بسبب نبوءات المنجمين قتل زوجاته وجواريه الـ60 حتى لا يتزوجن من بعده.. قصة القائد الهندي “أفضل خان”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/29 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/20 الساعة 19:26 بتوقيت غرينتش
مقابر زوجات أفضل خان / مواقع التواصل

كان "أفضل خان" جنرالاً خدم سلالة "عادل شاه" المغولية المسلمة في سلطنة بيجابور بالهند في القرن الـ16، ولعب دوراً مهماً في التوسع الجنوبي لسلطنة بيجابور من خلال إخضاع زعماء الممالك الصغيرة في الهند، ولكن رغم كل انتصاراته العسكرية كان يُذكر في كتب التاريخ بأنه القائد الذي قتل زوجاته الـ60، بسبب نبوءة يبدو أنها تحققت فعلاً.

تمرد "شيفاجي" وحملة "أفضل خان" العسكرية

إلى جانب "أفضل خان" كان هناك قائد عسكري هندوسي اسمه "شاهاجي"، والذي قاتل جنباً إلى جنب مع "أفضل خان"، كان لـ"شاهاجي" عدة أراضٍ وحصون يديرها ابنه "شيفاجي مهراج"، لكن "شيفاجي" بدأ العمل بشكل مستقل عن سلطة سلطان بيجابور.

 أفضل خان
صورة شيفاجي مهراج من المتحف البريطاني / Wikimedia Commons

وكان "شيفاجي" قد استولى على بعض الأراضي التي يحكمها القادة الآخرون لبيجابور، ورغم ذلك ادعى أنه خادم مخلص لبيجابور، وأنه كان يفعل ذلك لحفظ الأمن والقضاء على الفوضى بتلك المناطق، لكن حكومة بيجابور شككت في ولائه.

كان "شيفاجي مهراج" يكتسب قوة باطراد، وحين أرسل السلطان "علي عادل شاه" إلى "شاهاجي"، واستجوبه بخصوص نوايا ابنه، رفض "شاهاجي" أنشطة ابنه باعتبارها مغامرات صبي صغير، ولكنه أرسل سراً مستشارين ومحاربين ذوي خبرة؛ لمساعدته على الاستيلاء على مزيد من الأراضي.

في عام 1657، قرر "علي عادل شاه" سحق "شيفاجي" والتخلص منه إلى الأبد، من أجل هذا، تم تعيين القائد "أفضل خان" بقيادة الحملة العسكرية، لأنه يُعرف بقوة بأسه ومكره العسكري وقوته الجسدية، وانتصاراته السابقة حين قاد الجيوش في جميع أنحاء جنوب الهند.

موت جواري وزوجات "أفضل خان" بسبب نبوءة

عُرف عن "أفضل خان" أيضاً حبه الشديد لزوجاته وجواريه، وغيرته الشديدة عليهن، وكان لديه أكثر من 60 زوجة وجارية، وعُرف عنه أيضاً تصديقه كلام العرافين والمنجمين، فكان يتصرف بحسب استشارتهم وتنبؤاتهم.

أفضل خان
أفضل خان لوحة من أوائل القرن العشرين / Wikimedia Commons

جمع "أفضل خان" جنوده وتحضَّر للهجوم على " شيفاجي"، الذي تحصن في أحد الحصون وسط الجبال، لأنه كان يعلم أنه لن يكون نداً لـ"أفضل خان" وقواته.

ولكن قبل أن ينطلق "أفضل خان" استشار أحد العرافين فأخبره بأنه سيُقتل في هذه الحرب ولن يعود حياً، فقرر القائد الغيور قتل جميع زوجاته وجواريه الستين لئلا يتزوجن مرة أخرى من بعده، لذلك دعاهن إلى مكان منعزل وأمر جنوده بقتلهن ورمي جثثهن في البئر.

وبعد ذلك انطلق "أفضل" لملاقاة "شيفاجي"، الذي كان أرسل جواسيس لنشر الإشاعات بأنه كان خائفاً من "أفضل خان" ويريد الاستسلام والتفاوض وجهاً لوجه، لكنه في واقع الأمر كان يدبر مكيدة تُمكنه الانتصار على "أفضل خان" دون أن يخاطر بمواجهة ضد قوات السلطان التي كان تفوقه بالعدة والعتاد

يوم اللقاء ومقتل "أفضل خان"


في هذه الأثناء، كانت جيش "أفضل خان" يحقق الانتصارات المتتالية، وسيطر جيشه المجهز تجهيزاً جيداً على أراضي "شيفاجي"، الذي انسحب إلى حصنٍ وسط الجبال بدلاً من تحدي "أفضل خان" في ساحة معركة مفتوحة.

أفضل خان
حصن شيفاجي مهراج في الهند / Wikimedia Commons

أرسل "أفضل خان" مبعوثاً إلى "شيفاجي" من أجل التفاوض وتحديد مكان اللقاء، وعامل "شيفاجي" مبعوث "أفضل خان" باحترام، ولكنه التقاه سراً ليلاً، وحثه باعتباره هندوسياً مثله على الكشف عن نوايا "أفضل خان" الحقيقية.

لمّح المبعوث إلى أن "أفضل خان" كانت لديه خطط غادرة، وكان "أفضل خان" غدر سابقاً بعدد من خصومه، وقتلهم بعد أن اتفق معهم على اللقاء والتفاوض.
أرسل "شيفاجي" رسالة مع مبعوث "أفضل خان"، يخبره فيها بأنه يحترم "أفضل خان" باعتباره قائداً شجاعاً وصديقاً لوالده.

وتظاهر "شيفاجي" بأنه خائف من "أفضل خان"، واقترح عقد اجتماع تفاوضي مع عدد قليل من الحراس الشخصيين، وسط الأدغال قرب الحصن، وكان اختيار ذلك المكان مقصوداً ليضمن "شيفاجي" عدم قدرة جيش "أفضل خان" على التحرك بسهولة، في تلك المنطقة الوعرة.
واتخذ "شيفاجي" إجراءات احترازية للدفاع عن نفسه ضد "أفضل خان"، وارتدى درعاً حديدية تحت ملابسه، وأخفى خطافات معدنية متصلة بالأصابع تشبه مخالب النمر.

دخل "أفضل خان" و"شيفاجي" إلى الخيمة، بينما انتظر الحراس في الخارج، وطلب "أفضل خان" من "شيفاجي" الخضوع لملك بيجابور "علي عادل شاه"، وتظاهر "أفضل خان" باحتضان "شيفاجي"، لكنه سرعان ما طعنه بخنجر كان يخفيه.

أفضل خان
لوحة تصور شيفاجي وهو يقتل أفضل خان / Wikimedia Commons

لكن "شيفاجي" كان محمياً من الطعنة بسبب درعه، وغرس مخالبه الحديدية في معدة "أفضل خان" وقتله ثم قطع رأسه، وتسبب ذلك في فوضى بين صفوف جنود "أفضل خان" الذي بسبب انعدام قيادتهم خسروا تلك المعركة.أما المكان الذي قُتلت فيه الزوجات فأصبح اليوم مزاراً سياحياً يحمل اسم "60 قبراً".

تحميل المزيد