تنكرت بزيّ الرجال لئلا يُكشف أمرها.. قصة “أغنوديس”، التي حُكم عليها بالإعدام لممارستها الطب

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/20 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/20 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
أغنوديس ويكيميديا

فيما مضى كان الطب مهنة مقتصرة على الرجال فقط، إذ لم يكن بإمكان النساء دراسة الطب أو ممارسته إلى أن تجرأت امرأة من أثينا على كسر هذه القاعدة، فقصت شعرها وتنكرت بزي الرجال ودرست معهم هذا الاختصاص، إلى أن كُشف أمرها وحُكم عليها بالإعدام. إليكم قصة الطبيبة اليونانية "أغنوديس". 

أغنوديس.. المرأة التي تنكرت بزي الرجال لدراسة الطب  

روى قصة أغنوديس، الرومانيُّ جايوس هايجينوس، وعلى الرغم من أن كثيرين يعتقدون أن قصة أول طبيبة في اليونان كانت مجرد أسطورة من تأليف هايجينوس، فإن كثراً آخرين لا يزالون يذكرونها إلى اليوم على أنها شخصية واقعية كان لها أثر مهم على نساء جيلها، كما يُعزى إليها الفضل في تغيير النظرة إلى النساء في عصرها. 

وفقاً لهايجينوس فقد عاشت أغنوديس بأثينا القديمة في القرن الرابع قبل الميلاد، وهو وقت  مُنعت فيه النساء من دراسة الطب وممارسته. 

لكن أغنوديس شغفت بهذه المهنة منذ صغرها، وكانت تحلم بأن تصبح طبيبة، لذلك قررت قص شعرها والتنكر بزي الرجال لدراسة الطب في مدينة الإسكندرية. 

هناك درست أغنوديس الطب على يد هيروفيليس أشهر الأطباء اليونانيين القدماء والذي يُنظر إليه على أنه أحد أوائل علماء التشريح. 

وعندما عادت أغنوديس إلى أثينا بدأت بممارسة الطب، وفي إحدى المرات، وبينما كانت تسير في الشارع صادفت امرأة أتاها المخاض وبحاجة إلى المساعدة، لكن المرأة توجست من أغنوديس، لأنها ظنتها رجلاً، وعندما كشفت أغنوديس عن هويتها سمحت لها المرأة بالمساعدة. 

وسرعان ما انتشر خبر أغنوديس بين النساء، وبعد فترة بسيطة باتت أغنوديس "الطبيبَ" المفضل لدى جميع نساء أثينا. 

أغنوديس \ ويكيميديا
أغنوديس \ ويكيميديا

غيرة الأطباء الذكور وحكم الإعدام 

شعر الأطباء بالغيرة من أغنوديس، لذلك قرروا "مقاضاته" أمام المحكمة، متهمين إياه بأنه يغوي النساء لذلك يفضلنه على سائر الأطباء الآخرين.

وفي المحكمة اعترفت أغنوديس بأنها امرأة، لتواجه حينها تهمة أشد وهي خرق القانون ودراسة الطب وممارسته. وهكذا حُكم عليها بالإعدام. 

لحسن الحظ لم يطبَّق هذا الحكم، وتمت تبرئة أغنوديس في نهاية الأمر وإطلاق سراحها بعد أن دافعت عنها نساء أثينا اللائي أشدن بعلاجها الفعال. 

وحسب رواية هايجينوس، فقد تغير القانون بعد هذه الحادثة وبات من المسموح للنساء بأن يدرسن الطب بفضل شجاعة أغنوديس. 

هل هي شخصية حقيقية؟

شكك كثيرون في رواية هايجينوس، واعتبروا أن قصة أغنوديس محض تأليف، لعدة أسباب، منها أنه من غير المعقول أن النساء لم يكنَّ منخرطاتٍ في عملية التوليد قبل عصر أغنوديس، أيضاً إذا كانت أغنوديس قد درست الطب فعلاً على يد هيروفيليس الذي برع في دراسة أمراض النساء ويُعزى إليه الفضل في اكتشاف المبيضين، فهذا يعني أن التاريخ الذي ذكره هايجينوس عن حياة أغنوديس ليس دقيقاً، إذ يجب أن تكون عاشت في هذه الحالة بأواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الثالث قبل الميلاد. علاوة على ذلك يمكن العثور على قصص مشابهة لقصة أغنوديس لدى ثقافات أخرى. 

مع ذلك، يعتقد البعض أن القصة قد تكون واقعية، وأنه ربما كانت هناك قابلات في العصر الذي سبق أغنوديس، لكن مع ذلك لم تكن هناك أي طبيبات محترفات، ومن ثم فقد كان التوليد يتم غالباً عن طريق القابلات، على اعتبار أن معظم النساء في ذلك الوقت لم يكنّ يفضلن الأطباء الذكور. 

لكن سواء أكانت قصة أغنوديس حقيقية أم لا، إلا أنها شكلت- بلا شك- إلهاماً للنساء في وقت لاحق، وكانت مضرب مَثل خلال مكافحتهن لدراسة اختصاصات مثل الطب. 

علامات:
تحميل المزيد