أحدها مصري وبعضها تشوهت سمعته بشكل كبير.. 8 رموز شائعة ومعناها

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/27 الساعة 13:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/27 الساعة 13:29 بتوقيت غرينتش
مفتاح الحياة أو العنخ من الحضارة المصرية القديمة / Wikimedia Commons

منذ ظهور الكتابة في العالم القديم استخدم الإنسان رموزاً مختلفة للتعبير عن الحروف والكلمات، فعلى سبيل المثال تجد رموز الحضارة المصرية القديمة على جدران المعابد والأهرامات تروي قصص وتاريخ الملوك أو الحياة اليومية أو حتى الطقوس الدينية. وكذلك الأمر مع الحضارات القديمة في كل مكان من العالم.

ومع مرور الزمن وتحول العالم إلى "قرية صغيرة" انتقلت تلك الرموز من حضارة إلى أخرى، وكثيرون يستخدمون تلك الرموز لأغراض مختلفة دون أن يعرفوا معناها الحقيقي، ربما تكون رأيتها في الشارع أو في ميدالية مفاتيح أو حتى كوشم لأحدهم، كثير من الرموز الموجودة حولنا لها أصل، ورمزية ربما تعتبر دينية أو ثقافية من حضارة أخرى. وهذه 8 رموز قديمة ومعناها:

1- الصليب المعقوف لم يبتكره الحزب النازي في ألمانيا

على الرغم من ارتباطه في يومنا الحالي بالحزب النازي وهتلر،  حيث أطلق عليه صليب "سويستيكا". وهو يمثل الجنس الآري بدورته الطموحة في السيطرة على العالم.

رموز
وعاء سامراء، يعود إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد في العراق / Wikimedia Commons

ولكن الصليب المعقوف في الحقيقة لا علاقة له بألمانيا وإنما تعود أصوله للهند، ويستخدم هناك لأكثر من 5000 سنة، ويشير الصليب المعقوف إلى شكلين للإله الخالق "براهما" بحسب الديانة الهندوسية، ولكل تفصيل منه هناك معنى.
فالصليب المعقوف لليمين يشير إلى تطور الكون والمعقوف لليسار إلى تقهقره. يعتبر الصليب المعقوف مقدساً ومباركاً عند الهندوس ويستخدم في التزيين والتصاميم الدينية. ويشاهد في كل القارة الهندية بجوانب المعابد. وحضارات وادي الرافدين القديمة.

2- رمز البلوتوث من ثقافة الفايكنغ

ما دمت تمتلك هاتفاً ذكياً فأنت بالتأكيد شاهدت رمز البلوتوث الذي يشبه مثلثين أحدهما فوق الآخر يشيران إلى الشرق، لكن ما لا يدركه كثير من الأشخاص أن هذا الرمز بالحقيقة له علاقة وثيقة بالفايكنغ والأبجدية المستخدمة في الكتابة بثقافتهم في الألفية الأولى بعد الميلاد.

رموز
رمز البلوتوث على سماعة لاسلكية / Wikimedia Commons

تم اختيار هذا الرمز بواسطة جيم كارداش، المهندس الذي يعمل في تطوير التقنيات اللاسلكية بشركة إنتل، كان كارداش يقرأ رواية تاريخية عن الفايكنغ في أثناء تطوير تقنية البلوتوث اللاسلكية.

وفي القصة كانت هناك شخصية باسم هارولد جورمسون، الملك الذي حكم القبائل في الدنمارك والنرويج خلال عصر الفايكنغ. والملقب بـ"هارولد بلوتوث"، أي صاحب الأسنان الزرقاء.
كان الملك هارولد يسعى لتوحيد قبائل الفايكنغ، وهو ما كان مشابهاً للغرض الذي كان يأمل كارداش تحقيقه باستخدام تقنيته الجديدة. لذلك اختار ذلك الرمز الذي يدمج بين الحروف "الرونية" التي كانت تستخدم في كتابة مختلف اللغات الجرمانية لـ"H" و"B". وهي الأحرف الأولى لاسم هارولد بلوتوث.

3- الجمجمة والعظمتان المتقاطعة

الجمجمة والعظمتان رمز يتألف من جمجمة بشرية وعظمتين متقاطعتين تحتها. وارتبط بشكل كبير بالقراصنة ويستخدم على عبوات المواد السامة والكيميائية الخطرة، نشأ هذا الرمز في أواخر العصور الوسطى كرمز للموت و"تذكرة" موت على شواهد القبور، كما استخدم هذا الرمز في الأعلام والشعارات العسكرية.

