات، فحدوث الزلازل في مثل هذه الطبيعة الجغرافية يؤدي إلى حدوث أضرار أكبر بالعادة، بسبب أنها منطقة تحتوي على فوالق وتشققات، تعطي قوة أكبر للزلزال.

قبل زلزال الحوز.. ما أقوى الزلازل التي ضربت المغرب في آخر 100 سنة؟ 

على الرغم من تصنيفه منطقة معتدلة في النشاط الزلزالي، فإنّ المغرب شهد في تاريخه عدة زلازل قوية قبل الزلزال الأخير الذي ضرب إقليم الحوز، ولعلّ أبرز أقوى الزلازل التي ضربت المغرب في العقود الماضية ما يلي: 

زلزال تطوان 1909

في 29 من يناير/كانون الثاني 1909، دمر زلزال عنيف فاق 7 درجات مدينة تطوان المغربية، مخلفاً مقتل 100 شخص وتدمير المدينة المغربية. 

زلزال أكادير الكبير

في 29 من فبراير/شباط 1960، شهدت مدينة أكادير المغربية، زلزالاً دمر المدينة بأكملها وحوّلها إلى ركام.

وعلى الرغم من أن الهزة الأرضية كانت متوسطة؛ إذ بلغت 5.7 درجة على مقياس ريختر، فإنها خلفت حوالي 15 ألف قتيل، ما يمثل ثلث عدد سكان مدينة أكادير في ذلك الوقت.

وعلاوة على الخسائر الكبيرة في الأرواح، فإن الزلزال أدّى إلى جرح 12 ألف شخص، وتشريد ما لا يقل عن 35 ألفاً آخرين. وبهذا يعتبر "زلزال أكادير" أحد أقوى الزلزال في المغرب..

زلزال الحسيمة 1994

شهدت الحسيمة ونواحيها عدداً من الزلازل، من بينها زلزال عام 1994، وقد بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، ووقع قرب الحسيمة، وأسفر عن مقتل شخصين وجرح العشرات.

زلزال الحسيمة سنة 2004

هو آخر الزلازل المدمرة والقوية التي ضربت المغرب قبل زلزال الحوز، ففي 24 فبراير/شباط 2004، اهتزت مدينة الحسيمة على وقع زلزال قوي، بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر، مخلفاً أكثر من 628 قتيلاً و926 جريحاً وأكثر من 15230 متضرراً.

تحميل المزيد