ميغان ماركل ليست الأمريكية الأولى التي تزوجت أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية فقد سبقتها واليس سيمبسون التي تخلى من أجلها إدوارد الثامن عن العرش بعد قصة حب عاصفة كانت حديث وسائل الإعلام البريطانية والعالمية في ذاك الوقت.
قصة حب إدوارد الثامن وواليس سيمبسون
في أوائل الثلاثينيات التقى الأمير إدوارد (الذي كان على وشك أن يصبح ملكاً) بواليس سيمبسون للمرة الأولى في حفل أقامته واحدة من سيدات المجتمع، وقد كانت واليس متزوجة آنذاك من ابن عمها إرنست سيمبسون.
مع ذلك لفتت واليس انتباه الأمير إدوارد، فقد وجدها أنيقة وذكية ومليئة بالحيوية، وبعد ذلك اللقاء دعت واليس وزوجها الأمير إدوارد لتناول العشاء معهما في لندن، وأصبحت واليس منذ ذلك الحين صديقة مقربة لإدوارد.
ومع حلول عام 1934 بدأت الشائعات تطارد كلاً من واليس وإدوارد، إذ لاحظ أفراد العائلة المالكة أن ما يدور بينهما أكثر من مجرد صداقة عادية، على الرغم من أن إدوارد نفى تلك الشائعات.
وفي عام 1936 تولى إدوارد العرش ليصبح رسمياً "الملك إدوارد الثامن" بعد وفاة والده الملك جورج، وفي الفترة ذاتها طلبت واليس الطلاق من زوجها، لتصبح حرة بالارتباط بإدوارد، لكن كانت أمامها عقبة أخرى: وفقاً للتقاليد الملكية يمنع على الملك الزواج بامرأة مطلقة، وقد كان طلاق واليس من زوجها إرنست هو الثاني، فقد كانت متزوجة قبل ذلك من ضابط أمريكي يدعى إيرل سبنسر جونيور.
العرش مقابل الحب
عندما انتشرت أنباء طلاق واليس من زوجها، حذر رئيس الوزراء آنذاك ستانلي بالدوين الملك إدوارد من عواقب علاقته بواليس، لا سيما مع زيادة حدة الشائعات حول وجود علاقة حب بينهما، ونصح رئيس الوزراء الملك بأن يحث واليس على التراجع عن طلاقها من زوجها منعاً لأي شائعات قد تنتشر حول أن علاقتها بالملك كانت سبب طلاقها، لكن إدوارد رفض تلك النصيحة.
ومنذ أن حصلت واليس على الطلاق أصبحت مادة دسمة للأقاويل، فعلى الرغم من أنها قالت أن خيانة زوجها السابق إرنست لها كان سبب طلاقها منه، إلا أن الناس تكهنوا أنها هي من خانته مع إدوارد، مع أن إدوارد بقي مصمماً حتى نهاية حياته أنهما لم يكونا على علاقة غرامية أثناء زواج واليس من إرنست.
وسواء كانا على علاقة أثناء زواجها السابق أم لا، لم يعد سراً على الإطلاق أن إدوارد مغرم بواليس ويرغب بالزواج منها.
استدعى الملك رئيس وزرائه وأخبره بأنه ينوي الزواج من واليس، بالطبع عارض رئيس الوزراء الفكرة، وكذلك فعلت والدة إدوارد، الملكة ماري التي رفضت هذا الزواج وطالبته بالاهتمام بشؤون الحكم وترك واليس، إلا أن إدوارد أصر على موقفه وفضل التنازل عن عرش بريطانيا لتتاح له فرصة الزواج بالمرأة التي أحبها.
وبالفعل تخلى إدوارد عن العرش لأخيه ألبرت (والد الملكة إليزابيث الثانية ) الذي أصبح ملكاً للبلاد وحمل اسم الملك جورج السادس، أما إدوارد فحصل على لقب صاحب السمو الملكي دوق وندسور.
زواج إدوارد الثامن وواليس سيمبسون
بعد أن أنهت واليس جميع معاملات طلاقها، اتصلت بإدوارد على الفور، واجتمع الاثنان في فرنسا ليتزوجا في 3 يونيو 1937 بحفل زفاف استقطب اهتمام وسائل الإعلام ولم يحضره أي أحد من أفراد العائلة المالكة.
وعلى الرغم من عدم رضا أفراد العائلة المالكة عن هذا الزواج إلا أن إدوارد حافظ على ألقابه بعد أن تزوج من واليس، وعين في وقت لاحق حاكماً لجزر الباهاما. وفي حين حصل الزوجان على لقب "دوق ودوقة وينسور" رفض الملك جورج السادس أن يمنح زوجة أخيه لقب "صاحبة السمو الملكي".
هل ندم إدوارد على زواجه من سيمبسون؟
استقطبت واليس سيمبسون اهتمام الصحافة والإعلام بشكل متزايد بعد زواجها من إدوارد الذي تخلى عن العرش من أجلها، وتصفها مجلة People، بأنها واحدة من أكثر النساء اللواتي تعرضت سمعتهن للتشويه، فقد كانت الصحافة البريطانية لا تدخر جهداً في هذا الخصوص، فاتهمت سيمبسون بأن واليس هي من حرضت إدوارد على التنازل على العرش. إلا أن آنا باسترناك، مؤلفة كتاب The Real Wallis Simpson، تقول إن التنازل عن العرش كان فكرة إدوارد الذي أراد أن يثبت لواليس أن حبه لها كان أقوى من أي شيء آخر.
ولم ينظر إلى واليس سيمبسون بازدراء فقط بسبب تخلي إدوارد عن العرش لأجلها، إذ كان يعتقد أيضاً أنها "عميلة للنازية". فقد عاش الزوجان في فرنسا قبل الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1937 قاما بزيارة رفيعة المستوى إلى ألمانيا، والتقيا أدولف هتلر الذي وصف واليس بأنها "كانت ستصبح ملكة رائعة" وقد أكدت هذه الزيارة الشكوك حول تعاطف واليس مع الزعيم النازي.
فيما عدا تلك الاتهامات، ذكرت العديد من المصادر البريطانية أن إدوارد ندم في نهاية حياته على زواجه من واليس كما ندم على تخليه عن عرش بريطانيا، وقيل أنه همس في أذنها قبل وفاته قائلاً" "كان كل هذا عبثاً"، لكن في المقابل لا يوجد دليل ملموس يؤكد صحة هذه الأقاويل، لا سيما وأن إدوارد طلب من ابنة أخيه الملكة الراحلة إليزابيث أن تمنح زوجته واليس لقب "صاحبة السمو الملكي"، وجاء طلبه هذا بينما كان على فراش الموت بعد معاناة مع سرطان الحلق، إلا أن الملكة الراحلة رفضت طلب عمها البالغ من العمر آنذاك 77 عامًا، وقد كسر ذلك قلبه وفقاً لشهادة أدلت بها ممرضته، جولي ألكسند في وثائقي The Real Crown: Inside the House of Windsor .
وسواء أندم إدوارد الثامن على تخليه عن العرش أم لا، ما نعرفه جيداً أن واليس سيمبسون بقيت إلى جانب زوجها إلى أن توفي عام 1972.