مؤسستها ادّعت أنها زوجة المسيح، وقساوستها مارسوا الجنس مع القاصرات.. طائفة “عروس المسيح”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/02 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/20 الساعة 19:43 بتوقيت غرينتش
طائفة "عروس المسيح" صورة تعبيرية shutterstock

كانت قرية "كنوتبي" الصغيرة في السويد، ولسنوات عديدة، موطن حركة مسيحية بروتستانتية، تؤكد على التجربة الشخصية المباشرة مع الله، من الخارج يبدو أفراد تلك الجماعة، مجموعة عادية من المسيحيين الملتزمين دينياً.

لكنهم في الحقيقة كانوا "طائفة" لها عقائدها الخاصة، تقودهم امرأة تدعى "أوسا والداو" منذ عام 1992، والتي كانت تدعي أنها تتواصل مع الله، وأنها "عروس المسيح"، لتقنع أفراد الطائفة بتنفيذ كل ما تأمرهم به.

ولم يكن أحد ليعلم ما كان يجري داخل تلك الطائفة وحقيقة أفكارها، حتى وقوع جريمة قتل عام 2004، على يد أحد أفراد الطائفة، لتظهر بعد التحقيق، تفاصيل مروعة لما كان يجري داخل تلك الجماعة.

جرائم قتل للعودة إلى جانب "عروس المسيح"

في ليلة 10 كانون الثاني/يناير عام 2004، تعرض اثنان من أعضاء الطائفة لإطلاق نار داخل منزليهما، وهما "ألكسندرا فوسمو" وجارها "دانيال ليند"، دخل مطلق النار أولاً إلى منزل "ألكسندرا" وأطلق عليها النار 3 مرات. وكان زوجها "هيلج فوسمو" نائماً في الطابق العلوي في ذلك الوقت.

عروس المسيح
"هيلج فوسمو"\مواقع التواصل

توجّه القاتل إلى المنزل المجاور؛ حيث يعيش "دانيال ليند"، وأطلق النار عليه وهرب.

ماتت "الكسندرا فوسمو" ونجا "دانيال ليند" وتم نقله إلى المستشفى. 

لم يمض وقت طويل على مقتل "ألكسندرا"، حتى تقدمت امرأة تدعى "سارة سفينسون" للاعتراف بأنها هي من ارتكبت الجريمة. كانت "سفينسون" عضوة سابقة في طائفة "عروس المسيح" وكانت قد هاجمت "ألكسندرا فوسمو" بمطرقة قبل عام من جريمة إطلاق النار. 

كما تبين بالتحقيق أن "سارة سفينسون" كانت عشيقة زوج الضحية "هيلج فوسمو"، قبل أن يتم نفيها من القرية، وكانت تعيش في نفس المنزل مع الضحية "ألكسندرا" وزوجها، وكانت الضحية تعلم بعلاقة زوجها مع "سارة سفينسون"، لأنها كانت أوامر "عروس المسيح" "أوسا فالداو" التي كانت تقود الجماعة.

والتي أمرت الأشخاص الـ3 بتلك العلاقة الجنسية من أجل "مهمة روحية "، حتى غيّرت "والدو" رأيها وأمرت بطرد "سفينسون" من الطائفة ونفيها بعيداً.

جريمة القتل لم تكن سوى "قمة جبل الجليد" وكشفت المستور في طائفة "عروس المسيح"


كانت الجريمة حتى ذلك الوقت تبدو جريمة انتقام عاطفية لعشيقة تشعر بالغيرة، لكن ما أثار حيرة المحققين هو محاولة "سفينسون" قتل "دانيال ليند" جار الضحية؛ لتتبين أن تلك الجريمة لم تكن سوى قمة جبل الجليد في حقيقة ما كان يجري في تلك القرية.

عروس المسيح
سارة سفينسون\ مواقع التواصل

بعد التحقيق المكثف، اعترفت "سفينسون" بأنها كانت تتلقى رسائل نصية أرسلها إليها عشيقها السابق وزوج الضحية "هيلج فوسمو" والتي كانت تعتقد أنها مرسلة من الله، أوعزت لها تلك الرسائل، بضرورة تنفيذ جرائم القتل تلك، إذا أرادت العودة إلى جانب "الرب" و"عروس المسيح" "والداو".