رموز
الجمجمة والعظمتان المتقاطعة / Wikimedia Commons

أصل هذا الرمز يعود إلى طريقة ترتيب الجماجم والعظام في المقابر بأوروبا، حيث كانت توضع الجماجم فوق عظام الفخذ المتقاطعة يمكن رؤية مثال على ذلك في مقبرة سيدليك بجمهورية التشيك.

4- الين واليانغ من الديانة الطاوية لعلم كوريا الجنوبية

ظهر هذا الرمز في الفكر الشرقي والديانة الطاوية في قارة آسيا، من نصفي دائرة متداخلين باللونين الأبيض والأسود وداخل كل منها نقطة من اللون الآخر، ويرمزان بحسب الفلسفة الطاوية إلى جميع جوانب وظواهر الحياة.

رموز
رمز الين واليانغ / Wikimedia Commons

الين هو اللون الأسود ويرمز إلى الأرض والأنوثة والظلام والسلبية والامتصاص. ويُنظر إلى اليانغ على أنه الجنة، والذكورة، والنور، والنشاط، والاختراق. وتفاعلهما مع بعضهما البعض (حيث يزيد أحدهما ينقص الآخر) هو وصف للعملية الفعلية للكون وكل ما فيه من انسجام.

علم كوريا الجنوبية/ Wikimedia Commons


يظهر الرمز أيضاً على علم كوريا الجنوبية ولكن مع استبدال اللونين الأسود والأبيض باللونين الأحمر والأزرق دون وجود النقطتين المختلفة.

5- "العنخ" مفتاح الحياة الفرعونية

يعد العنخ أحد أقدم وأبرز وأهم أجزاء الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة. يُسمى أيضاً "مفتاح الحياة"، وهو على شكل صليب مع حلقة في الأعلى. ومن ثم فهو يشبه المفتاح.

رموز
"العنخ" مفتاح الحياة الفرعونية / Wikimedia Commons

واختلفت التفسيرات حول أصل ورمزية العنخ، بينما جادل البعض بأنه يرمز إلى الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية. تمثل الحلقة الرحم والصليب يمثل القضيب، واتحادهما يشكل الحياة. لكن لا توجد أدلة قوية على هذا الرأي.

كما صورت الأعمال الفنية المصرية القديمة آلهة تعطي رموز عنخ للفراعنة، مما عزز ألوهية الفراعنة باعتبارهم واهبي الحياة لمصر بأكملها.

6- تريكيترا: عذراء وأم وعجوز

"Triquetra" أو "تريكيترا" هو رمز قديم يتكون من ثلاث أقواس متداخلة ومترابطة، مما يخلق رمزاً ثلاثي الأطراف. حيث تبدو جميع الأقواس الداخلية كما لو أنه ليست هناك بداية أو نهاية. ويعود تاريخه إلى أصول ما قبل السلتية. ومع ذلك، فإن مفهوم الثلاثة، المعروف أيضاً باسم قوة الثلاثة المضمنة في الاسم، هو الجانب الأكثر أهمية في الرمز القديم.

رموز
رمز تريكيترا / Wikimedia Commons

في حين أن الرمز هو نفسه في الثقافات المختلفة، ومع ذلك، خلال الثقافات المختلفة، كان مفهوم الثلاثة محوراً للإيمان الإلهي، مما يدل على آلهة القمر الثلاثي التي تشمل العذراء والأم والعجوز وترتبط بالخصوبة الأنثوية.

العذراء: تمثل فتاة صغيرة ترمز إلى الشباب والمتعة والبراءة والبدايات الجديدة

الأم: تمثل الحب والخصوبة والنضج، وترمز إلى منتصف حياة المرأة وهي تهتم بالآخرين

العجوز: يمثل جوانب المراحل الأخرى، ولكنه يركز على الحكمة المستفادة من حياة طويلة

تمثل الإناث الثلاث معاً دورة الحياة، وتتطرق إلى براءة حياة الفتاة المبكرة، والنضج مع تقدم العمر، والحكمة التي يكتسبها المرء طوال وجوده.

عندما جاءت المسيحية إلى أيرلندا، تم تغيير معظم التقاليد الوثنية لترتبط بالدين الجديد، وتمت إعادة استخدام الرموز، مثل تريكيترا.

أخذ المسيحيون الأيرلنديون مفهوم الأشكال الثلاثة المتشابكة وأعادوا توظيفها للدلالة على الثالوث الأقدس: الأب والابن والروح القدس. يقال إن الحلقات التي لا تنتهي أبداً تشير إلى مفهوم اللانهاية، ولهذا السبب تمت إضافة الدائرة الداخلية لاحقاً إلى الرمز.

