اختفاء نفرتيتي ومتاهة الجيزة السرية.. 10 ألغاز غامضة من الحضارة المصرية القديمة

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/24 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/24 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
الملكة نفرتيتي - فليكر

لطالما اجتذبت الحضارة المصرية أنظار الباحثين الذين فتنوا بكل ما يتعلق بمصر القديمة، لا سيما وأن كثيراً من أسرار تلك الحضارة لا تزال تشكّل لغزاً حتى يومنا هذا، فعلى الرغم من الكشف عن الكثير من الحقائق المتعلقة بفراعنة مصر والأهرامات وطبيعة الحياة آنذاك، لا تزال جوانب أخرى كثيرة غامضة.. في هذا التقرير نستعرض معكم 9 من أبرز الألغاز التي لم يستطع أحد حلها إلى اليوم: 

ألغاز مصر القديمة 

1 – اختفاء الملكة نفرتيتي

لا شك أن الملكة نفرتيتي كانت واحدةً من أقوى النساء في تاريخ مصر القديمة. إذ حكمت البلاد في فترة ذروة النفوذ المصري خلال عهد الأسرة الـ18، وذلك من عام 1370 قبل الميلاد وحتى عام 1330 قبل الميلاد. أما زوجها الفرعون أخناتون فهو والد الملك الشهير توت عنخ آمون. وعلى الرغم من أننا نعرف الكثير عن هذه الملكة القوية بالفعل بفضل سلسلة من الاكتشافات الأثرية الاستثنائية في أوائل القرن العشرين، إلا أن مثواها الأخير لا يزال لغزاً حتى اليوم. 

فعلى الرغم من أن جميع الملوك ذوي المكانة الرفيعة يدفنون بمقابر ملكية تليق بهم إلا أن نفرتيتي لم تحظ بواحدة، أو لم يستطع الباحثون تحديد مقبرتها بعد. 

ويعتقد فريق من علماء المصريات يعتقدون أن الملكة نفرتيتي قد تكون مدفونة في غرفة سرية داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون الأسطورية. فقد أجرى الفريق المكون من علماء آثار مصريين وبريطانيين، بقيادة وزير الآثار السابق ممدوح الدماطي، مسحاً بالرادار دام ثلاثة أيام لمقبرة الملك توت الشهيرة التي اكتشفها هوارد كارتر في وادي الملوك بمصر عام 1922. 

وكشفت فحوص الرادار السابقة عن وجود غرف ومواد عضوية خلف جدران المقبرة، لكن لم يتأكد أحد مما إذا كانت هذه الفراغات عبارة عن تجاويف صخرية طبيعية، أم من صنع الإنسان. وتشير نظرية عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز إلى أن نفرتيتي مدفونة في إحدى الغرف الخلفية، وفقاً لما ورد في صحيفة The Sun البريطانية. 

ShutterStock\ ألغاز مصر القديمة
ShutterStock\ ألغاز مصر القديمة

2 –  وفاة الملك توت

لا شك أن الملك توت عنخ آمون، ربيب الملكة نفرتيتي، هو واحد من أشهر حكام مصر على الإطلاق. ولم يكن الملك توت أكثر ملوك مصر نفوذاً أو أطولهم حكماً، لكنه اشتهر بفضل اكتشاف مقبرته عام 1922. وكانت مقبرة الملك توت واحدةً من أكثر المقابر المحفوظة بصورةٍ جيدة حتى ذلك الوقت. وقد حكم الملك توت مصر في سنٍ صغيرة، ولم تدم فترة حكمه طويلاً.

لكن ما هو اللغز الأكبر المحيط بالملك الشاب؟ 

تعتبر أسباب وفاة توت عنخ آمون لغزاً حير العلماء، إذ لا يعرف كيف مات على وجه التحديد، ولا يوجد لدينا سوى التخمينات. 

وفي عام 2010، فحص عددٌ من علماء المصريات مومياء الفرعون بالأشعة؛ لفهم سبب وفاته بشكل أفضل. وتبين أن الملك، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً فقط عندما تُوفِّيَ، لم يكن مصاباً بالملاريا فحسب، بل كان يعاني من إصاباتٍ متعددة وقت وفاته. 

وزعمت بعض الدراسات أنه كان بحاجة إلى عصا للمشي؛ لأنه كان مصاباً بمرض كولر المؤلم، إضافة إلى بتر في أصابع بالقدم اليمنى، وقدمه اليسرى الحنفاء. ومع ذلك، خلص الباحثون إلى أنه كان في الواقع كسراً في ساقه، وسبب ذلك غير واضح. 

أما بالنسبة لسبب موته المباشر فهو ف الغالب كسر في الجمجمة والرقبة لكن لا يزال سبب هذا الكسر غير معروفاً، إذ يرجح البعض أنه ربما قتل على يد أحد خصومه، فيما يعتقد بعض الباحثين أنه ربما تعرض لحادث أثناء قيادة عربته الخاصة. 

