في 22 فبراير/شباط 1732، وُلد جورج واشنطن في مزرعة عائلته في بابيز كريك في مقاطعة واستر مورلاند، بمستعمرة فيرجينيا البريطانية، لأوغسطين واشنطن، وزوجته الثانية ماري بول واشنطن.
أمضى جورج جزءاً كبيراً من طفولته في مزرعة فيري، وهي مزرعة بالقرب من فريدريكسبيرغ بولاية فيرجينيا.
عندما كان جورج في الـ11 من عمره، تغيرت حياته بشكل جذري. توفي والده، وورث إخوة جورج الأكبر سناً معظم ممتلكات أوغسطين.
ورث جورج واشنطن واحدة من أصغر العقارات الخاصة بوالده و10 مستعبدين عملوا في المزرعة وكان تحت وصاية أخوه الأكبر لورانس.
على عكس إخوته، لم تتح له الفرصة للدراسة في الجامعة. أمضى سنوات مراهقته في تعلم كيفية إدارة مزرعة من والدته، وإتقان فن المسح بمساعدة جاره الكولونيل ويليام فيرفاكس، وأحد الشخصيات البارزة في فرجينيا.
في عام 1751، رافق جورج أخاه الأكبر لورانس، في رحلة إلى بربادوس والتي كانت رحلته الوحيدة خارج أمريكا، وأثناء وجوده في منطقة البحر الكاريبي، أُصيب جورج بالجدري، ورغم نجاته من الموت بذلك المرض الفتاك، فإنّ المرض أصاب جورج واشنطن بالعقم.
كانت الرحلة إلى بربادوس أيضاً تكوينية لمستقبل واشنطن، بحيث قام بجولة في الهياكل العسكرية في الجزيرة وكان مهتماً بشكل متزايد بمهنة عسكرية.
بعد عودته من رحلة بربادوس، امتهن واشنطن مهنة مسح الأراضي، ولكن وفاة أخيه لورانس عام 1752، جعلته يغيّر اهتماماته من المسح للبحث عن مهنة عسكرية.
جورج واشنطن عقيدٌ في الجيش البريطاني
وفقاً للموسوعة البريطانية، في أكتوبر/تشرين الأوّل 1753، عرض واشنطن خدماته على حاكم ولاية فرجينيا، الملازم أول روبرت دينويدي، الذي خطط لإرسال مبعوث للقاء الفرنسيين في وادي أوهايو.
قبل الحاكم عرض واشنطن، أمره بالسير إلى وادي أوهايو للقاء الفرنسيين، كان واشنطن مقتنعاً بأن الفرنسيين كانوا يخططون لمهاجمة البريطانيين.
ليترك جورج حماية البعثة الفرنسية، ويشقّ طريقه سيراً على الأقدام إلى فرجينيا، وبعد أن مرّت عليه مصائب من نجاته من الغرق، وتجمّده من البرد، وتضور جوعاً في الطريق، وصل جورج واشنطن إلى ويليامزبرغ في 16 يناير/كانون الثاني 1754.
ومكافأة له على شجاعته، تمت ترقية جورج واشنطن إلى رتبة عقيد في الجيش البريطاني وأُمر بقيادة فرقة عسكرية مهمتها طرد الفرنسيين من وادي أوهايو.
في طريقه إلى نهر مونونجاهيلا، واجهت كتيبة واشنطن فرقة كشافة فرنسية أجبرته على الاستسلام، لكن تدخل قوات من السكان الأصليين لأمريكا أنقذت واشنطن من الأسر، بعد أن اغتالوا القائد العسكري الفرنسي جومونفيل.
بعد تلك الحادثة، قام جورج واشنطن على عجل ببناء حظيرة دفاعية صغيرة أُطلق عليها اسم Fort Necessity.
في 3 يوليو/تموز 1754، حاصرت القوات الفرنسية الحصن، وبحلول نهاية اليوم، طلبت من واشنطن شروط الاستسلام.
سمح الفرنسيون للقوات البريطانية بمن فيهم واشنطن بمغادرة الحصن مقابل اعترافهم باغتيال السفير الرسمي جومونفيل.