7- النجمة الخماسية لا ترمز للشيطان

النجمة الخماسية هي نجمة خماسية منتظمة، وشوهدت لأول مرة في صور من 3000 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين.

رموز
نجمة خماسية تزيّن الجامع الكبير بتستور – تونس/ Wikimedia Commons

في العصر البابلي، كانت النقاط الخمس في النجمة تمثل كواكب المشتري وعطارد والمريخ وزحل والزهرة. وفي الثقافة اليونانية القديمة، كان النجم الخماسي يمثل النسبة الذهبية، التي ترمز إلى الكمال.

ومن ثم، اعتبر الرمز بمثابة حماية قوية ضد قوى الشر. استخدم العبرانيون أيضاً الرمز لتصوير الحقيقة وأسفار موسى الخمسة.

في المسيحية، تمثل النقاط الخمس الجراحات التي تلقاها المسيح. وبالنسبة للديانات الوثنية، خاصة الويكا، غالباً ما يتم تصوير النجمة الخماسية داخل دائرة، في هذه التقاليد، تمثل النقاط الخمس في كثير من الأحيان العناصر الخمسة للهواء والنار والماء والأرض والروح.

رموز
نجمة خماسية/ Wikimedia Commons


غالباً ما يتم الخلط بينها وبين النجمة الخماسية المقلوبة التي ترمز إلى الشيطان وأحد الرموز الرئيسية لكنيسة الشيطان، حيث يتم تصوير الشيطان برأس ماعز، وتمثل النجمة الخماسية المقلوبة قرونه وأذنيه ورأسه.

رموز
النجمة الخماسية المقلوبة المستخدمة في عبادة الشيطان/ Wikimedia Commons


حيث كان يُعتقد أن النجم الخماسي بنقطة واحدة متجهة للأعلى يرمز إلى الصعود، والله، وسيادة الروح، والنجم الخماسي بنقطة واحدة متجهة للأسفل يرمز إلى الشيطان، والجحيم (العذاب الأبدي)، ونزول الروح.

8- العين الزرقاء وكف اليد لمنع الحسد

انتشر اقتناؤها في العديد من المنازل العربية، ويمكن حتى رؤيتها متدلية من مرآة الرؤية الخلفية للسيارات، أو يتم ارتداؤها حول الرقبة أو المعصم كمجوهرات للنساء.

رموز
العين الزرقاء أو الخرزة الزرقاء / Wikimedia Commons

ويوضح موقع Evil Eye Store للتمائم الزرقاء أن حبات الزجاج الأزرق، مع بقعة بيضاء ونقطة سوداء أصغر في المنتصف، في شكل عين تُسمى "نزر" باللغة التركية، وهي مأخوذة من الكلمة العربية "نظر"، ويُعتقد أنها "تحدِّق في العالم لدرء العين الشريرة والحفاظ على سلامتك من الأذى".

وقيل إنها استُخدِمت للحماية من الحسد لدى الشعوب الآشورية والفينيقية والرومانية والعثمانية واليونانية. ومنذ ذلك الحين، كان الناس يربطون حبة العين الزرقاء في كل ما يرغبون في حمايته من الأعين الشريرة، بداية من الأطفال حديثي الولادة إلى الخيول أو حتى أبواب المنازل.

وهناك تميمة شهيرة أخرى تُسمّى "يد فاطمة"، على اسم ابنة النبي محمد. وغالباً ما يكون لها عين زرقاء في وسط راحة اليد للحماية من سوء الحظ وحماية صاحبها من قوى العين الشريرة.

وبحسب موقع BBC، فإنه في ظل شيوع الاعتقاد بقوة تأثير العين وما تجلبه من مصائب وكوارث لمن يصاب بها، ليس من المستغرب أن يبحث الناس من الحضارات القديمة عن وسائل لدفع أذاها، ما أدى إلى ظهور التمائم بأشكالها المتنوعة كما نعرفها اليوم.

وتقول الدكتورة نيس ييلديران، أستاذة التاريخ الفني بجامعة بهتشه شهير إسطنبول: "يعود أول شكل من أشكال تمائم العين إلى عام 3300 قبل الميلاد. واكتُشفت هذه التمائم في تل براك، وهي واحدة من أقدم المدن في منطقة ما بين النهرين، التي كانت تضم سوريا. وكانت هذه التمائم في صورة تماثيل من حجر الألباستر ذات عيون كبيرة منحوتة".

تحميل المزيد