3 –  لغز بلاد البنط

تواصل المصريون القدماء مع العديد من المجموعات الثقافية الأجنبية طوال تاريخهم، لكن شعب البنط يظل أكثر تلك الشعوب غموضاً وإبهاماً. وهناك عشرات السجلات المكتوبة عن المنطقة التي أطلقوا عليها اسم بلاد البنط، لكن ليست هناك الكثير من التفاصيل الواضحة حول موقعها. 

ولطالما كانت بلاد البنط تُصوَّر على أنها مملكة إفريقية قوية عاشت إلى جوار المصريين في مكانٍ من جهة الجنوب. ومن الواضح أن المصريين كانوا يحترمون شعب البنط ويُبَجِّلون تلك المملكة، لدرجة أنهم كان يصفونها بـ"أرض الله".

ولم تحتفظ الشعوب التي عاشت في بلاد البنط بأي سجلات تاريخية عن نفسها. ولا نعرف أي معلومات عن البنط باستثناء ما سجّله المصريون القدماء. أما أفضل دليل متوفر قد يكشف عن الموقع الحقيقي لبلاد البنط فيتمثل في قرود السعدان المحنطة، التي عُثِرَ عليها في مقبرة مصرية قديمة. وتعقَّب العلماء أصول تلك القرود وصولاً إلى إثيوبيا المعاصرة.

IStock\ ألغاز مصر القديمة
IStock\ ألغاز مصر القديمة

4 –  متاهة الجيزة

قبل آلاف السنين، تم تشييد أهرامات الجيزة الشهيرة "بدقة مذهلة"، لتكريم الموتى ونقلهم إلى الحياة الآخرة. ولبناء ذلك الصرح احتاج المصريون القدماء إلى ما هو أكثر بكثير من بضعة سلالم بدائية لنقل الكتل الحجرية الثقيلة إلى مواقعها.

إذ تشير الأدلة الأثرية والتاريخية إلى أن متاهة ضخمة مترامية الأطراف كانت موجودة قرب الأهرامات في وقت من الأوقات.

حيث تحدث المؤرخ والجغرافي اليوناني هيرودوت عن متاهة عظيمة بالقرب من الأهرامات، وذلك عند زيارته لمصر في القرن الرابع قبل الميلاد. وليس هناك وجود مرئي لتلك المتاهة في الوقت الحاضر، بينما يعتقد الكثيرون أن كتابات هيرودوت كانت مجرد كذبة أو من وحي خياله. 

ومع ذلك، رصدت مسوحات رادار قياس الأرض هيكلاً مدفوناً أسفل تلال من الرمال بالقرب من الهرم في عام 2008. واكتشف الباحثون أساساً حجرياً ضخماً يبلغ عرضه 304 أمتار تقريباً. ولم تجر أي محاولات للحفر والكشف عن الهيكل الغامض، لكن هذا الوضع قد يتغير في المستقبل، وفقاً لموقع World Atlas الكندي

5 –  هرم دجيدف رع المُدمَّر

هرم دجيدف رع هو من الأهرامات القليلة التي تعرضت للتدمير المتعمد على يد الإنسان. إذ يزعم بعض المؤرخين أن حجمه ربما كان كبيراً بدرجةٍ تساوي أحد الأهرامات الموجودة في الجيزة. ورغم جماله، تعرّض هرم دجيدف رع للتدمير لأسبابٍ غير معروفة. 

ويعتقد البعض أن الرومانيين استخدموا أحجار ذلك الهرم في مشاريعهم الخاصة للبنية التحتية. بينما يعتقد البعض الآخر أن المصريين ثاروا ضد دجيدف رع، ودمروا هرمه بدافع الكراهية، لكن الحقيقة حول أسباب تدمير الهرم لا تزال لغزاً إلى اليوم.

6 –  الملكة المجهولة

في عام 2015، اكتشف علماء الآثار مقبرة امرأةٍ مجهولة دُفِنَت في عصر المملكة المصرية القديمة، أي قبل نحو 4,500 عام مضت. وقد وصفتها الكتابات الهيروغليفية بأنها "أم" و"زوجة" الملك.

وربما كانت هذه المرأة واحدة من أهم الشخصيات النسائية في مصر القديمة. لكن تفاصيل قصتها تظل لغزاً غامضاً، وذلك باستثناء ما عرفناه عند اكتشاف المقبرة. وما زلنا لا نعرف التفاصيل الأساسية عنها مثل اسمها أو هوية زوجها. ويعتقد الباحثون أنها ربما كانت أم الملك ميكاهور، وزوجة الملك نفر إف رع. لكن هذه الفكرة ليست مدعومة بأدلة

7 –  الغرفة السرية في الجيزة

لا تزال هناك الكثير من الأشياء التي لا يعرفها البشر عن أهرامات الجيزة، على الرغم من شهرتها. إذ استكشف الأثريون والعلماء مساحات كبيرة من الأهرامات ودرسوها بشكلٍ مكثف، لكن بعض مناطق الأهرامات لم يقربها بشر بعد.