بعد ذلك، انضم واشنطن إلى معسكر العميد إدوارد برادوك في الجيش البريطاني واشتغل مساعداً له.
رافق العقيد جورج واشنطن العميد برادوك في مسيرته غرباً للاستيلاء على قلعة دوكين الفرنسية (الآن بيتسبرغ)، هاجمت القوات الفرنسية وحلفاؤهم من السكان الأصليين الأميركيين القوات البريطانية، ما أسفر عن مقتل معظم الضباط البريطانيين وإلحاق إصابات مروعة خلال معركة مونو نجاهيلا،. وتحولت الهزيمة إلى اضطراب حين أُردي برادوك ليسقط من على صهوة حصانه، ما جعل عملية الانسحاب تتم بقيادة جورج واشنطن.
نال واشنطن الإشادة لشجاعته في إدارته للانسحاب من المعركة، وعلى مدى السنوات الموالية، شغل منصب قائد القوات البريطانية في فرجينيا قبل أن يستقيل عام 1758.
جورج واشنطن المزارع الذي أجبرته الضرائب على الانقلاب على البريطانيين
بعد ترك الجيش البريطاني، تحوّلت حياة جورج واشنطن رأساً على عقب، فبعد زواجه من الأرملة الثرية مارثا كوستيس، فاز جورج واشنطن في انتخابات فرجينيا وتولى مقعداً في مجلس بورغيسيس في فبراير 1759.
عاد جورج واشنطن إلى الإهتمام بأملاكه بعد زواجه بمارثا كوستيس، فقام بشراء عشرات العبيد، كما جلبت مارثا 84 من 300 عبد كانت تملكهم، ما أضاف مزيداً من القوى العاملة للمنزل والحقول الخاصة بجورج واشنطن.
خطّط واشنطن لتوسيع ممتلكاته وإحداث ثورة في زراعة، بدأ بشراء الأراضي المحيطة بـ 3000 فدان التي يمتلكها من ملكية ماونت فيرنون، ابتداءً من عام 1757، وبحلول وقت وفاته، كان يمتلك ما يقرب من 8000 فدان المحيطة بمزرعته.
ضاعف واشنطن أيضاً حجم منزله الأصلي أربع مرات، من طابق واحد ونصف ومنزل من أربع غرف، إلى قصر مساحته 11 ألف قدم مربعة، وقام بتحديث جميع التشطيبات والمفروشات معتمداً على ثروة زوجته مارثا، وهكذا طبع واشنطن صوة نخبوية له وسط الأمريكيين في فرجينيا.
على الرغم من ثروته الطائلة، وجد جورج واشنطن نفسه مديناً للتجار البريطانيين بسبب النظام التجاري الذي حكم الإمبراطورية البريطانية.
بحيث أجبرت الحكومة البريطانية المستعمرات على الشراء والبيع من التجار البريطانيين، وفاقمت سلسلة الإجراءات الضريبية التي أقرها البرلمان البريطاني لسداد الديون المستحقة خلال حرب السنوات السبع من الوضع، وكذا إقراره قانون الشاي عام 1773.
أمام هذا الوضع، بدأ الأمريكيون في التمرد شيئاً فشيئاً على الاستعمار البريطاني، وبالرغم من أنّ جورج واشنطن لم يكن يحسن الخطاب، فإنّه شجّع مجلس بورغيس على مقاومة الإجراءات الضريبية، وامتنع شخصياً عن شراء البضائع البريطانية كجزء من اتفاقية عدم الاستيراد.
جورج واشنطن قائداً للجيش الأمريكي خلال الثورة
بحلول أواخر ستينيات القرن الـ18، كان واشنطن قد عانى بشكل مباشر من آثار ارتفاع الضرائب المفروضة على المستعمرين الأمريكيين من قبل البريطانيين، وأخذ يعتقد أنه من مصلحة المستعمرين إعلان الاستقلال عن إنجلترا، بحسب history.
