تعاني اللغة العربية من تحديات تهدد اندثار الكثير من مفرداتها، لا سيما مع أثر العولمة ومنافسة اللغات الأجنبية في التعليم والبحث العلمي خاصة، وشيوع اللهجات المحلية.
بات من الملاحظ ضعف المخزون اللغوي للأجيال من الشباب العربي الحالي.
في هذه المادة نقدم إليك اختباراً بسيطاً بمفردات عربية فصيحة، كانت تستخدم كثيراً في السابق في كلام الناس وأبيات الشعر والكتابة:
تُعد اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي تجمع أناساً من خلفيات ثقافية ودينية واجتماعية متنوعة، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم.
يتكلم اليوم ما يزيد على 420 مليون نسمة من سكان العالم، وهي من اللغات "السامية" والأكثر نطقاً بينها، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالآرامية.
لغة العلم والأدب
سادت اللغة العربية لقرون طويلة من تاريخها، بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، وأثرت في كثير من اللغات الأخرى، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحلية، وبعض اللغات الأوروبية، خاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
ساعدت كذلك اللغة العربية على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي.
والعربية هي لغة القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر العربي، وتتميز بثراء مفرداتها وغنى تراكيبها وأصالتها.
تُعد اللغة العربية واحدة من اللغات العالمية، فبحسب الأمم المتحدة هي اللغة السادسة في العالم.
حروف اللغة العربية
تتكون اللغة العربية من ثمانية وعشرين حرفاً، أحدها حرف الضاد الذي لا نظير له في كافة اللغات الأخرى، لذلك يُطلق عليها لغة الضاد.
عدد كلماتها 12.3 مليون كلمة، وهي اللغة الرسمية والأولى في الدول العربية كافة، وهي لغة القرآن المتعبَّد بتلاوته.
أغلب الناطقين بهذه اللغة هم من البلدان العربية، وفي الجوار العربي مثل بلاد الصحراء الإفريقية وتركيا وإيران، كما يوجد متحدثون بالعربية في المهجر في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وحتى أمريكا اللاتينية.
تحديات أمام اللغة العربية
تواجه اللغة الأم للعرب تحديات كبيرة، في ظل ثورة المعلومات والاتصالات وشبكة التواصل الاجتماعي والعولمة، وظهرت أصوات متخوفة باستمرار من منافسة اللغة الإنجليزية للغة العربية (الأم) بالنسبة للعرب.
ينتقد كثيرون كذلك أن أسراً عربية تعتبر في تربيتها لأبنائها اللغة الأجنبية جزءاً من رقيها.
إلى جانب ذلك، تتعرّض اللغة الفصيحة للتهميش في المعاملات بين الناس، حتى أن لافتات المحال التجارية تختار أسماءها باللغة الإنجليزية في الدول العربية.
بالإضافة إلى أن متطلبات التوظيف لكثير من المؤسسات تتطلب اللغة الإنجليزية شرطاً للتوظيف، وتكون أغلب مراسلاتها الداخلية والخارجية باللغة الإنجليزية دون أن يكون الطرف الآخر أجنبياً.
اللهجة العامية والحروب
من التحديات التي تواجهها اللغة العربية الفصيحة، انتشار اللهجات العامية بين متحدثيها.
باتت اللغة العربية الفصيحة، تظهر وكأنها في مستوى ثانٍ من التجسيد اللغوي لدى العرب في الوقت الحالي، وتستخدم بمكانة أقل في التعبير الحياتي بين أبناء اللغة.
يُضاف إلى ذلك، الحروب الأهلية التي أجبرت الملايين من العرب على ترك التعليم، ومثال ذلك في سوريا واليمن وليبيا.
ودمّر العنف بغداد ودمشق، اللتين كانتا ذات يوم قلعتين ثقافيتين عربيتين.
رغم العولمة والتحديات الكبيرة التي تواجه اللغة العربية، فإن قوميات أخرى في العالم استطاعت أن تحافظ على لغتها أمام انتشار اللغات الأجنبية الأخرى، ومثال على ذلك الصينيون واليابانيون والروس.
اليونسكو واللغة العربية
يتهم خبراء لغويون العولمة، بأنها تحارب التعددية الثقافية، وأطلقوا تحذيرات كثيرة، في حين بدأ العالم يولي اهتماماً باللغة العربية من خلال اليونسكو.
قررت هذه المنظمة عام 1948، اعتماد اللغة العربية لغة ثالثة للمنظمة، إلى جانب اللغتين الإنجليزية والفرنسية. وترجمت الوثائق وأوراق العمل إليها.
في عام 1960، اعترفت كذلك المنظمة ذاتها في مؤتمر عام لها، بأهمية اللغة العربية وقدرتها على استيعاب منشورات المنظمة، وتأثيرها الكبير في حال كتابتها باللغة العربية على الآخرين.
في عام 1966، تم اعتماد الترجمة الآنية للغة العربية في جلسات منظمة اليونسكو.
في عام 1968، بفضل الفيلسوف الفرنسي رينيه ماه، الذي كان يشغل منصب المدير العام، تم اعتماد اللغة العربية لغة عمل في المنظمة.
في عام 1974، وبفضل جهود الدول العربية، تم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية لليونسكو.
وتُعرف اللغة الأم بأنها لغة الأبوين، التي يكتسبها الأبناء عن والديهم من المنزل، فإذا كان للابن أبوان يتحدثان لغتين مختلفتين، يصبح لديه لغتا أم.
تقول دراسات، إن اللغات الصينية، والهندية، والإنجليزية، والعربية والإسبانية لديها أكبر عدد من الناطقين الأصليين حول العالم.
في كتاب حقائق وكالة المخابرات المركزية، يتحدث الإسبانية 4.85% من سكان العالم، أي إنها تُستخدم أكثر من اللغة الإنجليزية، التي يتحدث بها 4.83%، بحسب "واشنطن بوست".
يعود السبب في أن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية من بين اللغات الأكثر انتشاراً في العالم إلى جذورها في الماضي الاستعماري، وبسبب هذا التاريخ من الانتشار، تراجع استخدام اللغات الأصلية في البلاد التي تعرّضت للاستعمار.
وتتوقع هيئة اليونسكو اختفاء نصف لغات العالم المنطوقة بحلول نهاية هذا القرن، خاصة أن 40% من البشر لا يحصلون على التعليم بلغتهم الأصلية، وهو ما يهدد باندثارها.
لكن مع الأحداث الجارية وارتفاع أعداد اللاجئين الناطقين بالعربية في العديد من الدول الأجنبية، أصبحت "العربية" أكثر انتشاراً، والإقدام على تعلمها في الدول الأجنبية أصبح ضرورة وفرصة جيدة للتواصل.