وفي عام 2017، أجرى الباحثون مسحاً للهرم الأكبر خوفو وتوصلوا إلى اكتشافات مذهلة. فعلاوةً على الغرف الثلاث التي تم اكتشافها في السنوات السابقة، كانت هناك غرفة سرية أكبر بكثير تستقر في قاع الهرم. وليست هناك ممرات أو مداخل تؤدي إلى الغرفة. ولا يعلم أحد كيف أو لماذا أضاف المصريون تلك الغرفة إلى الهرم. ومن المرجح أن تظل محتويات هذه الغرفة والغرض منها سراً يكتنفه الغموض.

ShutterStock\ ألغاز مصر القديمة
ShutterStock\ ألغاز مصر القديمة

8 – أبو الهول

يشكل أبو الهول أعظم الألغاز المصرية على الأطلاق، وتحاك حوله العديد من النظريات والأساطير خاصة وأن عوامل التعرية المائية لقاعدة التمثال تُشير إلى أنه يرجع لعام 7000 قبل الميلاد تقريباً. وهذا يعني واحداً من احتمالين: إما أن تكون الحضارة المصرية أقدم مما نعتقد، أو أن حضارة سبقت الحضارة المصرية وكانت متقدمة بالقدر ذاته هي التي بنت تمثال أبو الهول. 

كلا الاحتمالين أجّجا مخيلة الكثيرين وتعددت النظريات التي تفسر قدم أبو الهول من المهندسين المعماريين الفضائيين وصولاً إلى وجود حضارة مفقودة شديدة التقدم. لكن في كل الحالات لا تزال الإجابة لغزاً حتى يومنا هذا.

 9 – ضوء دندرة

يُشير ضوء دندرة إلى النقوش المُحيِّرة المحفورة على جدران معبد مخصص للإلهة المصرية حتحور. ويبدو أن النقش يُصور إما طريقة استخدام أو تعليمات تصميم أنبوب كروكس، وهو غرض كان يُستخدم كمصباحٍ ضوئي في القرن الـ19.

وسارع المشككون إلى نفي تلك المزاعم باعتبارها تفسيرات مغلوطة لنقوش تصور طقساً دينياً. بينما يرى آخرون في تلك النقوش دليلاً على أن المصريين، وغيرهم من الشعوب القديمة في ذلك العصر، اكتشفوا شكلاً بدائياً من أشكال الكهرباء. وقد لا يتوصل البشر إلى الحقيقة الكاملة مطلقاً، لكن المؤكد هو أن هذا النقش تحديداً سيظل نقطةً محوريةً للعديد من النظريات التي ستظهر خلال العقود المقبلة.

10 – قرص سابو 

قرص سابو هو قرص دائري قطره تقريباً 610 ملليمترات، وارتفاعه نحو 104 ملليمترات. اكتشفه عام 1936 عالم المصريات البريطاني المشهور والتر براين إمري، وأُرجع تاريخه إلى عصر الأسر المصرية المبكرة.

وفقاً لما ورد في موقع milleetunetasses. وأثمر تنقيب إمري في سقارة، عن الكشف عن العديد من الآثار المهمة والقيمة، لكن أياً منها لم يكن يُضاهي في غرابته قرص سابو الذي كان مكسوراً لعدة أجزاء.

أُعيد تجميع القرص بصعوبة بالغة، ليُصبح بسرعة محط اهتمام العديد من علماء المصريات البارزين. إذ بدا القرص وعاءً دائري القاع، وله ثلاثة فصوص منحنية نحيفة للغاية موزعة حول محيطه على زوايا تُقارب قياساتها 120 درجة، وتفصلها عن الحافة ثلاثة ثقوب ثنائية الأوجه.

وفي مركز القرص هناك أنبوب رفيع قطره نحو 10 سنتيمترات. والقرص مصنوع من حجر الميتاسيليستون، والذي يُسمى في مناطق أخرى حجر الشيست. والشيست صخر مسامي هش يستحيل نحته، خصوصاً بتلك الدقة، كما أنه يميل إلى التقشر عند العمل عليه، ويمكن سحقه بسهولة شديدة عند استخدام الأدوات عليه.

ويضعنا هذا أمام اللغز الأول: كيف نُحت القرص بهذه التفاصيل الدقيقة؟

أما التساؤل الثاني الذي يضعنا هذا الجسم الغامض أمامه: ما الغرض من قرص سابو؟

فعلى مر السنوات ظهرت العديد من النظريات التي تفسر الغاية من هذا القرص.

فبمجرد اكتشافه اعتُبر القرص زهريةً أو مبخرة، أو حتى غرضاً جمالياً أو شعائرياً عديم الأهمية. غير أن الكثيرين يعتقدون أن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. فنظرةٌ واحدة، مع الحد الأدنى من المعرفة بالميكانيكا والهندسة، ستكون كافيةً لترى تفسيرات أخرى مغايرة تماماً. فذلك القرص قد يكون جزءاً من آلةٍ ما لا يزال الغرض منها مجهولاً حتى اليوم.

علامات:
تحميل المزيد