خدم واشنطن كمندوب في المؤتمر القاري الأول عام 1774 في فيلادلفيا. بحلول الوقت الذي انعقد فيه المؤتمر القاري الثاني بعد عام، كانت الثورة الأمريكية قد بدأت بشكل جدي، وعينت واشنطن القائد العام للجيش القاري.
أثبت واشنطن أنّه قائد عسكري محنّك، فلم تكن قوته تكمن في عبقريته في ساحة المعركة ولكن في قدرته على الحفاظ على تماسك الجيش الأمريكي.
بالرغم من أنّ قواته كانت ضعيفة التدريب وتفتقر إلى الطعام والذخيرة والإمدادات الأخرى، فإنّ واشنطن نجح في تحفيزهم وتوجيههم.
وعلى مدار الحرب الشاقة التي دامت 8 سنوات، نجحت القوات الأمريكية ببعض المعارك لكنها صمدت في معارك أخرى ضد الجيش البريطاني.
في أكتوبر/تشرين الأولى 1781، وبمساعدة الفرنسيين الذين تحالفوا مع القوات الأمريكية على منافسيهم البريطانيين، تمكنت القوات الأمريكية من أسر القوات البريطانية تحت قيادة الجنرال تشارلز كورنواليس في معركة يوركتاون، أنهى ذلك الحرب الثورية الأمريكية وأعلن واشنطن بطلاً قومياً.
في عام 1783، مع التوقيع على معاهدة باريس بين بريطانيا العظمى والولايات المتحدة، تخلي واشنطن عن قيادته للجيش وعاد إلى مزرعته في ماونت فيرنون، عازماً على استئناف حياته كمزارع.
جورج واشنطن أوّل رئيس لأمريكا
ومع ذلك، في عام 1787، طُلب من جورج واشنطن حضور المؤتمر الدستوري في فيلادلفيا وترأس لجنة صياغة الدستور الجديد، وأقنعت قيادته المثيرة للإعجاب المندوبين الأمريكيين على اقتراحه ليصبح أول رئيس للبلاد.
في البداية، رفض واشنطن تولي الرئاسة، لكنّه استسلم لمطالبات المندوبيين، وفي الـ7 من يناير/كانون الثاني 1789 أجريت أول انتخابات رئاسية، وفاز واشنطن بسهولة في تلك الإنتخابات.
أصبح جون آدامز، الذي حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات أول نائب رئيس للبلاد.
أثناء وجوده في منصبه، وقع جورج واشنطن على مشروع قانون لإنشاء عاصمة أمريكية مستقبلية ودائمة على طول نهر بوتوماك، وهي المدينة التي سميت لاحقاً واشنطن العاصمة، تكريماً له.
كانت الولايات المتحدة دولة صغيرة عندما تولت واشنطن السلطة، وتتألف من 11 ولاية وحوالي 4 ملايين شخص، ولم تكن هناك سابقة لكيفية إدارة الرئيس الجديد للأعمال التجارية المحلية أو الأجنبية.
مع ذلك أيّد واشنطن إقامة العلاقات الودية مع الدول الأخرى لكنه فضّل الوقوف موقفاً محايداً في النزاعات الخارجية، كما وقع مشروع قانون لإنشاء أول بنك وطني، بنك الولايات المتحدة، وأسس حكومته الرئاسية.
تحت قيادة واشنطن، صادقت الولايات على وثيقة الحقوق ، ودخلت خمس ولايات جديدة في الاتحاد: نورث كارولينا (1789)، رود آيلاند (1790)، فيرمونت (1791)، كنتاكي (1792) وتينيسي (1796).
في ولايته الثانية، أصدر واشنطن إعلان الحياد لتجنب دخول حرب 1793 بين بريطانيا العظمى وفرنسا.
وكان واشنطن قد تقاعد من الحياة العامة عام 1797، وتوفي في ماونت فيرنون في 14 ديسمبر/كانون الثاني من عام 1799.
يُذكر أن أول مرة أقيمت فيها مراسم التنصيب في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 1801 عندما أدى توماس جيفرسون القسم هناك.