وبعد التدقيق في سجلات الهاتف الخاصة بـ"هيلج فوسمو"، اتضح أنه كان على علاقة مع زوجة جاره "دانيال ليند"، ولأن "هيلج فوسمو" لم يستطع الطلاق من زوجته، لأنه كان قسيساً في الطائفة.

فكان الدافع واضحاً، أراد "هيلج فوسمو" من عشيقته "سارة سفينسون" أن تقتل زوجته "ألكسندرا" وجاره "دانيال ليند" حتى يكون مع زوجة جاره، واختار "سفينسون" لتنفيذ خطته لأنها كانت شخصية شديدة التدين ومضطربة نفسياً.

حققت الشرطة مع أفراد الطائفة وسكان القرية ليكتشفوا الحقيقة المروّعة لما كان يجري هناك،
فذكر أفراد الطائفة أنهم كانوا يتعرضون للعنف الجسدي والإساءة العاطفية والاستغلال الجنسي، وكان يتم إقناعهم بأنها جزء من طقوس العبادة التي أمرتهم بتنفيذها "عروس المسيح" "أوسا فالداو".

الزحف والضرب والجنس بأوامر "عروس المسيح"

رغم محاولات الشرطة إقناع أفراد الجماعة بالتقدم بشكوى رسمية ضد "عروس المسيح" و"قساوستها"، إلا أنه لم يقم بذلك سوى 8 أفراد فقط، وأخبروا الشرطة بما كان يحدث لهم طوال السنوات الماضية.

تعرضت امرأة للركل في بطنها وارتطم رأسها بالحائط، وضُرب آخر في صدره وضُرب في وجهه بمضرب، وتعرض رجل آخر للكم في وجهه، وكان بعضهم يجبر على الزحف والتعرض للإهانة،

بأوامر مباشرة من زعيمة الطائفة "أوسا فالداو"، بحجة تعجيل عودة المسيح، كما أجبرتهم على ممارسة الجنس مع شركاء تقوم باختيارهم من الطائفة ولا يهم إن كانوا متزوجين أو لا، فلا يحق لأحد منهم الاعتراض، وإلا سيتعرض للطرد والنفي من القرية، وتقنعهم أنهم سيطردون من "ملكوت الرب"  أيضاً.

المحكمة تصدر حكمها بحق "عروس المسيح" وقساوستها، لكنها الآن حرة!

في مارس/آذار 2020 ، أُدينت "والداو" في 8 تهم بالاعتداء على أفراد من الطائفة، وحكم عليها بالسجن مع وقف التنفيذ؛ لأن المدعين لم يستطيعوا إثبات أنه تم إكراههم على فعل أي شيء مما سبق، وكان بإمكانهم المغادرة في أي وقت.

أما قساوسة "عروس المسيح" فتمت إدانتهم بالاستغلال الجنسي لفتيات قاصرات، وحكم عليهم بالسجن.

أما "هيلج فوسمو" فحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة التحريض على القتل، مع أنه ادعى أن "أوسا فالداو" هي التي أرسلت له الرسائل وطلبت منه إرسالها إلى "سفينسون"، وأن "عروس المسيح" هددت حياة ابنته إذا كشف ذلك.

 نفت "والداو" مزاعمه، ورغم كل التحقيقات وفحص سجلات الهاتف لكن الشرطة لم تكن قادرة على العثور على دليل يدعم ادعاء "فوسمو".

أما "سارة سفينسون" فتم وضعها في مصحة نفسية لعدة سنوات ثم أطلق سراحها عام 2011، وتخضع للعلاج لتخليصها من غسيل المخ الذي تعرضت له لسنوات، أما بالنسبة لـ"عروس المسيح" فلا تزال حرة طليقة وقامت بتغيير اسمها بعد انتهاء المحاكمة، وأما القرية التي كانوا يعيشون فيها فهي الآن شبه مهجورة.

تحميل المزيد